<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان حوار مع صديق

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

حروب الخليج الثلاث

الفصل الثالث

التحضير والتهيأ لايران

 

 المحامي يوسف علي خان

 

لقد اعتمد حزب البعث اسلوبا في العمل يختلف كثيرا عما سارت عليه الاحزاب الاخرى المتواجدة على الساحة في العراق او حتى في البلدان الاخرى  التي تواجد فيها 00 فقد اعتمد الكفاح المسلح والعنف في ضرب الخصوم والسيطرة على الحكم على عكس الاحزاب السياسية التي عملت في العراق منذ تشكيل الحكم الوطني سنة 1921 حتى استيلاء حزب البعث على السلطة سنة  1968   فقد كان هناك حزب الشعب والحزب الشيوعي  وحزب الاستقلال وحزب الوطني الديمقراطي وغيرها كلها كانت تعمل بشكل سلمي اعتمدت على الشعارات والبرامج في كسب المواطنين حتى الحزب الشيوعي فقد اعتمد التثقيف والتوعية والاقناع في كسب الاصدقاء والمناصرين له ولم يتبنى العنف كمنهاج ووسيلة للسيطرة على الحكم الا في فترة قصيرة بعد قيام ثورة 14 تموز عندما شكل فصائل المقاومة الشعبية لحماية الثورة ولم يدم بقاء هذه الفصائل سوى عدة اشهر حيث قام عبد الكريم قاسم بحلها وانهاء وجودها بينما استمر حزب البعث باتباع العنف وتشكيل المليشيات له في بداية تأسيسه وبعد سيطرته على الحكم في العراق وفي سورية فقد سلح  منتسبيه واسس العديد من المنظمات العسكرية ومنها الجيش الشعبي والحرس القومي وغيرها واستمرت هذه   الفصائل  المسلحة   حتى   نهاية  حكمه في 4/ 9 / 2003 عندما تم القضاء على نظامه من قبل القوات الامريكية وهكذا فقد اعتمد حزب البعث على الصراع والصدام المسلح في ضرب خصومه والتعامل معهم 00 وقد استطاع الهيمنة كليا بعد انقلاب شباط وازاحة   شركائه من التنظيمات القومية ولكن تصارع   المصالح   داخل   الحزب   ادى  الى المجابهة  كما  قلنا  فيما   بينهم    وبتاريخ  13/10/ 1963تمردت قوات الحرس القومي وحاولت الاستيلاء على السلطة فاستغل عبد السلام عارف هذا الصراع الذي استمر خمسة ايام وحتى يوم 18/10/1963وقام بانقلابه العسكري بمساعدة اخيه عبد الرحمن عارف الذي خلفه في الحكم بعد سقوط طائرته في البصرة 00 وتشتت الحزب فسجن من سجن وهرب من هرب والغريب في الامر ان خلال الفترة التي اعقبت استلام عبد السلام الحكم برز اسم صدام بشكل مفاجيء واستطاع ان يجمع شتات الحزبيين القدامى وقام بنشاط مكثف مكنته من اعادة تنظيم الخلايا الحزبية مجددا واقناع احمد حسن البكر من العودة لقيادة الحزب والبدء بالعمل من جديد حتى تمكنوا من خلال استغلال قيام تنظيم سري داخل الجيش بقيادة عبد الرزاق النايف مدير الاستخبارات العسكرية وابراهيم الداؤود امرالحرس الجمهوري ومساعده سعدون غيدان ان يأتلفوا معهم معهم حيث قاموا بانقلابهم في اواسط حزيران  سنة  1968 والاطاحة بعبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية ونفيه خارج العراق 00  ثم تمكنوا بعد خمسة عشر يوم من تعيين عبد الرزاق النايف رئيسا للوزراء  من اعتقاله وطرده خارج العراق وصفى لهم الجو كي ينفردوا بالحكم وهكذا فكل افعالهم يتمثل فيها العنف والسلاح وهذا ما جرت عليه مسيرة حياتهم خلال مدة حكمهم التي قاربت الاربعين سنة 00 اتصفت بالقتل والتصفية  والعنف في السيطرة والهيمنة على السلطة وعين صدام نائبا للرئيس احمد حسن البكر ويعتبر هذا الوقت هو بداية التنفيذ الحقيقي للمخطط الامريكي المبيت والذي سبق ان بذلت جهود كبيرة للاعداد له فتمكنت ان تضع الشخوص التي تريدها على رأس السلطة وأهم كل هؤلاء هو صدام حسين الذي تعهد لهم بتنفيذ مصالحهم فيما اذا اصبح على رأس السلطة في العراق 00 لقد بدأ صدام العمل مع حزب البعث واصبح مسؤول الخط العسكري لما عرف عنه من شدة البأس والاقدام على المخاطر والجرأة المتناهية 00 وقد كانت تدور انذاك الكثير من الشبهات حول نشاط هذا الحزب الذي عرف بمناصرته للادارة الامريكية وحقيقة تأسيسه من شخصية مؤسسه ميشيل عفلق الى العديد من اعضائه وعلى رأسهم صدام حسين 00 وهكذا فقد نشأ صدام وترعرع في حزب مؤدلج ومشكوك بارتباطاته وضبابية  نشاطاته وعلى اية حال فلما اضحى في هذا المركز الوظيفي الكبير وهو نائب رئيس الدولة بدأ يجمع حوله بعض الاعوان من العطلة والملاحقين ومن مختلف الشرائح والطوائف واخذ يحشرهم شيئا فشيئا داخل اجهزة الدولة وضمن كوادر الحزب وعلى مرئى وعلم من احمد حسن البكر الذي وثق به ثقة عمياء ولم ينتبه الى ما كان يبيته له ولباقي قادة الحزب الاخرين الا بعد ان فات الاوان وبعد ان فقد اعوانه الذين وشى بهم صدام ودفع احمد حسن البكر للتخلص منهم او ابعادهم عن مراكز السلطة ولم يعد بامكان البكر من تحجيم رفيق نظاله ومن وضع ثقته به وهكذا وبعد ان قويت شكيمته واستطاع ان يغري العديد من الكوادر والقياديين النفعيين والانتهازيين  بالمناصب والمكاسب التي سيقدمها لهم لو اصبح الرجل الاول في الدولة وصور لهم بان البكر يقف بالضد من طموحاتهم و تحقيق منافعهم وحرمانهم من المكاسب فكان للوعود الكاذبة تأثيرها الفعال في نفوس الكثيرين من الجهلة والمخدوعين  والانتهازيين الذين انتموا الى هذا الحزب من اجل المنافع الشخصية فقد ابدوا استعدادهم لتنفيذ كل ما يطلبه منهم صدام فاستطاع بذلك وبعد اكثر من عشر سنوات من استيلاء البعث على الحكم  من اجبار احمد حسن البكرعلى الاستقالة والتنحي له عن كرسي الرئاسة واضحى الرجل الاول في الدولة وصاحب القرار في جميع شؤونه وبدأ منذ اليوم الاول بالاهتمام بالجيش وتجهيزه باحدث المعدات بدعم وتأييد من الولايات المتحدة ورصد 90%  من واردات النفط لتسليح هذا الجيش العرمرم واضحى خلال فترة قصيرة خامس جيش في العالم ولم تمضي سنة واحدة على استلامه السلطة حتى بدأ التحرش بايران التي كانت ومنذ وقت قريب قد سيطر عليها رجال الدين واعلنوا الحكم الاسلامي فيها بقيادة الخميني وطردوا الشاه منها الذي كان قد فقد قوته وسطوته على ايران خلال السنوات السابقة بسبب الحركات الدينية والسياسية الاخرى المعارضة التي سبقتها مثل مصدق و حزب تودة الذي اوشك ان يطيح بالشاه في الستينات من القرن الماضي مما اضعف مركزه ولم يعد بامكانه الد فاع عن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وعدم استطاعته على التصدي للنفوذ السوفييتي الذي مكن حزب تودة ان يصل الى ما وصل اليه من القوة التي مكنته من السيطرة على البلاد حيث هرب الشاه الى العراق حتى تمكن قائد الجيش زاهدي من الاطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق  وضرب حزب تودة والقاء القبض على معظم قادته انذاك  واعادة الشاه الى ايران 00 ويبدو ان امريكا اخذت تبحث عن بديل للشاه كي يقف في وجه التيار الشيوعي والنفوذ السوفييتي فقد تأكد لها ضعف الشاه وانه لم يعد بامكانه حماية المصالح الامريكية كما كان في السابق   فوجدت في التيار الاسلامي الذي تزعمه الخميني هو خير بديل وتيار قوي يمكن لما للنزعة الدينية من تاثير قوي في نفوس الايرانيين من التصدى للهجمة الشيوعية التي اجتاحت البلاد على يد حزب تودة وهكذا فسحت المجال للخميني من العودة الى ايران والاطاحة بالشاه واعلان الدولة الاسلامية في ايران 00 ولكن يبدوا انه قد خاب املهم فيه فقد اعلن الخميني وجماعته ومنذ اليوم الاول لمجيئهم عدائهم الصارخ لامريكا وقاموا بالسيطرة على السفارة الامريكية في طهران وهونفس الخطأ الذي ارتكبته امريكا في افغانستان عندما خلقت القاعدة من العدم وبمساعدة السعودية لمحاربة الشيوعية في افغانستان فانقلبت عليها واضحت اكبر عدو لدود لها 00 ورغم محاولة امريكا لانزال قوة عسكرية جوا لانقاذ المحتجزين في سفارتها فقد فشلت ومرغت هيبتها في التراب 00 وقد يكون هذا الحادث هو الذي دفعها الى خطأ جديد وهوتحريك ربيبها وعميلها صدام للتعرض بالنظام الايراني  الاسلامي الجديد والقضاء عليه وهولازال فتيا ولم تتركز دعائمه 00فكانت الصفقة التي عقدت بين صدام والولايات المتحدة وهي تعهد صدام بضرب ايران والقضاء على الحكم الاسلامي فيها مقابل دعمه بان يكون الرجل البديل للزعامة العربية بعد وفاة عبدالناصر وانكفاء زعامته وان تسخر امريكا مخابراتها للدفاع عنه وكشف جميع المؤامرات التي تحاك ضده فهو يعلم بان هناك الكثير من الاعداء الاقوياء داخل العراق  المتربصين له للاطاحة بحكمه خاصة حزب الدعوة والاحزاب الكردية في شمال العراق والتنظيمات القومية والتجمعات السياسية الاخرى التي لازالت تعمل في الساحة مثل الحزب الشيوعي  00 ولقد قامت اميركا بدور عظيم في كشف المناوئين والخصوم وقد تمكن بفعل تلك الخدمات من تصفية الاف السياسين وقادة الحركات المناوئة كما اختلق مؤامرات وهمية لتصفية منافسيه داخل الحزب خاصة الشخصيات البارزة والقوية والمؤيدة لاحمد حسن البكر وقام باعدام الكثيريبن منهم بعد محاكمات حزبية فورية ترأسها هو بنفسه حتى خلا له الجو بعدها تماما ولم يعد هناك من يستطيع ان يعترض على قراراته فقد ارعب جميع اعضاء وكوادر الحزب الاخرين ولم يعد بامكانهم الاعتراض على أي اجراء يتخذه واسس وبسرعة دائرة المخابرات التي كلفها بالتجسس حتى على اعضاء الحزب وكوادره وهكذا استطاع ان يمسك زمام الحكم بقبضة حديدية صارمة وبدأ بالتحرش بايران مستغلا  الضعف والوهن الذي اصاب الجيش الايراني باعدام الخميني العديد من قادته الكبار الاكفاء بتهمة ارتباطهم بحكم الشاه المنهار00 ورغم كل الحسابلت التي وضعها والخبرات التي قدمتها له امريكا والتي ظهر زيفها وتلفيقها وخداعها حيث ثبت بان امريكا لم تقدم لصدام معلومات صحيحة عن الوضع الحقيقي في ايران بعد سقوط الشاه فقد زودته امريكا  بمعلومات خاطئة كي تزين له الموقف وتسهله له حتى لايتحرج او يتراجع عن مهاجمة ايران  رغم معرفتها برعونة وعشوائية وهمجية وارتجال صدام في الاقدام دون تردد او تحسب او دراسة على أي امر يبتغيه 00 اذ اكتشف بعد هجومه والتغلغل داخل الاراضي الايرانية بان ايران لاتزال قوية وشعبها مقاوم شرس لايسهل اخضاعه وان نظرته الى اوضاعها وتقديراته للموقف والمعلومات التي زودتها له امريكا كانت كاذبة وخاطئة وشعر بانه قد تورط 00 فقد اغفل صدام الامكانات الذاتية الضخمة في ايران والعمق الجغرافي والتعداد السكاني والموارد الطبيعية 00 ولربما اعتمد على الحرب الخاطفة التي اعتقد باتباع هذا الاسلوب يكون بامكانه القضاء على النظام خلال عدة ايام اوشهر اوشهرين على الاكثر  وقبل ان تتمكن من تجميع صفوفها والتهيأ لمواجهة الجيش العراقي وقد ثبت بطلان هذا الاعتقاد فيما بعد 00 اذ ومع ان الخميني اعدم العديد من قادة الجيش غير ان صغار الضباط كانوا لايزالون موجودين وان السلاح الذي كانت تمتلكه ايران بقي على حاله ولم يدمر وقد استعملته ضد الجيش العراقي فعلا واستطاعت ايقاف زحفه ومنعته من التغلغل في عمق الاراضي الايرانية 00 وعليه فقد كانت كل تصورات صدام التي بنى معظمها على المعلومات الامريكية ثبت خطأها وتأكد بانها قد لفقتها كذبا الادارة الامريكية من اجل خداعه ولربما كانت احد اسباب خلافه فيما بعد مع امريكا وعدائه لها 00                     

          

<< الفصل الرابع

>> الفصل الثاني

>> الفصل الأول

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال