<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان المعارضة في مجلس النواب مستحيلة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

 

المعارضة في مجلس النواب مستحيلة

 

المحامي يوسف علي خان

 

يتحدث الكثيرون عن امكانية تشكيل معارضة داخل المجلس من اتفاق بعض الكتل التي لم يحالفها الحظ في الحصول على حقائب وزارية او لم تحصل على ما يرضيها من حقائب او لم تتفق لاي سبب اخر مع المالكي وعليها ان تكون في خانة المعارضة في المجلس وبذلك فقد تشكل جهة رقابية على عمل الحكومة وصحة تنفيذها لبرنامجها الوزاري

00 وقد ظهر الكثير من المحللين على شاشة التلفزيون وهو الوجه الاعلامي لما يجري داخل القطر اضافة لما يجري في العالم اجمع واخذ هؤلاء المحللين يستعملون كلمتي لو ونتمنى اذ قال البعض منهم لو تتمكن بعض الاطراف المهمشة والمغدورة كما تعتقد من تشكيل معارضة قوية ومؤثرة داخل البرلمان لاستطاعت ان تّقوم الكثير من اخطاء الحكومة وتلزمها على تنفيذ المشريع والتقيد بالقوانين

00 كما قال البعض الاخر نتمنى ان تستطيع هذه المجاميع الصغيرة ان تتوحد في تحالف قوي وتشكل معارضة قوية فاعلة داخل البرلمان 00 وللاسف كان يجب ان يكون هؤلاء المحللون اكثر وعيا وثقافة وذكاءا وادراكا واكثر واقعية  ولايستعملوا لغة ( اللو) واسلوب التمني وكما يقول المثل ( التمني رأس مال المفلس ) فالامور ايها السادة الافاضل لاتقرأ هكذا بلغة اللو والتمني فنحن امام حقائق حدثت والعملية السياسية برمتها تسير وفق هذا الواقع ومن خلاله فعن أي ( لو) تتحدثون واي امنيات تريدونها ان تحدث فهي سوف لن تجد لها اذ نا صاغية ولن تبعد عن افواهكم شبرا واحدا فاحتفظوا بها في مخيلتكم واسعدوا بها ما شئتم بعد الاف السنين

00 فالحقائق ايها الافاضل تمنع من تشكيل المعارضة 0فقد تتشكل كتل صغيرة  هنا وهناك ولكنها بالتأكيد سوف لن تتشكل كتل كبيرة فاعلة كما هي الحالة في الدول ذات الديمقراطية العريقة او ذات الاحزاب او الاطياف  القليلة

00 فالكتل الكبيرة قد حصلت على ما تريد بالاتفاق فيما بينها خلف الجدران السميكة ولن تؤثر فيها هذه الاصوات الضعيفة التي تصرخ بين ارجاء المجلس لتختفي تحت اذرع اعضاء الكتل الكبيرة كي تعلن الموافقة بالاكثرية ان لم يكن بالاجماع حيث ستضيع تلك الايدي الواهنة تجاه اذرع الحيتان الكبيرة ولو الى حين اذ سوف لن تبقى هذه الاذرع الطويلة القوية لمدة طويلة فسوف يدب بينها الخلاف بالطبع وتبدأ بالانفراط ولكن لن يكون ذلك على المدى القريب على اية حال فطالما المصالح مؤمنة ومتفق عليها بين الجميع فستبقى متماسكة كما حدث في الدورة السابقة فما اشبه اليوم بالبارحة والترضية متوفرة على كل حال ومع ذلك فلن يكون هناك صفاء ووئام وتصالح وانسجام مع كل ما قدم من خطب خلال جلسة الاستيزار فنيران الخلافات سوف تبقى تحت الرماد لان العراق هو العراق وشعب العراق هو نفسه شعب العراق مزيج وخليط عجيب غريب فهو ليس شعب واحد وانما خليط اديان وطوائف وعنصريات ففيه المسلم والمسيحي واليزيدي والصابئي كدين وفيه الكردي والعربي والتركماني والشبكي والاشوري والكلداني كقومية وحتى هذه التشكيلة مقسمة الى اجزاء ففيه السني والشيعي والكاثوليكي والبروستانتي وفيه الاسلامي والعلماني

00 ولو استمررنا في التقسيم فقد نصل الى المئات من الفئات وكل منها تتدعي بانها صاحبة الحق الاوفر بالعراق 00 فالاشوري يقول نحن احفاد اشور بانيبال منذ ثلاثة الاف سنة او يزيد واثارنا تدل علينا والكلداني يقول انا الاقدم فانا حفيد الرومان والاكراد يقولون نحن احفاد صلاح الدين وبناة الدولة الاتابكية والاتراك يقولون نحن احفاد سليمان القانوني والشبك يقولون نحن سكان العراق منذ قديم الزمان ولكنهم لم يستطيعوا ان يثبتوا أي زمان وهل يزيد عن خمسمائة سنة  00 ثم قامت قائمة النساء وقلن نحن نصف المجتمع ونملك النصف في هذا الميراث  وهكذا حار مدير الطابو باسم من يسجل العراق  وباسم اية فئة وهل على اساس الدين ام القومية ام يسجله ملك على الشيوع للجميع

00 هذه التركة المتشابكة التي خلفها لنا نبوخذنصر واشور ويبدو انه سوف لن يستطيع حلها سوى حمورابي او لعله في مسلته العظيمة ما يحل هذا الاشكال00 فهم شركاء  ولكنهم غير متفقون فهم في صراعاتهم منشغلون فقد شاهدتم ما تم بمجلس البرلمان من تنابز واعتراض وما سبقها منذ الجلسة الاولى التي اجلت لعدة اشهرحتى اضطرت للاستأناف تحت ضغط المجتمع المدني وقرار المحكمة الاتحادية 00 كل ما يجري اليوم وما اشرنا اليه في مقالاتنا السابقة فان المصالحة حلم الشعب العراقي ا لبعيد المنال لاختلاف الكتل الابدي والذي ليس هناك ما يشير الى الانفراج لان كل فرد في العملية السياسية يريد ان يكون له حصة الاسد من هذه الغنيمة  بل وان كل منها كما قلنا لها هدف يتعارض مع غيرها من الكتل وهي اهداف متعارضة متناقضة لاتستطيع تحقيقها باستقرار الاوضاع على ما هي عليه الان

00 فبصراحة فالعرب يريدون الغاء الفدرالية ويعتبرونها وسيلة للتقسيم ويريد الاكراد تثبيتها ولو موقتا لحين تمكنهم من الانفصال والاشوريون لايريدون ان يعتبروا اقلية بل شركاء بنفس الحصص والتركمان يريدون ان يكونوا الشريحة الثا لثة التي يجب ان تقّيم وتكون لها مكانة مثل الاكراد في المجتمع العراقي ويشعرون بان الاكراد ينوون ابتلاعهم وابتلاع اراضيهم ومناطقهم في كركوك التي يعتبرونها موطنهم المصغر  00  والشرائح ذو الجذور الفارسية التي استقرت في العراق بعد الغزو الصفوي او في الموجات المتعاقبة التي جاءت الى العراق واستقرت فيه خاصة في النمجف وكربلاء والكاظمية وقد لعب الكثير منهم ادوارا مهمة في ثورة العشرين بعد ان شعروا بميل بريطانيا للتوجه بتنصيب ملكا مغايرا لطا ئفتهم 00والتي تشعر بان العراق كان جزءا من الامبراطورية الفارسية قبل الفتح الاسلامي

00  كل هذه الشرائح اخذت تظهر وتعمل بنشاط كبير على الساحة السياسية بعد الاحتلال وفي دواخلها نوايا خفية لانريد الخوض في مضامينها فهي خطوط حمر في الوقت الحاضر فقد تثير الضغائن 00 كل هذا اذا استثنينا الانقسامات والاصطفافات السياسية المصلحية والنفعية التي قد تدفع البعض الى بيع الوطن والعراق من اجل تحقيق مصلحته 00 لذا فان التخاصم والتصارع سوف يستمر دون هوادة وسوف تبقى المصالحة تقرأ في البيانات والخطابات والمؤتمرات اما في الميدان وعلى الارض فهناك صراع واقتتال ولاشيء غير التصارع من اجل المناصب والمنافع

00 والمعارضة سوف لن تقوم لها قائمة ولا يمكن ان تتحقق وتستقيم في خضم هذا التنوع السكاني المتشابك وسيبقى الوضع على ما هو عليه خلال هذه الدورة البرلمانية عسى ان تتغير الاحوال بقدرة قادر فعند الله لايوجد مستحيل وعند نابليون عندما قال لايوجد مستحيل إلا في قاموس المجانين حيث ثبت بعد ذلك بانه كان واحد منهم 00 والسيد المالكي في حيرة من امره – فمن يرضي وكيف يرضي فلربما الحل الوحيد ان يتحول جميع اعضاء البرلمان الى وزراء ويكون الاجتماع داخل قبته ( والله يكون في عونك يامالكي ) والسلام 000!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany