%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
الأجزاء 19 و 20
محمد الحنفي
دور الامتيازات في إفساد الحزب، والدولة الاشتراكيين:.....1
إن ما نعرفه في الأنظمة الاستبدادية، أنها تقوم بنسج شبكة من العلاقات بالأفراد، وبالجماعات، على أساس تقديم المزيد من الامتيازات، لمن يمكن وصفهم "بالعملاء"، الذين يقدمون المزيد من الخدمات للدولة المستبدة، التي لا تهتم إلا ببسط سيطرتها على مجموع أفراد الشعب، من أجل تسخيرهم قسرا، لخدمة مصالح التحالف البرجوازي الإقطاعي المتخلف، والحاكم.
فالاستبداد الذي يعتبر نقيضا للممارسة الديمقراطية، هو أساس جميع الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تتخلل النسيج الاجتماعي، كما أنه، هو الذي يقف وراء نسج علاقة الإدارة بالأفراد، وبالجماعات، على أساس المحسوبية، والزبونية، والإرشاء، والارتشاء، وغير ذلك، مما يدخل في إطار ما صار يصطلح على تسميته بالفساد الإداري، الذي ينخر كيان الأجهزة الإدارية، في علاقتها بالمواطنين.
وهذا الاستبداد، هو نفسه الذي يصنع الفساد السياسي، المتمثل، بالخصوص، في إفساد الحياة السياسية، في مختلف المحطات الانتخابية، في إطار ما صار يعرف بديمقراطية الواجهة، التي تتم فيها فبركة المؤسسات المنتخبة، على مقاس ما يريده التحالف البرجوازي الإقطاعي المتخلف، والحاكم في الدولة الرأسمالية التابعة.
والدولة الاشتراكية عندما لا تكون ديمقراطية، وعندما يتحكم في مسارها القائد البيروقراطي، فإن هذه الدولة، كذلك، لايمكن أن تكون إلا مستبدة. وهو ما يفسح المجال أمام نسج العلاقات مع الأفراد، والجماعات، تقوم على أساس تقديم المزيد من الامتيازات، لضمان الولاء المطلق للحاكم البيروقراطي، والمستبد.
والامتيازات، عندما تقدم للأفراد، والجماعات، في النظام الاشتراكي، فلأجل تحويل الأفراد، والجماعات، إلى مجرد كائنات دعائية ،لفرض رأي القائد البيروقراطي، والمستبد بالمجتمع الاشتراكي، الذي تصير اشتراكيته على هوى القائد البيروقراطي.
وبما أن تقديم الامتيازات في الدولة الرأسمالية التبعية / الاستبدادية، وفي الدولة الاشتراكية، التي يمسكها القائد البيروقراطي بيد من حديد، فإن هذه الامتيازات، التي تختلف باختلاف طبيعة الدولة، تكون الغاية منها واحدة. وهي تغييب الديمقراطية في مختلف مؤسسات الدولة، وفي علاقة الدولة مع الشعب، ومع الأحزاب، التي تتحول في معظم الأحيان، إلى مجرد تنظيم للعمالة الطبقية، أو للعمالة البيروقراطية.
فدور تقديم الامتيازات، إذا، يهدف الى:
أولا: على المستوى الحزبي:
1) جعل الحزب بيروقراطيا، حتى لا يختلف في ممارسته البيروقراطية، كحزب اشتراكي، أو شيوعي، عن الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، من أجل التحكم في الحزب، وفي الدولة، على حد سواء، ومن أجل أن لا ينقلب الحزب في الاتجاه الذي قد لا يتناغم مع ما يسعى إليه القائد البيروقراطي.
2) قطع الطريق أمام إمكانية تحول الحزب الاشتراكي أو الحزب الشيوعي، إلى حزب ديمقراطي، يمكن أن يقف وراء الدعوة إلى دمقرطة مؤسسات الدولة.
3) جعل الأجهزة الحزبية، في الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، تنغم على وثيرة ما يردده القائد البيروقراطي الحزبي، الذي، هو في نفس الوقت، يعتبر رئيسا للدولة الاشتراكية، حتى يضمنوا لأنفسهم الاستمرار في الاستفادة من الامتيازات المادية، والمعنوية.
4) قيام الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، بتسليح ممارسة القائد البيروقراطي أمام الجماهير، حتى لا تلتفت إلى ممارسة البيروقراطية، التي تنعكس سلبا على الحياة العامة لمجموع أفراد الشعب، الذين يعانون من التضليل الذي تمارسه الدولة البيروقراطية، التي تفرض على الحزب ممارسة التضليل، كذلك، على أولئك الأفراد.
وقد كان في الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، ان يكون بعيدا عن التضليل باعتماد الوضوح الأيديولوجي، والسياسي، إلى جانب الوضوح التنظيمي، الذي يصير معروفا عن جميع أفراد الشعب. إلا أن الممارسة البيروقراطية، التي يفرضها القائد البيروقراطي في الحزب، تجعل التضليل وسيلة لإنضاج شروط استمرار تلك البيروقراطية، التي لا تخدم إلا مصالح القائد البيروقراطي، بالإضافة إلى خدمة مصالح الحزبيين، الذين يتمتعون بالامتيازات.
5) قيام منظري الحزب بممارسة التحريف الأيديولوجي، حتى تنسجم أيديولوجية الحزب، مع بيروقراطية القائد الحزبي، ومع بيروقراطية الدولة الاشتراكية، مما أدى إلى إقبار إمكانية التطور، الأيديولوجي، والسياسي، والمعرفي، والتنظيمي للحزب، كما يساهم بشكل كبير في تكريس ما صار يعرف في الأدبيات الاشتراكية العلمية، بالجمود العقائدي.
فالحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، عندما يتحول إلى وسيلة لتكريس أيديولوجية التحريف، يصير وسيلة لكبح التطور: تطور الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، وتطور الدولة الاشتراكية، وتطور التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية في اتجاه الأرقى، وتطور وعي الانسان، وتدخل المجتمع الاشتراكي في مناهضة الصراعات الثانوية، التي تتحول، بفعل التحريف، إلى صراعات رئيسية؛ لأن المجتمع الاشتراكي، لا يعرف التناقضات الرئيسية، بقدر ما صار يعرف التناقضات الثانوية، التي لا يمكن حلها إلا بدمقرطة الحزب، ومؤسسات الدولة، والمجتمع.
فالامتيازات المقدمة إلى أعضاء أجهزة الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، وفي مختلف المستويات التنظيمية، هي التي حولت متلقي تلك الامتيازات، إلى أدوات لكبح التطور الممكن للحزب، ولأيديولوجيته، ولمواقفه السياسية، ولتكريس التحريف الأيديولوجي، والسياسي، في الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، وفي إطار الدولة، والمجتمع.
دور الامتيازات في إفساد الحزب، والدولة الاشتراكيين:.....2
ثانيا: على مستوى الدولة، تؤدى الامتيازات إلى:
1) تكريس بيروقراطية أجهزة الدولة، في مستوياتها المختلفة، سعيا إلى فرض إرادة القائد: رئيس الدولة، على مؤسسات الدولة، وعلى مجموع أفراد الشعب، كما فرضت على الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي.
2) تجييش جميع أفراد المجتمع الاشتراكي، خلف القائد: الرئيس الاشتراكي، في إطار الدولة الاشتراكية، التي تتخذ طابعا اشتراكيا / بيروقراطيا، تصرف فيه الاشتراكية، انطلاقا من فهم، وممارسة القائد: الرئيس الاشتراكي، الذي يستبد بكل شيء في الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، سواء تعلق الأمر بالجانب الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي، كما يستبد بالتنظيم الحزبي، وبأديولوجيته، وببرنامجه، وبمواقفه السياسية. فهو مصدر كل شيء في الدولة، كما انه هو كل شيء في الحزب.
3) إيجاد إعلام موجه للجماهير الشعبية، انطلاقا من توجيه الممارسة البيروقراطية، للدولة الملتزمة بالتوجيه البيروقراطي، لرئيس الدولة الاشتراكي، نظرا لكون الإعلام يلعب دورا رئيسيا في صياغة الرأي العام، على مستوى الدولة الاشتراكية. وهو ما يترتب عنه انسياق جماهير الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، وراء السائد من الرأي العام، سعيا إلى الانفلات من يد أجهزة الدولة البيروقراطية القمعية، التي تمتد إلى كل من له رأي مخالف، وخاصة إذا تعلق الأمر بدمقراطة الدولة الاشتراكية، حتى يصير للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المعنيين بتطبيق الاشتراكية، رأي فيما يجري.
4) إيجاد تعليم منتج للعقلية البيروقراطية، التي يجب ان تتربى عليها الأجيال الصاعدة، وفي مختلف مراحل التعليم، انطلاقا من البرامج التعليمية، ومن الطرق التربوية، ومن الأهداف المتوخاة من وراء العملية التعليمية / التربوية برمتها، حتى تصير الناشئة مكرسة لنفس الممارسة البيروقراطية، على مستوى العقلية القائمة، من خلال إعادة إنتاج نفس الهياكل البيروقراطية القائمة، على مستوى الحزب، وعلى مستوى الدولة. وإعادة الإنتاج هذه، هي التي أعطتنا أن الستالينية لم تمت بمجرد موت ستالين، بل استمرت إلى أن تم إنضاج شروط انهيار الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، لتحل محلها الدولة الرأسمالية، التي عملت على تحويل المجتمع من مجتمع اشتراكي، إلى مجتمع رأسمالي. وهو ما حول كل المكاسب، التي تحققت في المرحلة الاشتراكية، إلى مكاسب رأسمالية، كما هو الشأن بالنسبة للترسانة النووية، التي أقامتها الدولة الاشتراكية، والتي شكلت، في مرحلة معينة، دورا واقيا لكل الدول الاشتراكية، ولجميع الدول التي تعاني من التهديد الرأسمالي.
فالدولة الاشتراكية، المعنية بتقديم الخدمات العامة، لجميع المواطنين، في الدولة الاشتراكية، على أساس المساواة فيما بينهم، من منطلق تلك الخدمات، تعتبر حقوقا اشتراكية، صارت، وبسبب بيروقراطيتها، لا تقدم الخدمات إلا إلى الموالين للدولة الاشتراكية / البيروقراطية. اما الذين لهم رأي مخالف في الممارسة البيروقراطية، فإن مآلهم السجن، أو التهميش في المجتمع الاشتراكي، المحكوم بالدولة الاشتراكية / البيروقراطية.
فالولاء للدولة الاشتراكي / البيروقراطية، ولرئيسها الاشتراكي / البيروقراطي، يعتبر شرطا في المجتمع المحكوم من قل الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، وإلا فإن هذا الاندماج، يصير من باب المستحيلات.
وهكذا، يتبين أن الدولة الاشتراكية، عندما تتحول إلى دولة بيروقراطية، تصير مجرد وسيلة لتصريف التوجه البيروقراطي للدولة، كما يراه القائد البيروقراطي، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
فالاقتصاد، حسب التوجه البيروقراطي، للدولة البيروقراطية، يجب أن يخدم مصالح الأجهزة البيروقراطية للدولة، وللحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، وللقائد البيروقراطي، الذي لا تخفى عليه خافية، وإن كان هذا الاقتصاد اشتراكيا.
والاجتماع، حسب التوجه البيروقراطي، يجب أن يخدم، كذلك، الجوانب الاجتماعية، للأجهزة البيروقراطية للدولة، وللحزب، وللقائد البيروقراطي. ومن سوى تلك الأجهزة، يبقى على الهامش، وإذا قدمت له خدمات، فإن تلك الخدمات، لا ترقى إلى مستوى متطلبات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، لعموم مواطني الدولة الاشتراكية / البيروقراطية.
والثقافة حسب التوجه البيروقراطي، يجب أن تتحول إلى ثقافة الترديد، حتى لا تتحول إلى وسيلة لإنتاج قيم اشتراكية متطورة، تسعى إلى أن تجعل من الدولة الاشتراكية، دولة ديمقراطية. وذلك لخدمة المصالح الثقافية للأجهزة البيروقراطية للدولة، وللحزب، وللقائد البيروقراطين الذي يرى في الثقافة وسيلة لتنميط المجتمع الاشتراكي، عن طريق فرض ما صار يعرف في الأدبيات الاشتراكية بالجمود العقائدي، الذي لا يوجد فيه شيء اسمه الاختلاف في الرأي، في إطار الاشتراكية، بقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية.
والسياسة، حسب التوجه البيروقراطي، كذلك، يجب أن تكون في خدمة المصالح السياسية للأجهزة البيروقراطية للدولة، وللحزب، وللقائد البيروقراطي، الذي يعتبر وحده صاحب الحق في اتخاذ القرارات السياسية، الضرورية لمرحلة معينة، من منطلق أن التحكم في القرار السياسي، يعتبر مصدر وجود القائد البيروقراطي، والدولة البيروقراطية، والحزب البيروقراطي.
وإذا كان كل شيء في خدمة الأجهزة البيروقراطية للدولة، وللحزب، وللقائد البيروقراطي، فإن ذلك لا يعني أن الدولة الاشتراكية صارت تحمل في بنيتها عوامل الهدم أكثر من عوامل البناء.
فعوامل الهدم تكمن في الجمود الذي تشرف على قيامه الدولة البيروقراطية التي ترى أن الاشتراكية يجب أن تتوقف عند حدود معينة، لا تعرف التطور الذي يتناقض مع مصالح الأجهزة البيروقراطية.
اما عوامل البناءن فتكمن في الحركة المستمرة الهادفة إلى تطوير الاشتراكية: اقتصاديا، واجتماعيان وثقافيا، وسياسيا، سعيا إلى جعل الاشتراكية في خدمة جميع المواطنين، في إطار الدولة الاشتراكية، وفي أفق تحول التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الاشتراكية، إلى التشكيلة الأعلى، التي تنتفي في إطارها الاشتراكية، باعتبارها مرحلة ما بين الرأسمالية، والشيوعية.
إقرأ للكاتب أيضا
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
1 و 2
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
5 و 6
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
9 و 10
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
12
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية
6
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
بين ضرورة عدم القفز على المراحل
ماذا تنتظر جماهير الشعب المغربي
من الموقف من الانتخابات في المغرب؟
الجزء الأول >>
التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:
تكتل طبقي ضد الشعب المغربي ..1
>>
التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:
تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!
الجزء الثالث >>
التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:
تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!
الجزء الرابع >>
التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:
تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!
التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:
الجزء الأول والثاني
4):
ثورة من أجل قيام دولة الحق، والقانون.....
والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.....
ثورة الشباب العربي (1)، ثورة الأمل
المناضلون الأوفياء لحركة 20 فبراير،
في الانتماء إلى حركة 20 فبراير..!
المزايدون في إطار حركة 20 فبراير
لا يحق لأحد فرض وصايته عليها.. !
(
تسعة أجزاء)
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|