<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان منجزات على الورق
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

منجزات على الورق

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

خرج علينا احدهم ومن على شاشة التلفزيون ليقول للمتحدث معه – لماذا لاتتحدثون عن الايجابيات و المنجزات وتتحدثون فقط عن السلبيات وهي قليلة وفي طريقها الى الحل في المستقبل القريب ولا ادري معيار البعد والقرب بالنسبة للمسؤول هل  هو الفرسخ ام القرن ام العصور والدهورفهل مرور سبع سنوات على وجود المسؤول في نفس المكان الم تكن كافية   – فاقول له وبكل بساطة – نعم ان كان هناك من منجزات فهو ان راتبك كان ثلاثة الاف دينار عندما كنت موظفا بسيطا في زمن صدام فاصبح راتبك اليوم عشرون مليون دينار عدا المخصصات  وفي هذا المنصب الرفيع فقضيتك قد حلت وهو منجز كبير بالنسبة لك 0 ولكن اين هي المنجزات والايجابيات بالنسبة لعموم الناس من هذه الافواج الهائلة العاطلة عن العمل والكهرباء الذي لا يأتي إلا بالقطارة نقطة نقطة مثل دواء العيون فالمنجزات ليست بحاجة لمن يتحدث عنها فهي تتحدث عن نفسها بهياكلها التي يراها كل الناس فالعمارات السكنية اجسام مادية من حجر وحديد وسمنت وترى بالعين المجردة دون الحاجة للاشارة اليها فهي تعلن عن نفسها والكهرباء ستضيء كل بيت وتدير عجلة كل معمل فهي ليست بحاجة لمن يتحدث عنها والخدمات سيشعر بها كل من يسير بالشارع او يدخل أي مؤسسة ويجد اموره تسير دون الحاجة لدفع الرشاوي 00 فالمنجز هو الذي يعبر عن نفسه ويقول لك انا هنا موجود ويجبر الناس على الاعتراف بوجوده والتجوال بالشوارع دون خوف من رصاصة طائشة او سيارة مفخخة سيشعر الناس بالامان والاطمأنان    00  ثم حتى لو قامت الحكومة بتحقيق كل هذه الانجازات فهي ليست منة او فضل من عندها فهي مكلفة بخدمة الشعب ومن واجب المسؤولين تقديم الخدمات فهم يتقاضون اجرا ضخما يسيل اللعاب عن ما يجب ان يقدموه للناس 00 فالمسؤول ليس اله او نبي وانما هم اناس مثل باقي البشر وجدوا في مناصبهم لتقديم الخدمات فقد ولى عصر الرموز وعصر صدام وغيره من الزعماء العظام الذين قفزوا فوق رؤوس شعوبهم وارادو ان يصبحوا رموزا واله يعبدون وفرضوا على الناس الخضوع لهم والاشادة باسمائهم والتبرك بجبهاتهم البهية وكانوا اس البلاء وسبب كل المصائب التي حلت بنا 00 ولتكن رموزنا اليوم هي العمارات السكنية المشيدة على الارض لاعلى الورق ومحطات الكهرباء التي تمنحنا الضياء وتدير عجلة العمل والتطور  والشوارع المبلطة دون حفر والمدارس الحديثة بلا جدران  الطين والجيوب النظيفة بلا سرقات 00 والنتخلى عن الرموز البشرية التي جلبت لنا الويلات وخلقت التفرقة بين الناس وجعلتهم يتصارعون ويتطاحنون لكثرة اعدادهم فالعراق ما شالله ولود في كل يوم يخلق لنا رمزا جديد ويجمع حوله الانتهازيين فيصفقون ويلهجون باسمه من اجل الاكل الدسم  فهي ليست كعكة قطرها عشرون سنتمتر كما يصورها البعض بل هي بحر قطره 1200 كيلومتر من الذهب الاسود 00 فالرموز البشرية هي اخطر على البشرية من الرموز الحجرية والاصنام التي كانت تعبدها قريش او لازال يعبدها المجوس فهي صامتة دون كلام وجامدة دون حراك فهي لاتخطب ولا تحرض ولا تدعي فتثير النفوس وتخلق الاحقاد والضغائن فماذا فعل ابو الهول الصامت او اسد بابل القابع الساكن طيلة كل العصور وما فعلت الرموز البشرية في القليل من السنين 00 فبقي ابو الهول  شامخا ثابتا وبقي اسد بابل اسدا وزالت كل الرموز 00 فياصاحب المنجزات من على شاشة التلفزيون وعلى الورق نفذ مشاريعك على ارض الواقع فشيد العمارات وبلط الشوارع وشغل العاطلين وانشر الكهرباء 24 ساعة ولا حاجة الى الكلام فاعمالك هي التي ستمجدك وترفعك الى عنان السماء وتجعل الناس يصدقون ماتقوله وستجد وسائل الاعلام كلها تلهج باسمك وتنشر صورك وانت تفتتح المشاريع  بعد التنفيذ وليس في الكلام ورحم الله زايد ابن مهيان فهو لم يحصل على شهادة الدكتوراه وانما حصل على شهادة ارفع منها هي شهادة الشعب باكمله 00!!!

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany