<%@ Language=JavaScript %>  بركات شلاتوة أين ضمير البشرية؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

أين ضمير البشرية؟

 

 

 بركات شلاتوة

 

الكارثة الإنسانية التي يواجهها القرن الإفريقي، وبالخصوص الصومال، تتطلب وقفة عربية ودولية حازمة واستجابة سريعة لإنقاذ الملايين من موت محقق يطاردهم، حيث يتهدّد الجوع نحو اثني عشر مليون شخص بسبب موجة جفاف تجتاح شرقي إفريقيا هي الأسوأ منذ ستة عقود بسبب انحباس المطر الذي تعتمد عليه المنطقة في الزراعة والرعي .

 

هذا الوضع أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على ندرتها، بشكل جنوني تجاوز ال270 في المئة، ولم يجد ملايين الجياع ما يسد رمقهم فقضى الكثير منهم، ونفقت الماشية بعدما لم تجد الكلأ، ما أدى إلى توقف دورة الحياة، وجفاف الزرع والضرع، وبات الموت يهدد الملايين وبخاصة الأطفال منهم .

 

المشاهد التي تأتينا من الصومال ومن مخيمات اللاجئين التي تنتشر فيها وفي كينيا المجاورة، كافية لإحياء القلوب الميتة والضمائر الصدئة، إذ تحتضن الأمهات الثكالى، مكسورات القلوب، أطفالهن الذين أعياهم المرض والجوع والعطش، بحيث لا يمكن التمييز هل هم أحياء أم أموات، وحال الأمهات اللواتي لا حول لهن ولا قوة يتساءل: هل جفت ضمائر البشر؟ هل ذهبت إنسانيتهم وأحاسيسهم وباتوا أصناماً؟ أليس لهم أطفال هم أملهم ومستقبلهم ويبذلون الغالي والنفيس من أجل إسعادهم، ولا يستطيعون رؤية الابتسامة تغيب عن وجوههم؟ فماذا سيفعلون إذا كان الموت يتهدّدهم، لا قدّر الله؟ لماذا لا يشعرون بنا وبمعاناتنا ويحاولون مساعدتنا لإعادة الحياة والبسمة إلى هؤلاء الملائكة الصغار الذين لا ذنب لهم إلا أن الله تبارك وتعالى ابتلاهم بالفقر والمرض؟

 

إذا ما آمّنا بالتضامن العربي أولاً، وبالأخوة الإسلامية ثانياً، والقيم الإنسانية ثالثاً، وجب علينا ألا يغمض لنا جفن حتى نقوم بواجبنا تجاه الجوعى في شرقي إفريقيا، وألا نتأخر عن دعمهم بمختلف الوسائل وبما أوتينا، كل حسب إمكاناته .

 

المنظمات الإنسانية تمارس دوراً خجولاً حتى الآن إزاء هذه الكارثة التي تحولت إلى مجاعة في بعض المناطق، والجامعة العربية بدأت تأخذ دورها الحقيقي بعد أن أصبح نبيل العربي يقود دفتها، ولم تتوانَ عن رصد مبالغ مالية فورية من حسابها، وتخصيص مساعدات عاجلة لإغاثة الأشقاء الصوماليين، وننتظر منها أدواراً أكبر في إعادة اللحمة للأمة العربية وإحياء التضامن فيما بينها .

 

واشنطن تدعو العالم إلى “الاستنفار” لمساعدة الصومال، وتقف هي موقف المتفرج بزعم أنها لا تستطيع معالجة الأزمة وحدها، أما إذا تعلق الأمر بمنافع وسرقة ونهب ثروات، فإنه يسيل لعابها، وتتصدر الموقف وتأخذ الأمور على عاتقها، تماماً كما حدث في غزو العراق وأفغانستان .

 

ونتساءل هنا، لماذا لم يهبّ العالم لإغاثة الصوماليين مع أن بوادر الأزمة، ونداءات الاستغاثة بدأت هناك منذ نحو تسعة شهور، أي قبل انطلاق الربيع العربي الذي “انشغل” الغرب به؟ كما أن الاقتتال الداخلي متواصل منذ نحو عشرين عاماً، فهل العالم عاجز عن إيجاد حل جذري لثنائية الجوع والاحتراب الداخلي التي تعصف بالصومال، أم أن هذا البلد خارج دائرة الاستهداف ولا يثير الغريزة التوسعية لدى الغرب؟

 

Shlatweh2004@yahoo.com

 

 الخليج 26/07/2011

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا