<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن فيلم المبارز – Gladiator سادس أعظم فيلم في تاريخ السينما

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

فيلم المبارز – Gladiator

 

سادس أعظم فيلم في تاريخ السينما

 

 

د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2014

ملاحظة : هذا قسم من كتاب بعنوان : "السينما .. فن الإغواء المميت" سوف يصدر للكاتب قريبا.

1-تمهيد :

----------

المبارز هو فيلم تاريخي ملحمي من إنتاج أمريكي بريطاني مشترك (155 دقيقة)  أخرجه في عام 2000 ريدلي سكوت، ومثّله راسل كرو، خواكين فوينكس، كوني نيلسن، رالف موللر، أوليفر ريد (في آخر دور له في حياته)، دايمون هونسو، ديريك جاكوبي، جون شاربنل، وريشارد هاريس. جسّد "كرو" شخصيّة القائد الشجاع "ماكسيموس" ، وولاء الشخصية الخيالية للقائد الروماني (ماكسيموس ديسميوس ميريديوس) والذي خُدع وتمّ الغدر به عندما استولى إبن الإمبراطور (كومودوس) على السلطة بعد أن قتل أباه. وبانحداره إلى هاوية العبودية، تصاعدت شهرته كمبارز ليحقّق أخيراً الإنتقام ممن قتل عائلته وامبراطوره.

وعندما بدأ عرض الفيلم في 5 ايار 2000  نجاحا كبيرا في شباك التذاكر ، واستُقبل نقديا بصورة جيدة، وكان له الفضل في إشعال الإهتمام بالملاحم التاريخية، وقد رُشّح وفاز بالعديد من الجوئز، خصوصاً خمس جوائز أوسكار في حفل الأكاديمية الأمريكية الثالث والسبعين بضمنها أفضل فيلم وأفضل ممثل لراسل كرو.

2-القصّة :

 

في سنة 180 ق . م يحقق القائد الشجاع "ماكسيموس" انتصارا حاسما للجيش الروماني على القبائل الجرمانية بعد مسيرة حرب طويلة دامية على حدود الإمبراطورية الرومانية، محقّقاً الظفر النهائي للإمبراطور "ماركوس أوريليوس" الذي كان هرِما ويوشك على الموت، وبرغم أن لديه ابناً هو "كومودوس" فإنه يطلب من ماكسيموس أن يكون وصيّاً على العرش ، ويعيد روما إلى الجمهورية. حدّث الإمبراطور ابنه بالأمر لاحقاً ، لكن الإبن خنق أباه وانتزع العرش مدّعياً أن أباه لفظ أنفاسه في موت طبيعي.

قابل كومودوس ماكسيموس ، وطلب منه إعلان ولاءه له ، ولكن الأخير رفض. أمّا القائد كوينتوس، قائد الحرس الإمبراطوري، وهو صديق ماكسيموس فإنه يعلن ولاءه لكومودوس ، ويُعتقل ماكسيموس ويؤخذ إلى إحدى الغابات كي يُعدم، لكنه يستطيع الهرب ويقتل الحرّاس بمساعدة خادمه المخلص "سيليسيو" الذي يلاحق المجموعة عن بعد، وعندما يصل ماكسيموس إلى إسبانيا حيث بيته هناك يجد أن رجال كومودوس قد قتلوا زوجته وابنه الوحيد وصلبوهما ببشاعة. فينهار ويفقد الوعي. وتمر قافلة لتجارة الرقيق تأسره وتذيقه العذاب والمهانة وتنقله إلى أفريقيا الرومانية وهناك يُباع إلى رجل اسمه "بروكسيمو" يستخدمه كمبارز.

يُجبر ماكسيموس على خوض نزالات المبارزة في المباريات المحلية التي ينتصر فيها كلّها بسبب مهارته الفائقة، ويبني صداقات مع مصارعي بروكسيمو الآخرين الذين يساعدهم مثل "جوبا" الملوّن النيوميدي و"هاغن" الجرماني. مهارة ماكسيموس وشجاعته دفعت بروكسيمو إلى جلب الفريق إلى مسرح المبارزة اليوناني، مبيّناً لماكسيموس أنه إذا أظهر مهارته الفائقة فإنه سيمنحه حريّته.

في روما تجري مباريات غير متكافئة ابداً بين فريق ماكسيموس الذي يقاتل أفراده شبه عراة بالسيوف والحراب ، ومقاتلين مدرّعين ومزوّدين بالسيوف والرماح ويركبون العربات الحربيّة. ولكن بقيادة ماكسيموس ومهارته ينتصر فريقه وينزل كومودوس بنفسه ليهنّيء المبارز الفائز الذي يخلع خوذته فيظهر أنه ماكسيموس الذي يخبره بأنه سوف يثأر منه في يوم من الأيام. لم يستطع كومودوس قتل ماكسيموس في المكان لأنه سيفقد تأييد الناس كما أن الجمهور كان يحيي ماكسيموس بحرارة.

يدعو كومودوس مصارعاً شهيرا كان قد نال حريته أيضا لأنه لم يُهزم أبداً هو "تايكريس". وفي الملعب يقوم الحرّاس بمحاصرة ماكسيموس بالنمور الجائعة من الخلف وهي هائجة يبذلون المستحيل للسيطرة عليها بالأرسان، في حين يهاجمه تايكريس من الأمام. وخلاف كل التوقّعات ينتصر ماكسيموس ويرفض قتل تايكريس الجريح برغم أمر كومودوس بقتله ، فيبدأ الجمهور الغفير بالهتاف: "ماكسيموس الرحيم"، وهذا يُشعل غضب كومودوس فينزل ليواجه ماكسيموس محاصرا بالحرس الإمبراطوري ، ويبدأ بإهانته هامسا بالحديث عن اغتصاب زوجته عدة مرات ولكن ماكسيموس يستدير ويبتعد عنه ويفسح له الحرس الإمبراطوري الطريق بكل احترام ، وهذ إهانة كبرى للإمبراطور.

في طريق العودة إلى مقر المصارعين، ووسط جموع الناس التي تحييه، يقترب منه خادمه الوفي ليخبره أن جيشه السابق يعسكر في إحدى المقاطعات ويحتفظ بالولاء له. ترتب "لوسيلا" شقيقة كومودوس التي تكره سلوكه، و"غراشيو" عضو مجلس الشيوخ اجتماعا سرّيا مع ماكسيموس ويتفقان معه على تهريبه من السجن ليلتحق بجيشه ، ويُسقط كومودوس بالقوة ويسلم السلطة لمجلس الشيوخ. يشك كومودوس يوجود مؤامرة ضده ويُجبر لوسيلا على الإعتراف بعد تهديدها بقتل ابنها الوحيد. يحاول الحرس الإمبراطوري إلقاء القبض على ماكسيموس ولكن بروكسيمو يتأخر في فتح الباب ليعرقلهم ويمنح ماكسيموس الوقت للهرب. وعندما يقتحم الحراس المكان يقاتلهم المبارزون لحماية ماكسيموس فينتصر الحراس ويُقتل هاغن وغيره، ويتم إعدام بروكسيمو، وعندما يصل ماكسيموس المكان المتفق عليه يجد نفسه محاصرا بالحراس الذين يلقون القبض عليه من جديد .

يزور كومودوس الغاضب واليائس من الخلاص من ماكسيموس ، الأخير في السجن، ويقترح عليه المبارزة بينهما لحسم الأمر، يوافق ماكسيموس ، ولكن كومودوس يطعن ماكسيموس المقيّد في صدره قبل خروجه، بحيث أن ماكسيموس حين يصل الملعب يكون في ضعف شديد بسبب النزف. وخلال المبارزة يحاول ماكسيموس تجريد كومودوس من سلاحه وينجح في ذلك، وعندما يطلب كومودوس من الحرس الإمبراطوري الهجوم على ماكسيموس يخونه كوينتوس في هذه اللحظة ويمنع الحراس من التنفيذ. يسحب كومودوس خنجرا كان يخفيه في كمّه ويحاول طعن ماكسيموس ولكن الأخير يغرسه في نحره ويقتله.

يسقط ماكسيموس مغشيا عليه بسبب النزف من طعنة كومودوس الغادرة، ولكن قبل أن يلفظ أنفاسه يأمر بتحرير العبيد وعودة روما إلى الجمهورية. ثم تبدأ رؤى الموت حيث يشاهد نفسه ماشيا في حقول الحنطة الكثيفة وزوجته وابنه يلوّحان له. تنزل لوسيلا إلى الملعب وتحتضن جسد ماكسيموس ثم تطلب من المبارزين حمله وسط وقوف الجمهور بخشوع واحترام. في المشهد الأخير، يزور "جوبا" صديق ماكسيموس الملعب ليلاً ليدفن تمثالي زوجته وابنه المصغّرين الذين كان ماكسيموس يحملهما معه، في نفس المكان الذي مات فيه، ويعده بأنه سيلتقي به في الآخرة.     

3-الممثلون :

------------

 

(1) راسل كرو- Russell Crowe: أدى دور ماكسيموس القائد الروماني الذي تجبره الخيانات والغدر والظروف على أن يُصبح عبدا باحثا عن الإنتقام من كومودوس. كان تحت رعاية الإمبراطور ماركوس أوريليوس ويحظى بعطفه ورعايته، مثلما كان يحظى بحب واحترام لوسيلا قبل أن تبدأ أحداث الفيلم. بيته في إسبانيا وكان يريد العودة إلى دياره بعد أن انتهت الحرب بالإنتصار ، لكن الإمبراطور استبقاه لمهمة أخيرة كي يكون وصيّاً ويعيد روما إلى عهد الجمهورية. بعد مقتل زوجته وابنه يعاهد نفسه على الإنتقام. وهي في الواقع شخصية خيالية استلهمها المؤلف من شخصيات تاريخية واقعية عديدة مثل ماكرينيوس ونارسيسيوس وسبارتاكوس وماكسيموس الإسباني وغيرهم. عُرض الدور أوّلاً على "ميل جبسون" لكنه رفض لأنه شعر بأنه قد أصبح كبيراً في العمر على أداء هذا الدور. فكّر المخرج بأنتونيو بانديراس وهيو جاكمان.

(2) خواكين فوينكس-  Joaquin Phoenix: مثّل دور كومودوس، الإبن الفاسد اللاأخلاقي لماركوس أوريليوس، قتل أباه عندما علم أن ماكسيموس سوف يتسلم مقاليد السلطة في الإمبراطورية إلى أن يتم تشكيل مجلس شيوخ جديد. سابقاً لعب هذا الدور كريستوفر بلومر في فيلم سقوط الإمبراطورية الرومانية (1964). كما فكر المخرج بالممثل "جود لو" لهذا الدور أيضاً.

(3) كوني ويلسون-  Connie Nielsen: لوسيا ، الحبيبة السابقة لماكسيموس والإبنة الكبرى لماركوس أوريليوس. وبعد أن ترمّلت مؤخراً حاولت مقاومة الميول المحارمية لأخيها كومودوس، وحماية ابنها الصغير "لوسيوس".

(4) أوليفر ريد- Oliver Reed: في دور أنتونيو بروكسيمو، عجوز فظّ ومدرّب المبارزين الذي يشتري ماكسيموس في شمال أفريقيا. هو نفسه كان مبارزاً سابقاً حرّره ماركوس أوريليوس، وقد منح ماكسيموس عدّته القتالية السابقة ووعداً بالحرّية في نهاية المطاف. كان هذا فيلم أوليفر ريد الأخير فقد توفي خلال التصوير. في السيناريو الأصلي كان بروكسيمو يعيش حتى النهاية.

(5) ديريك جاكوبي- في دور الشيخ أو السيناتور كراشيوس الذي كان يعارض حكم كومودوس.

(6) دجيمون هونسو- "جوبا": أحد رجال القبائل النيوميدية الذي اقتيد من قبيلته وعائلته من قبل تجار العبيد، وأصبح صديق ماكسيموس المقرّب.

(7) توماس أرانا-  Tomas Arana: في دور "كوينتوس" الذي قاتل تحت قيادة ماكسيموس وكان مخلصاً له. لكن كومودوس عيّنه قائداً للحرس الإمبراطوري ليكسب ولاءه. ومع الوقت تكشّف له الجاني الشرير من كومودوس خصوصاً عندما أجبره على قتل رجلين بريئين، لاحقاً استعاد كوينتوس ذاته عندما منع الحرّاس من إعطاء كومودوس سيفاً في نزاله الأخير مع ماكسيموس.

(8) رالف مولر: في دور "هاغن" المبارز الألماني ورئيس المبارزين لدى بروكسيمو، والذي يصادق ماكسيموس و "جوبا" خلال معاركهم في روما.

(9) تومي فلانغان- Tommy Flanaga: "سيلسيو" خادم ماكسيموس الوفي، الذي زوّده بالمعلومات عندما كان ماكسيموس مستعبداً، وقد استُخدم كطعم لماكسيموس الهارب وقُتل خلال ذلك.

(10) ريشارد هاريس- Richard Harris: ماركوس أوريليوس امبراطور روما الذي عيّن ماكسيموس وأحبّه كابن له من أجل أن يحقق الهدف النهائي بإعادة روما إلى الشكل الجمهوري من الحكم. اغتاله ابنه كومودوس قبل أن تتحقّق رغبته.

4-السيناريو:

-------------

استند فيلم المبارز على فكرة قدّمها دافيد فرانزوني الذي كتب مسوّدة الرواية الأولية. مُنح فرانزوني عقداً مع شركة "دريمووركس – DreamWorks" ككاتب وكمنتج مشارك بسبب قوّة عمله السابق "أميستاد – Amistad" الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ ، وكان سبب بناء سمعة دريمووركس. لم يكن فرانزوني باحثاً كلاسيكيا واستوحى فكرته من رواية دانيل مانيكس "الموشكون على الموت" (1958) واختار أن يقيم روايته على كومودوس بعد أن قرأ تاريخ أوغسطين. في مسوّدته الأولى (مؤرخة في 4 نيسان 1998) سمّى بطله "نارسيسيوس" وهو حسب المؤرخ القديم "هيرودوتس" مصارع خنق الإمبراطور كومودوس حتى الموت.

إلتقى المنتجان والتر باركس ودوغلاس ويك بالمخرج ريدلي سكوت وعرضا عليه نسخة من لوحة (Pollice Verso" (Thumbs Down" باللاتينية أو (Thumbs Down) بالإنكليزية، للرسام الفرنسي الشهير"جيروم" وفيها يقف مبارز روماني واضعا قدمه على رقبة ضحيته والجمهور المنهوس يمد أذرعه منزلين إبهامهم ، مركّزاً على الراهبات العذراوات الهائجات اللائي يُفترض بهن تحريم القتل ومعارضة القسوة والدم. وقد أثارت اللوحة في سكوت الحماسة لتصوير عوالم روما القديمة. قال سكوت "هذه اللوحة قالت لي الكثير عن الإمبراطورية الرومانية بكل خيرها وشرّها. وقد شعرت فورا وفي نفس المكان بأنني قد عُلّقت".

شعر سكوت بأن فرانزوني قد كتب الحوار بحرفية ثقيلة، فاستدعى "جون لوغان" لإعادة كتابة المسوّدة حسب رؤيته. أعاد لوغان كتابة العمل الأول وأدخل موضوعة قتل عائلة ماكسيموس لغرض تصعيد صراعات ودوافع الشخصية.

خلال اسبوعين قبل التصوير اشتكى الممثلون من مشكلات مع النص، تمّ استدعاء "ويليام نيكلسون" إلى الأستوديوهات لغرض جعل شخصية ماكسيموس أكثر حساسية وتأثيرا، فطوّر صداقة جوبا معه وأدخل موضوعة النظرة إلى الآخرة قائلاً إنه لا يريد مشاهدة فيلم عن رجل يريد قتل شخص آخر.

ثم تعرض السناريو للعديد من المراجعات والإنتقادات بسبب مقترحات راسل كرو عن دوره، كان كرو يتساءل عن كل جوانب النص وعندما لا يجد جوابا يبدأ بالسير أمام الطاقم ، وحسب مسؤولي دريمووركس "حاول كرو إعادة كتابة النص بأكمله في الموقع، أنتم تعرفون العبارة الكبيرة في الشريط : في هذه الحياة أو الحياة المقبلة سوف آخذ بثأري" . في البداية رفض كرو النطق بها رفضا مطلقاً، قال نيكلسون، كاتب السيناريو الثالث والأخير، أن كرو قال له : "إنّ ما تكتبه عبارة عن نفايات، ولكنني أعظم ممثل في العالم، حتى النفايات أجعلها اشياء جيّدة". علق نيكلسون على ذلك بالقول قد يكون ما كتبته نفايات، لكنه قال ذلك بصورة مباشرة وصريحة.

حدث غير متوقع حصل خلال تصوير الفيلم وهو وفاة أوليفر ريد بسبب نوبة قلبية خلال التصوير في مالطا، قبل تصوير المشاهد الخاصة به كاملة. عملت الشركة على تصميم صورة ثلاثية الأبعاد لوجه أوليفر ريد من اللقطات السابقة وصُنع قناع لوجهه وأكملت اللقطات عن طريق الكمبيوتر، وكانت كلفة دقيقتين من اللقطات الإضافية هو (2ι3) مليون دولار. المشرف الرئيسي على المؤثرات الصورية جون نيلسون قال عن هذه اللقطات الإضافية: ما قمنا به لا يُقاس بالمهمات الأخرى التي أنجزناها، كما أنه لا يُقارن بما قدّمه أوليفر ريد من أداء ملهم ورائع، كل ما قمنا به هو مساعدته على إكمال دوره" . أهدي الفيلم إلى ذكرى أوليفر ريد.

5-الإستقبال النقدي :

--------------------

قوبل فيلم المبارز بصورة جيدة من الناحية النقدية، فقد منحه 77% من نقاد موقع "الطماطم الفاسدة" تقييما إيجابيا بمعدل 7 من 10 درجات، اما موقع الـ Metacritic الذي يستخدم تقييما مئوياً فقد منحه 66/100 على أساس مراجعة 37 مقالة نقدية. اعتبرت الـ CNN معركة جرمانيا كواحدة من أفضل المعارك التي صوّرت على الشاشة، بينما اعتبرت مجلة  Entertainment Weekly ماكسيموس كواحد من أفضل ست أبطال لأفلام الحركة في تاريخ السينما، بسبب أدائه الحديدي المفعم بالعاطفة، واعتبرت الفيلم كثالث أفضل أفلام الإنتقام. في كانون الثاني من عام 2000 اعتُبر الفيلم أفضل فيلم لهذا العام من قبل مشاهدي موقع "Film 2000" حاصلا على 40% من الأصوات، وفي عام 2000 وفي استفتاء أجرته القناة الرابعة الإنكليزية اعتُبر سادس أعظم فيلم في تاريخ السينما، وقال بول أشبورن ،وهو من النقاد المعروفين، إنه فيلمه المفضل في كل الأوقات، وأنه شاهده سبعين مرة، فالفيلم – كما قال – يمتاز بحبكة قوية محكمة، ومؤثرات أعادتنا إلى عصر الإمبراطورية الرومانية.

لكن لم يخلوا النقد من ساخرين ومتهكّمين، فقد انتقده "روجر إيبرت" بقسوة ووصفه بأنه "مشوّش، غامض، ومبهم"، وقد سخر من مزاعم الكتّاب بأنهم وظّفوا الكآبة بديلا عن الشخصية ، وقال إذا كانت الشخصيات متألّمة وعابسة بدرجة كافية، فنحن لم نشاهد كم هي كئيبة وثقيلة"، كما وصفه "كاميل بازليا" بانه مزعج ومصوّر بصورة رديئة ومثقل بعواطف رديئة.

6-شبّاك التذاكر :

----------------

حصل الفيلم على 34800000 دولار خلال الأسبوع الأول من عرضه في 2938 دار سينما أمريكية، وخلال اسبوعين تجاوزت أرباحه كلفته التي بلغت 103 مليون دولار، وقد استمر الفيلم في تحقيق الأرباح ليصبح أكثر الأفلام أرباحاً في عام 2000، وكان مجموع أرباحه خارج الولايات المتحدة هو  457,640,427 دولار أمريكي، كما حصل على 187 مليون دولار في صالات الولايات المتحدة ، و 269 مليون دولار في الأسواق خارج أمريكا.

7-الترشيحات والجوائز:

-----------------------

رُشّح فيلم المبارز لجوائز في 36 مهرجاناً، من ضمنها حفل الأوسكار السابع والثلاثين، ومهرجان BAFTA ، والغولدن غلوب. ومن بين 119 ترشيحاً فاز الفيلم بـ 48 جائزة.

فاز الفيلم بخمس جوائز أوسكار كما قلنا، ورُشح لسبع أخرى من بينها أفضل سيناريو وافضل ممثل مساعد لخوكين فوينكس وأفضل مخرج لريدلي سكوت. كان الفيلم الأول الذي يفوز بجائزة أفضل فيلم دون أن يفوز بجائزتي أفضل إخراج وأفضل سيناريو منذ فيلم "الإستعراض الأعظم على الأرض - The Greatest Show on Earth" في حفل الأوسكار الخامس والعشرين عام 1953. وكان فيلم "شيكاغو" الفيلم الثاني الذي واجه هذه الحالة بأن يفوز بجائزة أفضل فيلم ولا يفوز بالجائزتين الأخريين في الحقلين المهمين الآخرين. وحصل خلاف في وجهات النظر حول ترشيح الفيلم لأفضل موسيقى، فقد رشح للجائزة رسميّاً هانس زيمر وليس ليزا جيرارد حسب القواعد المعمول بها في الأوسكار آنذاك، ومع ذلك فاز الفيلم بجائزة الغولدن غلوب لأفضل موسيقى تصويرية.

8-التأثير :

----------

كان لنجاح فيلم المبارز الكبير الدور الأساسي في إعادة الإهتمام بتاريخ الإمبراطورية الرومانية والعصور الكلاسيكية في الولايات المتحدة، وحسب النيويورك تايمز أطلق على هذا التاثير اسم "تأثير المبارز".

وقد سُمي بـ "تأثير المبارز" من قبل الكتّاب والناشرين لأن من المتعارف عليه لدينا أن الكتب هي التي تسبب شهرة الأفلام، لكن ما حصل هنا هو العكس، فقد أشعل فيلم المبارز الإهتمام بالعصور القديمة، ليس من خلال إنتاج أفلام ضخمة عن روما ولكن في الكتابات الجادة أو الممتعة أو كليهما.

سيرة شيشرون وهو أعظم سياسيي روما، وترجمة غريغوري هيس لتأمّلات ماركوس أوريليوس حققت قفزات كبيرة في المبيعات بعد عرض الفيلم. كما أثار الفيلم سلسلة من الأفلام التاريخية الملحمية مثل: طروادة، ألسكندر، الملك آرثر، آلامو، 300، مملكة السماء، وروبن هود. والإثنين الأخيرين من إخراج ريدلي سكوت ايضاً . كما وُضعت شخصية ماكسيموس في المرتبة الثانية عشرة ضمن قائمة مجلّة Total Film لأفضل أبطال خمسين فيلماً في تاريخ السينما، وفي المرتبة الخامسة والثلاثين من أفضل شخصيات مائة فيلم اختارها موقع Empire. كما اصدرت استراليا طابعا بريديا خاصا بماكسيموس ضمن سلسلة طوابع "أساطير إسترالية". وقد حضر راسل كرو الحفل الخاص بإصدار الطابع.   

9-انتقادات سلبيّة :

-------------------

الناقد أندرو سارس قال أنا حالة متطرفة من الإنحياز للدفء والإلفة . مشهد لاثنين يتحدثان عن قسمتهما من الخلود بحماس وتأثر وصدق أعظم عندي من كل جحافل المبارز . وبالنسبة لراسل كرو كان يجب أن يُمنح الأوسكار على الأقل عن فيلمين مثّلهما قبل المبارز هما : "المطّلع- The Insider" (1999)، و" L.A. Confidential" (1997). أما بالنسبة للمبارز، فآمل أن يحصل السيد كرو على جائزة أوسكار بالطريقة التي حصل فيها شارلستون هستون على جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم " Ben-Hur" ، في حين لم يحصل عليها عن دوره المميّز في فيلم اورسون ويلز "لمسة الشر - Touch of Evil" (1958) .

ناقد آخر قال إن حبكة المبارز تتلخّص في "الجنرال الذي أصبح ، عبداً ، العبد الذي أصبح مبارزاً ، والمبارز الذي هزم امبراطوراً" . وهل هناك أكثر من ذلك ؟ راسل كرو يبحث عن الإنتقام لزوجته وابنه . واو .. إنه موضوع لم يُطرق من قبل ! والشخص الذي يريد الإنتقام منه هو امبراطور روما .

والآن ، كمبارز مقيّد بالسلاسل ، سوف تعتقد أنه لن يستطيع الحصول على ثأره . إنتظر ، إنها هوليود . فالإمبراطور بكل قوة روما خلفه ، سوف يدخل حلبة النزال لمواجهة عدوّه اللدود ، إمبراطور كان فعله البطولي الوحيد حتى هذه اللحظة من الفيلم هو خنق أبيه العجوز المريض .

بالطبع إنه حاول التلاعب بنتيجة النزال لصالحه ، لكن لماذا نزل إلى الحلبة بالدرجة الأولى ؟ هل فشل في إدراك أن هدف راسل كرو الوحيد هو رؤيته ميّتاً ؟ ألم يشاهد الفيلم ؟

ناقد آخر رأى أن مشكلة هذا الفيلم هي التوقّعية ، أي قدرة المشاهد على توقّع ما سيأتي من حوادث . فأنت تعرف متى ينتصر . ومتى سيقع الثأر . ويمكنك أن تعرف أين ستطول الحبكة قبل أن يحصل حدث مهم . الأمر الآخر هو المؤامرات السياسية التي أخذت الفيلم بعيداً عن منازلات المبارز ، فلكي نكون أمينين إن أهم شيء في الفيلم هو النزالات .

 

10-دليل الآباء :

--------------- 

-الجنس والعري :

الجنس غير موجود ، والعري قليل جدا ، ولكن الأحاديث والتعليقات الجنسية موجودة .

الشرير لديه رغبة جنسية في أخته . يطلب منها أن تنام معه فترفض .

في مشهد آخر ، ينحني فوقها في السرير ، ويحاول الأضطجاع قربها ، فتغادر السرير .

الشرير يقول للبطل أن زوجته كانت تتأوه مثل العاهرة حين كان رجاله يغتصبونها مراراً وتكراراً .

الكثير من الأحاديث عن العشاق والعشيقات .

عجيزة رجل تُعرض عارية، ويُضرب عليها بطريقة غير جنسية لكن لمعرفة صلاحيته للنزول إلى الساحة .

رجل وامرأة يقبلان بعضهما بحرارة .

-العنف والدم :

صورة حرفية لعنف القرون الوسطى . ولكن أغلب اللقطات سريعة فلا نرى تفاصيل دمويّة وحشيّة . ومع ذلك هناك مشاهد فظيعة .

هناك معارك تمثيلية دموية في بداية الفيلم وفي نزالات الساحات . هناك جروح عميقة تنبثق منها الدماء بغزارة .

طفل وامرأة يُقتلان ويُصلبان ، ولكن كل ما يُرى منهما هو طفل تسحقه الخيول ، ثم جثتان ، واحدة محروقة ، والأخرى يُشاهد منها قدمان وساقان متدليان .

وجه رجل يُسحق ويُمزّق ونشاهد كمية كبيرة من الدم تتدقّق .

رؤوس شخصيّات تُقطع في قتالات دمويّة في لقطات سريعة .

شخص يُقطع نصفين بشفرات مربوطة بعجلات عربات ، دم هائل ، وأحشاؤه تظهر لمدّة وجيزة .

أشخاص يُضربون بأدوات غير حادة ، ويُطعنون بالسيوف والخناجر والسكاكين والرماح .

بقع ورشاشات من الدم لأغراض درامية .

شخص يطعن نمراً بسيف ، ولكن الغريب عدم ظهور أي قطرة دم .

شخص يمزّق ساعده ليزيل الوشم الذي يدل على أنّه جندي .

الكلمات البذيئة :

استُخدمت الكلمات البذيئة مرتين ، ولكن هناك العديد من الشتائم .

الكحول والمخدرات والتدخين :

الكحول :

هناك عدد قليل من مشاهد الشرب .

الخوف ومشاهد التوتر :

هناك الكثير من المشاهد المخيفة خصوصاً في معركة الإفتتاح وفي نزالات الملاعب الرومانية .   

 

11-أخطاء فيلم المبارز :

------------------------

تمّ تشخيص وإحصاء (176 غلطة) في فيلم المبارز، هذه (124) منها :

1-في معركة قرطاجة تنقلب إحدى العربات، ولكن بمجرد أن يهدأ الغبار تشاهد اسطوانة غاز في الجزء الخلفي من العربة.

2-بعد المعركة مع الجرمانيين، وفي صباح اليوم التالي، يسير ماكسيموس في معسكر الجيش، ثم يُطعم الحصان تفاحة، لو أمعنت النظر بين ماكسيموس والحصان تشاهد رجلا من طاقم الفيلم يلبس بنطلون جينز.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا