<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                        الصفحة الرئيسية الأولى       

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 إبحث في صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

الصفحة الرئيسية

مقالات

دراسات

عمال ونقابات

كتابات حرّة

طلبة وشباب

فنون وآداب

المرأة

صفحة الأطفال

كاريكاتير

حضارة بلاد الرافدين

مكتبة صوت اليسار

صور من العراق

 بعد الطرق يتطلب الأنتظار 4 - 5 دقائق

 لتحميل برنامج التشغيل

 

إتصل بنا

ملفات

الاخبار المحلية من \ واع

 

 
مجموع زائري الموقع

إرسلوا آراءكم حول الموقع

 

مواضيع متنوعة

 

صفحة الشاعر العراقي الكبير

سعدي يوسف

 

 موقع الزميل حمزة الحسن الألكتروني

http://www.alaazal.no

 

موقع إلكتروني يبث شريطا مصورا يظهر هجوما أمريكيا على مدنيين عراقيين

 

المكتبة الماركسية واليسارية

من مواقع أخرى

 

الفن في المواجهة أيضا

د. كاظم الموسوي   

 

من أجل وحدة الوطن

من أعمال الفنان مكي حسين

 

 

الوطن عبر نافذة الجسد

جولة في أعمال الفنان مكي حسين

 نزار رهك

 

 

 

ملف الفنان التشكيلي يوسف الناصر

 

في التجربة الروائية:

 إختراع الأمل

حمزة الحسن

 

 موقع الزميل حمزة الحسن الألكتروني

http://www.alaazal.com

 

 

 

إتجاه الجهد الرئيسي لخطط الإيهام الراهنة

 

آرا خاجادور

نتوقف اليوم عند نقطة نعتقد أنها هامة، ونسعى الى تلمس إتجاهاتها الرئيسية على الأقل كعناوين عامة، خاصة وإن الإحتلال تعمد الخداع والتلون وإستخدم كل أرصدته وذخيرة خبراته المتراكمة من أجل خداع من يستطيع خداعهم من العراقيين والعرب عامة، نتوقف عند ما يُعرف بخطط الإيهام بعد فشل أساليب الصدمة والترويع، وبديهي أن الإيهام الجمعي أشد ضراوة من إيهام الإغراق كأحد أساليب التعذيب المختومة بمهر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن وفق إعترافاته الشخصية الواردة في مذكراته الصادرة قبل فترة وجيزة، والتي هي تحمل ذات خصائص بوش كما يؤكد معظم الذين تناولوا تلك المذكرات، وأشاروا الى أنها تتصف بالغباء وقصر النظر وحتى سرقة النصوص من الآخرين وقائمة الأوصاف المعيبة كثيرة ولسنا الآن بصدد تناولها.

إن التكتيك الراهن للغزو الأمريكي للعراق يصب كامل جهده في المرحلة الحالية على حرف إتجاه التركيز عليه من جانب القوى الثورية العراقية والإيحاء بأن الحكومة الرعناء التي نصبها هي المسؤولة عن كل شيء، هذا بعد أن حاول تمرير كذبة تسليم السيادة ووضع الدستور ومهازل الإنتخابات العامة المفبركة. نسأل المحتل هل يستطيع أن يقدم غير الوجوه التي جاءت خلف دباباته من عمائم وأربطة، أن كل مواطن عراقي يرى بأن المشاهد المسرحية هي نفسها, القاعات , الأشخاص، ويزداد المواطن بؤساً وقهراً وجوعاً ومخاوف.  أن المحتل يعلم بأن المواطن يلقى القهر الأشد فظاعة على يد أذناب الحكومة العميلة مما يجعل مهمات القوى الثورية والوطنية أشد تعقيد خاصة بعد حقن الحياة العامة بكل ما يُمكن أن يزعزع صفوف الشعب.

إن الغزو الأمريكي للعراق لجأ حالياً الى إسلوب الإيهام بتوسع أكبر من أي وقت مضى، بعد أن أوصلت المقاومة الثورية للشعب العراقي بكل أشكالها واشنطن الى الحضيض على الأقل في الجوانب الأخلاقية والمعنوية، على الرغم من أن هذه الحقيقية يتأمر عليها كل من لا يريد للشعوب أن تنهض وتعيد الإعتبار للأساليب الثورية المجربة، والتي هي في كل الأحوال أقل فداحة من الترقب والإنتظار وزراعة الوهم، وربما خدم أمريكا عندنا في العراق هم أسوء من أسيادهم لأنهم يضيفون بضاعة التخلف والإرتزاق وشهوة الإنتقام والعقد الشخصية وضيق الأفق الى جانب أمراض أسيادهم. وفي كل الأحوال كان إخراج الخدم وأسيادهم للمسرحيات مقرفاً بالضرورة وأكثر بؤساً وإنحطاطاً مما كانوا يخططون.

 إن المسرحيات السمجة التي لعب بها من يفترض أنهم عراقيون الأدوار الثانوية الى جانب أسيادهم لم تحرك ساكناً، قالوا إن واشنطن سحبت قواتها القتالية على طريق الإنسحاب الكامل، ولكن الشعب يعرف بأنهم وقعوا صكوك رهن العراق الى أجل مفتوح والشعب يعرف ذلك. هل سمعتم أن شعباً لا يُظهر أي إكتراث بإعلانات إنسحاب القوات الغازية، خاصة إذا عُرف عن ذلك الشعب روح التمرد والغضب الثوري والإعتداد بالذات والكرامة الوطنية، وهذا دليل صارخ على فشل المسرحية، هل الشعب يصدق أو يثق بإنتخاباتهم، كل المشاهدين لوسائل الإعلام لم يروا أي فرق بين تلك الأخشاب التي وضعت على مقاعد "البرلمان" حالياً وبين من إستجلبهم بريمير. إن لسان حال العراقيين يقول نحن ننتخب ولكن الإحتلال يقرر النتيجة حتى بتفاصيلها. هذه هي الديمقراطية الأمريكية التي كانوا ينتظروها.

ظلت في الواجهة تلك الزمر العرقية والطائفية على الرغم من أن الشعب العراقي عرف إجرامهم ولصوصيتهم وذاكرته تحمل عنهم الكثير الكثير مما لا يغتفر. إن أحد ركائز خطط الإيهام أن تشارك أعداد كبيرة من المواطنين وذلك أمر موضوعي في النقاشات حول الخلافات بين القتلة واللصوص، ويأمل الإحتلال من ذلك أن تفقد القوى الثورية البوصلة.

إن كل الذي يجري في العراق اليوم هو تنفيذ صارم لمشروع الشرق الأوسط الجديد، ومن يتوهم بأن المشروع الأمريكي في العراق قد فشل فهذا وهم، لأن ما يجري هو المشروع الأمريكي بحذافيره، حيث المساعي الى تمزيق الشعب والأرض، ولكن على الأرض فشل الإحتلال في تجريع الشعب العراقي للطعم الكاذب بأن الغرب جاء بقضه وقضيضه من أجل بناء عراق ديمقراطي.

 ويظل الفارق كبيراً بين ما يسعى الإحتلال الى تنفيذه وما يُمكنه تحقيقه. إن المشروع الذي يريدون هو عراق شيوخ التخلف ومقاولي الأعراق والطوائف الجشعين اللاهثين وراء السحت الحرام. إن المشروع الأمريكي في العراق لم يتم التخلى عنه الى يومنا هذا، ولكن إرادة الشعب العراقي قد جعلت المشروع باهضاً للغاية على واشنطن ومن وقف معها، وإن إتجاه الحياة يشير الى تمسك العراقيين بوحدة بلادهم، وإن لجوء المحتل الى سياسة الإيهام، بمعنى ما، يمثل بداية فشل حقيقي. أي إنهم على الأقل وصلوا الى درجة الإعتراف في مراكز قرارهم بأن مشروع الشرق الأوسط الجديد لن يصاغ وفق مصالحهم وأهوائهم وبعض خرافات بعض معتقداتهم اللاهوتية لأن في الأرض مقاومة، وإن الأرض تتكلم بلغة شعبها. ووراء كل فشل يُصيب قوات الإحتلال وعملاءه الناس تسأل ماهي الطبخة القادمة؟.

إن حجم المصالح القذرة وشراسة الهجمة على مناضلي الشعب العراقي بكل ألوانهم تتطلب أيضاً ليس القتال فقط وإنما الحذر من غدر التفاصيل، خاصة على صعيد فضح أساليب التغطية على المشاريع الكبرى عبر التفاصيل، فالمهمة في هذه اللحظة أمام المحتل العمل على أن لا يكون في الواجهة قدر الإمكان إذ أمكن ذلك.

منذ اليوم الأول للإحتلال نشأ إصطفاف بين الناس توزع بين المقاومة والمهادنة وبينهما الصمت والإرتباك، وهذا الموقف الأخير ساهمت في خلقه مراكز القرار العرقية والطائفية الغامضة منها والصريحة وما بينهما، وفي الموقفين الأساسيين مقاومة المحتل وخدمة المحتل شبكة واسعة من العوامل والأهداف والألوان التي تتطلب وقفات جادة من الأبناء المخلصين بحق وليس لأصحاب الأهداف الضيقة والذاتية.

إن التداخل الموضوعي أو الذي صنعه المحتل والظروف والعوامل الداخلية والخارجية والتاريخية المحيطة بالبلاد أتاحت الفرصة أمام اللعب في التفاصيل من جانب المحتل وخدمه، ويكفي إختلالاً أن نقول هنالك بين خدم الإحتلال والواقفين تحت لافتاته شخوص تمتد من أقصى اليمين الطائفي العرقي الى أقصى "اليسار" المختل. هل هنالك خلل في اللغة والتعبير عن المواقف أكبر وأخطر من أن يقول أحدهم الأخوة وفي الحال تذهب تقديرات من يسمعه الى أنه يقصد الأعداء أي أن روح الأخوة قد غابت أو ماتت عند عدد غير قليل.

أتحدى من يستطيع أن يثبت بأن حدث واحد منذ وقوع جريمة الإحتلال الى يومنا هذا قد عُرضت بصورة حقيقية أو قريبة من الواقع بنسب مقبولة، إن جميع الأخبار مصنعة على أيدي خبراء الحرب النفسية وعلماء نفس الشعوب والوكلاء الدوليين والمحليين المأجورين. وتوجد مرحلة أخرى يتعهد بها فيلق تصنيع الكذب التابع للوكالات السرية الأمريكية يتولى التجريح والأهانة والقذف وتشويه السمعة لكل صوت يرتفع عالياً في الدفاع عن الشعب، وتقوم القاعدة الفكرية والمنهجية لهذا الفيلق والقيادات التي توجهه بأن ليس كل الوطنيين يمتلكون قدرة التحدي أو الصلابة في مواجهة الدعاية السوداء، وقد وزعوا عناصرهم على مختلف المنافذ الأعلامية التي قد يتسرب منها صوت الشعب وشيء عن ثمار الكفاح الوطني والطبقي ضد الإحتلال وخدمة، فمن تحت قبضتهم على أرض الوطن يجري إسكاته كل حسب الظرف المناسب له تبدأ بالتهديد وتتواصل عبر الحرمان من العمل حتى في الصحف الصفراء الى الإعتداء بما هو أقل من الموت وترك الأمر بين الصدفة والإعتداء المبرمج الى القتل الذي أصاب العشرات من الأقلام النزية التي كان يحركها حسها الوطني وفي بعض الحالات وجودها بالقرب من المعانات الحياتية والإنسانية والطبقية لأبناء العوائل الكادحة.

وقد أبلغ الإحتلال مأجوريه بأنه لا توجد حدود لإساءة السمعة وحتى لو حققت تلك الأساليب نجاحاً بنسبة واحد بالألف فإنه نجاح وإن كان محدوداً. وتوهم البعض بأن المجتمعات لم تعد في مرحلة الثورات الكبرى ولن تكرر كمونة باريس وثورة إكتوبر وثورة الجزائر، أو المقاومة البطولية للشعب الفيتنامي. قالوا: هذه النشاطات "الإرهابية" قد ولى وقتها، وإن الجماهير تسير وراء من يدفع لها، سواء كان هذا الذي يدفع حزب أو فرد أو قوة إحتلال. وإن الصوت العالي هو أقوى من الحكمة والشرف والضمير. نقول لهم إن أوهام الطغاة عبر التاريح نهاية طريقها الإندحار، ولكن مع هذه القناعة الراسخة علينا أن نسجل نقداً ذاتياً فحواه بأن القوى الثورية الكلاسيكية لم تتحرك بمستوى الجماهير التي هبت في المحافظات العراقية كافة تارة في إنتفاضة الكهرباء وأخرى ضد الفساد والغلاء. هذه ظاهرة جديدة تشيع الأمل والثقة بالمستقبل، ويقع واجب على كل أحرار العراق دراسة واقع عملهم المشترك أن وجد عمل مشترك، وهذا الحال ينطبق على الحالة العامة وداخل كل إتجاه.

لقد حللنا الجهد المبذول على الصحف والمواقع العراقية بكل إجتهاد وهدوء وتحفظ وتناول التحليل جوانب عديدة منها التمويل، أدوار الشخصيات القيادية في بعض الوسائل الأكثر أهمية، الأجزاء البريئة والأجزاء الهادفة، وفي أي قناة تصب بعض المواد، وجرى التمييز بين الدوافع الفاسدة فكرياً ولكنها صادرة تحت مؤثرات التراجع بإتجهات طائفية أوعرقية أو مناطقية ولكنها غير مأجورة أو مصنعة في مختبرات الكذب، وحتى هذه أقل خطراً من تلك المبرمجة في ورشات الغزاة، تشير الوثائق المنشورة الى تجنيد 60 ألفاً لأغراض متنوعة في الإتجاه السالف الذكر، وبهذه المناسبة أدعو الى التعاون البناء بين المترجمين الأحرار الى التنسيق بينهم لترجمة أكبر قدر ممكن من الوثائق الى تساعد في تعزيز كفاحنا ضد الإحتلال الذي صغناه بالقول: "أيها الغزاة توجد نقطة واحدة للمفاوضات هي إرحلوا عن بلادنا".

يسأل الكثيرون من العراقيين اليوم أين نحن الآن بعد سبع عجاف تحت ضغط ماكنة الإحتلال ومسترجلين بالإحتلال الذين إستأجر الغزاة خدمات في أكبر عملية تجنيد عرفها التاريخ البشري وليس العراقي وحده، ومن يعرف أكبر من عملية التجنيد الأمريكي للعملاء لتدمير بلاد الرافدين عليه واجب الإفصاح عن ذلك خدمة لعلم تاريخ الحروب والغزوات على الأقل.

 ويحاول الإحتلال وأعوانه إيهام القوى الثورية في النظرة التفصيلية والقدرة على التمييز بين من خدم الإحتلال من مواقع قيادية وبين مواطن عراقي داخل بلاده مضطراً للعمل في أجهزة الدولة العراقية، وعلى القوى الثورية العناية بإختيار أهدافها خاصة وإن أعداء الشعب العراقي يصنعون جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وهي لا تتوافق مع قيم وتقاليد الشعب العراقي، وهي بالأساس صناعة أجادها الغرب الإستعماري حرفتها في مواجهة القوى الثورية في كل مكان، علينا أن نعرف أن الروح العراقية قوة مادية تقاتل الى جانبنا، ولدينا ثقة أكيدة بأنها أكبر فصائل المقاومة الشعبية العراقية التحررية، ألا وهو الكرامة الوطنية العراقية.

نروي لكم حادثتين لأستخلاص العبر منها على هذا الصدد، وهي من حوادث كثيرة يجري التعتيم عليها، إن روح هاتين الحادثتين تعكس الأخلاق العراقية التي تشربت بكل القيم والسلوكيات الأصلية للشعب العراقي بكل تاريخه الحضاري ومكوناته الإجتماعية، فهي قيم قد تظهر في لحظة ما حتى عند من لم يقاوم الإحتلال قبل أن يقع أو من اللحظة الأولى لوقوعه، ومن حق المناضلين أن يتفكروا بهاتين الحادثتين الأولى كانت في الموصل الحدباء حيث إستل الجندي العراقي قيصر سعدي الجبوري سلاحه ضد مفرزة أمريكية مع أفراد من جنود الجيش الذي بناه الإحتلال والحكومات العملية كانوا في دورية مشتركة ومن بينهم قيصر نفسه حيث صعب عليه، وهو العراقي أن يرى جندياً غازياً يطلق كلاماً غير مناسب على سيدة عراقية فوجه سلاحه صوب المعتدين من جنود الأحتلال، وبقى يقاتل الى آخر قطرة من دمه، وإذا كان قيصر ينحدر من جذور عربية فليس أخوه الذي ينحدر من أصول كردية أقل شأناً من حيث الجذور الراسخة في الأعماق فكان الجندي في قاعدة طوزخورماتو الذي ثارت عنده في لحظة روحه العراقية، ولعل ما حدث في 7 آب/أغسطس في طوزخورماتو، شمال بغداد، وبعد مرور إسبوع بالضبط على الأعلان الكاذب عن إنتهاء المهمات القتالية للولايات المتحدة. أطلق الجندي العراقي الكردي سوران رحمن صالح ولي النار على مجموعة من "المستشارين" الامريكيين بعد "شجار" قالوا عنه أنه" لم تعرف اسبابه"، وقال عنه الناطق بإسم "وزراة الدفاع العراقية" بأنه شجار خلال ممارسة الرياضة مما أدى الى قتل اثنين واصابة تسعة آخرين. تبقى الأسئلة عالقة في الهواء عن العوامل التي حركت الغيرة الوطنية في دم الجندي سوران، وهل هو جندي حقا أم أنه أحد أفراد المقاومة، ونجح في اختراق صفوف العدو لينفذ مهمة بطولية ضد العدو؟ ربما ننتظر ويكيليكس جديدة.

في البدء ينبغي علينا الإعتراف ببعض الحقائق الأساسية، إن الحرب الأمريكية على العراق كانت في ظل وجود قوة عظمى وحيدة في العالم، وهذه حالة نادرة في ظل التاريخ البشري الذى إعتاد ثنائية القوى العظمى أو أكثر، وإن تلك القوة هي التي قادت الحرب بنفسها، وهي التي جندت أو إسترضت أو تخادمت إو خوفت أو تواطأت أو تبادلت المنافع مع الآخرين. وقادت الحرب بعد أكبر عملية تبشيع للأساليب والأفكار الثورية وفي وقت كانت قد سجلت فيه أكبر إنتصاراتها في الساحة العالمية.

وفي الوقت ذاته إعتمد المحتل جل ما توصلت إليه الصناعات الحربية الحديثة الأكثر بشاعة وتدميراً، وإستخدم كل خبرات التاريخ الإستعماري وما أنتجته خبرات علماء الإجتماع الموظفين في دوائر الهيمنة العالمية بما فيهم المحليين. ومن أهم خلاصات التجارب السالفة والمؤشر عليها: أن الشعوب يُمكن أن تفرق من خلال زرع الأوهام لفترة من الزمن، ولا يوجد شعب تعرض للإحتلال مهما كان نوع الإحتلال وهب هبة رجل واحد، وإن العوامل الثورية لا تنضج بالسرعة التي تتحرك فيها الوحدات العسكرية جيدة التنظيم ووافرة الإمكانات المادية حتى وإن كانت تلك الوحدات تعاني من شحةٍ في الجوانب المعنوية والروحية.

والى جانب الخبث وعمليات تجميع سقط المتاع والمهوسين بالسلطة حتى ولو كانت سلطة الخادم عند سيده، جرى إستخدام القوة السوداء الغاشمة القتل والسجون أنتهاك الحرمات والتجويع وتدمير كل ما أنتجه العقل العراقي من موجودات مادية تاريخية الى جانب تحطيم الصناعات الحديثة وقتل العلماء العراقيين في جميع الفروع العلمية وقتل صحة الشعب من خلال قتل الأطباء وقتل البنية الجسدية للشعب العراقي وقدرته القتالية من خلال قتل المهنيين في جيشه، والعمل على تخريب كل ما يرتبط بالقيم الثورية مثل الإيثار وحب الشعب وتقديم المصالح العامة على الخاصة وإحترام العلم والعلماء، وأحترام أعراض الناس والمال العام. 

كما أن المحتل عبر ماكنة إعلامه الجبارة سعى الى طرح كل الذين جلبهم معه من الإفرازات السيئة التي يمكن أن ينتجها أي شعب على وجه الأرض، وكأنهم قوى وأشخاص لا يستطيع المحتل أن يفرض شيئأ عليهم، وهو الذي جلبهم خلف دباباته الغازية، ووضع كل أموال الشعب العراقي تحت تصرفهم، ونفخ فيهم حتى كاد البعض أن يصدق ما يرى من لعبة قذرة على الرغم من أنهم يعيشون في جزيرة عراقية محتلة ومقتطع عن بغداد الباسلة، هي المنطقة الخضراء، التي يتعاملون معها في قرارة أنفسهم بأنها منفذ هروب إن عاجلاً أو آجلاً. بل يتمادون في طرح الأسئلة عن من يقف ضد "العراق الجديد" ما دام معهم الأحزاب الطائفية الإسلامية شيعة منها والسنية والأحزاب القومية الكردية، نقول لهم إنكم تستعيرون ما كان يطرح عليكم، ولكن زدهم عليه خدمتكم للإحتلال، وعلى الرغم من إدراكنا لمبررات طرح هذا السؤال أو الأسئلة كجزء من اللعبة التي فضحنا بعض جوانبها في مجال الإيهام. نقول ببساطة أن وقائع الحياة اليومية في العراق هي التي تقدم الجواب الوافي الشافي، ولا يغير في الأمر شيئاً حين تربطون أنفسكم بالعراق من خلال الإنتساب الى العراق الجديد، نقول لكم إنكم تواجهون العصب الحي للشعب العراقي، وهذا ليس وصفاً بلاغياً، حيث عجزتم أنتم وأسيادكم وحلفاؤكم وخزائن العراق التي وضعت تحت تصرفكم وكذلك أساليب الخديعة والإيهام عن كسر عضد المقاومة الأصيلة للشعب العراقي، التي حرمّت عليكم العيش خارج معسكرات الإحتلال وحمايته لكم، وعجزت أساليب تشويه مقاومة الشعب من خلال جرائمكم، التي بانت عورتها في أكثر من مكان وحدث، وغداً تكون الفضائح الكبرى على الرغم من أنكم لن تخجلوا منها، ولكنها مهمة من وجهة نظرنا لكل طيب خدع في لحظة أو غفلة ما. ونحن في كل الأحوال لا نستهين بخطورة أساليب الإيهام وعلى هذا الأساس نحذر منها.

يواصل المحتل لعبته القذرة في تحسين صورة الخدم، وهو في الوقت ذاته يجمع عليهم ما يرتكبون من جرائم من أجل الحط من أجرهم أمامه ودفعهم الى المزيد من الخدمات النشطة والإجرامية أو إستخدامها ضدهم إذا لعب أحدهم بذيله، وواصل المحتل لعبة الإنتخابات العامة، ولكن لا نتيجة لها حتى على مستوى الأفراد فهاهم أعضاء مجلس الحكم سيء الصيت كلهم دون إستثناء في الواجهة الأمامية في كل مؤسسات ما تبقى من الدولة العراقية على الصعيد المدني والديني وغيره من المؤسسات، وواقع الحال يقول: يا شعب إنتخب والمحتل يوزع المسؤوليات الملموسة وداخل جوقته وحسب حتى الآن، وقد يوسع اللعبة بعض الشيء عند الضرورة.

 لقد فضحنا تلك الجرائم والشعب يعيش الحقيقة، نحن قلنا الحق في هؤلاء العملاء الخدم، وفي الوقت نفسه لا نستهين بما يصدر عن وثائق الجهات المعادية مع معرفة الأغراض الحقيقية لها، ونعتز بما يصدر من أصدقاء الشعب العراقي، هل تذكرون نوري مالكي الذي قدم النياشين لضباطه الذي إغتصبوا مواطنة، هل مثل هذا يحمي شرف سجين، وهل مصد الأحذية عن الغزاة يتورع عن القتل من أجل هذه المهمة. ولكن من حسن حظ الثوريين العراقيين كما تُظهر الحقيقة اليومية بأن شراهة المحتل لا تترك مساحة من الحياء للعملاء لأنها تطلب المزيد منهم بما لا يترك حتى ورقة التوت لخدمة.

إن المقاومة الوطنية العراقية التحررية قدمت درساً عظيماً لحركات التحرر العالمية حيث إنطلقت من الساعات الأـولى للإحتلال وتعمقت وطنياً على الرغم من المحاولات لئيمة للصق صفة الإرهاب بها، ولم تفلح محاولات خلط الأوراق.

 نحن ضد القمع والإضطهاد من جانب أي كان، ونكافح ضده حتى ولو إنصب على شخص بريء واحد، نحن لا نريد أبداً أن تتحول المقابر الجماعية القديمة الى مقابر جماعية جديدة ويومية. نحن ضد الدكتاتورية وكافحنا ضد جميع الدكتاتوريات، ولكن لا نريد دكتاتورية جديدة أشد وطأة، وهي دكتاتورية مأجورة من قبل المحتل، وتريد عن سبق إصرار سرقة خيرات الشعب وتمزيق بنائه الإجتماعي، إن الذين ناضلوا بحق ضد النظام السابق تحت دوافع وطنية أو طبيقة حقة لم يطالبوا بتبيض صفحة أحد من دون وجه حق ولن يسمحوا بالإعتداء والتحرض والإنتقام ضد أحد من دون وجه حق، إنهم يتصرفون على أساس حماية وحدة الشعب ومستقبله في الصغيرة والكبيرة. إنه لمن الشرف الوطني والطبقي أن نقف ضد قانون إجتثاب البعث ذلك القانون الإجرامي المتخلف، الذي صمم لزع المزيد من الأحقاد والإنتقام والدمار، وإن الدروشة البائسة بإتهام كل من يطالب بالإنصاف والعدل بأنه من أزلام البعث، فهذا الإتهام الفاشل والحقود لا يخيف من هو ليس بعثياً أو متواطأ مع البعث عندما كان البعث حاكماً، وهو كلام لا يشكل إتهام للبعثيين لأنه موقف معلن من جانبهم، كفوا عن الرخص والإبتذال، نقول لكل الطائفيين والعرقيين من كل الفصائل والأنواع أنكم على خطأ ولكن خطأكم لا يقارن بجريمة التعاون مع المحتل أو التخادم معه، ونقول لقصيري النظر أو مدفوعي الثمن إن من يلحق به عار من هذا النوع سوف يخجل منه حتى أبناؤه، وإن من يبيع نفسه للغازي عليه أن يخجل من نفسه، ولو أننا أستخدمنا كلمة الخجل، وهي ليس في حالة إنطباق مع الموضوع، ولكن ما نريد التأكيد عليه أن الشعب يغفر لمن يعتذر ويراجع الآن عن غيه، وبديهي على نطاق الأحزاب والحركات والمنظات نظن أن أوراقها قد إحترقت، لا يغركم أن الشعب في حالة عوز وجوع وصبر على البلوى.

إن الذين يسمون أنفسهم بالعلمانيين وهم مع سلطة الأحتلال فهم ليسوا سوى قوى أو أشخاص عاملين تحت المخططات السابقة للإتجاهات الغيبية السابقة في واشنطن، وإنتقلوا كأي بضاعة الى الديمقراطيين، والإسلامي هو طائفي رخيص وأبعد ما يكون عن الروح الإسلامية أو العراقية، والقومي هو يسير على مبدأ عدو عدوي صديقي في أحسن الإحتمالات ودون المصالح العليا للأمة نفسها. وأعلموا أن الغرب الإستعماري له نظرة واحدة لكل شعوب الشرق العظيم، ولكنه يحتقر خدمه أكثر والأخرون مشروع للقتل، إن قيمنا نحن العراقيين تحتقر كل من يخون الأمانة ويخون أصحابه وناسه، لا تظنوا يا حكام  بعد أن نصبكم الإحتلال أن من يركض وراءكم على إمتياز أو وظيفة أو إمتياز مادي، ولم يفكر ولو للحظة بجوع الشعب العراقي أنه سوف يدافع عنكم في يوم من الأيام، وإعلموا إن جهاز الدولة قد يجد لكم من يسايركم ولكن هذا إما أنه جائع وقد قست عليه الحياة أو أنه جشع، ويسايركم البعض بإعتباركم وسيلة ووكلاء للمحتل الذي أعطاكم كل الإمكانات للإغال بدماء وكرامات المواطنين الى جانب كل الذلة أمامه طبعاً، وهذه هي حقيقة كل الخونة والمأجورين تاريخياً.

 بإختصار لن تمر خدعة إظهار أنكم تملكون ناصية أمركم، وإنكم تقررون إتجاهات حياة الشعب، وإنه لمن أعلى درجات سخرية الأقدار أن الإحتلال يعمل جاهداً لتظهروا وكأنكم تفرضون علية ما لا يقبله، وقد رفع يديه مستسلماً أمامكم. وهذا هو الإتجاه الرئيسي لمحاولات الإيهام الحالية.

نحن اليوم نعرف تمام المعرفه الخالية من الأهواء من هو العدو، ومن هو المجرم الذي سام شعبنا مر العذاب، ومن هو الخائن لوطنه وشعبه، وما هي الدوافع التي حركته، ومن هو اللص الذي  سرق الأملاك الخاصة والعامة وكل ما وجده أمامه من ثروات وخيرات الوطن المحتل. إن العدالة قادمة، وكل آت قريب ما دامت هناك قلوب تنبض، وبندقية تعرف الإتجاه الصحيح، وعقيدة نبيلة وصادقة وجامعة، وأيادي وعقول نظيفة. ولن تنطلي سياسة الإيهام الأمريكية، وسياسة الغدر والقتل والحيلة الغبية والطائفية والعرقية للمستجلبين المتعاقدين.

لا نخش من الإشارة الى نواقصنا التي غفل البعض منا عنها وعلى رأس تلك النواقص العجز عن بناء جبهة الشعب المتحدة، والإغتسال بدموع المحنة من كل نوازع  التأكيد على هذا الإسلوب أو ذاك، وغباء الرغبة في التفرد، والبحث عن الإختلافات على طريق الفرقة بدل البحث عن الأسس الجامعة، وها نحن في نهاية خطابنا هذا نؤكد على نواقصنا لأن ذلك طريق الظفر دون ريب.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany