<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان حوار مع صديق

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

حروب الخليج الثلاث وملابساتها

 

الفصل الثاني

 

اللعبة

 

 المحامي يوسف علي خان

 

لقد بدأت الولايات المتحدة تنشط على عدة مسارات خاصة بعد ان هدأت حدة التوتر بينها وبين الاتحاد السوفييتي بانتهاء الحرب الباردة التي استمرت عدة سنوات وانتهت باعتقادي مع نهاية خروشوف وازاحته عن السلطة 00 لقد اخذت المنطقة تشهد استقطابا عربيا بزعامة عبد الناصر الذي ارتفع رصيده واضحى القوة التي باتت تهدد اسرائيل تهديدا حقيقيا ونحن نعلم بان اسرائيل تمثل اليد الغربية في المنطقة العربية وهي البديلة عن اليد الغربية المباشرة التي كانت تجثم فوق صدر الاقطار العربية فيما مضى والمتمثلة بالاستعمار الفرنسي الذي كان يحتل سورية ولبنان  والاستعمار البريطاني الذي كان يحتل العراق وفلسطين وامارات الخليج العربي .

 فقد اوجدوا اسرائيل كي تكون البديل الذي يحمي مصالحهم باثارة التهديد المستمر للدول العربية لارغامها على قبول التواجد الغربي بحجة الدفاع عنه ومساعدته في التصدي للاخطار المحتملة فلما برز عبد الناصر كان لابد من ايجاد مصدات عربية وكوابح لهذه الزعامة الناصرية الجديدة التي اخذت تهدد المصالح الغربية في المنطقة .. وقد وجدت الزعامات الغربية بان نوري السعيد قد فشل بالتصدي الى عبد الناصر وكبح جماح ثورته القومية العربية التي تزعمها واعلن عدائه السافر لاسرائيل فقد فسحت المجال لعبد الكريم قاسم ان يطيح بنوري السعيد ومعه الحكم الملكي وانتظرت من عبد الكريم ان يكون الرديف المناويء لعبد الناصر ويكون بامكانها استمالته أي عبد الكريم قاسم كي يكون الى جانبها غير ان هذا الاخير قد خيب امالها هو الاخر رغم انه وقف في وجه عبد الناصر واعلن خصومته له لكنه لم يكن العميل المناسب للزعامات الاوربية بل لقد وقف في وجهها خاصة بريطانيا واصدر قانون 81 الذي امم فيه جميع الاراضي الغير مستغلة لانتاج النفط رغم كل المحاولات التي اجراها نثنك وزيرخارجية بريطانيا انذاك في مقابلاته المتكررة مع عبد الكريم كي يثنيه عن التاميم لكن عبد الكريم رفض كل العروض والتهديدات فخرج وزير الخارجية غاضبا وكانت تلك القشة التي كسرت ظهر البعير بين بريطانيا وعبد الكريم قاسم .

  كما سبق ان عقد عدة اتفاقيات مع الاتحاد السوفييتي لتسليح العراق بالسلاح الروسي بدلا من السلاح البريطاني الذي كان الجيش العراقي مسلح به منذ تأ سيس الحكم الوطني في العراق  ..  وبذلك فقد خاب املها فيه بل لقد غدى خصما عنيدا لها مما جعلها تفكر من جديد بالاطاحة به وحيث انها لم تستطع التدخل المباشر لازاحته فقد وجدت في حزب البعث والفئات القومية  خير معين لها للاطاحة به وقد ابدى قادته استعدادهم للوقوف في وجه عبد الكريم واسقاط حكمه وقد عمدوا في اول الامر من تجريده من الدعم الشعبي العارم الذي وقف وراءه الحزب الشيوعي وخلقوا الفتن فيما بينه وبين ذلك الحزب الذي وقف الى جانبه منذ اليوم الاول لتوليه الحكم فقد شعر بان الحزب الشيوعي بدأ ينافسه في حكمه فكان لابد للزعيم من ان يوقف الحزب عند حده فالقى خطابه الشهير في كنيسة مار يوسف حيث ندد باعمال الحزب وهدده بايقاف نشاطه وهنا بدأ الحزب يتخلى عن دعمه لعبد الكريم مما اضعف موقفه وجرده من الدعم الكبير الذي كان يحضى به من قبل شرائح كبيرة من الشعب وهنا استغل حزب البعث هذا الانفصام وعمد على تكثيف الخلاف مدعيا بانه سيصبح البديل عن الحزب الشيوعي في دعمه لعبد الكريم وبدأ يظهر التفافه كذبا ورياءا ونفاقا حول عبد الكريم بينما كان يعمل بالخفاء لاسقاطه .. وقد لعبت الكويت الدور الكبير في دعم حزب البعث والقوى القومية المتحالفة معه ومن ورائها الولايات المتحدة وبريطانيا بعد ان أعلن عبد الكريم عن اعادة الكويت كما كانت جزء من العراق قبل استقلاله واصدار الامر للفرقة الاولى للتقدم الى الاراضي الكويتية والسيطرة عليها في الوقت الذي كانت القوات البريطانية تنسحب منها وتتركها في فراغ ودون حماية عسكرية لها غير ان قائد الفرقة حميد الحصونة  لم ينفذ الامر وتلكأ في تحريك القطعات وبذلك فوت فرصة ذهبية كان بامكان العراق ضم الكويت ودون اعتراض دولي او بريطاني على ذلك مما جعل الحكام الكويتيون يحقدون على عبد الكريم ويعملون بكل وسيلة للاطاحة به وقد استغلوا الخلاف الحاد بينه وبين القوى القومية فاستمالوهم الى جانبهم وقد دعمتهم الادارة الامريكية بعد ان تأكدت من توجه عبد الكريم الوطني وقراره باستعادة حق العراق في نفطه وتأميم الشركات الاجنبية مما كثف اعداء عبد الكريم وجرده من اية قوة يمكن ان تسنده فلم يعد الاتحاد السوفييتي مستعد لاسناده للموقف المضاد الذي وقفه تجاه الحزب الشيوعي العراقي ولا الدول العربية تدعمه للموقف المضاد الذي اتخذه تجاه عبد الناصر الذي اعتبرته الشعوب العربية زعيمها القومي في المنطقة  ولا الدول الغربية التي جردها من استثمار النفط لمصلحة شركاتها وهكذا اصبح عبد الكريم مكشوفا دون دعم من احد مما سهل للبعثيين وبقية الداعمين لهم من القوميين والناصريين من اسقاطه والقضاء على حكمه وقد اتضح بعد اسقاطه بان هذا الحكم المختلط من البعثيين والقوميين بدأ يتخلخل في ايامه الاولى لاختلاف التوجهات والتبعية فالقوميون كانوا يريدون الوحدة مع مصر وقبول زعامة عبد الناصر عليهم والبعثيون مرتبطون بالولايات المتحدة التي كانت على خلاف مع عبد الناصر لاتفاقاته مع المعسكر الشيوعي والاتحاد السوفييتي رغم الاختلاف في التوجهات بين الاتحاد السوفييتي التي تنادي بتطبيق النظام الشيوعي وبين عبد الناصر الذي ينادي بتطبيق النظام القومي العروبي وهو اختلاف كبير بين التوجهين ولكن كانت تربطهم المصالح وعدائهما للمعسكر الغربي .. وقد اتسع الخلاف بسرعة وخلال الايام الاولى من الانقلاب وبدأ استقطاب القوميون الذين اخذوا يلتفون حول عبد السلام الذي وجد نفسه مهمشا وليس له أي كلمة او دور في هذا الحكم الذي سيطر عليه البعثيون واستأثروا به رغم ان عبد السلام قد عين رئيسا للجمهورية ولكنه اصبح مجرد شكل دون اية صلاحيات مما جعله يفكر بالانقضاض عليهم واستغل الخلاف الحاد الذي حدث بين قياداته وانقسامه الى قسمين متصارعين  قسم تزعمه الحرس القومي بقيادة منذر الونداوي وحاول القيام بحركة تمرد للسيطرة على الحزب والانفراد بالسلطة وذلك في 13 / 10 / 1963 وسيطر على بعض مرافق الدولة ولكنه فشل وحاول احمد حسن البكر اجراء المصالحة بين هذا القسم والقسم الاخر الذي تزعمه العسكريون البعثيون بزعامة احمد حسن البكر وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش وغيرهم فانقض عليهم في 18 تشرين الاول من نفس السنة  واطاح بحزب البعث وهكذا سيطر القوميون من جديد على الحكم ولكن البعثيون وبدعم من امريكا لم يستسلموا بل استمروا بمحاولاتهم لاستعادة الحكم من سنة 1963 حتى سنة 1968 اذ تمكنوا من السيطرة على الحكم من جديد وعين احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية وعين صدام حسين نائبا له .. وهكذا استطاعت الولايات المتحدة ان تحشر عميلها وربيبها ليشترك بالحكم ويضع ارجله في الطريق لقيادة البلاد والانفراد بالحكم ..

 

 

>> الفصل الأول

<< الفصل الثالث

<< الفصل الرابع

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال