إبحث في صوت اليسارالعراقي

الصفحة الرئيسية مقالات دراسات عمال ونقابات كتابات حرّة طلبة وشباب فنون وآداب المرأة صفحة الأطفال كاريكاتير مكتبة صوت اليسار حضارة بلاد الرافدين   صور من العراق العراق بين السلم والحروب         بعد الطرق يتطلب الأنتظار 4 - 5 دقائق  لتحميل برنامج التشغيل   إتصل بنا ملفات

مجموع زائري الموقع لهذه السنة إرسلوا آراءكم حول الموقع   مواضيع متنوعة   صفحة الشاعر العراقي سعدي يوسف   المكتبة الماركسية واليسارية من مواقع أخرى   الفن في المواجهة أيضا د. كاظم الموسوي     من أجل وحدة الوطن من أعمال الفنان مكي حسين     الوطن عبر نافذة الجسد جولة في أعمال الفنان مكي حسين  نزار رهك       ملف الفنان التشكيلي يوسف الناصر

 

شقفة لحم الشرقية !

 

 

د. سلمان صافي الجبوري

  

شاهدت ببالغ الإمتعاض برنامجاً رمضانياً من على شاشة الفضائبة الشرقية ، وتساءلت مع نفسي:  ما الذي يستهدفه هذا البرنامج؟ الدعاية للشرقية ، ولمالكي الشرقية؟ أم عمل الخير والصدقة ؟

وأصارحكم أن مثل هكذا برنامج لا ولن يحقق الإحتمال الأول ، ولا الإحتمال الثاني .

تصوروا المذيعة التي وضعت على وجهها كل مساحيق الدنيا ، وهي تتعثر بملابسها التي  لا تصلح إلا للسهرة ، وهي تطرق الأبواب المخلعة لبيوت الطين ، التي لا أدري ولا أعتقد أن المشاهد يدري أيضاً ، كيف تعرفت القناة على وجودها .

كان الناس المنهكين المتعبين ، الذين يخرجون من بيوت الطين ، برجالهم ونسائهم وأطفالهم ، ليواجهوا كاميرا قناة الشرقة ، والوجل والخشية مرتسمة على وجهوهم ، وإذا بهم يتفاجأون بقول المذيعة : هذه هدية قناة الشرقة .

وسط الدهشة التي كانت مرتسمه على محيا هؤلاء البسطاء ، إذا بنا نرى أن هدية الشرقية ما هي إلا شقفة لحم ، بالكاد تزن ربع كيلو . وإذا بنا نعرف ومن خلال تعقيب المذيعة ( هذا على روح شهداء الشرقة ) ، وكنا قبل هذا قد شاهدنا كيف قام شخصان بنحر نعيجة عجفاء أمام حشد من الأطفال والنساء.

وتساءلت هل الشرقة وحدها التي تنحر في مثل هذه الأيام المباركة الذبائح، وتوزع لحومها على المحتاجين ؟

مؤكد أن مئات آلاف العراقيين يفعلون هذا في هذا الشهر الفضيل ، لكن هؤلاء الذين يفعلون هذا يقومون بتوزيع لحوم الذبائح على المحتاجين بصمت ، أما صاحبتنا الشرقة فهي لا تكتفي بتصوير هذا الكرم الباذخ الذي لا يقوم به أحد سواها ، وإنما تستخلص من أفواه الناس البسطاء الذين لا يدرون من هي الشرقية ، ولا من هذه التي تمسك الميكرفون والتي هي ليست منهم بالمظهر على الأقل، يستحصلون منهم دعاية رخيصة غاية الرخص ، وتافهة .

شقفة لحم الشرقية تجسيد للذل والمهانة ، وهي عمل لا أخلاقي على الهواء ، وبدونما وازع من ضمير.

 أوقفوا هذا الإمتهان لآدمية الإنسان ، وإن كنتم محسنين حقاَ ، وترجون ثواب الله، فهناك طرق عديدة للإحسان الحقيقي ، الذي يقوم به المحسنون حقاً ، لا أولئك الذين يمتهنون كل شيء ، ويسيئون لكرامة الفقراء والمساكين ، الذين يسميهم الشرفاء ( المتعففون) أما الشرقية فتظهرهم  بلا إحساس بكرامة ، لأنهم بلا تعفف.

من العار أن يسمح ببرامج كهذه فهي إساءة ما بعدها إساءة للإنسان العراقي ، وسوف لن ولن تضيف قيمة لمن لا قيمة لهم .

Salmansafi55@yahoo.co.uk

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا