%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
محبرة الخليقة (9)
تحليل ديوان "المحبرة" للمبدع "جوزف حرب"
د. حسين سرمك حسن
بغداد المحروسة
2012 - 2013
ملاحظة : حلقات من كتاب للكاتب سوف يصدر عن دار ضفاف (الشارقة/بغداد) قريباً .
وإذا كنتُ قد قلتُ أكثر من مرّة أن القصة القصيرة فن ، والرواية "علم" ، فإن هذا لا يعني أن الشعر يعني انثيالاً لاواعيا للصور والكلمات . على الشاعر أن "يحسب" خطواته التصويرية بدقّة ، ويربط بين أجزاء الصورة ، كي تتناسب العلاقات بين جوانبها ، ثم تحسب هذه العلاقات في إطار الصورة الكلّية . ولجوزف حرب روح "عالِم" .. بصبره البحثي ، ودقّته التحليلية ، مهارته التصويرية ، ودراسته لتناسب المكوّنات ، والأهم علاقاتها المتبادلة . راجع – على سبيل المثال – قوله في هذا المقطع وهو يصف جمهور القدّاس :
(خفضَ الجميعُ رؤوسهمْ ، حتّى
غصونُ التينِ ، والأفعى ، وشيخُ النارِ ،
والخُلدُ الكفيفُ ، وصخرةُ الجبلِ
العنيدةُ ، والجرادةُ ،
والغُرابْ . – ص 30) .
وتصوّر لو أن الشاعر قد قال : والأفعى ، والنار .. إلخ. فكيف يمكن أن تتجانس جلسة من في القدّاس وبينهم النار . خفّف جوزف من وقع هذا المكوّن الحارق بوصف "شيخ النار" ، الذي سيمتلك من الحكمة ما يلجم شهوة النار الفطرية الجامحة .
والآن (في المقطع العاشر) ، وبعد أن انتهت صلاة القدّاس ، جاء طقسٌ آخر ، يمكن أن تتقبله نفوسنا بعيداً عن أي استعداد ديني أو فكري مسبق ، فقد قلتُ أن جزءا من مشروع الشاعر هو وضع تصوّرٍ لخليقة جديدة ، يشذّب ويصفّي عن طريقها وبها ممارسات تحيّزية علقت ، ويوسّع أخرى تثري الشكل الذي اختاره . ومن المهم هنا أن لا ننسى المرجعية الثقافية للشاعر نفسه . والطقس الآخر الذي تلا طقس الصلاة والدعاء للبحر الحبيب بأن يبارك الماء ، ويهبه للخلائق المبتهلة ، هو طقس الإعتراف أمام التراب الكاهن ، حيث جلس الكل على كرسي الإعتراف ، واعترف بخطاياه وآثامه ، طالباً الصفح والرحمة ، فمحا التُراب خطايا الكل . والتراب كبنية هو أكثر المكوّنات ملائمة وقدرة على "المحو" .. محو الخطايا ، فمنه جئنا ، ولهذا دعا الجمع البحر في الصلاة إلى أن يبارك الطين أيضاً ، وإليه نعود كممثل للرحم الأمومي في الواقع . والآن يأتي الطقس الختامي وهو طقس التناول ، الذي مهّد له الطقس السابق : طقس الإعتراف . فعلى المؤمن قبل أن يتقدم لتناول "القربان المقدس" أن يقدم التوبة النصوح والندامة التامة والتصميم على عدم العودة إلى الخطايا معترفاً بخطاياه اعترافاً قانونياً أمام الكاهن الشرعي . وأن يؤمن بأن القربان المقدس هو سر جسد الإله الفادي ودمه الأقدسين ، فيتقدّم لتناولهما بإيمان واحترام ونقاوة الضمير وأن ينقّي جسده ليكون طاهراً . وقد تطهّر جماعة القدّاس بالإعتراف أمام التراب ، وها هو "يناولهم" القربان الذي يجب أن يكون من جنس جسد الإله المنعم وهو البحر ، فكان يناولهم الماء ، الذي كانوا يتناولونه بإيمان حقيقي وبنزوع عارم لاستمزاجه في أجسادهم ، هم الذين ابتهلوا طويلا له ، فكان ينسرب بصمت وهدوء في الشفاه والعروق ليصبح مكوّناً أصيلاً بعملية غير محسوسة تُشبه العمليّة التي يمتصّ فيها الليل فضّته في ليلة مقمرة . ولا يوجد أدقّ وأروع من هذا الوصف الذي يعجز عنه حتى العلم الذي لن يستطيع مطلقاً معرفة الكيفية التي يصبح فيها الحياءُ حمرةً في الخدّين . وإذا شرح لك العالم الكيفية التي يدخل فيها الماء المعدة عبر الفم فالمريء ثم يُمتص وينقل عبر الأوردة .. إلخ ، فعليك أن ترفع من هذه العملية اليابسة "شرط" الجمال ، ولن تجده إلا في "علم" الشاعر الذي لا يكتفي بإرباكنا باكتشاف طريقة تصف تمثيل الماء في الجسد (الفضّة التي يمتصها الليل حين يُقمر) حسب ، بل بكشف مسار سرّاني آخر للنماء والحيويّة التي يسبّبها الماء في الجسم العطش الذي يقطر التراب الماء البارد في فمه ، حين يغادر طقس التناول وقد صار طريّاً أخضراً :
( قبل نهايةِ القدّاسِ ، أقبلَ كلُّ منْ
دخلَ الكنيسةَ نحوَ مذبحها ، وقد كان الترابُ
يناولُ المتقدّمينَ الماءَ .
كلٌ
يغمضُ العينينِ ، يفتحُ للترابِ فماً
قديماً يابساً ، لمّا عليهِ الماءُ يسقطُ
بارداً
متقطّرا
ويذوبُ في الشفتينِ كالليلِ
الذي يمتصُّ فضّتهُ
إذا ما اقمرا ،
يمضي
طريّاً ،
أخضرا . – ص 34 ) .
وبعد ان انفضّ الجميع ، وقد صلّوا واعترفوا وتناولوا من جسد البحر ، جاء دور التراب ليصلي ويبتهل لإلهه البحر :
(صلّى الترابْ :
عصيٌّ
عاصفٌ
موّاجةٌ فيكَ المياهُ كراقصٍ لا شيءَ منْ
أسرارهِ إلّا ويظهرُ في سلالمَ رقصهِ ، من صفوِ زرقتهِ
إلى الغضبِ المتوّجِ بالأكاليلِ الضفيرةِ للأعاصيرِ
الملوكِ .
وشاسعٌ
يا
أيّها البحرُ الذي أعماقهُ
كالفيلسوفِ ، سكونهُ وجهُ الحكيمْ . وموجهُ قلقٌ ،
ومجنونٌ ، وحرٌ ، ساحرٌ ، كالروحِ في الشعراءِ . – ص 35 و36) .
وكلّ الأوصاف يحتملها البحر حتى لو كانت متضادة صارخة : الفيلسوف والمجنون ، والصامت والصاخب ، القلق والهاديء ، المنعم والمدمّر ، الواضح والغامض ، وهكذا تتجمّع صفاتُ البحر ، أو "أسماؤه الحسنى" ، وهي في أغلبها مبنيّة على خواص فيزيائية جامدة نحن الذين ننفخ فيها الحياة ونؤنسنها ، والأهم أننا "نسقط" الكثير منها على هذا الكيان المحايد في أغلب حالاته ، وخصوصا الشعراء من أمثال جوزف حرب ، الذين بإمكانهم أن يستولدوا صفاتٍ ومسميّاتٍ ، لا تمرّ على بال أحدٍ منّا :
( أيّها البحرُ
الذي في الأرضِ لا يغفو ، ويُمضي الوقتَ في
تبديلِ انواعِ الوسائدِ في السواحلِ ، كي ينامَ
ولا ينامُ – ص 37) .
أو :
( يا
أيّها الرجلُ الذي عشقت ذكورتهُ إناثُ الكائناتِ
جميعهنّ
نساؤكَ المتزيّناتُ ........
وما ... الآه المُذابةُ في الرياحِ .....
إلّا بعضُ أصواتٍ لشهوتهنّ حينَ تُمارسُ
الأمواجُ في أجسادهنّ
إذا
انتشرْ
على أفخاذهنّ الغيمُ ،
وانهمرَ
المطرْ . – ص 38 ) .
لكن الأمر هنا أوسع ، فالكونُ الشاعرُ يتحدثُ عن البحر العظيم ، الغمر الذي كانت ترفّ عليه روح الله ، ومن دون أن نلتفت بحاستنا النقدية ، وبقوّة ، إلى المسيرة التي استدرجنا عبرها الشاعر ، وهو يعرض ديوان الكون الشاعر المسمّى "الخلق" والذي أعلن لنا أنه أحبّه كثيراً .. وكان يقرؤه بروحه لا بعينه ، سوف تفلت منا أمور مهمة كثيرة . ففي النص الأول (المقطع الرابع) كتب الكون الشاعر نصّه يصفُ فيه كيف خلق الله السماواتِ والأرضَ والليل والنهار وباقي مكوّنات الكون وفق الطريقة التي عرضناها سابقاً ، وختم نصّه بالقولِ إن الله رأى نصّ محابره حسناً فاستراح . ثم راح شاعرنا يقرأ في النصوص مركّزاً على "نصّ المياه" الذي تحوّل شيئا فشيئا ، ومن مقطع إلى آخر ، إلى "نصّ البحر" العظيم الحبيب المقدّس المبارك المصوّر المنير الواهب الماحي الكريم الوسيع العاصف العصيّ الغاضب الحكيم الساحر المجنون ... وإلى آخره من أسماء البحر الحسنى ، لتصبح القصيدة في ختامها موقوفةً على إله البحر الخالق ، في حين اختفى الإله الأصلي صاحب النصّ الأول ! فهل هو تصحيح جديد وجوهري ضمّنه جوزف حرب قصّة خليقته هذه بأن أرسى الإعتراف بالخالق الفعلي الذي تدين له كلّ الموجودات ، والذي (لو ما كانَ ، ما كانت خليقهْ – ص 37) فهو مصدر المادة التي يُجعل منها كلّ شيء حيّ ؟ وفوق ذلك فإن الإله الذي كتب قصيدة الخلق الأولى رأى النصّ حسناً فاستراح ، في حين أن البحر العظيم مازال يواصل بعزم هادر كتابة قصيدة الخلق السرمدية . لقد تصاعد صوت الشاعر الإنسان ، شيئا فشيئا ، يداعب أسماعنا في فضاء القصيدة ، حتى التحم بصوت التراب ، وتماهى مع الكون الشاعر ، وصارت صلاته صلاة التراب ، واصبح نزوعه الأخير هو نزوع أي شاعر يريد التحليق بإمكاناته إلى أقاصي سماوات الإبداع كي ينحت النصوص من رخام الغمام مستهدياً بخطى البحر الذي (حركاتهُ في الموجِ توحي كيف ينحَتُ أو يصوّر - ص 36) :
( وها أنا أرنوْ
إليكَ بوجهِ مبتهلٍ ، وأرفعُ عالياً غصناً من الزيتونِ
فوق يدٍ ،
وفوقَ يدٍ
حمامهْ
ألا يا
بحرُ غطّ يباسَ
روحي
بالغمامهْ .
ألا
يا
بحرُ ، ما منْ كائنٍ إلاّ ويظهرُ
شكلهُ في الغيمِ ، ليتَ أصابعي تغدو مع الأيّامِ
نحّاتَ الغمامِ ، وليتَ كلَّ غمامةٍ
تغدو
رُخامهْ . – ص 39 و40 ) .
فهو يدرك أن الفاصلة بينه كتراب مخلوق والبحر الخالق هي فاصلة الإبداع ، فاصلة "التصوير" – والمصوّر من أسماء الله الحسنى - فاصلة جسيمة يجسرها حين تستطيع أصابعه نحت وجوه الكائنات على رخام الغيم .
وحين تراجع نصوص الكون الشاعر كما راجعها شاعرنا – بالمناسبة هو لم يحذف ولم يُصحّح ولم يُضف شيئا كما طلب منه الأول حتى الآن بل كان مأخوذاً بقصائد "الخلق" – تجد أننا في قلب دائرة خليقة كبرى كلّها تدور حول الماء ومعضلة الخصب واليباس التي ترتبط به . هذا ما يتضج جليّاً من خطاب التراب للبحر :
( يا
أيها البحرُ الذي يهبُ الخزائنَ
والمطايا ، وهو لو ما كانَ
ما
كانتْ خليقهْ .
مصيرُ حياةِ أنْ نبقى ، بأجنحِ غيمهِ ،
وبمائهِ
ملحُ الحقيقهْ ،
خصوبتُكَ السخيّةُ خلف كلّ ولادةٍ ... – ص 37 و38 ) .
ومنذ البداية – المقطع الخامس ؛ نصّ المياه – رسمَ الكون الشاعر مخطّطاً للكيفية التي يسيطر فيها الماء على كل مفاصل الحياة عبر "أوزانه" التي انسربت في كل إيقاعات الحياة الوظيفية من مطر ونبع ورعد وأنهار واشجار ونباتات وسوابح أعماق وعصافير وغزلان ... وكل شيء ، بصورة تذكّرك – مثلا - بالإله "أنكي" – بيت الماء أو إله الماء – الذي كان حسب "كريمر" يمسك بنظام العالم من خلال تحكّم الماء بحياة الإنسان – وحياة النبات والحيوان - جذريّا ، وبتفصيلات حياته اليومية ، فكان يوكّل آلهةً ثانويّة يمنحها بعض صلاحياته . فهذا إله للمطر والصواعق ، وآخر للأنهار ، وثالث للأسماك ، وأخرى للخبز .. وهكذا . وبالإحالة إلى الإله إنكي فقد يشعر بعض السادة القرّاء أنّ الوقفة الإبتهالية للتراب - في المقطع الأخير ، الحادي عشر – التي كشف فيها جانباً وظيفياً حسيّاً وجنسياً صادماً حين خاطب إلهه البحر بـ :
(أيّها الرجل الذي عشقتْ ذكورتهُ إناثُ الكائناتِ
جميعهنْ
نساؤكَ المتزيّناتُ بشوقهنّ إليكَ ، بالعريِ المفتّح
بالعناقِ اللافحِ الشبقيّ .... ص 38) .
هذه الوقفة قد تكون شطحة بعيدة المدى من السياق "الأرضي" "الخصبي والإروائي" الذي خاطبه به الجميع في القدّاس برغم أن الجنس هو عملية "تخصيب وإرواء" . لكن في مقطوعة "أنكي ونظام العالم" التي أشرتُ إليها قبل قليل ، نقرأ وصفاً مثيراً يربط بوضوح بين المياه والخصب والفعل الجنسي مثلما ربط التراب بينها :
(بعدَ أن حدّق [= أنكي] ببصرهِ من تلك النقطة ،
بعد أن أطلّ الأب أنكي فوق الفرات ،
وقف بكبرياء كالثور الفحل ،
وسلّ "قضيبه" وراح يقذف ،
فملأ دجلةَ بمياهٍ حيوية ،
والبقرة المتوحّشة لن تخور في المراعي ،
لقد خضع دجلة له كما لثور فحل .
سلّ قضيبه وجلب هديةَ العريس ،
جلب المتعة لدجلة كثور متوحّش ، ضخم ، منتشٍ بمنح النسل ،
الماء الذي جلبه ماء حيويّ ، خمره حلو المذاق – ص 198 ) (15) .
ولكن مع جوزف حرب – وهذا جزء من جهد التصفية والتشذيب الذي يقوم به - تكون المسألة اكثر معقولية وصفاءً حيث يقوم البحر بفعله الحسّي المباشر ببساطة ، وبلا توسّعات خرافية ، فالماء المعبّر عنه بانّة الأعشاب ، وحفّ الغصون ، ونغمة العصفور ، وتنهيدة الينبوع الفضّي ، هي استعارات رمزيّة من رمزيّة العملية البشرية الحسّية الأصل المليئة بالأنّات الملتهبة والحفيف الشفيف والتنهيدات الحارقة . والماء الذي حسب الفيلسوف "طاليس" هو "أصل كلّ شيءٍ موجود" ، وطاليس شرقي ، فينيقي ، وقد تكون نظريّته هذه من الشرق (16) ، الشرق الذي منه جوزف حرب وكونه الشاعر الذي ينقل لنا ابتهال التراب لإلهه البحر والذي يضفي عليه فيه كلّ سمات إلهة الخصب القديمة :
( إلهُ
الزرعِ ،
قدّيسُ الصحارى ، أنتَ . واسمكَ ربُّ
واهبةِ البنفسجِ ، والمراعي الفيْحِ ، والجبلِ المحبّرِ
بالعريشِ ، وانتَ عنديْ ماءُ إبريقي ، وسيدُ بيتيَ
المفروشِ ممّا حيّكتهُ يدُ الفصولِ . وها أنا أرنو
إليكَ بوجهِ مبتهلٍ ، وأرفعُ عالياً غصناً من الزيتونِ
فوق يدٍ ،
وفوقَ يدٍ
حمامهْ . – ص 39) .
ولكن شاعرنا الذي تسلّم من الملاك رسول الكون الشاعر ديوان الأخير الشعري "الخلق" مخطوطاً على ستّ غيماتٍ ، ومكتوباً بمنديل يرجو فيه من الشاعر أن ينقّحها ، ويحذف منها أو يضيف إليها وينقدها ، لم يقم بما طُلب منه ؛ فهو لم يحذف أو يضيف أو يصحّح كما قلتُ قبل قليل ، علّق فقط بالقول أنه أحبّ كلّ النصّ ، وراجعه بروحه . فاين هو رأيه النقدي المستقل ؟ وما هو جوابه على طلب الكون الشاعر ؟
د. حسين سرمك حسن
إقرأ للكاتب أيضا :
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
|
---|