<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن (1)           تأملات في رواية "د. عباس العلي" الخطيرة  : "الرجل الذي أكله النمل"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

كتب .. كتب .. كتب

 

(1)  تأملات في رواية "د. عباس العلي" الخطيرة : "الرجل الذي أكله النمل"

 

 

قراءة : د. حسين سرمك حسن

 

 

بغداد المحروسة - 16/9/2014

 

عن دار ضفاف صدرت رواية بعنوان (الرجل الذي أكله النمل – الدويدي والإنكريزي) (157 صفحة من القطع المتوسط) .

لم أسمع باسم الدكتور "عباس العلي" كروائي من قبل ، ويبدو أن هذا هو عمله الروائي الأول ، وإذا كانت له أعمال أخرى فالتقصير منّي .

الرواية ذات موضوع مهم بل خطير من الناحية الفكرية والتاريخية حسبما يبدو لي ، فهي من خلال المقطع الذي اختاره الكاتب لغلاف روايته الأخير تتحدّث عن الجهود البريطانية في استكشاف كنوز العراق الآثارية المُهملة الدفينة في ميسان / العمارة ذات الحضور السومري والإسلامي العميق ، ومخزونها الأسطوري العجيب الذي يتعرض للتغييب على أيدي أبنائها أنفسهم ، ولكن معالجة العلي تأتي وفق منظور حضاري فذّ ومراجعة ذاتية عميقة ، صادمة وملتبسة :
(في حدث غير متوقع ظهر اسم الانكريزي حسب ما اخبرني به كاظم ابن محمد النويدر ، كان رجلا قد حطّ في المنطقة لوحده في تلك الايام حين كان جدّه يعاني العوز المادي في اطراف الهور هناك عند التل المسمى "ايشان أم ليرة" . لا أظن أن هذه تسميته التاريخية لأن لا أحد يجرأ أن يصل الى هناك ، فهو مسكون بالجن منذ آلاف السنين . كان وحده الانكريزي حطّ رحاله وبنى خيمته ، الناس توقعت أن تراه في اليوم التالي وقد اعتراه الجنون أن لم تاكله الجن ، فقط هو من شجّع الجَد الذي اكله النمل أن يذهب معه . قد يكون النمل نوعا من الجنّ القاتل ، وكيف تعرف أن هذا النمل هو من الجن ؟!) (كلمة الغلاف الاخير) .

لكن الأطروحات الثقيلة في الرواية تكمن بين طيات متنها :

(وصلنا قرية الدسيم وفي الطريق أخبرني [= السائق] عن وجود أديرة وكنائس وآثار مسيحية ممتدة من النجف حتى منطقة الدسيم ، ومعظمها محصورة بالربوات الحجرية ... أخبرته أني أستاذ أدرس التاريخ القديم في الجامعة لذا بادرني بهذا الكمّ الهائل من المعلومات ..

سألته هل حقا أن السيد المسيح وُلد هنا كما يزعم البعض فأجاب وبكل ثقة : نعم :

-        ولكن هذا خلاف المعلوم

-        ألم تقرأ سورة مريم

-        نعم بل أحفظها

-        فانتبذتْ من أهلها مكانا شرقيا قصياًّ فيه نخل وماء وربوة وقرار معين .. كل هذه الأشياء لا يمكن أن تكون في بيت لحم في فلسطين لا قديما ولا حاضرا ، بل كلها مجتمعة في هذا المكان الذي تؤكد كل شواهد التاريخ أنه وُلد هنا قرب الطور والبيت المعمور

-        -البيت المعمور هو بيت المقدس

أجابني : لا يا سيدي هو البيت الذي عمرته الجن بأمر من نبي الله سليمان ، أنظر إلى صيغة معمور أي مفعول مثل مسكون ومكنون .

-        نعم ، وما يعني هذا ؟

-        إن بيت الله الذي في مكة هو بيت الله المرفوع رفعه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام

-        وبيت المقدس هو بيت القدس ، هو البيت المخصوص

-        أما البيت المعمور فهو الذي عمره وبناه عمّار الأرض وهم الجن بأمر سليمان وسكنه وكان قريبا من من طور ومن البحر المسجور ، أي البحر الذي لا هو مملوء بالماء ولا هو جاف .. لاحظت كيف يصف الله هذا المكان تماماً ؟ والمعمور تفيد صفة المخصوص لأن البناء عام والتعمير خاص ، لذا قال الله إنما يعمر مساجد الله ولم يقل يبني لأن كل معمور مبني وليس كل بناء معمور

-        ولكننا كمسلمين عندنا تفسير آخر عن هذا الموضوع

-        ليس صحيحا كل ما وصلنا فهناك من يريد أن يزوّر الحقائق من أجل قضية أخرى .

-        مثل ماذا ؟

-        أن لا يقول احد أن أرض العراق هي الواد المقدس !! ) (ص 120 – 122) .

دائماً ، وحسب نظرة معلّم فيينا الثاقبة ، تسبق رؤى الأدباء ، نظريات وقوانين العلماء والباحثين . ومن المُحتمل أن هذا "الحلم" السردي الذي يطرحه عباس العلي ، والذي من المؤكّد أنّه أسّسه على معطيات وبحثٍ مضنٍ طويل ، وليس على أساس معلومات عشوائية وحوار عفوي ، والطريقة التي تعامل بها مع "كاظم الدويدي" الرجل الريفي الذي إئتمن "الإنكريزي" قبل أن يموت بالكوليرا ، جدّه "محمّد النويدر" على "صندوقه" الثمين الذي لم يُعرف ما فيه إلى نهاية الرواية ، ودخولهما القصر "المعمور" فعليا تحت "إيشان أم ليرة" ، ثم تحليل عيّنات من صخور القصر الفسفورية التي أثبتت أنها لا تمت بصلة لأرض المنطقة جيويولوجيا ، كل ذلك وغيره الكثير يمكن أن يكون نواة جهد فذّ لبحث موسّع على المستويين الروائي والعلمي الآثاري والأسطوري والديني الموسّع والمؤصّل ، لو ثبتت نتائجه فإنها سوف تقلب وجه المعرفة البشرية .

وأعتقد أنّ د. عباس العلي قد وضع روايته هذه كخطوة للتوصيل وليس لتقديم أنموذج في الفن الروائي ، ولو اعتنى العلي بهذه الرواية كعمل سردي ذي حبكة عجيبة مدهشة لقدّم للإبداع العراقي عملا لا يقل مستوى عن أبرز الروايات العالمية التي تعالج موضوعة الوثيقة وتداعياتها الشائكة والتي تفجّرت على يدي "إمبرتو إيكو" في "إسم الوردة" .

 

 

د. حسين سرمك حسن

إقرأ للكاتب أيضا :

 

مظفر النواب: (1)

وحالة ( ما بعد الحب )

 

مظفّر النوّاب : (2)  

من مفاتيح الحداثة

 في قصيدة "للريل وحمد"

 

مظفر النواب : (3)

 اللغة تقاوم الموت

 

مظفر النواب : (4)

 شتائم ما بعد النقمة

 

مظفر النوّاب : (5)

الصانع الأمهر

 

مظفر النواب : (6)

ملاعبة المثكل الخلّاقة

 

مظفر النواب : (7)

الإنفعال الصاخب المُعدي

 

مظفر النواب : (8)

عشبة خلود الشاعر :

 "اسعيده" المرأة العراقية العظيمة

 

مظفر النوّاب: (9)

تمزّقات ارواح الحروف المدوّية

 

مظفر النواب : (10)

 دراما حروف العامية الجديدة

 

مظفّر النوّاب : (11)

 العالمية تبدأ من معاناة الإنسان العراقي

 

 

مظفر النواب : (12)

تدشين مرحلة البطل الشعبي

 في الشعر العراقي

 

 

مظفر النواب : (13)

صوفيّة الأنوثة

 

 

مظفّر النوّاب : (14)

ينقر على الصمت ليبتكر الصوت

د. حسين سرمك حسن

 

 

فيلم المبارز – Gladiator

سادس أعظم فيلم في تاريخ السينما

 

 

كتابان جديدان للناقد

 الأستاذ "شوقي يوسف بهنام"

 

 

كتاب "الأبيض كان أسود"

 للناقد "ناجح المعموري":

عندما يصبح النقد الأسطوري قسرا وإفراطا !

عرض ونقد : د. حسين سرمك حسن

 

 

الفنان الراحل "أحمد الربيعي" ..

وهذا الكاريكاتير العجيب

 

 

قصيدة "بعيداً عن العراق" لشبرى البستاني:

في معنى الأدب المُقاوم

د. حسين سرمك حسن

 

 

محبرة الخليقة (1)

تحليل ديوان "المحبرة"

للمبدع "جوزف حرب"

د. حسين سرمك حسن

 

 

محبرة الخليقة (2)

تحليل ديوان "المحبرة"

 للمبدع "جوزف حرب"

د. حسين سرمك حسن

 

 

كتاب جديد للناقد "حسين سرمك حسن"

عن "أدب الشدائد الفاجعة"

 

 

حركة داعش .. وتنفيذ التعاليم التوراتية

(1)

 

حركة داعش وتطبيق التعاليم التوراتية

 (2)

 

حركة داعش وتطبيق التعاليم التوراتية

 (3)

 

 

كتابان للناقد "جاسم عاصي"

قراءة : د. حسين سرمك حسن

 

 

كتابان جديدان للباحث

 "ابراهيم فاضل الناصري"

قراءة : د. حسين سرمك حسن

 

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (1)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (2)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (4)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

بثينة خضر مكي في "أغنية النار" : البساطة المميتة  (2)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

بثينة خضر مكي في "أغنية النار" :

 البساطة المميتة  (3/الأخيرة)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (5)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (6)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (7)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

"عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (8)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (9)

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

 "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة  (10)

 

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربيّة نسوية :

بثينة العيسى في رواية

"عائشة تنزل إلى العالم السفلي" :

إنانا الحكاية العربية الجديدة 

 (11) (الأخيرة)

 

 

حركة داعش .. وتنفيذ التعاليم التوراتية

حسين سرمك حسن

 

 

محبرة الخليقة (3)

تحليل ديوان "المحبرة"

 للمبدع "جوزف حرب"

 

 

محبرة الخليقة (4)

تحليل ديوان "المحبرة"

للمبدع الكبير "جوزف حرب"

 

 

كتابان جديدان للباحث

 أ.د "فاضل جابر ضاحي"

د. حسين سرمك حسن

 

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

رواية (حلم وردي فاتح اللون)

 للروائية (ميسلون هادي) (1)

 

مشروع تحليل خمسين رواية عربية نسوية :

رواية (حلم وردي فاتح اللون)

 للروائية (ميسلون هادي) (2)

 

محبرة الخليقة (6)

تحليل ديوان "المحبرة"

 للمبدع الكبير "جوزف حرب"

 

 

محبرة الخليقة (7)

تحليل ديوان "المحبرة"

للمبدع "جوزف حرب"

 

 

كتب .. كتب .. كتب

(1)  تأملات في رواية "د. عباس العلي"

 الخطيرة  : "الرجل الذي أكله النمل"

 

 

كتب .. كتب .. كتب :

(2) فاروق أوهان في نخيل بلا رؤوس

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا