<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان دولة نظام ام انظمة دول
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

دولة نظام ام انظمة دول

 

 

 يوسف علي خان 

 

الدولة هي الكيان الذي يتكون من مساحة من الارض محددة المعالم والحدود ويسكنها على سبيل الدوام مجاميع كبيرة من الناس يطلق عليهم بالشعب وعلى ان تحضى باعتراف دولي من قبل الهيئة العامة للامم المتحدة في الوقت الحاضر بينما كانت في العصور الغابرة تفرض الدولة نفسها فرضا على المجتمع الدولي بالقوة وبموجب الامر الواقع  كالدولة الاموية او الدولة العباسية التي اسسها افراد ونصبوا انفسهم رؤسائها

00اما النظام فهي الطريقة التي تحكم بها هذه المجاميع من السكان وتتمثل بشكل السلطة عادة وهي اما ملكية او جمهورية رئأسية او برلمانية وتدير شؤونها حكومة منتخبة او معينة تتغير بشكل دوري او بحسب ما تحدده قوانين تلك الدولة 00ويكون لنظام  الدولة صفة الثبات على عكس الحكومة فهي دائمة التغيير 00

وسنستعرض اليوم بشكل موجز بعض المراحل التي مر بها العراق منذ سقوط الدولة العباسية ونشوء دول الطوائف التي شكلتها الاحتلالات المتعاقبة على هذا البلد والتي كان اطولها هو الاحتلال العثماني الذي دام اكثر من اربعمائة سنة 00 حتى سقوط اخر سلاطينه وهو  السلطان عبد الحميد سنة 1908وسيطرة  جما ل اتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة فيها 00 بعد دخول الدولة العثمانية في حرب ضروس مع الغرب وسقوط جميع مستعمراتها العربية  بيد الحلفاء من الانكليز والفرنسيين وتشكيل الدولة العراقية الاولى سنة 1921 واختيار النظام الملكي بعد صراعات على السلطة من قبل العديد من وجهاء العراق وعدم اتفاقهم على ملك من بينهم ما دفع الانكليز الى اختيار الملك فيصل الاول من خارج الشعب العراقي  00 وقد تمكن هذا النظام الجديد ان يثبت وجوده ويبني دولة مدنية مركزية  حديثة متطورة ويسير سيرا حثيثا في مضمارانشاء المؤسسات المختلفة ويشكل حكومة رصينة من خلال هذا النظام البرلماني الذي وافق عليه معظم وجهاء البلد وبفضل بعض الساسة المحنكين امثال نوري السعيد الذي يعتبر بحق وحقيق عراب العراق الاول ومؤسسه الحقيقي وبمعاونة القادة العسكريين  امثال ياسين الهاشمي وعبد المحسن السعدون و على جودة الايوبي وجميل المدفعي وجعفر العسكري وتشكلت الوزارات من جميع شرائح وطوائف الشعب00

وتعاقب عليها العديدون من الوجهاء والمتنفذين وتشكل المجلس النيابي من الشيوخ والسراكيل ومن مختلف القوميات والطوائف ايضا وعمل الجميع كفريق واحد في بداية الامر ولسنوات عديدة 00 وقد ترسخت الدولة واصبح لها كيان قوي مع كل ما شابها من خلافات وصراعات وتناحرات على الحكم والسلطة غير ان كيان الدولة لم يتأثر بكل ذلك فالدولة بقيت شامخة صامدة حتى بعد ثورة الاشوريين التي اوشكت ان تدمر هذه الدولة وتقطعها الى اجزاء بتحريض من الانكليز فقد صمدت كذلك ما فعلته ثورة محمود الحفيد ومطالبته باستقطاع الشمال لانشاء دولته الكردية غير ان الامور قد هدأت وتم الصلح والاتفاق بمساعدة الانكليز ايضا واستمر الحال دون ان يتعرض كيان الدولة الى الخطر حتى قيام انقلاب بكر صدقي واستيلائه على السلطة 00فلم يكن بيانه الذي اعلنه سوى الاستيلاء على الحكم واسقاط الحكومة فلم يتعرض الى كيان الدولة ولا الى نظامها  فقد  كان متمسكا بعراقيته ورفض كل الدعوات الانفصالية ووقف ضدها 00 وبقيت الدولة شامخة ثابتة لم تزعزعها كل تلك الاحداث 00 فالدولة شيء ونظام الحكم شيء اخر 00

ولكن فقد حاول في الثلاثينات من القرن الماضي  بعض الاعداء ضرب الدولة واسقاطها وتفسيخها بعد ان عجزوا عن السيطرة على الحكم  وفرض ارادتهم علي العراق وحرضوا العشائر في الجنوب بنعرات دينية تارة ونعرات طائفية تارة اخرى ودفعوا بعض تلك العشائر للتمرد على الحكم وزعزعة الدولة غير ان الحكومة استطاعت من تهدأة الاوضاع واعادت الهدوء الى الجنوب وانتهت المشاكل بتعيين العديد من الوجهاء في مجلس الاعيان الذي انشأ لهذا الغرض والذي ضم كل الشيوخ والوجهاء وبقي النظام ثابتا لم تزعزعه الازمات 00 فمجلس الاعيان هو ما نحتاجه اليوم لاحتواء جميع محبي (الوجاهة) وما اكثرهم في هذا الوقت 00 0 ثم لقد تعرضت الدولة الى  تهديد حقيقي كاد ان ينهي الدولة ويسقطها وهو الهجوم الذي تعرض له من احدى الدول المجاورة الجنوبية للعراق واحتلالها لجزء كبير من جنوب العراق في الثلاثينات من القرن الماضي ايضا  لولا مساعدة الانكليز لانتهت الدولة العراقية الفتية والحقت بتلك الدولة المهاجمة  00

كما جرت محاولات مماثلة من قبل دولة جارة اخرى لكنها خفية لاستقطاع الجنوب عن طريق النشاطات الطائفية فحركت العشائر من خلال هذا المنفذ وكما فعلت مع الشيخ خزعل فخسر مركزه وحياته ومقاطعته  غير ان محاولاتها باءت بالفشل بدعم من الانكليز فقد كانو سندا حقيقيا  لنوري السعيد الذي كان له الفضل في انقاذ العراق من العديد من المخاطر 00فقد كان هدف الاعداء والطامعين بالعراق في اوائل تاسيس الدولة هو كيان هذه الدولة ووجودها واستقلالها 00 وهكذا فقد تعرض العراق في الثلاثينات خاصة بعد وفاة الملك فيصل الاول واستلام السلطة الملك غازي الذي اعتقده الكثيرون ضعيفا فقامت عدة تمردات ضده لزعزعة الحكم غير ان الملك غازي تمكن وبمساعدة المخلصين من العراقيين من الثبات والقضاء على كل تلك التمرات 00 فرغم كل المخاطر التي واجهت كيانه ولكنه نجى وتجاوز محنه تلك واستمرت الدولة بنظامها الملكي  قائمة وتمكنت من اخماد كل تلك الفتن كما حدثت حركة انفصالية في الشمال لم يكتب لها النجاح مع ما استطاعت ان تحرزه من نجاحات في بداية الامر وغدى الانفصال قاب قوسين او ادنى وبتحريض خفي من الانكليزفي باديء الامر بسبب تخوفهم من مواقف الملك غازي الوطنية وكراهيته لهم غير ان الانكليز انفسهم تراجعوا عن مواقفهم السابقة بعد ان غيروا خططهم واخذوا يعملون على اقصاء الملك غازي  فقط  مع الابقاء على الحكومة ودعمها00

غير ان الملك غازي حرض بكر صدقي للقيام بانقلابه ضد نوري السعيد واعوانه امثال ياسين الهاشمي وجعفر العسكري فابدى بكرصدقي  موافقته للقيام باسقاط حكومة ياسين الهاشمي فقتل وزير دفاعه جعفر العسكري وتحرك بجيشه لاحتلال بغداد وقد تم له ذلك غير ان حكمه لم يدم سوى اقل من سنتين حتى قتل هو الاخر اثناء زيارته الى الموصل في طريقه الى تركيا 00بتحريض من نوري السعيد لااحد الضباط الصغار00  وعاد الساسة القدامى ليحكموا العراق من جديد ولكن الحركة لم تتعرض الى كيان الدولة بل قصدت في حركتها الى تغيير الحكومة فقط 00 حيث لم يكن هناك أي دليل على نية بكر صدقي في ضرب كيان الدولة بل حافظ عليه طيلة فترة حكمه القصيرة بل ولم يفكر حتى في تغيير النظام بل ابقاه حكما ملكيا تحت ظل زعامة الملك غازي نفسه  00

 

لقد بدأت في تلك الفترة تظهر الحركات السياسية واخذت تتشكل الاحزاب وبدأ البعض منها يتشكل بالسر فقد اخذت مجاميع من الشباب التي كانت تشعر بالغبن والظلم والتهميش بالتشاور فيما بينها لتأسيس حزب بلشفي على غرار الحزب الشيوعي الروسي الذي ذاع صيته في ذلك الوقت وقد كانت الناصرية الحاضنة الجيدة لهذه الجماعات حيث شعر هؤلاء بان الحكومة الملكية قد دعمت الاقطاع والشيوخ وابتعدت عن اماني وطموح شرائح الشعب المسحوقة في الوقت الذي رفع فيه الحزب الشيوعي الروسي شعاره المشهور في الدفاع عن المظلومين في كل انحاء العالم دون تمييز في العرق او الطائفة فاستهوتهم هذه الشعارات واسسو نواة هذا الحزب مستغلين ضعف الحكم في ذلك الوقت بعد وفاة الملك فيصل الاول ومجيء الملك غازي الذي اعتقدوا بانه ملك ضعيف 00 وقد كان هذا الحزب في الحقيقة يهدف الى ضرب الدولة في الصميم وتمزيقها كل حسب انتمائه وتوجهاته المتعارضة تحت غطاء الاممية التي رفع شعارها كواجهة له 00 كما اخذت العديد من التجمعات تشكل احزابا مثل حزب الاخاء الوطني سنة 1930 وحزب الاستقلال في الموصل سنة بنفس السنة  ايضا وجمعية بيوت الامة وهي جمعية سياسية ايضا سنة 1935 ثم وفي الاربعينات تاسست العديد من الاحزاب الديمقراطية والاشتراكية ولكنها اقل تطرفا  مثل حزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب ومن ثم تاسس حزب الامة والحزب الدستوري وهكذا اخذت تنشط الحركات السياسية الداعمة للحكومة و المعارضة لها00 ولكن كان لحزب الوطني الديمقراطي دور في محاولة تغيير النظام المتواجد مع البقاء على كيان  الدولة بينما كان الحزب الشيوعي يهدف الى تقويض الدولة ودمجها بالاممية العالمية واذابتها بالدولة الكبرى التي يتزعمها الاتحاد السوفييتي 00 وقد اتخذ الحكام الذين حكموا العراق مع اختلاف اعراقهم حيث كان نوري السعيد كرديا وجعفر العسكري تركمانيا وياسين الهاشمي عربيا وغيرهم من مختلف الاعراق والطوائف مواقفا وطنية عراقية صرفة دافعوا وحموا النظام العراقي والدولة ومؤسساتها ولم يتمسكوا باعراقهم وطوائفهم او اديانهم بل وقفوا ضد جماعات من نفس اعراقهم وطوائفهم ومنعوهم من محاولات التخريب  فكان عهدهم عهد ازدهار الدولة العراقية الحديثة 00 فقد شعروا بان التمسك بطوائفهم واعراقهم سيفقدهم مراكزهم وسلطاتهم فان لاعراقهم وطوائفهم زعامات اخرى ستزيحهم لو تسنى الانتصار على هذا الحكم الملكي الجديد 00 وهكذا استمر النظام الملكي قائما حتى قيام ثورة 14 تموز حيث تغير النظام واقصيت الملكية عن الحكم واستبدلت بالنظام الجمهوري ولكن بقيت الدولة العراقية ولم يتعرض لها القادة الجدد بل على العكس حموها ودافعوا عنها وقد تحرك الحزب الشيوعي في السنوات الاولى للثورة بدفع من المتسللين في الحزب من الانفصاليين  لمحاولة تجزأة الدولة وبعثرتها برفع شعارات تدعو لذلك مثل شعار( اتحاد فدرالي صداقة سوفييتية ) وبدأؤو بالاستحواذ على السلطة والسيطرة حتى على عبد الكريم قاسم معتقدين بانه بامكانهم اعلان النظام الشيوعي الاممي في العراق والحاق العراق بالاتحاد السوفييتي لتحقيق مأربهم  غير ان الزعيم  سارع واوقفهم عند حدهم واطاح بنواياهم 00 فقد اكتشف نواياهم الدفينة الخفية والحقيقية التي لاتنسجم والنظام الشيوعي الاممي بل كانوا يعملون تحت مظلة الشيوعية من اجل تحقيق غايات عرقية وطائفية بعيدة كل البعد عن النظام الشيوعي الذي انتموا اليه واختبأوا تحت عبائته كما قلنا  وهو امر بان وانكشف بعد الاحتلال الاخير فكل فصيل ذهب الى مجاميعه العنصرية او الطائفية وتلاشى الحزب الشيوعي إلا من مجاميع وجدت في الادارة الامريكية خير ملجأ لها فابقت على الاسم من غير جسم 00فقد لجأت الى الادارة الامريكية التي تدعم النظام الرأس مالي على عكس النظام الشيوعي الذي ينادي بالملكية الشائعة واعتبار كل موارد الدولة هي ملك لكل الشعب وان الدولة مجرد مشرف و منظم لادارة اموال الشعب وهو مفهوم يختلف تماما عن مفهوم الرأس مالي الذي يعتمد على الكارتلات والترستات ومجاميع الشركات الكبرى 00

 

اما الفئات الاخرى التي ارادت تصفية الدولة العراقية باختراع حكم شامل وعام لها هي قيادات حزب البعث بدعم من الادارة الامريكية 00حيث تشكل حزب البعث لاحتواء جميع الدول العربية تحت مظلة النفوذ الامريكي وهذا ما صرح به على صاالح السعدي رئيس وزرائه بعد انقلاب شباط ووقف الحزب في وجه كل زعيم عربي احتوى المشاعر الوطنية القطرية بين جنباته او القومية مثل عبد الناصر وعبد الكريم قاسم وتمكنت بطريقة واخرى ان تضربهم في الصميم ولكنها فشلت في القضاء على كيانات دولهما فبقيت مصر دولة معترف بها مع مغادرة عبد الناصر وإماتته بطريقة غامضة فقد تولى من بعده مصريون امناء حافظوا على دولة مصر وكذا الحال بالنسبة للعراق فقد قتلوا عبد الكريم ولكن استطاع ان يتولى رئيس وطني  وطني تمكن ان يفشل مخططاتهم وهو عبد السلام مع كل هفواته التي ا شتهر بها  وبالاخير اغتياله فقد امسك بزمام الامور من بعده اخيه الذي استطاع الحفاظ على الدولة والنظام بنفس الوقت كما استمرالغرب الضغط على مصر فالهجوم الثلاثي كان محاولة من قبل هذه الدول واسرائيل  للقضاء على الدولة ففشلت بوقوف الاتحاد السوفييتي الذي دعمها انذاك سنة 1956 00اما في العراق فقد استمر الضغط من قبل حزب البعث  فقام بانقلاب 1968 الذي اريد به تصفية الدولة لكن كان هناك وطنيون في داخل حزب البعث يحملون الروح الوطنية بحق وحقيق فامسكوا بزمام الامور وتمكنوا من المحافظة على الدولة حتى استطاع صدام من ازاحتهم واعدام الكثير منهم وحكم البلاد حكما مباشرا وانفراديا فقد حاول الامريكان  ان يستعملوه كمعول لتفسيخ الدولة العراقية  ولكنه لم يستطع ان يؤدي الواجب كما ان الحكم قد اغراه واعجبه فانقلب على الامريكان  واراد الاستحواذ على السلطة وحكم البلاد بشكل مطلق وضرب عرض الحائط رغبات الامريكان فاكتشفوا نواياه ومأربه وحبه للسلطة والتمسك بها والابقاء على العراق بعد ان فشل في السيطرة على المنطقة برمتها فتخلوا عنه فحدث الصدام والشقاق واستعرت المشاكل لازاحته والمجيء بمن ينفذ لها مآربها من جديد ورتبوا له  عشرات المؤامرات 00 وكان لقيام الدولة الاسلامية في ايران الفرصة الذهبية التي اعتقدوا بانها ستحقق ما يريدون باذابة الدولة العراقية داخل هذه الحكومة الايرانية الفتية التي سيكون بامكانهم السيطرة عليها وهي في بداية عهدها فجربوا عملية الانزال كجس نبض ففشل الانزال00 فقام الشباب الايراني بعمل معاكس ضد الامريكان  بحصار سفارتهم وحجز الموظفين فيها كرهائن00 فحركت صدام واغرته بشتى المغريات لاسقاط النظام الاسلامي الجديد00 فخاب ضنهم فيه بفشله في اسقاط النظام الاسلامي بعد حرب ضروس دامت ثمان سنوات00 فارادوا ازاحته  غير ان شراسته وعنفه مكنه من القضاء على كل المحاولات وختم مواقفه المضادة لامريكا باحتلال الكويت فبدأ الصراع على المكشوف ورغم كل الاجراءات التي اتخذتها الادارة الامريكية ضد صدام غير انه ظل صامدا 00 حتى اضطرت اخيرا ان تلجأ الى العمل المباشر باحتلال العراق  لانهاء الدولة وتمكنت من ذلك بسرعة خاطفة ازاحت خلالها صدام عن الحكم  وأتت بمجاميع متناحرة متقاطعة ووضعتهم داخل العراق كقنبلة تفجر العراق بهم  ومع ذلك فشلت وخلال السبع سنوات الماضية فقد تمكنت تلك المجاميع من تاسيس الدولة من جديد  ولا زالت المحاولات مستمرة بخلق الذرائع والصراعات  ولكن لازال العراق في اشد حالات الخطر 00 فانها في كل يوم تأتي ببدعة جديدة وقد وجدت بدعة التقسيم والتجزأة خير سبيل لتفسيخ العراق وتدميره وإماتته كي تهنأ بزواله وتقرأ الفاتحة عليه وتسير معزية بنعشه فهل ستنجح في مسعاها فالعراق اليوم على شفى هاوية عظمى فالحكام في اشد حالات النزاع والصراع والدولة الان حقيقة مهددة بالزوال وهي في اسوأ وضع منذ قيامها سنة 1921 حتى اليوم فالقضم التدريجي الذي مارسته في استقطاع بعض الكيلومترات من الاراضي في الجنوب وبعض المساحات من المياه لم تعد تجدي فهي على عجلة من امرها تريد حسم الامور بسرعة والتخلص من الدولة العراقية كي تستولي على اكبر احتياطي للنفط في العالم 00فقد تأكد لها بان تغيير الانظمة لم يعد مجديا للاستحواذ على العراق كما تأكد لديها بانه ليس هناك من يستطيع السيطرة على شعب العراق واخضاعه فقد اعتقدت بان صدام وكما تعهد لها بانه قادر على تركيع الشعب ولن ومع كل الشراسة المفرطة التي استعملها مع الشعب العراقي خلال حكمه فشل في اخضاعه لذا فقد قررت ان تفسخ العراق وتجزأه الى ولا يا ت واقاليم او دولا صغيرة فعند ذلك ستتمكن من الهيمنة على الموارد والبقاء الى الابد او على الاقل الى مدة طويلة حتى تستنفذ كل ما موجود فيه من نفوط 00فجاء بايدن الى العراق ليطرح مشروعه وهو تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم 00اقليم كردي واقليم سني واقليم شيعي غير ان الاطراف السنية والشيعية رفضتا هذا المشروع واكتشفت مقاصد امريكا منه فقد كان يصب بالدرجة الاولى في مصلحة الاكراد ولكنه يؤدي الى تدمير العراق وتعرض قسمه الجنوبي الى الاحتلال الايراني ففشل هذا الطرح مع ما ايده البعض من الساسة العراقيين وعملوا على تطبيقه في الجنوب ايضا ولكن لم يحضى بقبول الجماهير الشعبية وتعرض لضغوط عربية كبيرة ادت الى تراجع من روج له من العراقيين وصمد ت الدولة العراقية مع بقاء الجزء الكردي شبه منفصل لكنه لم يستطع ان يحضى على استقلال كامل معترف به دوليا لمعارضة تركيا حليفة امريكا التي وقفت ولا زالت تقف معارضة في وجه استقلال الاقليم تماما وحصوله على الاعتراف الدولي اضافة لايران وسوريا الللتان ليست من مصلحتهما استقلال الاقليم ولكن من مصلحتهما بقاء انفصاله بهذا الشكل لكي يبقى مصدر قلق وتوترللحكومة العراقية و  الدولة العراقية  00 فجعلوات من النظام العراقي نظاما مزدوجا ومن الدولة العراقية دولة كوم فدرالية بل واسوأ من ذلك بل خلقوا دولة داخل دولة وهو نظام لايوجد له مثيل في كل دول العالم 00 فمع ان الدولة العراقية قد تشكلت بوليد مشوه وفاقد السيادة فقد تمكن البعض من لملمة اجزائها واعادة بنائها ولكنهم اصطدموا بكيان سبق وفي عهد صدام ان ثبتته واقرته امريكا وعزلته عن بقية اجزاء العراق فاضطر من حاول بناء العراق الجديد ان يطلق عليه بالوضع الخاص وهو مصطلح مضحك مبكي فهل هناك في دول العالم وضع خاص ووضع عام ما هذه التشكيلة الفريدة فهل نحن الان في دولة او في داخل دقلمة ( وهو اسم جميل وفريد يمكن ان يطلق على وضعنا العراقي الامريكي الجديد ) وهو فعلا صرعة امريكية مبتكرة 000 فامريكا لم تبدع في صنع القنابل النووية فقط بل فقد ابدعت في صنع الانظمة التي ليس لها مثيل ومع ذلك فقد اعترف بايدن بتصريحه الاخير نقلا عن الرئيس اوباما اذ قال ( بان فرص الفشل والنجاح بالعراق متساوية أي انه يعترف وبشكل صريح بان الوليد الامريكي الذي انشأؤوه لم يكن وليدا سليما بنيويا ولا معافى بصورة تامة وقد صدق فيما ذهب اليه بايدن عراب النظام العراقي الحالي ) 00 فالكائن العراقي اليوم  لا هو دولة متكاملة ولا هي مجموعة اقاليم فحتى الدول الفدرالية فهي تتكون من مجموعة كيانات صغيرة تجتمع كي تشكل دولة فدرالية اما ان يكون هناك جزء صغير لايشكل جزء من عشرين من مساحة الدولة يكون له نفس الثقل للبقية التي تشكل التسعة عشر جزء الباقي وهو في مأمن من كل اطلاقة رصاصة ومستقر بقدرة قادر ومتطور الى اعلى درجات التطور وتقوم فيه الاستثمارات على قدم وساق ويعمه الرخاء  وتعقد فيها المؤتمرات وتؤسس فيها القنصليات وهي نواة للسفارات ويزورها الرئساء والزعماء من كل دول العالم ويدخلها رئيس وزراء العراق بدعوة رسمية كاي رئيس اجنبي  دون أي معوقات بلا خوف او اغتيالات وكأنه مهيأ دوليا الى حالة جديدة ليست كما هي الاحوال في بقية اجزاء العراق وتسعة عشر جزء كبير تتفجر فيه المفخخات وتسال فيه الدماء  يوميا ويسجل الفاعل ضد مجهول او يلقى القبض على المجاميع ويجرى التحقيق وتهدأ النفوس وتفر مجاميع اخرى وكأن الامر لا يعني احد وكأن ما يحدث يحدث في بلد اخر ليس العراق  ويعم الصمت الجميع  وتبدأ دورة فلكية اخرى من جديد لتنتفض بعد ايام على احداث افضع وواشد  00 فامر عجيب غريب ما نحن فيه ديمقراطية من قوس قزح000 وفدرالية ليس لها نظير ودولة  لايفهم كنهها لا الاعمى ولا البصير00 فهل هي دولة فيها نظام ؟؟ ام نظام فيه دولة ؟؟ ام دولة بلا نظام ؟؟ ام نظام بلا دولة ؟؟ ام لادولة ولا نظام؟؟ عقدة لايحل لغزها سوى رب العالمين 00 آلا يستحق هذا الكيان الذي لازال يطلق عليه اسم العراق شهادة ( كينتس )  للخوارق 00 فالعراق اليوم يجب ان يحفظ له كينتس سجل مستقل خاص به لا يسجل فيه غير احداث العراق فقط 000 وما يجري فيه من عجائب هذا الزمن000  !!!

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا