<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان شراكة ام شراك
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

شراكة ام شراك

 

 

 يوسف علي خان

 

لقد تشكلت الحكومة 00 هذا ما يقوله الكثيرون 00 وانا اقول انها لازالت في الطريق لم تشكل 00 فلا  زال امامها طريق طويل فالكل ينصب على الكل والكل يضع العراقيل امام الكل ,والكل لايثق بالكل ويتوجس الخيفة منه 00وهل بهذه الصورة سوف تدار الدولة ؟؟ فكيف اذا يقال ويدعى بان حكومة شراكة قد تشكلت ؟؟؟ فهم يريدون خلط الزيت بالماء وهو امر مستحيل 00 فهناك اكلة تركية مشهورة اسمها ( الترلو) وهي خليط من الباميا والباذنجان والقرع واللوبيا وشرائح الطماطا والبصل وقطع اللحم الضأن  فتوضع جميعها في اناء كبير ويوضع فوق الجميع الماء وتوضع على النار فتغدو اكلة شهية تسيل اللعاب 00 ولكن هذا الامر يصلح مع الخضروات فهي من الجمادات وليس فيها حياة وحتى لحم الضأن فاللحم قد اخذ من حيوان مذبوح قد فقد مشاعره وقطعت اوصاله و لم تبقى فيه حياة 00  فان كان بالامكان عمل الترلو وجمع المتناقضات من الخضر واللحوم فهو لايستقيم مع البشر الذي لازال حي يرزق له عقل يفكر ومشاعر تحس وارادات تدبر 00 وهو يعيش داخل حدود واحدة ودولة فرض الامر الواقع ان يعيش فيها الجميع سوية 00 

وفي خضم هذه الفوضى في وضع العراق وتشكيل الحكومات مرة بشعار التوافق ومرة بشعار المحاصصة ومرة بشعار المشاركة واخيرا خرجوا علينا بشعار الشراكة وكل تلك الصور قد فشلت وكل الحكومات التي تشكلت على تلك الانماط لم تستطع ان تنجز شيئا للشعب لسببين اولهما انها لم يظهر ما كان يؤيد  رغبتها بانجاز شيئا للشعب بل انجزت الكثير من المكاسب والمنافع لها ولاتباعها ولاعضاء البرلمان الذي خرجت من رحمه وكان سندا لها بينما بقي الشعب خالي الوفاض من كل انجاز ولم تستطع تلك الحكومات المتعاقبة من حكومة مجلس الحكم الى حكومة علاوي والى حكومة الجعفري ومن ثم حكومة المالكي الاولى ان تنجز أي شيء وجائتنا اخيرا حكومة الشراكة وهي في الحقيقة ليست حكومة شراكة بل حكومة مليئة با لشراك والافخاخ ولا زالت لم تستطع ولن تستطع ان تفعل شيء حتى لو وضعت العشرات من الترقيعات لتمشية الامور لانها لم تعتمد الثوابت الكونية وهي ان السيارة لا يمكن ان يقودها اثنان وان الباخرة التي يقودها ربانان تغر ق حتما فكيف اذا اريد ان يكون هناك عشرة ربابنة هل تبقى تطفو ام انها ستغرق حتما و 100%  وسوف لن تكون هناك شراكة لان الشركاء يجب ان يكونوا متفقين وشركائنا مختلفين في كل شيء مع كل الابتسامات المتبادلة 00 فكيف ستستقيم هذه الحكومة وان كان بالامكان تنويع الوزارات من الاطياف والكتل حتى لو عجزت عن انجاز شيء فان تنوع تشكيل الوزارات الامنية سوف يكون وبالا على العراق فان استيزار وزير الدفاع من كتلة تعمل بالضد من الكتلة الثانية واستيزار وزير الداخلية الذي يعمل بالضد من الكتلة الاولى واستيزار وزير الامن الوطني من الكتلة الثالثة لهو عين المصائب وجلها 00فمع احتمال انظمام وزير الدفاع الى كتلة المالكي كما حدث في الوزارة الاولى حيث ان الوزير يريد ان يبقي له كرسي في العمل السياسي فهو مستعد ان يغير موقعه بسهولة 00 ولكن هل سيكون بالامكان شراء وزير الكتلة الكردية فهو امر مستبعد 00 فلذلك اذا رضخ المالكي الى طلبات الكتل بالنسبة للوزارات الامنية فلربما سيحل الخراب ويقع المحذور فالوزارات الامنية يجب ان تحصر بيد الرئيس او كتلته فتتحدد المسؤولية ويكون هو المسؤول الوحيد عن الامن امام شعبه وإلا فسوف تضيع المسؤولية وتتشتت وكل يدعي بان السبب هو الاخر وانه هو بريء من دم الضحايا  00  فعن أي شراكة يتحدثون فالجميع قد اصبحوا سياسيون محنكون و اخشى ما اخشاه ان تسير الامور  الى ظلام دامس ولا يكون هناك ضوء في اخر النفق ان كان سيبقى  هناك نفق 00 وان القتل والتفجير سوف يستمر ويتضاعف فالمفجرون لايستوردون من المريخ فلم يثبت وجود حياة هناك حتى الان 00 كما ان  الساحة مكشوفة والطريق ممهدة للجميع وهو امر لايمكن ان يؤدي الى استقرار فالاتحاد السوفييتي استطاع ان يحفظ تلك الاراضي الشاسعة والسيطرة عليها بفرض الستار الحديدي فلما ازيح ذلك الستار في زمن كرباتشوف زال الاتحاد السوفييتي 00 فبغير ستار حديدي وغلق الابواب فسوف لن يبقى من ابناء الشعب سوى الحكام يحكمون ارضا بلا شعب  بعد عدة سنوات اذ سوف لن يكون هناك شعب بل سيقول من يمر على ارض العراق بعد فترة من الزمن انه كان هناك شعب اسمه الشعب العراقي فهل هذا ما يريده الفرقاء ورؤساء الكتل ام انه سيكون هناك تونس اخرى ويظهر الشاعر المعروف ابي القاسم الشابي  ليقرأ من جديد قصيدته المشهورة

      اذا الشعب يوما اراد الحياة                      فلا بد ان يستجيب القدر

        ولا بد لليل ان ينجلي                        ولابد للقيد ان ينكسر

واليعلم الساسة الفرقاء انه لابد ان يحكم البلاد فريق واحد بلا شراكة بل بالتداول السلمي او التداول الجبري القسري وبغير هذه الطريق فسوف لن تستقيم الدولة وسوف لن يبقى الشعب هو الضحية واننا نجد اليوم وبعد مضي ثمانية اشهر لازال الفرقاء يتداولون ويتنابزون ويتفاوضون حول كل شيء00 حول مجلس الرئاسات للسياسات وهو مجلس ليس له ايدي ولا ارجل فقد ولد معوق ولا يمكن ان يعيش ومن ثم الخلاف على اللجان لازال قائم وعلى صلاحيات رئيس المجلس النيابي وعلى وعلى وعلى عشرات الامور المعلقة بل وعلى الدستور ومواده نفسها 00فالى اين سينتهون 00 ولابد لكل شيء من نهاية 00 فلا يمكن ان تبقى الامور معلقة فالصراع سيحتدم وسوف تنفجر القنبلة ان عاجلا ام اجلا 00 فهل ستبقى امريكا ماسكة بفتيلتها ام انها هي التي ستعمد الى تفجيرها 00 فانا لااعرف برنامجها الخفي  ام سيصبح حالنا مثل حال ابن علي فقد ظن بانه سيتمكن من الاستمرار ماسك بالامور  فخاب ظنه فكان هو الضحية وقد كان محظوظا انه سلم بنفسه فقط -00 فاليتنبه صاحب القدرة على مسك الامور ان يمسك الامور بحزم دون شراكة ويدير البلاد بنفسه وينسى الشراكة ويضعها خلفه فهي وهم هلامي 00 فهل سيكون هناك صاحب قدرة واقتدار ويسيطر على الامور ويزيح البقية الضعيفة ويقنع الامريكان بما يريد فعله ام سيتمسك بالمثل القائل شيء خير من لاشيء وما لم يستحصل كله لايترك بعضه ؟؟؟ هذا سؤال سوف يبقى يرفرف في الفضاء حتى يجد من يجيب عليه !!! 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا