<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

 

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية 

 

  الأجزاء 7  و 8

 

 

  محمد الحنفي   

 

إلى:

§  ـ العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الحاملين للوعي الطبقي، التواقين إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

§ ـ الأحزاب اليسارية، الساعية إلى تحقيق المجتمع الذي يتمتع أفراده بالتوزيع العادل للثروة.

§ ـ تحالف اليسار الديمقراطي في طموحاته الكبرى، من أجل مجتمع حر، وديمقراطي، وعادل.

§ ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره حزبا للطبقة العاملة، يناضل، وباستماتة، ودون هوادة، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

§ ـ كل الإطارات النقابية المناضلة، من أجل التخفيف من حدة الاستغلال، وفي مقدمتها الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، باعتبارها منظمة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية، كما تفر بذلك أدبياتها.

§ ـ كل الجمعيات الحقوقية المناضلة، من أجل تمكين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي مقدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، باعتبارها منظمة ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، كونية، شمولية. 

§ ـ إلى كل من انشغل فكره بقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

§ ـ كل المنابر الإعلامية المهتمة بقضايا الطبقة العاملة، وبأدبيات الاشتراكية العلمية في تحولها، وتطورها.

§ ـ من أجل أن تصير للطبقة العاملة مكانتها التي تستحقها، حتى تقود الصراع الطبقي في الاتجاه الصحيح.

§ ـ من أجل مجتمع متقدم، ومتطور، واشتراكي.

محمد الحنفي

 

 

ما حصل في الاتحاد السوفيتي السابق،

 ليس دليلا على ضرورة المرور من المرحلة الرأسمالية:.....3

 

والأحزاب الاشتراكية الجديدة، عندما تكون ديمقراطية، ومفعلة لمبدأ الديمقراطية، وللمركزية الديمقراطية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، وتبني تنظيماتها على أسس علمية دقيقة، وتختار مناضليها وفق مقاييس محددة، وتبني إيديولوجيتها على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبرامجها على أساس نظريتها عن الواقع، وتتخذ مواقفها السياسية انطلاقا من برامجها، وتخوض نضالاتها مع الجماهير، وإلى جانب الجماهير، لتحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

وما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق، لا يمكن أن يكون دليلا على أن المرور من المرحلة الرأسمالية، يعتبر ضروريا لتحقيق الاشتراكية. ذلك أن ما حصل في الاتحاد السوفياتي، جاء نتيجة للشروط الذاتية، والموضوعية، التي أتينا على ذكرها، والتي يجب استخلاص الدروس منها، حتى لا تتكرر المأساة في أنظمة اشتراكية أخرى. فبدل العمل على تطوير النظام الاشتراكي، في اتجاه المرحلة الشيوعية على مستوى الاتحاد السوفياتي السابق، وعلى مستوى الأنظمة الاشتراكية القائمة، وفي جميع الدول الرأسمالية، التي يجب العمل على تحويلها إلى الاشتراكية، تم إنضاج شروط العمل على العودة إلى النظام الرأسمالي.

 

فالنظام الاشتراكي، عندما لا يكون ديمقراطيا، وعندما لا تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، وعندما لا ترتبط الجماهير الشعبية الكادحة بالحزب الاشتراكي، والشيوعي الماسك بزمام السلطة، وعندما تتحكم في الحزب أجهزة بيروقراطية، وعندما تكرس تلك البيروقراطية في أجهزة الدولة، وعندما تمنح الأجهزة البيروقراطية لنفسها المزيد من الامتيازات، التي تمكنها من التحول إلى برجوازية، أو ما يشبهها، فإن النتيجة لا بد أن تكون هي العودة إلى النظام الرأسمالي، نظرا لانعدام حصانة النظام الاشتراكي، التي تتمثل في الحرص على الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمختلف مضامينها، والتصدي للامتيازات التي لا تعرف إلا في النظام الإقطاعي / الرأسمالي، الذي لا يطبق فيه شيء اسمه القانون، بقدر ما يخضع إلى للتعليمات التي لا تخدم إلا أصحاب المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الذين يتسلقون، في أفق الوصول إلى السلطة، وتكريس استغلال الشعب، بكافة الوسائل المعروفة، وغير المعروفة.

 

ولذلك لا بد من الحرص على أن يكون الحزب الاشتراكي /العمالي، أو الشيوعي، الذي يسعى إلى تحقيق الاشتراكية:

 

1) ديمقراطيا، نظرية، وممارسة، يبني تنظيماته، وبرامجه، ويتخذ مواقفه على أسس ديمقراطية حقيقية، تجعل جميع الحزبيين مساهمين في الحياة الحزبية، وفي التقرير، والتنفيذ، على أرض الواقع، وفي إطار تفعيل مبادئ المركزية الديمقراطية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية.

 

2) أن يسعى، من خلال برنامجه المرحلي، إلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، سعيا إلى تحقيق الحرية، والاشتراكية، في إطار دولة ديمقراطية / علمانية، كدولة للحق، والقانون.

 

3 ـ أن تحرص قيادة الحزب على تطبيق الممارسة الديمقراطية، في مختلف الهياكل الحزبية، حتى لا تتحول إلى هياكل بيروقراطية، تحرق الأخضر، واليابس، في سبيل خدمة الحزب لمصالحها، ومن أجل أن يتحول الحزب إلى حزب ديمقراطي.

 

فحرص القيادة على دمقرطة الحزب، بجلب الحزب إلى السقوط في الممارسة البيروقراطية، مما يفعل مختلف الهياكل الحزبية، في علاقتها بمناضلي الحزب، وفي علاقة الحزب بالجماهير الشعبية الكادحة، وفي علاقة المناضلين الحزبيين بالمنظمات الجماهيرية، مما يجعل الحزب يكتسب إشعاعا واسعا في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة فتلتف حوله، وتحوله إلى حزب جماهيري كبير، يقود الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، في نضالاتهم الهادفة إلى انعتاقهم من الاستعباد، وتخلصهم من الاستبداد، وقضائهم على الاستغلال، بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

4) أن تسعى قيادة الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، إلى نسج علاقة وطيدة مع الأحزاب الشيوعية، والاشتراكية، في الدول الاشتراكية، وفي خارجها، من اجل بناء تنظيم أممي، يسعى، وبشكل جماعي، إلى تحقيق التوسع الكمي، والنوعي، للأحزاب الاشتراكية، والشيوعية، ودعم مختلف الأنظمة الاشتراكية القائمة،

والسعي إلى تحقيق الاشتراكية في مختلف الدول الرأسمالية.

 

5 ـ التخطيط لنشر الفكر الاشتراكي العلمي، بجميع اللغات، وفي جميع أنحاء العالم، وبكافة وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، وفي الشبكة العنكبوتية، سعيا إلى محاربة الفكر الغيبي، والظلامي، الذي أصبح يعتمده النظام الرأسمالي، لتضليل الكادحين، في كل الدول الرأسمالية.

 

وكذلك، لا بد من الحرص على أن تكون الدولة الاشتراكية:

 

1) دولة ديمقراطية، تسعى، في ممارستها اليومية، إلى جعل المجتمع الاشتراكي مجتمعا ديمقراطيا، حتى يساهم المجتمع، وباقتناع تام، في البناء الاشتراكي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا، وقانونيا، حتى تكتسب الدولة الاشتراكية مناعة ضد الممارسة البيروقراطية، التي يمكن أن تأتي من هنا، أوهناك، أو من أية جهة كانت، وحتى تقطع الطريق على إمكانية أن تتحول الدولة إلى دولة بيروقراطية.

 

2) دولة تضمن الحرية لجميع أفراد الشعب، بقطع النظر عن لونهم، أو جنسهم، أو معتقدهم، أو عرفهم، حتى لا يشكلوا منطلقا لمحاربة الدولة الاشتراكية، ومن أجل أن يصيروا محترمين قولا، وعملا، للدولة الاشتراكية القائمة، وملتزمين بتطبيق النظام الاشتراكي.

 

3) أن تجعل النظام الاشتراكي في خدمة جميع أفراد الشعب، على أساس المساواة فيما بينهم، تحقيقا للتوزيع العادل للثروة، الذي يعتبر من سمات النظام الاشتراكي، حتى يطمئن الجميع على مستقبله، وحتى لا يتحول النظام الاشتراكي إلى نظام من الامتيازات، لخدمة مصالح أجهزة الحزب، وأجهزة الدولة، الذين يتحولون، بفعل تلك المصالح، إلى بيروقراطيين، يسعون إلى تحويل الدولة الاشتراكية، إلى دولة رأسمالية.

 

4) أن تسعى الدولة الاشتراكية، إلى توطيد العلاقة مع الدول الاشتراكية القائمة، وفي إطار تكتل دولي، تجمعه نفس المصالح، والأهداف، ونفس المصير، من أجل حماية الأنظمة الاشتراكية على المستوى العالمي، ومن أجل التصدي لممارسات النظام الرأسمالي العالمي، وسعيا إلى فضح، وتعرية الممارسات الرأسمالية القائمة على أساس قهر الشعوب، واستغلال كادحيها لصالح الرأسمال المحلي، والعالمي في نفس الوقت.

 

5) نهج سياسة إعلامية واسعة، وبجميع اللغات، باستهداف إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، والدعاية للاشتراكية، عن طريق إبراز محاسنها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في مقابل  إبراز مساوئ النظام الرأسمالي المحلي، والعالمي، والأضرار التي يتكبدها كادحوا الشعوب المقهورة، وطليعتهم الطبقة العاملة.

 

6) اعتماد سياسة تعليمية تهدف إلى جعل التعليم متحررا، وغير موجه من قبل من يدعون وصايتهم على التعليم، حتى يبقى مصدرا لإعداد أجيال متحررة، قابلة للاندماج في المجتمع الاشتراكي، وبالسرعة الفائقة، أملا في المساهمة بتسريع تحولات المجتمع الاشتراكي، وتطويره أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، في أفق أن يصير أكثر تأثيرا في المحيط الإقليمي والعالمي.

 

وببناء الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، على أسس سليمة، تحول دون صيرورته بيروقراطيا، وبناء الدولة الاشتراكية على أساس احترام الديمقراطية في المجتمع، وعلى أساس ان تصير دولة للحق، والقانون، ودولة للمؤسسات المعبرة عن إرادة الشعب، يتبين أن ما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق، هو نتيجة لأمور أخرى، وليس نتيجة لحرق المرحلة الرأسمالية، بقدر ما هو نتيجة للاستغراق في الممارسة البيروقراطية على مستوى الحزب، وعلى مستوى الدولة الاشتراكية، التي تمارس الاستبداد بالمجتمع، لصالح النخبة المستبدة بالحزب الاشتراكي / العمالي، أو الشيوعي، وبالدولة الاشتراكية في نفس الوقت، مما يجعل الشعب الذي يعاني من نفس شروط الاستغلال، الذي تتعرض له الشعوب في الأنظمة الرأسمالية، والذي صار يتحين الفرص للانقضاض على الدولة الاشتراكية / البيروقراطية، حتى يتحرر من الاستبداد الممارس عليه، ولا يهمه إن كان سيعود النظام الرأسمالي أم لا؟

 

 

الثورات الاشتراكية التي لازالت قائمة، ما مصيرها؟

 

إن ما قلناه في الثورة الاشتراكية العظمى، التي تحققت على يد لينين، وبزعامته في سنة 1917، والتي تحولت، في نهاية القرن العشرين، إلى دولة رأسمالية:

 

هل يصلح أن نقوله في الثورات الاشتراكية، التي لا زالت قائمة إلى يومنا هذا؟

 

إننا، كما قلنا، إذا انتفت البيروقراطية في الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، ومن أجهزة الدولة الاشتراكية، وإذا احترمت القوانين الداخلية في الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، وفي أجهزة الدولة، وفي العلاقة مع الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، فإن النظام الاشتراكي سيكون محميا بتلك الجماهير نفسها؛ لأنه جاء لمصلحتها، وليس لشيء آخر، إذا تحملت الدولة مسؤولية تنظيم وتطوير وعيها، بضرورة حماية النظام الاشتراكي، وبالمساهمة في تطوير الاشتراكية، انطلاقا من التطور الحاصل في مختلف المجالات، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمعرفية، والتقنية، وغيرها من المستويات، حتى لا يقل تطور النظام الاشتراكي عن التطور الذي يعرفه النظام الرأسمالي العالمي.

 

ولذلك، فالثورات الاشتراكية، لازالت قائمة حتى الآن، هي ثورات يجب المحافظة عليها انطلاقا من:

 

1) القطع مع استبداد الدولة الاشتراكية، ومع بيروقراطية أجهزتها المختلفة، بصيرورتها ديمقراطية، إلا أن المضمون الذي تتخذه الديمقراطية في الدولة الاشتراكية، هو مضمون اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، ومدني، وسياسي، حتى لا تسقط الدولة الاشتراكية في الأخذ بالمضمون الرأسمالي للبيروقراطية، أو بديمقراطية الواجهة، كما هو الشأن بالنسبة للأنظمة الرأسمالية التابعة؛ لأن الدول الاشتراكية القائمة، قطعت مع المرحلة الرأسمالية، بتحويل الملكية الفردية لوسائل الإنتاج إلى ملكية جماعية. وهو ما يعني قطع الطريق أمام عودة الإقطاع، وعودة البرجوازية؛ لأن شروط قيامها غير قائمة: أي أن الطبقات الاجتماعية التي يعرفها النظام الرأسمالي غير موجودة، هناك فقط العمال، وباقي الأجراء الخدماتيين، بمن فيهم المتحملون للمسؤولية في أجهزة الدولة. وهؤلاء لا يتصارعون، بقدر ما يتحالفون.

 

2) الحفاظ على العلاقة الديمقراطية مع العمال، وباقي الأجراء الخدماتيين، من أجل أن يشعروا بالمسؤولية تجاه النظام الاشتراكي، الذي يفرض عليهم الحفاظ على المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، والعمل على تنميتها، حتى تكون أكثر جودة من نظيرتها في النظام الرأسمالي، لأنه إذا لم تكن هناك علاقة ديمقراطية بين الدولة، وبين العمال، والأجراء الخدماتيين، ستحل محلها علاقة الاستبداد، التي تحرق الأخضر، واليابس.

 

3) السعي إلى تحقيق الرفاهية المنظمة، في إطار التمتع بالحرية المنظمة، سواء تعلق الأمر بالرجال، أو بالنساء، أو بالأطفال، أو بالكهول، فالرفاهية بالنسبة للمجتمع الاشتراكي، تعتبر مسألة ضرورية، وضرورتها تأتي نتيجة لتمتيع جميع أفراد المجتمع بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما يفهمها النظام الاشتراكي، وإعداد شكل الترفيه المناسب لكل فئة من فئات الشعب الكادح، مما يحقق الارتباط بالمجتمع الاشتراكي، وبالدولة الاشتراكية، ومن خلالها، بالحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، والانخراط في تبني الموقف الاشتراكي من النظام الرأسمالي، الذي يتناقض تناقضا مطلقا مع النظام الاشتراكي، والسعي الحثيث، والمستمر، إلى محاربة هذا النظام على جميع المستويات: الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، في أفق تفكيك، وإضعاف قوته، حتى تتاح الفرصة لعمل الأحزاب الاشتراكية، والشيوعية على تغيير النظام الرأسمالي، إلى نظام اشتراكي، في هذا البلد الرأسمالي، أو ذاك.

 

4) الاستماع إلى الشعب الكادح، والاستفادة منه، والاستجابة لمطالبه التي لا تتناقض مع النظام الاشتراكي، ما دامت تساهم في تكريس التوزيع العادل للثروة، الذي هو جوهر الاشتراكية. ذلك، أن الاستماع إلى الشعب، يجنب الدولة الاشتراكية، الكثير من المصائب، التي قد تحل بالنظام الاشتراكي، إذا لم ترتبط الدولة بالشعب، وإذا لم تكن في خدمته، انطلاقا من اهتمامه اليومي، والمرحلي، والاستراتيجي، حتى تضمن الدولة الاشتراكية استمرار تفعيل النظام الاشتراكي لصالح الشعب الكادح، الذي لا تكون الاشتراكية إلا في خدمته.

 

والدول الاشتراكية، التي لا زالت قائمة حتى الآن في الصين، وفي كوريا الشمالية، وفي الفيتنام، وفي كوبا، وفي غيرها، لا شك في أنها تكون قد حققت لشعوبها الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمفهومها الاشتراكي، كما لا شك في أنها تنصت إلى شعوبها، وتسعى إلى تحقيق آمالها في العيش الكريم، ولا وجود، في أنظمتها، لشيء اسمه البيروقراطية، أو الاستبداد، أو النخبة التي تتمتع بمجموعة من الامتيازات، التي تجعل مصالحها، في يوم ما، ترتبط ارتباطا عضويا بالنظام الرأسمالي، فتعمل على تحويل النظام الاشتراكي إلى نظام رأسمالي، كما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق.

 

ولذلك، فمصير هذه الدول الاشتراكية التي لازالت قائمة هو:

 

1) تقوية أنظمتها الاشتراكية، وتطويرها، حتى تكون في مستوى القدرة على المواجهة الإيديولوجية، والسياسية للنظام الرأسمالي.

 

2) تطوير أدوات الاشتراكية العلمية انطلاقا من التطور الذي تعرفه العلوم، والتقنيات الحديثة، وإيجاد آليات لإشاعتها بين البشرية بجميع اللغات.

 

3) تطوير العلاقة مع الجماهير الشعبية في مختلف الدول الاشتراكية، باعتبارها معنية بتحصين الاشتراكية، وتطويرها، وحمايتها.

 

4) الحرص على تطوير أداء الحزب الاشتراكي، أو الشيوعي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين في المجتمع الاشتراكي.

 

5) دعم الأحزاب الاشتراكية، أو الشيوعية في البلدان الرأسمالية، وخاصة في البلدان ذات الأنظمة الرأسمالية التابعة.

 

6) إيجاد منظمات، وتنظيمات تقوم بمهمة التنسيق بين الأحزاب الاشتراكية، أو الشيوعية على المستوى الإقليمي، والقاري، والدولي، لتبادل الدعم، وتبادل الخبرات.

 

7) الحرص على أن لا تكون الأحزاب الاشتراكية مستنسخة عن بعضها البعض، حتى لا تصير دخيلة على الواقع الذي تعمل فيه.

 

8) الحرص، كذلك، على أن تكون أيديولوجية كل حزب قائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، حتى تصير تلك الأيديولوجية مرشدا للعمل في واقع معين.

 

9) حرص كل حزب اشتراكي، أو شيوعي، على أن تكون نظريته قائمة على التحليل الملموس للواقع الملموس، حتى تكون تلك النظرية منبثقة من الواقع نفسه، وليست دخيلة عليه.

 

10) حرص كل حزب على أن يكون برنامجه قائما على نظريته عن واقع معين.

 

وهذا المصير لا يمكن أن ينتج إلا:

 

1) تثبيت الاشتراكية كخيار استراتيجي، في مختلف الدول الاشتراكية.

 

2) تقوية الدول الاشتراكية، التي يفترض فيها مواجهة النظام الرأسمالي المحلي، والعالمي.

 

3) تقوية، ودعم الأحزاب الاشتراكية، أوالشيوعية، أينما كانت، حتى تقوم بدورها في محيطها.

 

4) ارتباط الدول، والأحزاب الاشتراكية بالعمال، وباقي الأجراء،، وسائر الكادحين الذين تخدمهم الاشتراكية، باعتبارهم مصدر قوة، وصلابة الدول الاشتراكية، والأحزاب الاشتراكية، أو الشيوعية،

 

وحرق المرحلة الرأسمالية، هو الذي أوصل إلى تحقيق الاشتراكية، في الدول الاشتراكية القائمة في الصين، وفي كوريا الشمالية، وفي الفيتنام، وفي كوبا، ...الخ؛ لأن النظام الرأسمالي لم يكن موجودا أصلا، أو كان، ولكنه لازال في بداياته، ولم يتجذر بعد في المجتمع المعني، مما جعل الأحزاب الاشتراكية، أو الشيوعية، تلعب دورها، في ظرف وجيز، لتحقيق الاشتراكية، والشروع في بناء الدولة الاشتراكية، التي تمت المحافظة عليها حتى الآن.

 

وهذه الدول، حافظت، وتحافظ على اشتراكيتها، بعد استفادتها مما حصل في الاتحاد السوفياتي السابق، الذي تحول إلى مجموعة من الدول الرأسمالية التابعة، التي لا تختلف في وضعيتها عن الدول الرأسمالية التابعة.

 

وهذه الدول، ونظرا لحصانتها، لم تستطع الدول الرأسمالية، بقوتها المخابراتية، وجبروتها الأعلى، وهمجيتها العسكرية، اختراقها، مما جعل النظام الرأسمالي بعيدا عن أن يدرك ما يجري داخل الدول الاشتراكية، وكلما يروجه عنها، لا يتجاوز أن يكون ممارسة إيديولوجية، سرعان ما تتبخر، في الوقت الذي استطاع النظام الاشتراكي الصيني اختراق جدار النظام الرأسمالي، وتغلغل في النسيج الاقتصادي لهذا النظام، وأخذ يحقق أرباحا هائلة من تجارته الدولية، التي أوصلت بضاعته إلى كل أنحاء العالم، لتدخل جميع بيوت سكان بلدان النظام الرأسمالي، وفي مختلف الدول الرأسمالية.

 

 

sihanafi@gmail.com

 

 

إقرأ للكاتب أيضا

 

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

    1 و 2

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

   3 و 4

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

  5 و 6

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

 وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

 7 و 8

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

 9 و 10

 

بين ضرورة عدم القفز على المراحل

وضرورة حرقها في أفق الاشتراكية

11 و 12

 

 

ماذا تنتظر جماهير الشعب المغربي

 من الموقف من الانتخابات في المغرب؟

 

حركة 20 فبراير حركة شعبية،

 لا دين لها، ولا حزب،

 ولا نقابة، ولا جمعية..!!

 

الجزء الأول >>

التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:

 تكتل طبقي ضد الشعب المغربي ..1

 

 

الجزء الثاني >>

التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:

 تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!

 

 

 الجزء الثالث >>

التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:

 تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!

 

 

الجزء الرابع >>

التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:

 تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...!!

 

الجزء الخامس>>

التحالف الحزبي الإداري ـ الدولتي:

 تكتل طبقي ضد الشعب المغربي...

 

 

 

ثورة الشباب العربي(7)

 ثورة من أجل مؤسسات تمثيلية حقيقية

الجزء الأول

 

ثورة الشباب العربي(6)

 ثورة من أجل محاكمة

 ناهبي أموال الشعوب في البلاد العربية.....

الجزء الثالث

 

 

ثورة الشباب العربي(6)

ثورة من أجل محاكمة ناهبي

أموال الشعوب في البلاد العربية.....

الجزء الأول والثاني

 

 

ثورة الشباب العربي(5)،

ثورة من أجل وضع حد

 لنهب ثروات الشعوب..

 

 

ثورة الشباب العربي (4):

 ثورة من أجل التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية

 

 

ثورة الشباب العربي (3)

 ثورة من أجل قيام دولة الحق، والقانون.....

محمد الحنفي 

 

 

ثورة الشباب العربي (2)

 ثورة من أجل التحرر

 والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.....

 

 

ثورة الشباب العربي (1)، ثورة الأمل

 في بسط سيادة الشعوب على نفسها

 

 

المناضلون الأوفياء لحركة 20 فبراير،

 هم الذين ينسون: من هم؟

 في الانتماء إلى حركة 20 فبراير..!

 

 

المزايدون في إطار حركة 20 فبراير

يعملون على إضعافها..... !!!

 

 

حركة 20 فبراير حركة شعبية،

لا يحق لأحد فرض وصايته عليها.. !

 

 

أحزاب الدول

 وأحزاب الشعوب.....

( تسعة أجزاء)

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا