Untitled Document

  

أحمد فؤاد نجم : أنا عدوّ للدولة لذلك لم أُكرَّم..

وعلي بن أبي طالب إيقونة الإسلام وابن الإنسان كجيفارا وغاندي وغيرهما 

القاهرة ـ خاص ـ سعاد سليمان

 

رغم أعوامه السبعين إلا أن الشاعر الأكثر شعبية في مصر " أحمد فؤاد نجم " مازال يجوب المظاهرات ويهتف مع الشباب ضد الفساد ويطالب بالحرية والديموقراطية ، التي بدأ يطالب بها منذ عرف ماذا تعني كلمة سياسة ، عندما دخل السجن لأول مرة متهما في قضية تزوير ، وخرج منه شاعرا وسياسيا ومناضلا ، تلتف حوله الجماهير التي تبحث عن ملهم ، أو قائد يحفز طاقاتها الثورية ، ويصف نجم نفسه بأنه شاعر الفقراء والجماهير البسيطة ، التي لن يتخلي عنها ، مهما بلغ من العمر والشهرة والثراء ، وفي هذا الحوار الخاص جدا مع السياسي ، يلقي الشاعر أحمد فؤاد نجم بقذائفه وذكرياته وحكاياته ، واعترافاته التي لا تنتهي ، وأهم ما يميز ما يقوله نجم هو تلك الصراحة المطلقة التي تصل أحيانا إلي حد الوقاحة ، ويؤكد أن سبب ذلك يرجع إلي أنه لا يخشي أحد ، ولا يتواني أو يهدأ ويستكين عن المطالبة بحق المصريين في الحرية والديموقراطية والحياة بكرامة ، ، ومحاربة الفساد بكل أنواعه علي حد تعبيره " طالما مازال فيه عرقا ينبض وحتي آخر نفس يدخل صدره ، وقد جاء في الحوار الكثير من الشتائم والبذاءات التي تميز حوارات نجم ، والتي لم نستطع نشرها ، فوضعنا بدلا منها عدة نقاط بين قوسين ، وللقارئ أن يخمن ماذا تحمل شتائم الشاعر الكبير .

 

لماذا تحولت للكتابة في الإسلاميات ، فصرت تكتب عن علي ابن أبي طالب وأبو ذر الغفاري ؟

 

أنا لا أكتب في الإسلاميات أو المسيحيات ، وبصفة عامة عن الشخصيات العظيمة في التاريخ ، ولا يهمني هي مسيحية أو إسلامية أو هندوكية ، أنا أكتب عن ابن الإنسان ، ونوعية الإمام عليّ أسميه " ابن الإنسان ، وكذلك أبو ذر ، ومثلا فمعاوية بن أبي سفيان ثقافة إسلامية ، لكن مش ابن الإنسان ده ابن (....) أما أبناء الإنسان فهم أمثال غاندي وجيفارا وعلي ابن أبي طالب ، وعلي تحديدا أرى أنه جيفارا العرب ، فهو مثله ، سلسلة واحدة وقماشة نسيج واحد ، هي نوعية الفرسان ، الذي يدافع عن إنسانيته وأهله بنبل وشرف .

 

إذن من هم الذين لا تعتبرهم أبناء الإنسان ولن تكتب عنهم ؟

 

كثيراً جدا ما أقدرش أحددهم ، ومنهم مثلا معاوية ، وبصراحة أنا رأيي أن أصحاب السلطة بعد الرسول هم أهل البيت ، وعلي على رأسهم فهو، كرم الله وجهه، أيقونة الإسلام ، والأمويون بعدما استولوا علي السلطة كانوا بيلعنوه على المنابر " شوفي قلة الأدب و(.... ) .

 

أنت تقول ما يعتقده الشيعة فهل تحولت من شيوعي إلي شيعي ؟

 

(بعد فاصل من الشتائم)! ، أجاب يعني إيه شيعة ، همه الشيعة مش مسلمين ، دي تقسيمات سياسية ، ولم تكن أبدا تقسيمات دينية ، صنعها الفساد السياسي ، وهو " أي الفساد " الذي صنف نظرية الشيعة والسنة .

 

ولكن الشيخ يوسف القرضاوي قال إن الشيعة أخطر على الإسلام من إسرائيل فما رأيك ؟

 

إذن يكون الشيخ القرضاوي " قابض من إسرائيل " واخد منها فلوس علشان يقول هذا الكلام ، وده كلام واحد عايش في قطر ، يحصل علي الريالات والدراهم وبعيد عن الشارع المصري ، فماذا يعرف الشيخ القرضاوي عن الشارع المصري ، وأقول للشيخ القرضاوي عيب اللي أنت بتقوله ، ده كلام يضيع فيه رقاب ، ويروح ضحيته شباب زي الورد الواحد فيهم برقبتك ، هذا الكلام يؤدي لفتنة طائفية يموت من ورائها مواطنون عرب ومصريون .

 

وأسأله هل صناعة الفتنة كالتي يؤججها القرضاوي بهذا الكلام من أصول الدين ، هل هذه هي السنة ،  مشكلة المشايخ مع الشعب المصري ، أن الشعب المصري شيعي بطبعه ، وماحدش دلع أهل البيت زي المصريين ، شوفي الحفاوة والاستقبال والموالد اللي بنفرح فيها بأهل البيت ، لو كده المصريين شيعة ، فأنا موافق جدا ، و" الشيعة كده تبقي حاجة جميلة جدا "، عارفة الشيخ القرضاوي بيفكرني باللبناني وليد جعجع .

 

قلت إن الرئيس حسني مبارك أول رئيس مصري يمنحك جواز سفر ، وفي عهده أنت عايش برحتك ، فلماذا تهاجمه حاليا ؟

       أنا أهاجم الفساد الذي وصل إلي النخاع في كل مصر ، وسوف أهاجم كل من يخرب مصر ، هذه البلد تُسرق من زمان بعيد جدا ، من أول "طوبة" وضعت فيها ، الجديد هو التخريب الذي يحدث فيها ، وأي شخص مهما كان لما يخرب مصر يبقى عدوي ، و" بعدين لما تبقي الحكومة اللي بتحكم البلد هي اللي بتسرقها وتخربها ، دي مش تبقي حكومة ، دي تبقي عصابة ومتسلطة علينا ، يسرطوننا ، ويشربونا المبيدات ، ويوقعوا فوق رءوسنا الصخور ، ويزرعوا في تربتنا النفايات ".

 

لماذا عدت إلى التشاؤم ، رغم أنك كنت متفائلاً منذ سنوات ؟

 

ولغاية دلوقت أنا متفائل ، أنا شايف إن دي حكومة بتهجص ، ومش عارفة تحل أي مشكلة ، ومعني كده أن المسألة قربت تنتهي ، وده قانون الحياة ، ودورة نمو وسقوط الدور الذي قال عنه عمنا ابن خلدون ، وأنا عارف أن مصر ولادة ، والفارس الهمام اللي ح ينقذها قادم لا محالة ، المسألة مسألة وقت .

 

ما هو حقيقة خلافك مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ؟

 

أنا مش مختلف مع الأبنودي في أي حاجة ، ولا على أي حاجة ، أنا ببساطة شاعر الشعب ، وهو شاعر السلطة .

 

لماذا لم يتم تكريمك من قبل الدولة حتى الآن أسوة بزملائك الشعراء من جيلك ؟

 

لأنني معادي للدولة ، وواخد من الحكومة موقف ، ولو قبلت منها جايزة أو تكريم أكون راجل (....) وإذا كنت أنا بارفض الدولة نفسها ح أقبل تكريمها .

 

لماذا قل إنتاجك الشعري في العشر سنوات الماضية ، لدرجة أنك لم تكتب جديدا سوى تيترات المسلسلات فقط ؟

 

آه ليه فكرتيني ، والله الشعر هو اللي هجرني ، وأصله ابن (...) رزل " يقصد الشعر"، لما بيهجر بيغيظ ، ولكن بلاقي فرصة في كتابة أغاني المسلسلات ، وأجدني أقترب قليلا من الشعر خاصة الذي يهبط فجأة .

 

ما علاقتك حاليا بالسياسة ؟

 

بسخرية ، هي فين السياسة ؟ هو اللي بيحصل ده سياسة ، دي مسخرة, أوعدك أول ما يكون فيه سياسة ، سأكون أول المتعاملين معها ، أنا مازلت قادر على المشاركة كعادتي دائما ، علي رأي المساجين ، يقولك أنا أخدت مدة سجني علي رجل واحدة ، يعني المسألة كانت هايفة ، وبمناسبة السجون المصرية ، الآن لم يعد فيها سوى الفقراء فقط .

 

لماذا لم يظهر شاعر آخر من الأجيال الجديدة بحجم أحمد فؤاد نجم ؟

 

بالتأكيد سوف يأتي ، فقط لم يحين الموعد بعد ، صدقيني مصر ولادة ، وهي " يقصد مصر " عارفة موعد ولادتها ، وبكرة تشوفي، وتفتكريني ، وتقولي نجم قال ، وممكن يكون بالفعل موجود ، ونحن لا نعرف عنه شيئا .

 

علي أي أساس بنيت هذا الأمل ؟

 

علي المرأة المصرية ، فهي المصدر الدائم لاستمرار الحياة والإبداع ، ثقتي فيها بلا حدود ، وكمان المرأة الفلسطينية ، وأعتقد أنها " المرأة الفلسطينية " التي تقود المعركة ، قبل الرجل ، عارفة لو المرأة حكمت العالم ، بالتأكيد سيصبح أفضل ، وأجمل .

 

لماذا حتي الآن لم يجد الشباب سوي أغاني أحمد فؤاد نجم يغنونها في المظاهرات ؟

 

 كتر خيرهم ، بيكرموني ، وبيسعدوني .

 

هل اختفت الأغنية السياسية من مصر ؟

 

الحقيقة نعم ، تقريبا اختفت ، ولن تعود قريبا كما كانت ، وكنت أكتبها ، وذلك لأن أمي وأبي لم ينجبا غيري ، وماتا ، ولا يمكن إعادتهم للحياة ، حتى ينجبا أحمد فؤاد نجم آخر .

 

ما الفرق بين قيمة الشعر زمان والآن ؟

 

لم يعد هناك شعر بالمعني المعروف ، حتي يمكن تقييمه ، ومقارنته بزمان ، والذي أوصل الشعر إلي هذا الحضيض المناخ الثقافي السائد ، والعصابة التي تحكم مصر مكلفة من الوهابيين السعوديين أنهم يخربون الإبداع المصري ، لأن عقدة الوهابيين من مصر هو العلم والثقافة والمعرفة ، زمان كان اللبنانيون يقولون " إحنا مسافرين نجيب المعرفة من مصر"، وتخيلي حاكم دبي يرفض تدخل الرئيس المصري شخصيا في حل مشكلة هشام طلعت مصطفي ، وأصر علي معاقبه ، هذا البدوي أبو خف ، يهدد الجالس علي عرش الفراعنة ، هل هناك أكثر من ذلك تدني .

 

هل معني ذلك أن من تصفهم ببدو الجزيرة العربية أقوي ؟

 

الفلوس هي الأقوي ، أو بمعني آخر نحن الأضعف ، وليس هم الأقوي ، " منطقة الخليج دي كلها أحنا اللي علمناهم ، وعرفناهم إزاي يلبسوا الجزمة ، ويمسكوا القلم ويكتبوا ، وكنا بنبعت المدرسين والأطباء والمهندسين يشتغلوا هناك ومرتباتهم كانوا يحصلون عليها من مصر ، وكنا عاملين تكية في السعودية للغلابة ، يحصلون منها علي طعامهم ومعاشهم طوال العام ، ولا أعرف من من المسئولين باعها ، وبأي حق تصرف فيها ؟ وأين ذهبت الأموال التي بيعت بيها .

 

بعض الشباب يكتبون قصائد يشتمون فيها الحكومة ، وينسبونها إليك ويضعونها علي الإنترنت فما رأيك في ذلك ؟

 

أنا ولا أعرف الإنترنت اللي بتقولي عليه ، ولا أفهم فيه حاجة ، بس أنا موافق علي كده ، ومستعد أدافع عنهم ، وإيه يعني لما يستخبوا فيا ، ومن حقهم عليا أحميهم ، مش ممكن يطلع منهم  شاعر عظيم وعبقري ، ويكون لي الفضل في اكتشافه وحمايته .

 وهل الشاعر العظيم يحتاج إلي الاختباء وراء أحد ؟

 

اعذريهم الظروف صعبة ، أنا شخيصا في أول حياتي اعتمدت علي العظيم فؤاد حداد وأخدت منه شطرة ووضعتها في إحدي قصائدي ، كانت درجة سلم لن أصعدها بدون الاعتماد علي فؤاد حداد ، وقد أخبرته بذلك ، وكتبت ذلك في مذكراتي .

 

ماهو السؤال الذي مازلت تسأله منذ زمن طويل ولم تجد له إجابة حتي الآن ؟

 

علاقة عبد الناصر والسادات ، والعداء التاريخي الذي كان بينهما ، لا يؤدي إلي اختيار عبد الناصر للسادات النائب الأول لرئاسة الجمهورية ، فكيف ومتي وأين ولماذا تم اختيار السادات نائب الرئيس ؟  هذا سؤال لم أجد من يجيبني عليه حتي الآن ، ومازلت مندهشا ، وأذكر أنه عام 1954 سافر السادات مع عبد الناصر لكي يصالحوا الملك فيصل ، بعدما شتموه هنا ، وأقام لهم الملك مأدبة طعام ، وجلس السادات بجوار كمال أدهم المعروف بتوريده جواسيس لـ" سي أي إيه " يتهامسان ، فسأل عبد الناصر السادات عن ماذا يتهامس مع كمال أدهم ، فأجابه أن أدهم يوعده بسيارة جديدة هدية ، فقال له عبد الناصر بعد الغداء تعود فورا إلي مصر ، الغريب أنه بعد العودة لم يحاسب أو يعاقب السادات ، ولم يسأله عن مدي علاقته بكمال أدهم ، وبعد ذلك ، كيف سلمه مصر ، أليس هذا غريبا .

 

هل معني ذلك أنه حدث تدخل خارجي لإجبار عبد الناصر علي اختيار السادات خليفة له ؟

 

ما عرفش ، لكن الأكيد أن عبد الناصر بعد ضربة 1967 ، تعب جدا ، ولم يعد بكامل لياقته الإنسانية والنفسية ، وضاع الجبروت الذي كان يحكم به رجاله، وهذا لأنه لم يعتمد علي الشعب ، رغم أن الناس كانت بتحبه قوي ، وهذه مشكلة الحكام العرب الذين يقصون شعوبهم دائما ، ومن وجهة نظري لو كان صدام حسين اعتمد علي شعبه ، كان الأمريكان معرفوش يكسروه ، الخطأ نفسه ارتكبه عبد الناصر .

 

رغم أن عبد الناصر سجنك وعذبك ، إلا أنك رثيته رثاء مريرا ، وكنت صاحب أجمل رثاء قيل في عبد الناصر ، فكيف جاء هذا التناقض ؟

 

رغم كل شيء عبد الناصر مننا ، وزينا ، كان بيتكلم بلسان الناس ، وإحنا شعب متكلم " قوَّال " ، وقصيدتي دي هي نفس موقف الشعب المصري من جنازة عبد الناصر القائد المهزوم ، الذي أضاع نصف البلد ، وضيع حوالي من 50 إلي 60 ألف شاب في ثوانٍ بدون أي معني وبشكل مجاني ، وهو الذي مشي في جنازته 5 مليون مصري يبكون ويغنون " يا جمال يا حبيب الملايين ، الوداع يا جمال يا حبيب الملايين " لأنه قدم نفسه علي أنه حبيب الملايين ، وما حدش يقدر يكتب هذا الرثاء غيري ، ذلك لأني فارس ، من يستطيع أن يصنع من الوجع الذي تركه له عبد الناصر كتابة بهذا الصفاء ، وبهذه الحميمية ، رغم أن عبد الناصر قال قبل أن يموت بساعة ، أحمد فؤاد نجم لن يخرج من السجن طول ما أنا عايش ، وبصراحة نحن شعب عاطفي ؟

 

لماذا لم تذكر السادات إلا بكل سوء ؟

 

لأنه كده ، رغم أن السادات أرسل إلي مدير مكتبه ، يؤكد لي أن الرئيس يحبني ، ولو عندي أي مشكلة ممكن يحلها لي ، ضحكت وقلت لمندوب الرئيس ، أنا ما عنديش مشاكل ، ولو سيادة الرئيس السادات عنده مشكلة انا أحلها له ، لدرجة أن كمال الملاخ قال لي ، يا أخي خد لك شقة أو عربية واتهد ، لكن أنا مش باتهد ولا باتهدد.

 

وصفت أخوك علي نجم بأنه فارس رغم أنه كان حرامي خزائن ؟

 

 لأنه كان أحسن إخوتي ، وهو الذي جعلني أشعر بمعنى الأخوة وبمثابة الصدر الحنون لي ، أما باقية الأخوة فمنهم من كان يضربني ، ومنهم من كان يستحل طعامي ويتركني للجوع ، ورغم أنني لم أر علي كثيراً لكني عرفته من خلال حواديت أمي التي كانت تحكي عنه وكأنه أدهم الشرقاوي رغم أنه كان شيخ حرامية الخزائن في مصر كلها .

 

إزاي يبقى حرامي وفارس ؟

 

لأنه كان بتاع الناس الغلابة الذين لا يملكون شيئاً ، فكان بيسرق من الأغنياء ويعطي الفقراء .

 

عندما كتبت عن الشيخ إمام جعلت منه أسطورة موسيقية ، فلماذا كان الخلاف بينكم الذي وصل إلى حد القطيعة ؟

 

لم نختلف ، أعتقد أن المشروع نفسه كان قد انتهى ، وكل منا لم يكن لديه شيء يعطيه للآخر ، وهو كان رجل طيب ويصدق الذين يحاولون الوقيعة بيننا ، وأنا كنت حريص أن يكون الشيخ إمام كبيراً وحاضراً بقوة ، وكنت أغني وراءه ، لدرجة أن الأديب الكبير الطاهر وطار قال له " هو فيه شاعر بحجم أحمد فؤاد نجم ، يترك مجده ويغني وراءك ، إللي يعمل كذه يبقى بيحبك" ، ولكن هناك أناس أقنعوه أنني أستعبده .

 

سافرت باريس أنت وإمام وعرضوا عليكما الجنسية الفرنسية فلماذا لم تقبلها ، خاصة أنه كان ينتظرك في مصر مشاكل وتعذيب ؟

 

مش ممكن أكون غير مصري ، صحيح خرجت من مصر بعد وجع قلب بناء على طلب وزير الثقافة الفرنسي حينها "جاك لونج" ، وهو بالمناسبة يهودي ، وقال للسادات : أنا عايز نجم وإمام ، بعدما انتهينا من كل الإجراءات جاء ضابط شرطة يفتشني فسألته : عارف أنا مين وبتفتشني ليه ؟ قال لي أنا عارف أنتك شاعر ، قلت له : هاتفتش فيا إيه أنا الممنوع عندي شعري وشعري في دماغي ، هاتفتش دماغي! ومن ضيقي أول ما طلعت على آخر سلمة قبل دخول الطائرة رحت خالع ملابسي وتبولت على مصر ، وقلت " يلعن أبو دي بلد " وبعد ثمانية أشهر لما رجعت ، نزلت على أرض المطار وقبلت أرض مصر وبكيت وقلت لها : حقك علي أنا كنت غلطان ، معلهش يا مصر " ، أنا كده باحبها بفقرها وغلبها وبناسها اللي ما فيش زيهم ولا أزكى منهم ولا حد زيهم يقول النكتة ويفهمها زيهم .

  

لماذا كنت متعاطفاً مع أيمن نور ؟

 

الحقيقة نعم ، وما زلت ، وأول ما عرفته وسمعته حسيت إنه كويس ، بس كان عيبه إنه يعتمد على الأمريكان ، وأنا قلت له : بلاش يا أيمن ، " المتغطي بالأمريكان عريان " ، وإنهم يتخلون عن عملائهم ، عكس اليهود الذين لا يتخلون عن عملائهم بسهولة ، وأتذكر أن الدكتور علي العاطفي الذي تسبب في موت عبد الناصر ، هو كان جاسوساً إسرائلياً ، واستطاع بيجن أن يفرج عنه ، عندما قابل السادات في جبل الشيخ بسيناء ، وهذا أثناء ما كان السادات يلعب في منطقة حوار الأديان .

 

إذن أنت تؤكد ما قالته هدى عبد الناصر ، من أن الرئيس عبد الناصر قد مات مقتولاً؟

 

أنا متأكد إنه مات مقتولاً ، لأن العاطفي كان هو الطبيب الذي يعالج عبد الناصر ويقوم بتدليكه ، وكان يشغل معهد العلاج الطبيعي في القاهرة ، وتم القبض عليه بتهمة التخابر مع إسرائيل ، وهو اعترف بذلك ، بل قام بتجنيد أكثر من عشرين طالبا وطالبة من المعهد للعمل في الموساد ، وليلة أن قابل بيجن السادات صارحني العاطفي ، وهو كان بجوار زنزانتي في السجن ، إنه بكرة هيروح بيتهم ، أنا الحقيقة لم أكن مصدقاً ، لكن في الصباح لم أجد الدكتور العاطفي وعرفت إنه خرج من السجل ، وهو الآن يعمل في الأمم المتحدة ، وأنا طلبت من القذافي إن المخابرات الليبية تجيب لي العاطفي ، عندي أسئلة كثيرة أريد أن أعرف إجابتها منه ، لكن إنا فاكر إن العاطفي قال لي " يا عم أحمد ، اليهود لا يفرطوا في أعوانهم مثل الأمريكان الـ ( ......... ) .

 





 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة