<%@ Language=JavaScript %>   المحامي يوسف علي خان حروب الخليج الثلاث وملابساتها الفصل الخامس اوليات الحرو ب ودوافعها

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

حروب الخليج الثلاث وملابساتها

الفصل الخامس

اولويات الحروب ودوافعها

 

 المحامي يوسف علي خان

 

عندما بدأ العراق  التحرش بايران بعد اشهر قليلة من اعتلاء صدام كرسي الرئاسة لم يخطر ببال القيادة الايرانية انه سيتجرأ بالهجوم واجتياز الاراضي الايرانية وانما سيقتصر ذلك على الاستمرار في المناوشات  المتبادلة على الحدود فقد اخطأت القيادة الايرانية نفسها الحساب فقد قالت في دخيلتها ان الولايات المتحدة بقوتها لم تستطع ان تتجرأ بالهجوم عليها رغم احتجازها موظفي  سفارتها وفشلها في امكان تحريرهم  فكيف سيكون بامكان صدام الهجوم عليها وفاتها بان الادارة الامريكية في الحقيقة لم تستسلم لذلك التصرف الارتجالي  الايراني تجاه موظفيها وانما كانت قد اعدت عميلها وهيأته للتحرك لمهاجمتها والقضاء على نظامها المهزوز الضعيف الذي لازال في مرحلة النشوء والتكوين ودون ان تتحمل تكاليف الحرب وعدم اثارة الرأي العالمي ضدها وتكون بذلك بعيدة عن الانظار ودون ان تتحمل النتائج السلبية فيما اذا عجزت عن تحقيق اهدافها بالحرب المباشرة والخسائر الفادحة التي ستكلفها تلك الحرب  وانما في هذه الحالة ستتحملها الحكومة العراقية وتبقى هي محافظة على ماء وجهها وان انتصر فسيكون مكسبا مجانيا عظيما لها 00وكلما فعلته هو مجرد وعود بامكانها ان تتنصل منها متى شا ء ت 00 فان اعلان الحرب من قبل الولايات المتحدة يتطلب الكثير من الاجراءات والموافقات الدولية ثم انها لازالت تذكر حرب فيتنام وما حل بها هناك والتورط في حرب كوريا فلم ترد ان تدخل في مغامرة مباشرة جديدة في الوقت الذي لها من يقوم مقامها في التورط في هذه الحرب وهي لاتتكلف سوى الدعم المعنوي من حلفائها في المنطقة وخارجها وهو امر سهل وبسيط لاتخسر فيه سوى الكلام 00 فقد كانت قد هيأت ودربت من يقوم مقامها وينفذ مطاليبها فهو مغامر يهوى الحروب والمعارك وله نزعة عدائية متجذرة في نفسه ولا تهمه أي اعتبارات اوقيم اخلاقية وان امريكا قد وفت وعدها معه واوصلته الى سدة الحكم في العراق وهي قمة احلامه فهو اذا لن يخذلها بل عليه ان يسد د ولو شيئا بسيطا من فضلها عليه 00 وقد اقنعت الدول العربية بان هذه الحرب لمصلحتها وللدفاع عنها من الهجمة الفارسية الشيعية المؤكدة بعد اعلان الخميني هدفه في تصدير هذه الثورة الى الاقطار الاخرى الاسلامية مما زاد من مخاوفها وايدت هذه الحرب واعتبرت العراق البوابة الشرقية لدولها وان صدام حامي هذه البوابة والمدافع عنها 00 وبهذه الحجة استطاعت امريكا ان تكسب دعم الدول العربية ماديا ومعنويا واظهرت لهم صدام بغير شخصيته الحقيقية بانه الرجل الوطني القومي المتدين بل وتمكنت ان تربط نسبه بالرسول محمد مع ان الكثير من الناس قد شككو بصحة هذا الادعاءا المتشدد وصحة هذه الرواية وحتى لو كان من نسب الرسول فهذا لايمنحه الحق بظلم الناس والاعتداء عليهم وانتهاك حرياتهم ولا التعاوان مع الاجنبي والعمالة له اضافة لتجبرهوطغيانه واستباحة اعراض المحصنات التي استباحوها هو وازلامه وقد يكون كل هذه الخصائص التي عرف بها هي التي دفعت الادارة الامريكية لاختياره عميلا لها وقد ثبت سوء اختيارها فيما بعد اذ كان الاولى ان تختار شخص له ولعائلته قيمة اجتماعية مرموقة ومعروفة في وجاهتها وكان بامكانها ان تجد مثل هذا الشخص وكما كالنت تفعل الحكومات البريطانية عندما كان لها اليد الطولى في هذه المنطقة فلم تكن تعتمد على المغمورين بل على وجهاء البلد وقد نجحت في ذالك كثيرا 00 ولكن الادارة الامريكية اختارت صدام ودربته عن طريق مخابراتها واوصلته الى قمة السلطة كي يتمكن من حماية مصالحها في هذه المنطقة  00 

لقد استطاع صدام وخلال الايام الاولى من حكمه ان يمسك بزمام الامور ويسيطر سيطرة محكمة ويضرب بيد من حديد جميع منافسيه ويقضي عليهم بتوليفة تهم المؤامرة عليه ويتخلص منهم بصورة جماعية ودفعة واحدة حتى ابن خاله عدنان خير الله وزير الدفاع فقد ارتاح من موته عندما علم بسقوط طائرته نتيجة حادث مجهول 00 وهكذا صفى له الجو واصبح حرا في تنفيذ قراراته دون أي معترض حيث كان عدنان قد اعترض على فكرة الحرب مع ايران عندما عرضها عليه صدام فكان لابد من ابعاده اضافة لما يتمتع به عدنان من شعبية ونفوذ داخل الجيش ومن قبل قادته 00 لقد ادت كل هذه الافعال من اعدامات وقتل في صفوف رفاقه من قادة الحزب الى ادخال الرعب الهائل لدى بقية نفوس ابناء الشعب وقضى بذلك على اية معارضة قد تكون باقية او بقي لها صوت في العراق واستطاع بذلك ان يكم الافواه ويجعل من بقية اعوانه الذي استمروابالعمل معه مجرد ادوات او احجار شطرنج يحركهم كيفما شاء وباي طريقة او اسلوب يختاره هو وحده دون أي منازع  وبدأو يشعرون بان رقابهم باتت مهددة باية لحظة للقطع ولدى أي رأي يقدمونه مخاتلف لما يراه هو وجعل من وزرائه وقادة جيشه ادوات تنفيذ وابواق اعلام تمجد به وتظهر للعالم بان مايصدر من قرارات هي نتيجة اجماع الساسة والمسؤولين وليس هو قرار صدام فقط 00 وقد نجح هذا الاسلوب في خداع الرأي العام العربي والعالمي خاصة بما اغدق على مؤسسات النشر والصحف العربية من اموال طائلة في الوقت الذي كان الشعب يأن من الفاقة والفقر والجوع والحرمان   00 واستطاع باسلوبه المخادع الذي يظهر به امام العالم بانه رجل انساني غيور جند نفسه لخدمة الوطن العربي وعلى رأس هذه القضايا قضية فلسطين عن طريق عشرات الشعارات والخطب التي كان يلقيها لساعات وعن طريق تسخير اجهزة حزب البعث التي لعبت دورا كبيرا في خداع الرأي العالم العربي والعالمي 00 اما في الداخل فقد كانت كوادر الحزب تجبر ابناء الشعب في مناسبات يختلقها كي يخرجوا تأييدا لقرارات يصدرها او شعار وطني يرفعه 00 وبهذا الاسلوب استطاع ان يبرزوخلال سنوات الحرب الايرانية كزعيم عربي حريص يدافع عن مصالح الامة واهدافها القومية وعن البوابة الشرقية للعالم العربي واستطاع ان يكسب تأييدا عربيا عارما وان يخفي كل جرائمه التي كان يرتكبها داخل العراق وتجاه شعبه المنكوب 00 فخدع الزعماء العرب والادباء والشعراء الذين كتبوا عشرات القصائد في مدحه وعقدوا الندوات والمؤتمرات العديدة التي كان يبذخ لهم الاموال خلالها  دون حسيب او رقيب وما قصائد سعاد الصباح ونزار قباني وغيرهم كثيرون سوى دليل قاطع على ما كان يؤججه من اعلام في سبيل تحسين صورته وتلميعها وخداع الاخرين وعلى العكس من ذلك فلو اطلعنا على القصائد التي القتها سعاد الصباح او نزار قباني بعد غزوه للكويت لوضح كيف اختلف الامر عندما انكشفت حقيقته وبان معدنه الصدي وكيف استطاع ان يخدع اكثر الناس ثقافة من رجال الفكر والادب والسياسة ويظهر جليا براعة ودقة التدريب الذي تلقاه صدام داخل المخابرات المركزية الامريكية حيث تمكن ان يخدع معظم الناس خارج العراق ويغطي على كل جرائمه واخفاء شخصيته الدموية  داخل العراق 00 والظهور امام العالم بالرجل المثالي والزعيم الوطني فبهذه الصورة المشرقة التي استطاع ان يرسمها في اذهان الناس الذين كانوا يعيشون خارج العراق والتي اقنعتهم في احقيته بمهاجمة ايران بدافع الحرص على الامة العربية وليس كما هي الحقيقة بدفع من الادارة الامريكية 00 اذ حتى لو كانت هناك خلافات وهي موجودة فعلا مع ايران فكان بالامكان ان يتصرف معها بطرق التفاوض وارسال الوفود او على الاقل كما كانت هي تفعل بالتحرش المتقابل في الحدود وان لايزج بملايين العراقيين الى المحرقة ويقضي على معالم التطور ويخرب اقتصاد البلاد ويدمر البنية التحتية فيه00 وقد حاول ان يكون له ثقل ديني يواجه به التيار الاسلامي في ايران التي روجت لولاية الفقيه والتي جعلت الخميني الزعيم الروحي للمسلمين وهي بالطبع تعبر الشيعة فقط مسلمون حقيقيون اما اسنة فهم روافض وكفار لاصحة لاسلامهم واستنادا لذلك فان ةالشيعة هم الذين يجب ان يحكموا في العراق وهو الطريق الذي اتبعته للهيمنة على الوضع في العراق 00 لذا فقد اخذ صدام بالمقابل يتزيا بالوشاح الديني ويطلق الحملة الايمانية ويحارب ايران بنفس السلاح الذي تحاربه به ويعلن زعامته الدينية بترويج الدعاية له بانه اولى بزعامة المسلمين من ايران  حتى بالنسبة للمذهب الشيعي لكونه سيد وابن رسول الله وهكذا يستطيع ان يسحب البساط من تحت الحكم الشيعي الجديد في ايران ويتغلب عليه ويضفي على نفسه هالة من القدسية التي تجعله زعيم دين ودولة بنفس الوقت خاصة بعد ان تبنى هذه الحملة الايمانية وجند لها العشرات من رجال الدين السنة والشيعة من المرتزقة الذين رضخوا خوفا من بطشه واخذوا يروجون لهذه الحملة ويجعلونها منهجية واجبة التطبيق في جميع المدارس والمؤسسات كما اخذ يكثر من زيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وينشر صوره في وسائل الاعلام وهو يؤدي الصلاة والتعبد في تلكم العتبات كي يكسب الشرائح الشيعية ويمنعها من التوجه لايران ويثنيهم عن التمسك بولاية الفقيه كما قام بملاحقة رجال الدين والمراجع الشيعية التي رفضت زعامته وقبول الرضوخ له واغتيال العديد منهم مثل محمد صادق الصدر وغيرهم 00 كما الغى الطقوس والمراسيم والمواكب الشيعية خاصة في مناسبات ذكرى استشهاد الحسين وعاشوراء وهجر الالاف من الشيعة من مختلف الشرائح الشعبية والمثقفة الى الدول المجاورة خاصة الى ايران واسقط عنهم الجنسية وبقوا مشردين منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى سقوط بغداد في 9/4/2003 00    

 

 

 >> الفصل الرابع

>> الفصل الثالث

>> الفصل الثاني

>> الفصل الأول

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال