<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان تجزأة   ألموحد وتقسيم المجزأ
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

تجزأة الموحد وتقسيم المجزأ

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

لقد رفع الغرب هذا الشعار لترتيب اوضاع منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط فقد تأكد له ما فعله في سايكس بيكو لم يكن كافيا في تجزأة البلدان التي كانت خاضعة للامبراطورية العثمانية بل كان تقسيما خاطئا وعليها اصلاح الخطأ الذي وقعت فيه دول الحلفاء الممنتصرة انذاك حيث اعتقدت في حينه بان تقطيع اوصال الاراضي العربية بذلك التقسيم هو كافيا للهيمنة عليها واخضاع كل جزء لاحدى تلك الدول ومنحها حق التصرف فيه 00

حيث استولت بريطانيا على مصر والسودان وضمتهما لبعضهما كما كانا في العهد العثماني كما استحوذت على الجزيرة العربية باكملها كذلك سيطرت على فلسطين حيث كانت قد وعدت اليهود خفية بتشكيل وطن قومي لهم فيه بموجب وعد بلفور السيء الصيت كما ظهر ذلك وتأيد فيما بعد

00 واصبحت سوريا ولبنان من نصيب فرنسا 00 وهكذا توزعت الاراضي العربية بالشكل الذي ارضى الطرفان المنتصران ولم يفكروا بشعوب تلك المناطق على الاطلاق او ما قد تقوم به من اعتراضات منطلقة من ان شعوب هذه المناطق التي رضخت للاحتلال اكثر من اربعمائة سنة لايمكنها ان تنتفض او تعترض على حكم المستعمرين الجدد وغاب عنهم بان سكوت الشعوب العربية للاحتلال العثماني بسبب وحدة الدين الاسلامي الذي تؤمن به الشعوب العثمانية وسلاطينها الذين اعلنوا انفسهم خلفاء مسلمون كما كان يطلق على الحكام العباسيين وغيرهم من الخلفاء الاموييين والخلفاء الراشدين حيث كان الوازع الديني هو المسيطر على الشعوب العربية طيلة تلك الحقب من الزمان ومنذ سقوط الدولة العباسية على يد هولاكوا حيث اعتنق جميع الحكام الدين الاسلامي ووقفوا في وجه الحملة الصليبية المشهورة على بيت المقدس اما الاحتلال الجديد فان له سمة اخرى هي السمة الاستعمارية التي لايرتضيها العرب والمسلمون في المنطقة 00

 وهكذا قسمت الدول المنتصرة الدول العربية واضحى لبريطانيا فيها حصة الاسد لما كانت تتمتع فيه بريطانيا من قوة ونفوذ ووضعت هذه الدول العربية تحت وصايتها بموجب توصية عصبة الامم في ذلك الحين

00 وقد استمر الحال بعض الوقت ثم طالب السوريون بالاستقلال فعين الملك فيصل ملك عليها ولفترة قصيرة ثم ازيح عنها واعدم العديد من قادة سوريا في مجزرة معروفة واطيح بالملك فيصل وجيء به الى العراق ليصبح ملكا على العراق بعد ان عجز العراقيون عن انتخاب ملك من بين زعمائهم الذين اخذوا يتقاتلون على تولي المناصب وكما يحدث اليوم تماما ما دفع بريطانيا للاتيان بشخص من خارج العراق ليكون ملكا على العراق وقد ادارت بريطانيا العراق بطريقة مختلفة عن ادارة فرنسا لسوريا ولبنان اذ اخذت بنشر الوعي وانشاء المدارس وسمحت للعديد من المنظمات المدنية الاجتماعية والتبشيرية في العمل داخل العراق كمحاولة جديدة لترويض الشعب العراقي وتنصيره بطريقة تختلف عما اتبعته الحملة الصليبية فيما مضى وادى هذا الى نشر الثقافة وتحسن الحالة الصحية بما فتحته من مستشفيات وهكذا اخذ يتطور العراق بشكل لابأس به تحت الاحتلال البريطاني وحتى ما بعده اذ بقي النفوذ البريطاني شاملا حتى بعد تاسيس الحكم الوطني اذ بقي المستشارون في جميع الوزارات ولهم الصوت المؤثر في كل قرار

00 ثم بدأت الشركات البريطانية بالبحث عن النفط واستكشافه حيث كانت قد بدأت باجراء المسوحات الجيولوجية في العديد من الاراضي خلال السنين الاخيرة من الحكم العثماني حيث حصلت على  امتيازات من السلاطين في ذلك الوقت مقابل اموالاكبيرة كانت تدفعها الشركات للتنقيب عن النفط حيث اكتشفت وجود النفط بكثافة كبيرة ما جعلها تتمسك اكثر فاكثر في هذه المناطق

00 وكانت تتأمل هذه الشركات ان تعمل بطمأنينة تامة دون معارضة من شعوبها ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه فقد كان للمنظمات التبشيرية والجمعيات الاجتماعية التي اسستها بعض المجاميع الاجنبية  دورها المهم في توعية شعوب هذه المنطقة خاصة في العراق فقد فعلت فعلها في تثقيف اهل البلد بانشاء بعض المدارس ما فسح المجال للعديد من التعلم والاطلاع على مجريات الامور في العالم المتحضر فاخذت شعوب المنطقة تصحوا لتجد استعمارا جديدا اخذ يسيطر على بلدانها بعد ان ازاح عنها الحكم العثماني المتخلف 00 اذ بدأت الانتفاضة في سوريا على الحكم الفرنسي الذي كان اشد شراسة من الاستعمار الانكليزي الذي اراد ان يجعل من سوريا جزءا لايتجزأ من فرنسا وتابعا لها فحدثت فيها ثورة عارمة تم اعدام العديد من زعمائها على ايدي الفرنسيين كما كان لوعد بلفور تأثيره السيء في نفوس العرب وخاصة في فلسطين ما اضطر الاستعمار الفرنسي والانكليزي من تغير صفة الاستعمار المباشر الى صفة الوصاية عليها ومنحهما استقلالا منقوصا شكليا مع بقاء النفوذ الاستعماري جاثما بطريقة او باخرى 00 ولكن قد فات على هاتين الدولتين الاستعماريتين بان شعوب هذه المناطق تتكون من شرائح وعرقيات مختلفة وليست من فصيلة واحدة فمع ان القومية العربية تشكل فيها العنصر الاكبر غير ان هناك من الاقليات الكبيرة ذات تاثير فعال في النشاط السياسي والاجتماعي وان تجزئتها للدول العربية كما حصل في سايكس بيكو لم يكن تقسيما موفقا

00 ففي لبنان عرقيات وطوائف متعددة وكذلك في سوريا واما في العراق فالامر ادهى وامر فهناك طوائف وعرقيات تصارعت على مدى تاريخ طويل وحتى في العهود الغابرة ومنذ العصر العباسي وما اعقبه من عهود مختلفة 00 فان كانت قد توفقت ونجحت في تقسيم الجزيرة العربية وافساح المجال لسيطرة ال سعود فانها لم توفق في تقسيماتها للهلال الخصيب اذ جزأت سوريا الكبرى الى اربعة دول ثم كونت الاراضي العراقية بحدودها الحالية مقتطعة منها بعض الاجزاء واضافتها على غيرها من المناطق فقد ابقت مناطق اخرى متنافرة غير منسجمة ولربما كان ذلك عن قصد وتعمد منها 00 فان كان لورنس قد نجح في ترتيب اوضاع الجزيرة العربية واخرج جميع المعارضين لابن سعود منها فقد فشلت المس بيل وبرسيكوكس في ترتيب اوضاع العراق ومع قيامها بجلب الملك فيصل الاول للعراق ونصبته ملكا عليه لانهاء الخلافات التي احتدمت بين وجهاء العراق وزعمائه على تولي السلطة فيه خاصة الصراع بين الشيخ خزعل وبيت النقيب في البصرة 00 وتصديها لثورة الشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد  في الشمال إ لا ان الامور لم تهدأ منذ ذلك التاريخ وحتى الان 00 فان كانت بريطانيا قد تمكنت من ترتيب اوضاع الجزيرة وتقسيمها تقسيما ارضى الامراء والمتنفذين حيث تمكنت من ازاحة الملك حسين من الحجازبعدان شعرت برغبته  و مطالبته الشاملة بتتويجه ملكا  على الامة العربية ولدى رفضها الطلب اعلانه الثورة عليها ما جعلها تؤلب وتشجع الملك سعود للانقضاض عليه واخراجه من الحجا ز  واستتب الملك لابن سعود في كامل الجزيرة حيث قام بعد ذلك باخراج القبائل التي نافسته على السلطة كقبيلة  شمر التي نزحت مع افرادها الى العراق وسكن قسم منها في جنوب غرب العراق والقسم الاخر في الشمال الغربي خاصة في ربيعة 00  فاستطاعت من حل المشكلة التي ارقتها فترة من الزمن ثم قامت بعد ذلك من تثيت الملك يحي في اليمن وثبتت السلطنة في عمان وكذلك في الامارات العربية التي كانت عبارة عن مشيخات صغيرة والزمت الحكومة العراقية بالاعتراف بامارة الكويت واستقلاليتها غير ان الامر كان صعبا وعويصا في لبنان وفلسطين والعراق واستمر الخلاف بين المكونات السكانية في هذه الاقطار الثلاثة محتدما تارة وهادئا اخرى وحتى يومنا هذا ومع تعاقب الحكومات المختلفة غير ان جميعها لم توفق في ايجاد وضع هاديء ومسقرلها تماما 00 فقد اضطرت الشرائح اللبنانية باعتماد نظام المحاصصة فيما بينها وسارت الامور على ذلك الشكل منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا ومع ما جرى من حرب اهلية استمرت لاكثر من ستة عشر عام لكنهم اضطروا في الاخير الى العودة الى ما ابتدأوا به

00 واما في فلسطين فقد اصدرت الامم المتحدة قرارا بتقسيمه الى دولتين عربية ويهودية وقد اعقبها رفض عربي وبقي الفلسطينيون يقاومون حتى يومنا هذا  اما في العراق فقد تمكن الملك فيصل الاول من تهدأة الامور واطفاء نيران الثورات المتعددة التي نشبت في الشمال والجنوب من كل الاطراف والشرائح واختفت النعرات تحت اغطية التهدأة ومع كل ما حدث من انتفاضات تحت هذا الاسم وذاك الشعار فقد تمكنت الحكومات من لملمة الامور وحصرها داخل النطاق الداخلي ولكنها بقيت نيران مشتعلة تحت الرماد تنتفض بين اونة واخرى ولكن باقنعة مختلفة كما اسلفنا

00 فمرة تثور تحت غطاء الانتفاضة على الاستبداد ومرة الثورة على الاستعمار ومرة اخرى تحت لواء الاشتراكية الاممية ومرة ثالثة تحت المظلومية العرقية والدول الكبرى الشرقية والغربية  كانت جاهزة ومشتركة لصب الزيت على النار لزيادة اوارها وهي تحرض جميع الاطراف

00 ومع ذلك فقد استطاع الشعب العراقي ان يثقف نفسه ويصبح اهم الشعوب العربية واكثرها قراءة واشدها وعيا ولكن كانت النعرات العرقية والانتمائات الطائفية ملتصقة ومترسخة في نفوس الجميع لم يستطيعوا مع كل ما استوعبوه من علم ومعرفة وثقافة ان يتخلصوا من هذه النعرات التي ضلت تنخر في احجسادهم حتى تفجرت واتضحت بعد الاحتلال الاخير الذي بنى استراتيجيته في اسلوب احتلاله على خلق واشعال نار الطائفية والانتماءات العرقية  والتي اكتوى بنمارها الشعب العراقي خلال هذه السنين التي مرت منذ الاحتلال وحتى الوقت الحاضر والتي زادتها اشتعالا ايضا المنافع والمصالح والمكاسب الحزبية والكتلية ومعها العنصرية المقيتة

00 فقد عادت تبرز النعرات الطائفية والعرقية وتكون الكيان الجديد للدولة العراقية على هذا الاساس حيث بدأ التقوقع الطائفي من اجل تشكيل درع قوي وجبهة متينة للوقوف في وجه الطائفة الاخرى كما اشتد التقوقع العرقي الذي كان قد بدأ حتى قبل الاحتلال الاخير كما ظهرت الطوائف والعرقيات الصغيرة تحاول ان تجد لها مكانا داخل النظام الجديد والغرب يشجع هذا التقوقع ويجد فيه فائدته لاضعاف الكل من اجل الهيمنة على نفط العراق وبعد ان كان المجتمع العراقي قد انقسم الى قسمين بين الحرب العالمية الثانية وانحلال الاتحاد السوفييتي حيث تجمعت عرقيات معينة وطوائف ملتفة حول عباءة الاشتراكية الاممية بينما التفت شرائح اخرى حول النزعة القومية العربية التي تبناها عبد الناصر فقد انفرط عقد كلا الجبهتين الاولى بسبب زوال عبد الناصر واندحار الجيوش العربية امام الهجمة الاسرائيلية المدعومة من الغرب فقد انفرط عقد التجمع الاممي ايضا بعد انفراط عقد الاتحاد السوفييتي وزواله واخذت تتشكل كيانات جديدة و تحت زعامة القوة ذات القطب الواحد الامريكي كما اتجهت القوى القومية العربية باتجاه النعرة الاسلامية التي رفعت شعارها العديد من الدول العربية لتعزيز مكانتها داخل المجتمع العربي في مواجهة العنصرية الاسلامية الشيعية التي نشأت بعد سيطرة الخميني على ايران وخروج الشاه منها وهكذا تبدلت الاصطفافات واتخذت شكلا جديدا اخر فبعد ان برزت الشيوعية واكتسحت العراق بشكل عارم بعد الحرب العالمية الثانية فقد ذابت وتلاشت اثر الضربة القاصمة لها من قبل حزب البعث خلال الستينات من القرن الماضي وضعفت الى الدرجة التي اوشكت على الذوبان تماما بعد سيطرة الشيعة على الحكم بعد الاحتلال وقد ادى هذا التغير بالاصطفافات واستمرار الصدامات والصراعات فيما بينها ان اخذت المجاميع الكبيرة فيها تتجمع في اماكن محددة لكل جهة وقد ساعدت سياسة صدام على تقوقع كل فئة في منطقة معينة من العراق تحاول ان تنعزل فيها وقد بدأ في ذلك الاكراد ومنذ التسعينات من القرن الماضي وبقيت جبهة الصراع بين الطائفتين الكبيرتين الباقيتين من الشعب العراقي موضع صراع فيما بينها فاعتبر الشيعة بان من اعتدى عليهم هم السنة واعتبروهم جماعة صدام والمؤازرين له فاخذوا من السنة موقفا عدائيا برز بشكل واضح بعد الاحتلال محاولين التقوقع في المنطقة الجنوبية وقسم من المناطق الوسطى وظهرت فكرة الفدرالية التي حاولت امريكا ان تغذيها وتشجعها في المنطقة الكردية وفي الجنوب وقد دفع هذا السنة الى محاولة الاستقطاب ايضا للدفاع عن انفسهم والتمركز في المناطق التي تكون الاكثرية منهم وبعد مرور عدة سنوات بعد الاحتلال وعلى هذا التصارع الخفي بين الشرائح الثلاثة الكبيرة

00الاكراد والشيعة والسنة وجد الامريكان هذا لايكفي فلا بد من تجزئة هذه الشرائح الى اجزاء اصغر منها وها هي اليوم تستأنف العمل من اجل تقطيع اوصال الدول التي كونتها هي بنفسها بعد الحرب العالمية الاولى تعمل الى تقطيعها مجددا الى اقاليم وكانتونات وسوف تقسم الاقاليم الى اجزاء اصغر وهكذا حتى قد تصل الى المحلات والشوارع وتحرق الاخضر واليابس وشعوب المنطقة للاسف غافلة عما يريده ويبيته الاستعمار فبدأ التناحر يأخذ شكلا خطيرا ابتدأ بعدم الثقة ثم الى اسلوب المحاصصة وكل يحاول كسر ضلع الاخر ولا زال اليوم في اعنف مراحله ولا ندري الى اين سينتهي واخشى ان ينتهي الى زوال الجميع وفقدان الكل اماكنهم ولربما حياتهم في الاخير 000!!!            

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany