<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان حروب الخليج الثلاث وملابساتها الفصل الاول

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

حروب الخليج الثلاث وملابساتها

 

الفصل الاول

 

 المحامي يوسف علي خان

 

تحدث الكثيرون وكتبوا وعقدوا الندوات ونشروا البحوث  لكن كل ما كتب لم يخرج عن نطاق امرين  اما البحث في جانب واحد من عوامل قيام تلك الحرب او الانحياز الى احد اطرافها ومهاجمة الطرف الاخر !! ولكن لم اجد تحليل منطقي واحد يشير الى الخلفية  التي ادت الى نشوب حربين ضروستين متناقضتين في اطرافها واهدافها المعلنة  فحرب الخليج الاولى مع ايران لايمكن فصلها عن حرب الخليج الثانية التي نشبت نتيجة لاحتلال الكويت ثم اخراج الجيش العراقي منها بالقوة بعد ذلك  بتحالف القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية 00 مع ان الظواهر كلها تشير ظاهريا الى عدم وجود رابط منطقي بينهما  انا في تصوري ان الحربين هما سلسلة واحدة في مخطط واحدة يربطهما التكتيك الدولي والعمل الدؤوب الذي بذ لته الولايات المتحدة للعودة الى الشرق الاوسط والهيمنة على نفط الخليج  بشقيه  العربي   والايراني  فكيف   كان ذلك 00 لقد دأبت الولايات المتحدة ومنذ الستينات من القرن الماضي ان تجد لها عملاء واعوان يكون بامكانها ان تبثهم في المنطقة باشكال وصور مختلفة كي يكونوا لها رأس جسر ليكون بامكانها ازاحة الدب الروسي الذي كان قد استطاع ان يمد اذرعه ويحتضن العديد من دول المنطقة والذي ابتدأ نشاطه منذ بداية الخمسينات وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستطاع فعلا ان يرسخ قدمه في بعضها بصورة كاسحة وذلك عن احد طريقين – الاول عن طريق المساعدات العسكرية التي كان يقدمها لبعض حكومات دول المنطقة والثاني عن طريق انعاش وتشجيع الحركات اليسارية والتنظيمات الشيوعية التي اخذت تنشط في بث الدعاية الجيدة عن الاتحاد السوفييتي وتضخيم الخدمات التي يقدمها للشعوب والمباديء الانسانية التي ينادي بها والتي كانت قد اختيرت اختيارا جيدا بالشكل الذي يؤثر في مشاعر الناس والتركيز على امنياتهم المباشرة والتي كانت تملأ شعاراتهم التي كانوا  يرفعونها   والتي   كانت برمتها تعبيرا  عن اماني وطموحات الشعوب المقهورة والمضطهدة والواقعة تحت الاستبداد والاستعباد كالشعار المشهور ( وطن حر وشعب سعيد ) وبذا فقد وجد الاتحاد السوفييتي ارضا خصبة واجواءا ملائمة وتعاطفا كبيرا وتأ ييدا شعبيا عارما مما سهل ومهد الطريق امامه لبسط يده على الاقطار العربية بشكل او بأخر وترسيخ نفوذه في المنطقة .

 وهكذا فقد تمكن الاتحاد السوفييتي من ازاحة الهيمنة الغربية التي كانت تتمثل في بريطانيا باعتبارها الدولة العظمى انذاك وفي المؤسسات الامريكية التي طرحت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية كمساعدة للدول المتضررة من الحرب والتي بدأت تنشط في الخمسينات من القرن الماضي  باسماء مختلفة مثل مشروع ( مارشال والبوينت فور ) وغيرها والتي كانت في حقيقتها وسائل تمهيد لايجاد موضع قدم للقوة الجديدة التي تكونت بعد الحرب والمتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية حيث فقدت بريطانيا بعد الحرب مركزها كقوة عظمى وصاحبة الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس  وبرزت بدلها قوتان جديدتان متناطحتان هما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية .

 واننا لانريد ان نتوسع كثيرا في تفاصيل الاحداث التي سبقت الحرب العالمية الثانية واللاحقة لها إلافيما يخص العراق وعلاقته بالقوتين العظمتين الجديدتين .. فبعد ان وضح للعيان انتشار الافكار الاممية وتغلغلها بشكل سريع ومريع في الاوساط الكادحة من طبقات الشعب في العراق مع كل الاجراءات المضادة التي اتخذتها الحكومة الملكية وقيامها باعدام بعض زعماء الحركات الشيوعية كفهد وحسين الشبيبي وغيرهم  فان الافكار الا شتراكية قد تغلغلت في عقول الالاف من الناس خاصة الشرائح المعدمة منها لما تضمنته تلك المباديء من شعارات بتحسين احوال المعدمين والكادحين وانتشالهم من اوضاعهم المزرية .

 وقد استمرت هذه الافكار والمباديء بالانتشار بصورة متسارعة خلال الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي مع انها عملت في السر وبملاحقات بشكل مستمر حتى قيام ثورة 14 تموز حيث برزت وبشكل علني وصريح فتهافت عليها الملايين من العراقيين تؤيدها وتدافع عنها متفاخرة باعتناق تلك الافكار والمباديء .

 وسيطر دعاتها على الشارع العراقي بل واستطاع القادة الاشتراكيون والشيوعيون من السيطرة على العديد من المرافق والمؤسسات الحكومية وحتى في الجيش فقد استطاعوا ان يتغلغلوا ويكونوا لهم فيه الكثير من الخلايا والاعوان مما دفع في النهاية عبد الكريم قاسم ان يكبح جماحهم ويحد من نشاطهم عندما قدم الخطاب الشهير في كنيسة مار يوسف واعتبر ذلك الخطاب ضربة قاصمة للشيوعيون اذ ندد بهم تنديدا مكشوفا وحجم من نشاطهم منذ ذلك اليوم وحتى تاريخ القضاء عليه بانقلاب 8 شباط  وقد واكب ذلك النشاط الاشتراكي نفوذ متزايد للدولة السوفييتية خاصة بعد ان اعتمد الجيش العراقي على اسلحتهم واستبدال اسلحته القديمة الانكليزية باسلحة سوفييتية متطورة .

كان لابد اذا بعد ان ترسخت العلاقة السوفييتية في العراق واستطاعت ان تزحزح النفوذ الغربي المتمثل ببريطانيا والمشاريع الامريكية التي تمكنت في بداية الخمسينات ان تجد لها موضع قدم ثم اضطرارها لمغادرة العراق وبعض دول الخليج كالكويت والبحرين فقد بدأت الولايات المتحدة الامريكية وعن طريق اجهزة مخابراتها واعوانها في الداخل باعادة زرع جذور لها من بعض عملائها للبحث عن نوافذ محتملة قد تمكنها من استعادة مواقعها التي فقدتها بهيمنة النزعة الشيوعية وانتشارها في قطاعات واسعة من ابناء الشعب خاصة المسحوقة والتي تمثل الشريحة الاعظم من هذا الشعب وقد ترسخ ذلك خاصة بعد قيام ثورة 14 تموز حيث عملت على توسيع رقع تواجدها مستغلة النزعة الوطنية لعبد الكريم والعديد من افراد قيادته وعدم استساغتهم للنزعة الشيوعية خاصة بعد جملة اخطاء ومخالفات وجرائم ارتكبتها بعض القوى الشيوعية التي استغلت المساحة الواسعة من الحرية التي اتاحها لها عبد الكريم في بداية عهده  وهكذا كانت البداية التي ادت في النهاية الى تسلط حكم البعث ومن ثم سيطرة صدام حسين على الحكم وانفراده به وقيام هذا الحزب منذ سيطرته بابادة العديد من القيادات الشيوعية وانهاء نفوذهم وهرب من بقي منهم الى الاهوار في جنوب العراق وبذلك فقد تمكن الامريكان بمساعدة البعثيين من انهاء النفوذ الشيوعي وعودة التغلغل الامريكي من جديد في العراق بصور واشكال عديدة  لقد وجدت الادارة امريكية في صدام الشاب الطموح والخامة ا لجيدة التي يمكن الاعتماد عليها بعد تدريبه فقد اكتشفته بعد اشتراكه في عملية محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم عندما اشترك مع مجموعة من البعثيين بنصب كمين لسيارته في شارع الرشيد وقيامهم باطلاق الرصاص عليه مما ادى الى مقتل احد المهاجمين وهو عبد الوهاب الغريري والقاء القبض على البعض منهم وتمكن صدام من الهرب بعد اصابته باطلاقة في رجله ومن ثم اختفائه في احد الدور القريبة في المنطقة ومن ثم هروبه الى سورية ومن هناك الى مصر حيث انقطعت اخباره فيها ثم عودته الى العراق سنة 1964واكتشاف امر وجوده من قبل السلطات العارفية ومحاولة القاء القبض عليه في الحارثيةحيث كان قد استأجر هو وجماعته دارا منعزلة هناك   وتمكنه من الاختفاء ثانية وقد عرفت انباء اختفائه في مصر من المذكرات التي نشرها خالد عبد الناصر ابن الراحل الرئيس جمال عبد الناصر اذ ذكر حادثة شاهدها بام عينه 00 فقد جاء ذات يوم لمقابلة والده في مقر رئاسته فدخل غرفة السكرتير ليسأله فيما اذا كان والده مشغول او لديه زائرون فاجابه السكرتير بان لدى والده زائران وطلب عدم ادخال أي شخص عليه خلال المقابلة مهما كانت منزلته لذا فقد طلب السكرتير من خالد الجلوس عنده ريثما يفرغ والده من المقابلة 00 وخلال ذلك سأل خالد السكرتير من يكون هذان الشخصين ؟؟ فاجاب السكرتير بان كل ما اعرفه هو ان احدهما هو مدير المخابرات الامريكية والاخر شاب عراقي لااعرف من يكون فقط اعرف اسمه صدام 00 وبعد عشرة دقائق خرج الاثنان ورايتهما فكانا كما عرفتهما فيما بعد الاول هو السيد بوش الاب والاخر هو الرئيس العراقي صام حسين  فهكذا قد وجدت الادارة الامريكية من خلال رئيسها الاسبق بوش في صدام  الجرأة والطموح كما وجدت به استعداده لتنفيذ ما يطلب منه دون أي تردد ان حققت له بعض من طموحه في الوصول الى أي موقع حكومي من خلال حزب البعث الذي انتمى اليه وارتبط ارتباطا وثيقا به  وقد كان هذا قمة ما كان يطمح به ولم يكن يفكر يوما من الايام ان يكون على رأس السلطة في العراق فكان هذا الامر بالنسبة له بعيد المنال  ولكن الادارة الامريكية اعتقدت خطأ بانها كلما استطاعت ان ترتفع به وتقربه من المراكز العليا في الدولة استطاعت ان تقوي ولائه لها  فتكسب وده ورضاه وتزيد من استعداده لتنفيذ كل ما تطلبه منه دون أي اعتراض او تردد  وقد وجدت الفرصة سانحة لذلك بعد ان وصل الخميني الى الحكم في ايران وقيام الحكم الاسلامي فيها ..فكان لابد من رجل يمكنه التصدي لهذا الحكم والوقوف في وجهه فلم تجد خيرا من صدام .. الذي سبق ان دربته وضمنت ولائه لها .. واستعداده لتنفيذ ما تأمره به فكان لابد ان ترفع درجته وتوصله الى المركز الاول في الدولة وعليها ان تزيح جميع من يقف في طريقه للوصول الى هذا المركز فبدأت تهيأ الضروف وتختلق الاحداث التي تمكنه من التخلص من منافسيه ومن رفاق دربه في النظال القدامى في حزب البعث .. فاختلق محاول الانقلاب واستطاع عن طريق هذه البدعة ان يصفي جميع من كان يعتقد بانهم يعارضونه في الوصول الى المركز الاول في الحكم فاعدمهم ولم يبقى في مواجهته غير من ساعده ووقف الى جانبه وصاحب الفضل عليه وهو احمد حسن البكر وبعد ان جرده من جميع مسانديه اجبره على الاستقالة كي يصفى له الجو ويتفرغ لتنفيذ ما طلبته منه الادارة الامريكية من التصدي للحكم الديني الشيعي في ايران الذي شعرت بانه يهدد مصالحها في المنطقة ومنابع النفط التي هي اهم شيء بالنسبة لها  ووجود ربيبتها اسرائيل .

من الرواية التي ذكرها خالد عبد الناصر والتي يجب ان لانمر عليها مرور الكرام بل يجب ان نجعلها ركيزة وقرينة دامغة في كل امر يستثار بين العراق والولايات المتحدةاو بين العراق واي دولة لها تعامل ومصالح مع امريكا وعليه فسوف يكون ما ذكره خالد عبد الناصر المعيار في تقسير الاحداث التي وقعت حتى تاريخ كتابة هذه الاسطر في ميزان المنطق .فان هناك الكثير من الوقائع التي حدثت منذ اربعون سنة تقريبا خاصة احداث الخليج والتي يكون من المتعذر تماما ايجاد تفسير لها إن لم نعتمد الخبر الذي ذكره خالد في مذكراته حتى يكون بالامكان ايجاد التفسير المنطقي لها واذا كنا نعتمد هذه الرواية كحقيقة لانه ليس من المعقول ان يختلق ابن الرئيس المصري هذه الواقعة وما هي مصلحته في اختلاقها وهي تمس سمعة والده في نفس الوقت كما ان الاحداث الللاحقة التي حدثت توكد تلك الصلة الوثيقة بين المخابرات الامريكية وصدام .

كما ان هناك العديد من الوثائق التي برزت والاحداث التي حدثت تؤكد تلك الصلة كذلك فالضروف التي احاطت بصدام وتميزه بنشاطات كان يمكن ان يقوم بها اخرون اكثر ثقافة وارفع مراتب حزبية وسياسية  فقد تخطى العديد من القياديين الذين سبقوه في الدرجات الحزبية والمفكرين البعثيين حدث كل ذلك في ضروف غامضة وخلال فترات اختفاء لم يعرف كنهها ولم تجد تعليلا منطقيا او تسلسلا زمنيا معروفا .

 كل تلك الامور تثير شكوكا وتؤيد الاقاويل التي تصل الاذان سرا بين ان واخر وما يتحدث عنها الخبراء والسياسيون والدبلماسيون القدامى في الاذاعات والقنوات الفضائية  كلها تؤيد  بان هناك   تخطيطا مسبق احداث الخليج خطط لها منذ سنين وان صدام كان ضمن ذلك التخطيط وانه احد افراد تلك اللعبة وحجر مهم من احجار الشطرنج الامريكي تحقق وانكشف دوره في احداث الخليج . 

 

 << الفصل الثاني

<< الفصل الثالث

<< الفصل الرابع

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالات الكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال