<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان الرواتب سبب المصائب
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

 

الرواتب سبب المصائب

 

المحامي يوسف علي خان

 

نعم الرواتب الضخمة والكبيرة التي يتقاضاها المسؤولون هي التي افلست الخزينة وهي سبب عطالة وبطالة الملايين من الذين يتسكعون بالشوارع او يرتكبون الجرائم لحاجتهم الى المال00

وقد كان بنصف ما يتقاضاه الحشد الكبير من المسؤولين والمستشارين كان بالامكان توظيف الملايين والقضاء على هذه البطالة المتفشية وقد تكون هي سبب كل المصائب التي تجري في العراق ولم نكن بحاجة الى قانون رقم 4 ارهاب بل لربما كان تشريع قانون العاطلين عن العمل اكثر نفعا واجدى في تحسين الاوضاع الاجتماعية والامنية في البلاد 00

فان ما يدعيه بعض الكبار بان الميزانية لاتسمح باقرار درجات وظيفية برواتب قليلة قد لاتتجاوز الثلاثمائة الف دينار شهريا ادعاء مرفوض00 فكيف كان بالامكان ايجاد رواتب ودرجات عالية وبرواتب تتجاوز الملايين من الدنانير ولأكثر من عشرة الالاف موظف اصحاب الدرجات العليا وقد تصل الى درجة وزير مثل رواتب اعضاء البرلمان نواب الشعب والمستشارين الذي يعدون بالالاف 00 وهل ان تخصيص مثل هذه الرواتب الكبيرة تماشيا مع ما صرح به احد المسؤولين الكبار من على احدى القنوات الفضائية عندما ساله مقدم البرامج اذ قال الا تجد سيادة المسؤول بان رواتب المسؤولين كبيرة فاجاب قد يجوز ذلك ولكن حتى نمنعهم من ان يمدوا ايديهم الى اموال الدولة 00 00

فهل هذا يعني بان الحكومة قد عينت لصوصا في المناصب العليا وهل مثل هذا الكلام يصدر من مسؤول كبير فان كان الموجودون في مثل هذه المناصب ضعيفي الذمة ومستعدين للسرقة الا يوجد في العراق نزيهون لبدلهم ام يعتقد ان الشعب العراقي كله لصوص 00

ما هذا الكلام يامسؤول كلامك هذا ينطبق والمثل القائل العذر اسوأ من الذنب وهذا يذكرني بقصة هارون الرشيد وابي نؤاس عندما سأله هارون يا ابا نؤاس الا تقص علَيّ قصة ينطبق عليها المثل القائل العذر اسوأ من الذنب فرد عليه ابو نؤاس وقال له يامولاي انا الان حزين ومكتئب ومقهور لانك سجنتني قبل عدة ايام لاني دخلت غرفة نومك وكانت معك الست زبيدة فرد عليه هارون الرشيد طبعا اسجنك فكيف تدخل غرفة نوم الست زبيدة فرد عليه ابي نؤاس يامولاي عندما جئت الى غرفتها لم اكن اعلم بانك موجود فيها فقد اعتقدت بان الست زبيدة وحدها في الغرفة وهنا استشاط هارون الرشيد غضبا على ابي نؤاس واستل سيفه ليقطع رأسه فصاح به يامولاي انت قلت لي اضرب لي مثلا ينطبق والمثل القائل العذر اقوى من الذنب وها انا اجبتك على طلبك واجبتك بما ينطبق والمثل الذي طرحته علي وعندها ضحك هارون الرشيد واكرم ابي نؤاس 00

وهذه الرواية تنطبق تماما مع اجابة المسؤول لمقدم البرنامج 00 فان كنتم قد خصصتم رواتب ضخمة للمسؤولين حتى لاتمتد ايديهم الى المال الحرام فلماذا تلومون المواطنين الذين لايجدون فرصة عمل من ان يرتكبوا جرائم النهب والسلب والاختطاف وغيرها من الجرائم لانهم لايجدون ما يعيلون به عوائلهم من أي مبلغ من المال 00

الم يكن من العدالة والاوفق ان تقتطعوا جزء من رواتب المسؤولين الضخمة وتعينوا بها الالاف من المواطنين العاطلين 00 وما الفرق اذا بينكم وبين ما كان يفعله صدام عندما جاء بجماعته واغدق عليهم الرواتب الكبيرة لكي يدعموه ويؤازروه وترك الملايين من ابناء الشعب بلا عمل وخصص للموظفين دولار ونصف كراتب شهري لم يكن يكفي لشراء وجبة طعام واحدة 00 ولماذا انتفظتم عليه وذهبتم الى الخارج احتجاجا على ما كان يفعله وحرضتم العالم ضده وانتم اليوم تفعلون مثله واشد فتقربون الاقارب وتعينوهم باعلى المناصب وتخصصون لهم رواتب خرافية لم يكن ليحلموا بها حتى في المنام  وتتركون الاخرين بلا عمل  معرضين لابتزاز كل من هب ودب فيغريهم لارتكاب الجرائم وهم مضطرون تحت ضغط الحاجة والمعيشة القاسية  00ثم تدعون بان الميزانية لا تسمح بتخصيص درجات وظيفية 00 فان الفساد الاداري هو سبب كل هذه الاخفاقات فالمقاولات التي تعطى بعشرة اضعاف قيمتها الحقيقية هي اهم سبب وشراء المواد باسعار مبالغ بها ومتفق عليها مع الشركات المصدرة هي سبب اخر وهناك العديد من الاسباب التي يعجز الورق عن احتوائها كلها اسباب لهذا المأزق الذي يعاني منه العراق فكل شريحة تمارس الكسب على طريقتها الخاصة والكل مشترك في هذه المعمعة ومع ذلك يخرجون ليخطبوا على الناس الخطب الرنانة مدعين النزاهة فان كانوا على هذه الدرجة من النزاهة فلماذا لايعلنون عن السراق واللصوص ويكشفوهم ؟؟؟ ولكن على ما يبدو ان البعض  مشتركون والبقية النزيهة ان وجدت يخافون الاخرين فيصمتون 00 فنهب الاموال تجري بطريقة رسمية وقانونية وشرعية فالرواتب الخرافية هي صورة من صور النهب والمقاولات الغير منطقية هي صورة اخرى وقس على ذلك من مشتريات وغير ذلك 00 ولكن الامور لااظنها ستستمر فبوادر الصراع قد ظهرت بشكل صريح وعنيف واشد مما كانت عليه في الماضي واضحى اللعب على المكشوف والاهداف الخفية غدت معلنة وبدون خوف او وجل فالصراع العرقي اخذ يحتدم مهما حاول الخطباء اخفاءه والاصطفاف داخل البرلمان اصبح علنيا والانشقاقات طرحت على العيان وهي في استمرار دؤوب وستغدو بعد فترة وجيزة بين افراد العشيرة الواحدة 00 كل ذلك على الاموال والحصول على المكاسب 00 فاين اضحى شعار التكنوقراط ؟؟؟ فلقد عادت الامور الى المربع الاول وأأمل ان لانضطر لنعي العراق والبكاء عليه يوم لاينفع البكاء فالتقسيم قاب قوسين او ادنى فقد ظهرت من جديد المطالبة بالفدراليات للجنوب والوسط وهو امر خطير والشعب مغلوب على امره امام امراء التقسيم ومشايخ الولايات 00 فمن يريد الاصلاح فالطريق واضح وجلي فمن يدعي ان الميزانية لاتسمح باطلاق التعيينات وتخصيص الدرجات للعاطلين عن العمل فالاجدر تخفيض رواتب المسؤولين بما يتلائم وحجم الميزانية الضعيفة كما يدعون وان كان العكس الميزانية انفجارية وكبيرة فعليهم ايجاد الدرجات 00 اما الادعاء بالبطالة المقنعة من قبل بعض المستشارين الذين يتقاضون رواتب هائلة لمجرد اعطاء الاستشارة فكلامهم مردود وغير صحيح فالبطالة المقنعة هي بتقصير الدولة التي اوقفت المعامل وكان بامكانها وبما انفق من اموال هدرا ان تعيد اصلاحها وتشغيلها واستيعاب اعداد كبيرة من الشباب ومع ذلك فهذا لا يبرر بقاء الملايين من ابناء الشعب بدون مورد رزق لهم ولعوائلهم فعليها بحكم ولايتها على هذا الشعب تعيينهم ولو برواتب بسيطة وبنفس الوقت تعمل على اصلاح ما خرب من معامل وبنية تحتية والقيام بالمشاريع العمرانية لاستيعاب العاطلين وتجري التقشف على رواتب المسؤولين فالمفروض هم اول من يضحي واخر من يستفيد  وان تخصيص درجات قليلة قياسا لعدد العاطلين سوف لن تحل المشكلة بل يجب ان تخصص درجات بقدر عدد العاطلين 00 هذه هي الوطنية كما نعهدها وعليهم الاكتفاء باعتلاء المناصب برواتب زهيدة حتى يستعيد العراق عافيته 00 ولكنهم اخذوا الاموال والمناصب ولم يتركوا شيئا لابناء شعبهم ومع ذلك يصيحون في كل مناسبة وندوة تلفزيونية  الميزانية لاتساعد فان صح فيجب ان يصح على الجميع وليس كما يقول المثل ( ناس تأكل بالدجاج وناس تتلقى العجاج ) فالنتقي الله يامسلمين 000!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany