<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان حوار مع صديق

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

حروب الخليج الثلاث

الفصل الرابع

الموازنة الد ولية في منطقة الشرق الاوسط

 

 المحامي يوسف علي خان

 

بعد الحرب العالمية الثانية برزت اوضاع ومتغيرات على الخارطة الشرق اوسطية اختلفت عما كانت عليه قبل الحرب وما كانت قد استقرت عليه بعد الحرب العالمية الاولى مع ان بعض هذه الاوضاع هي امتداد لاوضاع بقيت ثابتة لما كانت عليه قبل هذه الحرب او بتغيير طفيف في اشكل او في المضمون 00 وما يهمنا هنا هو دراسة الاشكالية التي برزت كعقدة متأججة كحريق هائج يكبر يوما بعد يوم وينتشر مهددا اماكن قريبة منه او ملاصقة له فكان لابد لالي الامر من الدول التي خرجت من هذه الحرب منتصرة وتشعر بانها ذات نفوذ او صاحبة سلطان يتفوق على سلطان غيرها من دول العالم المحايد او التي كانت تحت نفوذ الدول المستعمرة لها قبل قيام الحرب ولم تكن غير مناطق استغلال وتبعية والتي هي بالحقيقة مستودع للمواد استنفذته الدول الكبرى التي شاركت في الحرب بشخصيتها ونفوذها التي كانت عليه قبل قيام الحرب واما بقية الدول التي نعرفها اليوم وكما قلنا فلم تكن اكثر من مناطق نفوذ واقاليم ليست لها سيادة 00 فهي اما تحت السيطرة المباشرة او تحت الحماية من احدى الدول الكبرى التي برزت بعد الحرب العالمية الاولى 00

فالحرب العالمية الثانية وخلال السنوات القليلة بعد انتهائها افرزت قوى جديدة اختلفت الى حد ما عما كانت عليه الامور قبل الحرب فصحيح انه قد برزت خمس قوى استطاعت ان تؤسس مجلس الامن وتصبح الدول الدائمة العضوية فيه وهي امريكا وانكلترا وفرنسا والصين والاتحاد السوفييتي غير ان هذه الدول الخمس لم تكن على درجة واحدة من النفوذ العالمي او القوة العسكرية او الاقتصادية فان جميع تلك الدول خرجت من الحرب متعبة منهكة عسكريا او اقتصاديا إلاامريكا فقد بقيت محتفظة بقدراتها العسكرية وخاصة الاقتصادية كما انها كانت انذاك الدولة النووية الوحيدة في العالم والتي تمكنت ان تنهي الحرب بضربها مدينتي هوروشيما ونيازاكي في اليابان 00 فلذلك كان على تلك الدول الاخرى المنهكة ان تبني نفسها من الداخل بشكل جديد وتعيد احوالها الى ماكانت عليه قبل دخولها الحرب وتصلح ما خلفته الحرب من دمار وخراب في البنية التحتية والاقتصاد 00 كما وجدت  امريكا ان عليها لرغبتها بتسيد العالم وازاحة بقية الدول التي كانت لها السيادة على العديد من المناطق  حتى من الدول الخمس المؤسسة لمجلس الامن ان  تساعد الدول التي اصابها التدمير لانهاظها واصلاح اوضاعها فهي الوحيدة القادرة على ذلك 00 وقد بدأت فعلا بخطوات في سبيل تحقيق ذلك حيث اعلنت عن (مشروع مارشال ) لمساعدة الدول المتضررة من الحرب ومشروع ( البوينت فور(   وغيرها من المشاريع والوسائل مستغلة امكانياتها المالية الكبيرة التي لازالت تحتفظ بها  للهيمنة بشكل خاص على منطقة الشرق الاوسط لموقعها الستراتيجي ولوجود منابع النفط عصب الحياة فيها مستعينة ومشاركة بريطانية الخبيرة في هذه المنطقة التي سبق ان هيمنت عليها ورسخت نفوذها فيها منذ العهد العثماني 00 واستمر الحال عدة سنوات كان خلالها الاتحاد السوفييتي يطور ابحاثه النووية من خلال بعض العلماء الالمان الذين اسرهم بعد انهيار الحكم النازي ونقلهم الى الاتحاد السوفييتي وقد نجحوا في الخمسينات في صنع اول قنبلة نووية ما خلق ضرفا جديدا غير جميع الموازين الدولية فبينما كان هناك بعد الحرب العالمية قطب واحد هي الولايات المتحدة التي التفت حولها معظم الدول الاوربية وخضعت لها الكثير من الدول الاخرى انبثق قطب اخر بدأ يكبر وبسرعة فائقة وقد اطلق عليه بالدب السوفييتي واخذت كفتها  أ لدولية تتعاظم لبروزه كقوة دولية كبيرة ومؤثرة حتى غدى بعد سنوات قليلة ندا قويا وحقيقيا للولايات المتحدة الامريكية واضحى العالم يدعى بذي القطبين بعد ان كان يدعى بالقطب الواحد واخذ يسحب البساط من تحت الولايات المتحدة ويهدد مصالحها وقد ساعدته في ذلك العديد من المنظمات اليسارية خاصة الاحزاب الشيوعية التي قويت شكيمتها وتعاظمت شعبيتها وبدأ الاحتكاك يتنامى شيئا فشيئا بين العالمين الغربي بزعامة الولايات المتحدة والعالم الشرقي الذي ضم  ألدول الشرقية من اوربا ثم التحقت به الصين بعد نجاح الثورة البلشفية بزعامة ماوتسي تونك وهكذا انقسم العالم كله تقريبا الى قسمين وادى ذلك الى نشوب ماسمي بعدئذ بالحرب الباردة بين القطبين والتي اوشكت ان تصبح ساخنة في زمن خرشوف وكندي في الستينات من القرن الماضي بسبب ازمة الصواريخ السوفييتية في كوبا والتي اضطرت لسحبها فيما بعد00 واستمر الحال في التقلب بين الحدة والهدوء وادى ذلك الى اشتعال الثورات والانتفاضات والانقلابات في مختلف دول العالم بتحريض من هذه الجهة او تلك كل حسب مصالحه وخاصة في العالم العربي وهو ما يهمنا في هذا المقال 00وهنا كان للعراق مساهماته فيما يحدث في العالم ودوره الذي كان له اهميته فيما دار ويدور في منطقة الشرق الاوسط 00 حيث اخذت امريكا تجد في العراق ما يؤهلها ويؤمن لها السيطرة واخضاع المنطقة لها بما يمتلكه من مؤهلات سياسية وموارد طبيعية خاصة النفط والمعادن الاخرى التي تختزنها ارض العراق والتي  تفتقدها غيرها حتى من البلدان العربية الاخرى 00 اضافة للعقلية الاجتماعية الواعية والتنوع العرقي والطائفي  مما يجعل التعامل معه سهل وميسور بواسطة الشعار الذي رفعته بريطانية الخبيرة بالشأن العراقي وهو فرق تسد وهو منفذ واسع وعريض يمكنها ان تنفذ منه الى جميع مفاصل هذا المجتمع العراقي والذي سبق لها ان جربته ونجح لديها نجاحا باهرا ولقد وجدت امريكا في حزب البعث خير حليف لها وبعد ان جربته في القضاء على عبد الكريم قاسم وقدرته الفائقة في المغامرة فقد وضعت اعتمادها عليه ورغم الانتكاسات التي اصابته على يد عبد السلام عارف بسبب الخلافات التي حدثت بين بعض قادته ما سهل الامر على عبد السلام للانقضاض عليه وازاحته في تشرين سنة 1963 لكن سرعان ما استطاع لملمة شتاته وتجميع قواه فتمكن من تفجير طائرة عبد السلام وقتله ثم بعد ثلاث سنوات استطاع ان يقفز الى الحكم مرة ثانية والتخلص من عبد الرزاق النايف الذي مهد لهم الوصول الى سدة الحكم سنة 1968 فازاحوه بسهولة منقطعة النظير ثم اغتياله على يد مجهولين في بريطانيا بتحريض من قبل بعض الجهات هناك  00فصفي له الجو واستأنف تعاونه مع واشنطن 00 فبدأت واشنطن بتحريكه لضرب الحكومة الاسلامية في ايران ومحاولة القضاء عليها على يد صدام  ومع فشله في تحقيق ذلك لكنه استطاع تحجيمها والتخلي عن شعارها الذي رفعته في بداية مجيئها بتصدير الثورة الى كل الاقطار الاخرى وبسط نفوذها 00

وقد سبق للولايات المتحدة ان وضعت سترا تيجية مدروسة تعمل من خلالها ووضعت في سبيل ذلك منهاج خاص سنورد بعض فقراته كما ظهر من نتيجة ما حدث خلال العشرة سنوات التي تلت الحرب مع ايران 00

1-     مكافأة صدام فيما لونجح بالقضاء على الحكم في ايران هو تمكينه من احتلال الكويت واعادته الى الحضن العراقي باتفاق عقد في سبيل ذلك بين السفيرة الامريكية في العراق وبينه وقد تمت تصفيتها وقتلها فيما بعد من قبل مجهولين ايضا

2-     قتل السفيرة الامريكية بترتيب حادث اصطدام سيارتها للتخلص منها ومحو أي دليل يثبت  وقوع ذلك الاتفاق بين صدام والادارة الامريكية واعطاءه الضوء الاخضر لبدء العملية

3-  تمرد صدام على امريكا والانقلاب عليها لانها قد تراجعت عن تنفيذ وعدها له واعلان برائتها من أي اتفاق سابق وانكار أي دور لها في عمليه الهجوم على الكويت او احتلاله واعتقاده هو بتنفيذ ما طلبته منه امريكا وانه قد حقق ما كانت تصبوا اليه امريكا على الاقل في تحجيمها وكسر شوكتها بينما كان الاتفاق بوعدها له باحتلال الكويت اذا تمكن من القضاء كليا على النظام الايراني واعادة الوضع الى ماكان عليه قبل مجيء الخميني  وحيث انه لم يستطع ان يفعل ذلك فتكون هي في حل من جميع وعودها مما اغضب صدام وجعله يتخذ هذا الموقف المعادي لامريكا

4-     استخدام صدام كأداة لتحقيق مصالحها وتنفيذ ستراتيجيتها تجاه المنطقة بتهديد دولها وقيامه بهجمات محلية محدودة لاضعافه وتحجيمه كي يكون تحت رحمتها وسيطرتها وعدم استطاعته التمرد عليها حيث دفعته للحرب مع الاكراد ولسنوات عديدة 00اضافة للمناوشات المستمرة مع المقاومة الشيوعية والشيعية خاصة مع حزب الدعوة في الاهوار وجنوب العراق 

5-     تغير موقف واشنطن من حليف لصدام الى خصم له بعد فشله في القضاء على الحكومة الكويتية حتى لاتنكشف حقيقة اتفاقاتها معه قبل غزوه لايران وتمكنت من محو أي دليل يثبت الاتفاق بعد مقتل  السفيرة كما ذكر سلفا وتحولها الى تأييد الحكم الكويتي ودعمها لدول الخليج واعلان استعدادها للدفاع   عنها  من  الحكم الصدامي ثم اخراج صدام من الكويت بالقوة 00 وقد ايد هذا الاستنتاج صدام نفسه   عندما قال  بعد احداث الكويت ( لقد غدر الغادرون) ويقصد بالطبع امريكا عندما انكرت اية صلة لها باحداث الكويت 00 

6-     استغلال امريكا احداث الكويت فيما بعد للهيمنة على الخليج العربي وتثبيت وجودها فيي المنطقة   

 

 

<< الفصل الخامس

>> الفصل الثالث

>> الفصل الثاني

>> الفصل الأول

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال