<%@ Language=JavaScript %>

 

 

 

 

الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية.....

 

(3)

 

محمد الحنفي 

sihanafi@gmail.com

 

إهداء إلى:

ــ الشهداء الذين قضوا من أجل التغيير، في إطار حركة 20 فبراير، لإرواء الوطن المغربي بدمائهم الزكية.

ــ من أجل التخلص من الممارسة الانتهازية، التي وقفت وراء استفحال أمر الفساد، الذي يعاني منه الشعب المغربي.

محمد الحنفي

 

 

ولذلك فالتعبير التنظيمي عن الانتماء الأيديولوجي، يعتبر مسالة أساسية، بالنسبة للتنظيم الحزبي الوفي لدماء الشهداء.

3)  قيام الانسجام التام، بين المواقف السياسية، الصادرة عن التنظيم الحزبي، وبين الانتماء الأيديولوجي؛ لأنه بدون ذلك الانسجام، تكون المواقف السياسية للحزب، متناقضة مع الانتماء الأيديولوجي، ومع العمل على تغيير الواقع المعبر عن الوفاء للشهداء. وهو ما يجعل الانسجام بين المواقف السياسية للتنظيم الحزبي، وبين الأيديولوجية، يعتبر مسألة أساسية في وجود الحزب، على أساس الاقتناع بأيديولوجية معينة، وخاصة إذا كانت هذه الأيديولوجية علمية، كما هو الشأن بالنسبة للأيديولوجية المترتبة عن الاقتناع بالاشتراكية العلمية، التي يفترض اقتناع الحزب بها، توظف قوانينها العلمية، في التعامل مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وصولا إلى بناء نظرية علمية عنه، وسعيا إلى اعتماد تلك النظرية، في إعداد برنامج للتغيير، يستهدف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

 

ولذلك، فوفاء الأحزاب السياسية، لدماء الشهداء، لا يتم إلا بالوضوح الأيديولوجي، وبالتعبير التنظيمي، عن الانتماء الأيديولوجي، وبقيام الانسجام التام، بين المواقف السياسية الصادرة عن التنظيم الحزبي، وبين الأيديولوجية العلمية، مما يضمن العمل على تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، انطلاقا من البرنامج السياسي، الهادف إلى تغيير الواقع، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد، تجسيدا لطموحات الشهداء.

 

والمصير الذي ترسمه دماء الشهداء، هو المصير الذي يجب أن يلتزم الأوفياء للشهداء، في الإطارات النقابية، والجمعوية، والحزبية به، تجسيدا للوفاء، وتكريسا للتضحية، وسعيا إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى يصير الواقع في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

000000000

وانطلاقا من هذا التصور، الذي بسطناه في الفقرات السابقة، فإن المصير الذي ترسمه دماء الشهداء، هو مصير التضحية المستمرة، التي لا تتوقف أبدا، والتي قد ترقى إلى مستوى الشهادة، من أجل التغيير المنشود، والأفضل، مما يعود على الجماهير الشعبية الكادحة، بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتماد تفعيل:

 

1) مبادئ العمل النقابي، المتمثلة في الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، وباعتماد مبادئ المركزية الديمقراطية، والنقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، من أجل جعل النقابة، أنى كانت هذه النقابة، مجالا لتربية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على الحرص على تفعيل المبادئ، في الإطارات النقابية المختلفة، ومن أجل أن يصير تفعيل المبادئ، وسيلة لجعل النقابات مناضلة، من أجل تحقيق مكاسب معينة، لصالح الجماهير، وبالجماهير.

2) مبادئ العمل الحقوقي، التي لا تختلف عن مبادئ العمل النقابي، إلا بكونها تشمل أيضا: مبدأي الكونية، والشمولية، ومن أجل أن يصير تفعيل المبادئ، كذلك، وسيلة لجعل الإطارات الحقوقية، إطارات مناضلة، من أجل تمتيع جميع أفراد الشعب، بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، وعن طريق ملاءمة القوانين الوطنية، مع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، من أجل أن يصير التمتع بحقوق الإنسان، إجراء قانونيا، بعد الإقرار الدستوري، للمصادقة على الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان  العامة، والخاصة.

 

3) مبادئ العمل الثقافي، الهادف إلى تسييد أنماط من القيم البديلة، التي تقتضي تمتيع المجتمع بها، حتى يعمل على التخلي عن القيم البالية، والمتخلفة، والتي تحول دون تقدم الشعب، وتطوره اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا، وفكريا، ومعرفيا، وعلميا، وتنظيميا؛ لأن التخلف، لا ينتج إلا التخلف، والقيم الثقافية البديلة، هي قيم ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، منفتحة على العصر، وتسعى إلى تغيير الواقع، تغييرا يتناسب مع طبيعتها، من أجل الارتقاء بالشعب اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وبدون تفعيل مبادئ العمل الثقافي، تبقى القيم الثقافية المتخلفة، جدارا صلدا، يحول دون النفاذ، في اتجاه التقدم، والتطور.

 

4) تفعيل مبادئ العمل التربوي الهادف، إلى تقديم تصور بديل، للعمل التربوي، الذي يجب أن يسود بين أبناء الشعب، الذين يشرعون في مقاومة التصور التربوي المتخلف، والقائم، والهادف إلى إعادة إنتاج نفس الأنماط التربوية المتخلفة، التي لا تعد لنا إلا من يمارس نهب ثروات الشعب المغربي، وبكافة الوسائل غير المشروعة، أو التي اعتبرت مشروعة، كرخص النقل، ورخص استغلال مقالع الرمال، والأحجار، ورخص الصيد في أعالي البحار.

 

ولذلك فالتصور التربوي، البديل للتصور المعمول به، صار ضروريا، من أجل تحرير المجتمع من التربية المتخلفة.

 

5) تفعيل مبادئ العمل الحزبي: الديمقراطي، والتقدمي، واليساري، والعمالي المناضل، حتى يصير ذلك التفعيل وسيلة لتربية بنات، وأبناء الشعب المغربي، على النضال السياسي النظيف، والهادف إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق إقامة واقع بديل، تتحقق في إطاره الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، في أفق تحقيق الاشتراكية.

 

6) النضال بواسطة الإطارات الجماهيرية، والحزبية: المبدئية، والمناضلة، من أجل:

 

ا ـ تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لعموم الجماهير الشعبية الكادحة، المعانية من الحرمان الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تصير الجماهير المذكورة، منسجمة مع الواقع، ومندمجة فيه، ومتفاعلة معه، وفاعلة فيه، من منطلق وعيها بذاتها.

 

ب ـ تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يصيرون ممتلكين للقدرة على تقرير مصيرهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وعلى أساس قيام دستور ديمقراطي شعبي.

 

ج ـ تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، عن طريق ملاءمة القوانين الوطنية، مع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، لضمان أجرأة تلك الحقوق عن طريقها.

 

والحرص على تفعيل مبادئ العمل النقابي، ومبادئ العمل الحقوقي، ومبادئ العمل الثقافي، ومبادئ العمل التربوي، والنضال بواسطة الإطارات الجماهيرية، والحزبية المبدئية، والمناضلة، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجل تغيير الواقع، حتى يصير في خدمتها، ومن أجل تمتيع جميع أفراد الشعب، بكافة الحقوق، هو المسار الذي ترسمه دماء الشهداء، وعلى المدى القريب، والمتوسط، والبعيد؛ لأن تضحيات الشهداء، إذا لم تكن متبوعة بكل ذلك، تصير بدون معنى. ولذلك فالحرص المذكور ،هو التعبير السليم عن الوفاء لدماء الشهداء.

 

وبالنسبة للدروس، والعبر، التي يأخذها الشعب من دماء الشهداء، ومن الوفاء لها، ومن اعتبار ذلك الوفاء مصلا ضد الممارسة الانتهازية، فإننا، يمكن أن نفصل بين مستويات هذه الدروس إلى:

 

أولا: الدروس المأخوذة من دماء الشهداء.

 

ثانيا: الدروس المأخوذة من الوفاء لهذه الدماء.

 

ثالثا: الدروس المأخوذة من اعتبار الوفاء لدماء الشهداء، مصلا ضد الممارسة الانتهازية.

 

فالدروس المأخوذة من دماء الشهداء، باعتبارهم شهداء الشعب، أي شعب، كثيرة، ومتعددة، ولا يمكن حصرها في عدد معين من الدروس. ونظرا لكوننا ملزمين بالتحديد، فإننا سنقتصر هنا على ذكر أهمها:

 

1) الاستعداد للتضحية المادية، والمعنوية، من أجل تحقيق ما نناضل من أجله، مما يصير تحقيقه في مصلحة كادحي الشعب، مهما كان هذا الشعب، الذي يحرص على أن يتمتع بحقه في الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، إلى جانب تمتعه بكافة حقوقه، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

 

2) الاستعداد للتضحية بالروح، في مواجهة القمع الذي يمارسه الحكام المستبدون، على كادحي الشعوب؛ لأنه بدون ذلك الاستعداد، لا يمكن قيادة النضالات الجماهيرية، الهادفة إلى وضع حدج لممارسة الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

 

3) العمل المستمر على توعية الجماهير الشعبية الكادحة، بأوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تصير تلك التوعية، وسيلة لجعل الجماهير الشعبية، تستعد للنضال من أجل تحقيق التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما يخدم المصالح المختلفة لمجموع الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

 

4) العمل المستمر على تنظيم الجماهير اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وتوعيتها بأهمية التنظيم، ودوره في قيادة النضالات الجماهيرية، من أجل تحقيق الأهداف القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، انطلاقا من برنامج محدد، خاص بكل تنظيم، أو في إطار تحالفات معينة، أو في إطار جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية.

 

5) الحرص على مبدئية التنظيمات المختلفة، وتفعيل تلك المبدئية، واحترام مبادئها، وتفعيل تلك المبادئ، والنضال من أجل تحقيق الأهداف المسطرة: القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، لرفع وتيرة مستوى النضال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

 

6) اعتبار أي شكل من أشكال النضال الجماهيري، أو الحزبي، جزءا لا يتجزأ من الصراع الطبقي، في مستوياته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، وفي مستواه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وفي اعتباره صراعا ديمقراطيا، أو تناحريا، عندما يتعلق الأمر بالحسم مع مرحلة معينة، والانتقال على مرحلة أخرى.

 

ذلك، أن الدروس المأخوذة من دماء الشهداء، تقتضي التضحية المادية، والمعنوية، والاستعداد للتضحية بالروح، في سبيل تحقيق الأهداف الكبرى، والعمل المستمر على توعية الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى تنظيمها، والحرص على مبدئية التنظيمات المختلفة، واعتبار كل أشكال النضال الجماهيري، والعمالي، جزءا لا يتجزأ من الصراع الطبقي، في مستوياته المختلفة، وهو ما يجعل الأوفياء من المناضلين، يستحضرون باستمرار، دماء الشهداء.

 

وفي ما يخص الدروس المأخوذة من الوفاء لدماء الشهداء، فإننا نجد أن الأوفياء من المناضلين:

 

1) يجعلون الوفاء للشهداء، حاضرا في فكرهم، وفي ممارستهم اليومية، وكأن الشهداء حاضرين معهم، سواء تعلق الأمر بالممارسة الأيديولوجية، أو التنظيمية، أو الجماهيرية، وسواء كانت تلك الممارسة نقابية، أو حقوقية، أو ثقافية، أو تربوية، أو سياسية.

 

2) يحرصون على الالتزام بتنفيذ القرارات المتخذة، في الإطارات المقررة: الجماهيرية، والحزبية، من أجل تفعيل الساحة النضالية، حتى تتحقق الأهداف التي سطرها الشهداء بدمائهم.

 

3) يحرصون على البناء المبدئي لمختلف التنظيمات، درءا لكل أشكال الانحراف، التي قد تصيب التنظيمات الجماهيرية، أو الحزبية، مما يجعلها لا تقوى على تحقيق الأهداف التي سطرها الشهداء.

 

4) يعملون على وضع البرامج المرحلية، التي تصب في اتجاه تحقيق الأهداف الإستراتيجية، تعبيرا عن الوفاء لدماء الشهداء، وحرصا على جعل العمل على تنفيذ تلك البرامج، وسيلة ناجعة لتفعيل جميع القطاعات الاجتماعية، في أفق العمل الجماعي، على تحقيق الأهداف القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.

 

5) يحرصون على بناء التحالفات، على أساس برنامج مشترك، من أجل العمل المشترك، على تحقيق الأهداف المشتركة فيما بين الأحزاب، التي تعمل على تحقيق نفس الأهداف، انطلاقا من برنامج الحد الأدنى، الذي يجمع فيما بينها، أو في إطار بناء جبهة وطنية عريضة، للنضال من أجل الديمقراطية، على أساس برنامج حد أدنى مشترك، فيما بين الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، والنقابات، والجمعيات الحقوقية، والثقافية المبدئية، والمناضلة، من أجل خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة.

 

6) يعملون على تجسيد الأفكار، التي ضحى من أجلها الشهداء، على أرض الواقع، وخاصة، إذا كانت تلك الأفكار لها علاقة بالقيم المؤدية إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية؛ لأن الأفكار التي ضحى من أجلها الشهداء، من أمثال الشهيد المهدي بنبركة، والشهيد عمر بنجلون، والشهيد محمد كرينة، والشهيد فرج فودة، والشهيد حسين مروة، والشهيد مهدي عامل، والشهيدة لولا إلياس عبود، والشهيدة سناء محيديلي، وغيرهم كثير، هي أفكار نالت من السمو، ما يجعلها أفكارا تستحق الشهادة، وتستحق من الأوفياء العمل المستمر، من أجل تحقيقها.

 

ولذلك، نجد أن الأوفياء للشهداء، يجعلون الوفاء لهم حاضرا في فكرهم، وفي ممارستهم، ويلتزمون بتنفيذ القرارات النضالية، ويحرصون على البناء المبدئي لمختلف التنظيمات، ويعملون على وضع البرامج المرحلية، الهادفة إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية، وعلى بناء التحالفات، على أساس برنامج مشترك، وعلى تجسيد الأفكار التي ضحى من أجلها الشهداء. فهؤلاء الأوفياء، هم الذين سوف يلعبون دورا رائدا في النقابات، وفي الأحزاب، وفي الجمعيات الحقوقية، والثقافية، في أفق إنضاج الشروط الضرورية، لتحقيق الأهداف الكبرى، التي سطرها الشهداء بدمائهم.

 

وبالنسبة للدروس المأخوذة من اعتبار الوفاء للشهداء، مصل ضد الممارسة الانتهازية، فإن الأوفياء للشهداء، يدركون جيدا، خطورة الممارسة الانتهازية، على مستقبل الشعب، وعلى مستقبل الأجيال الصاعدة، وعلى مستقبل المنظمات الجماهيرية، والحزبية، وعلى وضعية المسلكية الفردية، والجماعية، في واقع المجتمع، الذي تتفشى فيه الانتهازية. ولذلك، فإن الدروس المستفادة من اعتبار الوفاء للشهداء، مصل ضد الممارسة الانتهازية، يجعل الأوفياء:

 

1) يمتنعون عن إنتاج الممارسة الانتهازية، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى لا يقفوا وراء تفشي الممارسة الانتهازية في المجتمع، ومن أجل إشاعة الامتناع عن إنتاج الممارسة الانتهازية، حتى يتطهر المجتمع منها، وتصير العلاقات في مستوياتها المختلفة، خالية منها، من أجل الأخذ مباشرة بعوامل التطور الطبيعية، الناجمة عن إنضاج الشروط الذاتية، والموضوعية لذلك التطور.

 

2) يقاومون كافة أشكال الممارسات الانتهازية، في الواقع النقابي بصفة عامة، والواقع النقابي المبدئي بصفة خاصة، سعيا إلى جعل الممارسة النقابية العامة، والخاصة، خالية من الممارسة الانتهازية، التي تسيء إلى العمل النقابي، ومن أجل جعل العمل النقابي، مجالا لإشاعة الوعي العلمي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من أجل أن يصير ذلك الوعي، وسيلة لازدياد ارتباطهم بالعمل النقابي المبدئي، ومناهضة كافة أشكال الانتهازية، المنتجة للعمل النقابي اللا مبدئي.

 

3) يقاومون كافة أشكال الممارسات الانتهازية، التي يعرفها العمل الحقوقي المبدئي، من أجل أن يصير العمل الحقوقي خاليا من كافة أشكال الممارسات الانتهازية، ومهما كان مصدرها، لدورها في إفساد العمل الحقوقي، الذي لا تتضرر من إفساده إلا الجماهير الشعبية الكادحة، المحرومة من حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ومقاومة كافة أشكال الممارسات الانتهازية، التي تؤدي إلى قيام عمل حقوقي سليم، ومبدئي، وهادف إلى تمتيع جميع أفراد الشعب، بكافة الحقوق، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكما يجب أن تصير في القوانين المعمول بها وطنيا.

 

4) يقاومون كافة أشكال الممارسات الانتهازية، في العمل الثقافي المبدئي، الهادف إلى إشاعة القيم الثقافية المتقدمة، والمتطورة، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بالإضافة إلى إشاعة القيم الديمقراطية، والإنسانية، الهادفة إلى تمكين الإنسان، أي إنسان في المجتمع، من المساهمة في تقرير المصير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وتمكينه من التمتع بكافة حقوقه، وفي إطار دولة الحق، والقانون، التي يسعى إلى الوصول إليها، ومن أجل جعل الواقع الثقافي خاليا من الانتهازية، التي تفسد المجال الثقافي.

 

5) التصدي، وبالحزم اللازم، لكل أشكال الانتهازية في العمل التربوي، الذي له علاقة مباشرة بالتنشئة التربوية / الاجتماعية، سواء تعلق الأمر بالعمل التربوي الأسري، أو في إطار المؤسسات التربوية، أو في إطار الجمعيات التربوية بالخصوص، نظرا لدور التربية، في تنشئة الأجيال الصاعدة، ولدور الانتهازية في إفساد تربية الأجيال، سعيا إلى إنتاج ممارسة تربوية متقدمة، ومتطورة، لا علاقة لها بكافة اشكال الانتهازية، ومن أجل إيجاد أجيال نوعية، تعمل على إيجاد مجتمع خال من كافة أشكال الانتهازية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مجتمع مؤهل لخوض غمار التطور، على جميع المستويات.

 

6) التصدي للممارسة الانتهازية، في إطار الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، التي يفترض فيها خلوها من الانتهازية، بل وسعيها إلى استئصال الممارسة الانتهازية من التنظيمات الجماهيرية، كالنقابات، والجمعيات الحقوقية، والثقافية، والتربوية، والتنموية، وغيرها من المنظمات ذات الطابع الوطني، أو الجهوي، أو الإقليم،ي أو المحلي. فالأحزاب المشار إليها، التي يفترض فيها أن تصير منيعة ضد كل اشكال الانتهازية، هي وحدها التي تناضل من أجل مجتمع، يتمتع أفراده بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، والمساواة، ومن أجل قيام دولة ديمقراطية / تقدمية / علمانية، تهدف إلى بناء مجتمع متقدم، ومتطور، تحكمه دولة المؤسسات، التي لا وجود فيها لشيء اسمه الانتهازية.

 

ولذلك، فالأوفياء للشهداء، الذين يعتبرون وفاءهم للشهداء، مصلا ضد الانتهازية، تتجسد دروس وفائهم للشهداء، في امتناعهم عن إنتاج الممارسة الانتهازية، مهما كان لونها، وفي مقاومتهم للممارسة الانتهازية، في العمل النقابي، وفي العمل الحقوقي، وفي العمل الثقافي، وفي التصدي لكل أشكال الانتهازية، في العمل التربوي، وفي الإطارات الحزبية المناضلة. وهو ما يؤدي، بالضرورة، إلى اعتبار الوفاء للشهداء، مصلا ضد الانتهازية، ووسيلة للعمل على تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما يخدم العمل على إيجاد مجال خال من الانتهازية، ومؤسسات تعمل على مناهضة كافة أشكال الانتهازية، سواء تعلق المر بمؤسسات الدولة، أو بالجماعات المحلية، أو بالقطاع الخاص.

 

وهكذا نكون في تناولنا لموضوع (الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية)، قد عملنا على توضيح مفهوم الوفاء للشهداء، والوقوف على الشروط الموضوعية المستلزمة لهذا الوفاء، وكما عملنا على تحديد الأشخاص المعنيين بالوفاء للشهداء، وعلى تحديد القيم التي يجب أن يتحلى بها الأوفياء للشهداء، وانتقلنا بعد ذلك إلى توضيح مفهوم الانتهازية، ووقفنا على الشروط الموضوعية المنتجة للممارسة الانتهازية، ووضحنا الغاية من الممارسة الانتهازية، المتفشية بشكل كبير، في المنظمات الجماهيرية، وفي النقابات، وفي الأحزاب السياسية، وفي المجتمع، وعملنا على الوقوف على القيم، التي تسود في المجتمع، بسبب الممارسة الانتهازية، ووقفنا على العلاقة القائمة بين الوفاء للشهداء، وبين الممارسة الانتهازية:

 

وهل هي علاقة تناقض؟

 

وهل هي علاقة جدلية؟

 

وهل هي علاقة عضوية؟

 

ووقفنا على الكيفية التي نعتبر بها الوفاء للشهداء، مصلا ضد الانتهازية، وكون الوفاء للشهداء، يؤدي إلى التحرر من الممارسة الانتهازية، واعتبار الشهداء يصيرون منطلقا لممارسة الانتهازية، في جميع الاتجاهات، ووقفنا، كذلك، على الجهات المعنية باستغلال دماء الشهداء، لتحقيق أهداف معينة، وعلى الجهات المعنية بالوفاء لدماء الشهداء، واعتماد هذا الوفاء لمحاربة الانتهازية، المترتبة عن استغلال دمائهم، وعالجنا المصير الذي ترسمه دماء الشهداء، ووقفنا على الدروس، والعبر التي يأخذها الشعب من دماء الشهداء، ومن الوفاء لهذه الدماء، ومن اعتبار ذلك الوفاء مصلا ضد الممارسة الانتهازية.

 

فالوفاء للشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم على طريق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، هو المقياس الذي نعتمده للتمييز بين المناضلين الأوفياء للشهداء، والمناضلين الأدعياء، الذين أفسدوا مفاهيم النضال المختلفة، وعملوا على تكريس البؤس، والشقاء، والقهر، في حق الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة. وهو ما يجعل الوفاء للشهداء، وكما جاء في العنوان، مصلا مضادا للانتهازية، بأشكالها المختلفة.

 

فهل تعمل النقابات المبدئية على تطهير صفوفها من الانتهازيين، الذين يسيئون إلى مبدئيتها؟

 

وهل تعمل الجمعيات المبدئية على رفع شعار لا للانتهازية، في تنظيماتها المختلفة؟

 

وهل تعمل الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، على محاربة الانتهازية في تنظيماتها القيادية، والقاعدية؟

 

فشيوع الانتهازية المنظمة، لا تتضرر منه إلا الجماهير، والقضاء عليها، لا تستفيد منه إلا الجماهير، وعلينا جميعا، كنقابات، وكجمعيات، وكأحزاب مناضلة، أن نسعى إلى مجتمع خال من كل أشكال الانتهازية، مهما كان لونها، أو جنسها، أو معتقدها، أو مستواها، من أجل إنسان بكافة الحقوق، وفي إطار مجتمع حر، وديمقراطي، وعادل، وضامن لسيادة الكرامة الإنسانية.

 

ابن جرير في 20 / 03 / 2012

محمد الحنفي

 

الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية.....

(1)

محمد الحنفي 

 

 

الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية.....

(2)

محمد الحنفي 

 

 

الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية.....

(3)

محمد الحنفي 

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

21.01.2015  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org