Untitled Document

 

بين شروط عمار الحكيم الفنطازية و تزكيات فتاح الشيخ الشقندحية لزعيمه علاوي!

 

علاء اللامي

أولا : نقلت وكالات الأنباء أن قائمة السيد عمار الحكيم وبعد سلسلة اجتماعات و لقاءات عقدتها لجانها المتخصصة، وبعد أن تمكن السيد مقتدى الصدر من إفشال وبطح محاولة الاندماج وفي رواية أخرى التحالف بين هذه القائمة التي يشكل تياره عمودها الفقري كما قال أحد المصابين بالتفاؤل المزمن وبين قائمة المالكي – بارك الله فيك يا سيد مقتدى، فقد أحبطت بقصد أو بدونه عودة فاقعة لحكم المحاصصة الطائفية بأشنع صوره – نقلت الأنباء إذاً أن هذه القائمة التي يقودها الحكيم اتفقت على وضع عشرة شروط على المتصدي أو المرشح لمنصب رئاسة مجلس الوزراء وستة شروط على قضية التحاور مع الكتل البرلمانية الأخرى ..

دعونا نفهم يا جماعة، فقد اختلط الحابل بالنابل في هذه الديموقراطية العراقية المجعلكة : دعونا نفهم، كيف يضع من يفوز حزبه " المجلس الإسلامي الأعلى " في حالتنا، بعشرة مقاعد أي أقل من ثلاثة بالمئة والمستقلون المحسوبون على حزبه بثمانية مقاعد والمجموع 18 مقعدا من مجموع 325 ، كيف له أن يضع شروطا عشرة على من يفوز بثلث مقاعد البرلمان  تقريبا كالمالكي أو علاوي، ويطلب منه، كما طلبوا من قائمة المالكي ،  أن يرشح ثلاثة أشخاص لرئاسة الوزراء مقابل ثلاثة آخرين يرشحهم هو ثم يزعل جنابه، ويحمر ويصفر ويخضر،  إن أصر الطرف المقابل على تقديم مرشح واحد فقط؟ وعلى افتراض أن "تسييرة" حسن العلوي واجتيازه حاجز الأربعمائة متر بين مقر علاوي والمالكي في المنطقة الغبراء نجحت، وتحالف الاثنان تحالف "الحية والبطنج"، فأين ستصبح شروط "سيد الثلاثة بالمئة" أمام 180 مقعدا ؟ يا عمي حتى إذا احتسبنا مقاعد السيد مقتدى التسع وثلاثين مع مقاعد السيد عمار  فهل ستتغير النتيجة؟

 المحير والمدهش والمدوخ في الديموكراطية العراقية " الفتية " إنها تجري بموجب قوانين تشبه إلى حد بعيد قوانين قصة خلالات ذلك الشخص" الغبي " : هذي تمراية نكسانة "نجسة " هذه مو نكسانة .. حتى إذا ما هصره  الجوع واشتد عليه السغب وأسدل الليل ستاره المظلم مد يده إلى تمراته الخلالات وبدأ يأكلها واحدة إثر أخرى وهو يقول : هذه نكسانه هذه مو نكسانه .. هذه نكسانه هذه مو نكسانه ، وهكذا دواليك وهلم جرى حتى أتى على التمرات كلها النكسانة والمو نكسانة!

الشاهد، هو أن مصير شروط سيد الثلاثة بالمئة لن يكون مختلفا عن مصير خلالات "الغبي" في المروية الشعبية، ونتوقع، ومنذ الآن، أن يحمل السيد مقاعده العشرة ومقاعد المحسوبين عليه الثمانية، ويأتي طوع إرادته" لا إكراه ولا بطيخ" إلى تحالف الحوتين الكبيرين إن قدر لهذا الأخير أن يتشكل، تاركا للسيد الآخر المقيم في قم شروطه العشرة وثوابته الستة ومقاعده التسعة وثلاثين وشعاره الذي يقول : لن يكون المالكي رئيسا للوزراء  حتى لو انطبقت هذه على تلك!

ثانيا : نسبت جريدة الحياة السعودية إلى السيد فتاح الشيخ القيادي في قائمة علاوي تصريحات أقل ما يقال عنها إنها محيرة و أشبه بتهويمات الانفصاميين ومنها قوله :

-التحالف المرتقب بين قائمتي علاوي والمالكي  لن يستبعد التيار الصدري الذي يحظى بمكانة وتقدير لدى علاوي، إذ يعده العمود الفقري للائتلاف الوطني كما انه اثبت انه رقم صعب لا يمكن تجاوزه.

 - وعن موقف الصدريين الرافض لولاية المالكي قال الشيخ ان القائمة العراقية حريصة على ان يكون التيار الصدري في التحالف الجديد كونه الأقرب إلى علاوي على خلفية مطالباته الوطنية البعيدة من المكاسب الشخصية وترفعه عن المناصب السيادية وحرصه على تحرير البلاد من القوات الأجنبية.

دعونا نفهم كيف، ولماذا، وأين، ومنذ متى يحظى التيار الصدري بمكانة وتقدير لدى إياد علاوي ؟ قبل أم خلال أم بعد مجازره ضد المقاومين من أبناء التيار في انتفاضتي النجف والمحافظات؟ قبل أم خلال أم بعد زخات مطر القنادر على رأسه ومن معه قرب ضريح الإمام علي من قبل الصدريين ؟

 أهذا ضحك على ذقون الناس أم محاولة ساذجة لغسيل أدمغة جماعي للعراقيين ومسخ ومسح ذاكرتهم الجمعية؟

نفهم أنكم في "العراقية" حريصون على هذا التيار أو ذاك، و بالأحرى على ما لديه من مقاعد برلمانية، ونفهم لغة تطييب الخواطر وطريقة إطلاق بالونات الاختبار السياسية الفارغة والممتلئة وأخلاقيات " شيلني واشيلك وخللي الطبق مقلوب "، ولكن ما لا نفهمه بسهولة هو هذا اللعب الغبي والاستهتار الفالت من أيه ضوابط أخلاقية بقناعات وذاكرة الناس الجمعية.

 لقد قتل علاوي من الصدريين مَن قتل حين كان في ذروة عمالته للاحتلال الأمريكي ، وحين كانوا هم في ذروة مقاومتهم وجهادهم البطولي ضد الاحتلال قبل أن تستفحل الأفكار السلفية والممارسات التكفيرية للمجتمع بين صفوفهم فيما بعد فيهمل أغلبهم المحتلين ويبدأوا بالجهاد ضد الحلاقين والنساء المتهمات بمختلف التهم من قبل زعران مكبسلين ونمامين مصابين بالسيكوباتي، وضد المغنين  والعازفين على العود وباعة البيرة والخيار والطماطم في البصرة وغيرها ، فكيف أصبحوا اليوم يحظون بتقدير علاوي العالي و يحتلون المكانة الرفيعة لديه؟

أما قول الشيخ فتاح إن قائمته " العراقية " حريصة على ان يكون التيار الصدري في التحالف الجديد كونه الأقرب إلى علاوي على خلفية ( مطالباته الوطنية البعيدة من المكاسب الشخصية وترفعه عن المناصب السيادية وحرصه على تحرير البلاد من القوات الأجنبية.) أما قوله هذا فهو كذب صريح ومعيب  تعودنا عليه من هذا النوع من ساسة "النص اردان "، وبالطبع فالصدريون لا يتحملون مسؤولية مضمون هذه الكذبة البلهاء لأنهم لم يؤكدوها أو يعلقوا عليها حتى الآن، ولكن مع ذلك دعونها نتفحص " الخلفية " التي تكلم عنها الشيخ :

-   علاوي بعيد كما يقول الشيخ عن المكاسب الشخصية وهو يترفع عن المناصب السيادية ..دعونا ننسى حكاية تاجر السيارات اليمني عبد الله جشعمي والذي قيل قبل بضعة أيام فقط أنه رفع دعوى قضائية ضد علاوي بتهمة النصب والاحتيال واختلاس مليون دولار منه ، ولنتساءل عن شيء آخر : كيف يستقم الكلام عن ترفع علاوي عن الحصول على المناصب السيادية وهناك العشرات من التصريحات المنفلتة التي صدرت عنه بالصوت والصورة وهو يهدد فيها:

-       بدوامة العنف الفظيع

-      وبالحرب الطائفية المدمرة

-      وبالخيارات التي ستفاجئ الجميع

-      وبرد الفعل الخطير وغير المتوقع

إذا لم يوافق الجميع صاغرين على أن يكون هو ، هو شخصيا ولا أحد سواه، رئيسا للوزراء ؟

-   ثم ، علاوي حريص على تحرير البلاد من القوات الأجنبية! يا للهول المهول ،كما كان يقول الممثل المصري يوسف وهبي .

    إن هذا الجملة تعاني من كارثة مضمونية وشكلية مقصودة فالقول بالتحرير يوجب القول بالاحتلال، أما محاولة الجمع بين الماء والنار في طشت واحد، فهذا ما لا يجرؤ على القيام به إلا حبربشية علاوي فيقولون: احتلال نعم، ولكن من قبل قوات أجنبية وليس من قبل قوات الاحتلال..

طيب ، ومع ذلك "سنمشيها بمزاجنا " لنواصل، ونتساءل: متى كان علاوي حريصا على تحرير العراق وهو الذي لم يبزه أو يضاهيه في جهود التعجيل باحتلال  أرض الرافدين إلا زميله اللص الدولي أحمد الجلبي ؟

 ومنذ متى كان علاوي مع تحرير العراق وهو لا يترك سانحة أو مانحة دون أن يعزف على ربابة " ضرورة " بقاء قوات الاحتلال وتمديد هذا البقاء حتى يستكمل هو بناء قاعدته العسكرية والأمنية الخاصة به ؟

 آخر تصريح علقنا عليه هذا الخصوص  كان خلال عملية تبرعه بالدماء بعد تفجيرات العمارات السكنية، وقبله نشرت جريدة "الشرق الأوسط" تصريحاته العلنية وشديدة الوضوح التي طالب فيها بتمديد بقاء الاحتلال أيضا، دع عنك عشرات المناسبات الأخرى التي امتدح فيها المعاهدة الأمنية ولكنه قال بأنه وجد فيها ثقوبا وثغرات ويبدو أن تلك الثغرات والثقوب  تتعلق فقط بمواعيد انسحاب قوات الاحتلال ..

-   على هذا، سيكون من الواجب والمفيد والمُلح على المالكي وقائمته أن يضعوا شرط انسحاب قوات الاحتلال في مواعيدها المحددة – وهذا أضعف الإيمان طبعا-  ورفض التمديد حتى لو كان لمدة ساعة واحدة ولجندي أمريكي واحد في مقدمة قائمة شروطهم على علاوي وقائمته، وإلا فإن الشعب سيلعنهم كما سيلعن المطالبين ببقاء الاحتلال واستمرار المآسي بالجملة والمفرد. ولا ننسى هنا – والحكي بالتفاطين كما يقول أهلنا الشراكوه -  أن مستشار عمار الحكيم الأمني ووزير الأمن الوطني السابق قاسم داود دعا هو الآخر وعلنا إلى تمديد بقاء القوات المحتلة بل وطالب هذا الشخص الذي أسقطه الناخبون في دائرته ذاتها فلم يحصل إلا على أصوات عائلته، طالب بأن يتوسل ساسة العراق إلى الكونغرس لتمديد بقاء قوات الاحتلال .

-   رفقا بأمزجة الناس وذكرياتهم وعقولهم أيها السادة الساسة ، ولا تجعلونا نمسي مضحكة أمام شعوب العالم هذا إذا لم نكن قد أمسينا هكذا فعلا بفعل تصريحاتكم وأفاعيلكم .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة