%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
كتابان للناقد "جاسم عاصي"
قراءة : د. حسين سرمك حسن
بغداد المحروسة – 12/9/2014
عن دار تمّوز للطباعة والنشر بدمشق صدر للناقد العراقي "جاسم عاصي" كتابان جديديان هما :
- "هو الذي روى"
- و"أنساق المعنى" .
الكتاب الأول : "هو الذي روى" عن القاص الكبير الراحل "محمود عبد الوهاب" بعنوان ثانوي هو "سيرة نصّ محمود عبد الوهاب" الذي وصف الناقد عالمه القصصي في "المقدّمة" بأنه :
(يمتلك تلقائية سردية ، متأتية من بساطة الأسلوب وعمق اللغة ، لا سيّما في اختيار موقع المفردة التي تذهب بالجملة نحو مناحي القراءة والتأويل خارج سياقها الخطي . فهو عبر هذا وذاك من خصائص النص ، أو جملة المكونات له ، أعطت لنصّه خواص ، يمكننا أن نقول إنه انفرد ، كما هي في قراءة القاص (مهدي عيسى الصقر) في كونهما يتعاملان بدقة في صياغة الجملة القصصية ، معتمدين على شفرة المفردة وتأثيرها على سياق الجملة ثم المعنى من هذا يمكن لقراءتنا أن تحدّد مواطن التميّز في نصّه) (ص 11) .
ويرى الناقد أن مميزات نصّ محمود عبد الوهاب هي :
1-العنوان :خصوصا انه قد وضع كتيباً معروفاً عن فن العنونة هو "ثريا النص" . وعناوين محمود إيهامية تبتعد عن الدلالة المباشرة (دروكوكو ، عابر سبيل ، الكلام عما جرى ، إمرأة ، توليف ... وغيرها) .
2-الإستهلال : حيث يعمل على إدامة الصلة بما هو حادث ويوحي بزمنين : الأول سابق والثاني لاحق ، فيضفي على الشخصية خاصية ذاتية لا بد من متابعتها .
3-الحوار : القائم على أساس الإيقاع النفسي فيأخذ صيغة القطع والإبتعاد لفرض نوع من الايهام.
4- تشكيل المشهد : حيث تنوب عين القاص عن عين الكاميرا ، ويكتفي المشهد بنفسه ، ويقوم على تعدد اللقطات التي هي أقرب الى السيناريو.
5- التكثيف والاختزال : بتكثيف اللغة واختزال الاسلوب لصالح المشهد حيث يبحث عن المفردة المؤثرة لصياغة جملة مكثفة تختزل المشهد.
6- المعاني وتركيزها : حيث من النادر ان يبتعد القاص عن محور الشيخوخة وتقادم العمر في نصوصه ، ولا يعني بهذا ذاته البشرية حسب ، بل كهولة المكان وترهل الزمان أيضاً .
وقد تضمن الكتاب (142 صفحة) خمسة مباحث هي :
- رغوة السحاب... استنطاق الذاكرة.
- قطار محمود عبد الوهاب الصاعد.
- الفعل القصصي بين بلاغة التعبير والاشارة.
- وحدات القص وخصائصها.
- صورة الشخصية بين الذات والآخر.
أما القسم الاخير من الكتاب فقد ضم إحدى عشرة قصة للراحل كمختارات تشكل مجموعة قصصية تخدم القراء والباحثين.
أما الكتاب الثاني : "انساق المعنى" ، فيشير عنوانه الثانوي الى أنه : "قراءات في سرديات عزت الغزاوي" . وقد افتتح الناقد جاسم عاصي مقدمة الكتاب بعبارة للروائي الفلسطيني الراحل "عزت الغزاوي" يقول فيها :
(إن الرواية لم تعد رفاهية لقضاء الوقت تهب نفسها بسهولة ، بل اصبحت عالما متشابكاً يخفي وراء شكله الخارجي طاقات إشارية وبوحية كبيرة) ويبرّر الناقد اختياره لهذه العبارة بالقول :
(حين واجهتُ روايات الكاتب الست ، لم يستوقفني أول الأمر إلّا تشابك العوالم داخل كل نص روائي ؛ هذا التداخل لم يكن ليقود الى تشظي وضياع بقدر ما يمنح غنى ومعنى ، فالتعقيد - إن ورد - يأتي عبر بنية عامة لواقع صعب ومضطرب ومتشابك ، هو واقع القضية ، وواقع شعب ووطن مُصادَر) .
ثم يستهل الناقد كتابه بمقالة للروائي الراحل عنوانها "الرواية والمسافات" اعتبرها مداخلة في الدرس الرؤيوي لفن الرواية وطرائق كتابتها .
تلت ذلك الفصول السبعة التي تكون منها الكتاب (298 صفحة) وهي :
- الفصل الأول : "الخصائص والسمات" ، لتحديد سمات الفن السردي للغزاوي خاصة في مجال الزمان والمكان والشخوص والبناء الأسطوري والحكائي.
- الفصل الثاني : "المكان وأسئلة النص وافكاره" تناول فيه نص "رسائل لم تصل بعد" من حيث استفادته من بينة النص الروائي.
- الفصل الثالث : "الدلالات والمفاهيم" ، وخصّصه لرواية "سجينة" .
- الفصل الرابع : "التمركز على المغيَّب" ، وتناول فيه رواية "الحواف" من خلال مستويين : الواقعي والأسطوري .
- الفصل الخامس : "المكان بين أسسه الواقعية والأسطورية" ، وكان من نصيب رواية "جبل نبو" .
- الفصل السادس : "النص بين المرويات والتماثل" حول مستوى أداء الرواة في رواية "عبد الله التلالي" .
- الفصل السابع : "قناع الشخصية .. قناع المكان" حول البناء العلاماتي لرواية "الخطوات" .
وفي "خاتمة القراءات" (ص 293 – 295) طرح الناقد جاسم عاصي استنتاجاته حول الفن الروائي للغزاوي ، فأشار الى أنه تجرأ على إحداث انزياحات كثيرة في متن الرواية العربية من أجل تأسيس متن روائي جديد من جهة ، وتأكيد الانزياح الخاص بالرواية الفلسطينية من جهة أخرى من خلال مغادرة التجارب الغنية لأميل حبيبي وغسان كنفاني ، وخصوصاً من خلال استثمار وتوظيف الموروث الذي تجلى في جانبين هما : آلية الاشتغال ، والتناص في المعاني .
ويختم جاسم كتابه بالقول :
(عموماً نرى إن روايات عزت الغزاوي تشكل ظاهرة في النثر العربي ، لاسيما في تعامله مع لغة السرد تعاملاً يسوده الحذر والانتقاء ورهافة الحس).
د. حسين سرمك حسن
إقرأ للكاتب أيضا :
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|