%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
كتابان جديدان للناقد الأستاذ "شوقي يوسف بهنام"
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر في دمشق ، صدر مؤخراً كتابان جديدان للناقد الأستاذ (شوقي يوسف بهنام) – مدرس مادة علم النفس في كلية التربية بجامعة الموصل) ، الكتاب الأول هو (حجازي وأحزان البهلوان – رؤية نفسية) تناول فيه بالتحليل وفق معطيات منهج التحليل النفسي المنجز الشعري للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ، أمّا الثاني فهو (أحمد دحبور وسعادات البشارة – رؤية نفسية في المنجز الشعري) وهو عن تجربة الشاعر المُقاوم أحمد دحبور ووفق أطروحات منهج الناقد الذي يستند إلى معطيات مدرسة التحليل النفسي .
والناقد "شوقي يوسف بهنام" ذو حضور مؤثر في ساحة النقد العراقي والعربي خلال السنوات الأخيرة ، وهو ذو جهد مثابر وعطاء وافر حيث سبق له أن أصدر مجموعة مهمة من المؤلفات التي تناولت تجارب شعرية وفكرية متنوعة منها :
فأرة أدونيس – مقاربات نفسية في الخطاب الشعري
"الشافعي بوصفه رائداً للتحليل النفسي"
”بلند الحيدري وتعشّق الظلمة”
"لميعة عباس عمارة وهموم الضياع – رؤية نفسية"
وقد كتب الناقد حسين سرمك حسن - في إحدى مقالاته - عن الناقد شوقي يوسف بهنام قائلاً :
(وسط علامات هذا الإنحسار المنذرة في منهج التحليل النفسي كمنهج نقدي ، افرحني كثيراً تصاعد نشاط الناقد الأستاذ "شوقي يوسف بهنام" يوماً بعد آخر . ففي كل يوم يطلع علينا بدراسة أو مقالة أو كتاب تكتسب أهميتها من أن كاتبها من الإمكانات القليلة جدا في مجال النقد الذي يستخدم أواليات منهج التحليل النفسي في حقل النقد في الثقافة العراقية . وحين أقول : (في الثقافة العراقية) ، فلأن شوقي لم يقصر جهده على الجانب الأدبي والفني ، بل تعداه إلى حقول معرفية أخرى)
أمّا عن كتاب شوقي الجديد " حجازي وأحزان البهلوان - رؤية نفسية" فقد كتب الناقد حسين سرمك حسن قائلاً أنّه كتاب :
(يتناول المنجز الشعري للشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي" ، هذا المنجز المعبّر عن التجربة الثرة والواسعة - زمنياً وإبداعياً - لحجازي الإنسان والشاعر . فقد طبع هذا الشاعر بصمته الشعرية ، والأهم - في هذا الزمن الرديء المدوّخ - بصمته الإنسانية السلوكية المقاومة في نفس وعقل المتلقي العربي . ويمكنني القول أن احمد عبد المعطي حجازي هو من الشعراء "الساموراي" الأخيرين ، والمثقفين "الساموراي" العرب الأخيرين في الحياة العربية . واهتمام الأستاذ شوقي يوسف بهنام بمنجز هذا الشاعر يصبّ في مجرى يكتسب جانبا كبيرا من أهميته من هذا المنظور .
أما السمة الأخرى في هذا الكتاب فهي درجة النضج التي حققها شوقي في تناوله لمنجز حجازي من ناحية الرؤيا والأدوات المنهجية . فقد اتسعت الرؤيا – ولم تضق العبارة طبعاً ، فهذا من شأن المتصوّفة ، وعلى الناقد المحلل أن يفيض ويتوسّع موضوعيا – وأصبح النص ملتحماً بمبدعه الذي لم يعد "يُحاسَب" إلّا من خلال صوره ومفرداته وتعبيراته ، والأهم ما تقدّمه "لغته" . وصار النص يؤخذ ككل .. كذات – في الحقيقة ذات مزدوجة : ذات النص وذات المبدع منسربة فيه – وكموضوع . أخذ شوقي النص كجزء من عالم كلّي متفجّر بالصراعات والمتناقضات وعلى محور الزمان في حركته الجدلية الخلاقة بين أبعاده الثلاثة المعروفة : الماضي والحاضر والمستقبل ، بدلا من التركيز على ماضي الشاعر والنص كما يحصل لدى المحللين عادة . ولو أخذتَ – على سبيل المثال – مقالته : "حجازي وحرائق الانتقام .. قراءة نفسية لقصيدة الاغتيال" ، لوجدتَ هذه الحركة الخلّاقة بين الشاعر والجلّاد ذهاباً وإياباً ، وتداعيات الذاكرة الجريحة ، وإحباطات النفس البشرية الموجعة التي يتعامل معها الناقد برؤيا الآن والراهن ، ليحقق تماهينا بها والتحامنا بآلام راويها وكأنها آلامنا نحن ، وتداعيات عصرنا المفزعة . هنا يعيد الناقدُ النصَّ إلى منطلقه ورحمه الأول الذي جاء عبر مخاضه وهو : الحياة – وليس العيادة - الحياة العظيمة بكل أهوالها وفظاعاتها ونذر خرابها .
وفي مقالة ثانية هي : "حجازي واحزان البهلوان : قراءة نفسية لقصيدة مرثية لاعب السيرك" تلمس هذه الإحاطة الشمولية والنظرة الكلّية بصورة أكثر قوّة . فمن المهرّج إلى الشاعر ، ومن الأخير إلى ذواتنا .. ثم عودة معاكسة تليها رجعة أخرى .. وهكذا . فالمهرّج هنا ليس مهرّج "بيكاسو" في لوحته الشهيرة . قد يكون فيه شيء من هذا . لكن فيه الكثير – في البداية على الأقل – من مشاعر بهلوان "نيتشه" . هذا ما أمسك به شوقي بإحكام غائصاً في المعنى الوجودي العميق ، المتمثل في السطوة الرهيبة والحتمية للمثكل : الموت كما وصفه جدنا جلجامش ، متحرّراً – أقصد الناقد – من أطر وقيود النظرة التحليلية التقليدية .
وفي أغلب المقالات التي ضمّها هذا الكتاب ، يركّز الناقد على الإرتفاع بالهمّ الإنساني والإنشغالات الأساسية المستخلصة من النصوص إلى مستوى الهمّ الجمعي والإنشغالات الروحية الخَلاصِية العميقة ، بعيداً عن دائرة الإنشغالات "العضوية" – وهي فردية بطبيعتها - التي ينهمّ بها النقّاد المحلّلون عادة . يتجلى هذا في مقالة " حجازي سجينا : قراءة نفسية لقصيدة السجن" حيث يصبح الوطن - بل العالم كله - سجناً كبيراً يشعر الشاعر بثقله وطغيانه من مدخل تجربته الفردية في السجن . وكذلك الحال في مقالة : "حجازي عاريا : قراءة نفسية لقصيدة : لا أحد" حيث يغترب الإنسان عن ذاته حدّ التمزّق النفسي والخراب العقلي) .
تحيّة للناقد المثابر المعطاء "شوقي يوسف بهنام"
د. حسين سرمك حسن
إقرأ للكاتب أيضا :
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|