<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان ارفعن اصواتكن يانساء
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

ارفعن اصواتكن يانساء

 

المحامي يوسف علي خان

 

لقد نوهنا وكتبنا ما توقعناه لما ستتعرض له النساء من تعويق وخنق واجحاف وارجاعها الى القفص الذي حطمت قيوده وانطلقت منه الى فضاء الحرية منذ قرن من الزمن 00 ومحاولة الاطاحة بكل ما حصلت عليه بعد نضال طويل وجهد مرير  من حقوق خلال تلك الحقبة الماضية والتي كان للحركات النسائية في تلك العهود من دور كبير في تحقيق كل ذلك خاصة في بدايات القرن العشرين وما اعقبه من عصر التنوير الذي شهده العراق بافتتاح المدارس ومنح الحريات النسبية التي مكنت المراة من التململ والتحرك بعد ان قيدتها العهود السابقة في سجون الظلمة والجهل والانغلاق واعتبار المراة عورة لايجوز حتى التنويه عنها او التلفظ باسمها عند المتحدثين عندما كانوا يقولون عنها اختك البقرة او في عصر الجاهلية العربية عندما كانت توئد خوفا من العارالذي يصيب الاب من ابنته 00 فاستطاعت المراة بشجاعتها وعزمها من تأسيس الجمعيات والمنظمات لابراز شخصيتها المختفية خلف اسوار البيوت وفي دواوين الحريم وانطلقن بفكرهن النير الى داخل مجتمعهن المنغلق ليصرخن في وجوه الرجال مطالبات بحقوقهن المسلوبة وتمكًّن عن طريق تلك الجمعيات والمنظمات النسائية ان يلعبن دورا مهما في بناء العراق الجديد بعد تأسيس الدولة العراقية واخذت العديدات دورهن في التعلم بالتوجه الى المدارس مع قلتها انذاك و التي انشأتها الحكومات الملكية المتعاقبة وكثرت اعدادهن رويدا رويدا فبدات في بغداد ثم اعقبتها في المحافظات وهكذا بدأ دورهن يبرز ويقفن شيئا فشيئا ندا للرجال حتى تمكن ان يأخذن مكانهن اللائق بعد عدة سنين واصطففن الى جوار اخيهن الرجل في جميع المدارس والكليات وتخرجن طبيبات ومدرسات ومهندسات وسرن مع الركب في مضمار الحضارة شوطا بعيدا وقد اخذ النشاط النسائي في الخمسينات يأخذ منحا مختلفا حيث برزت الحركات السياسية تؤثر فيه فانقسم في اتجاهين متعاكسين قسم اتجه في اتجاه قومي او محافظ وقد تزعمته في حينها الاتحادات النسائية والجمعيات المرتبطة بها واتجه القسم الاخر اتجاها ديمقراطيا تقدميا تحت تأثير التيار الاشتراكي الذي اخذ يلعب دورا في السياسات العالمية بعد ظهور الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية منافسة للقوى الغربية فتاسست رابطة الدفاع عن حقوق المراة المنبثقة عن التيارات الاشتراكية وقد استطاعت وخلال فترات وجيزة ان تستقطب العديد من النساء العراقيات خاصة من جنوب العراق وفي المناطق الغير عربية  وتزعمت تلك الحركة الدكتورة نزيهة الدليمي التي تمكنت ومن خلال العمل السري قبل الثورة وقبل الاطاحة بالملكية ان تعمل بكل همة ونشاط حتى استطاعت منظمتها ان تكون اكبر منظمة نسائية عرفها العراق بعد ثورة 14 تموز وتمكنت ان تحصل على حقيبقة وزارية وكانت اول امراة تحصل على هذا المنصب في العالم العربي

00 وقداستمرت بكل عزيمة حتى بعد انتكاسة 8 شباط وما اعقبها من قمع وتعذيب لكوادر هذه المنظمة العتيدة فانها استمرت في العمل السري بفضل بعض المناضلات اللواتي لم تفتر عزيمتهن وانتقلن الى الخارج او الى شمال العراق اسوة ببقية المناضلين من الرجال وتصدوا للهجمات الصدامية الغادرة 00

ولكن وللاسف ما يحدث اليوم  وما بدء به بعد الاحتلال الامريكي  للمراة على ما يبدو هو اخطر واشد مما عانته من ظلم صدام وقهره 0 فان كان الصراع لتعويقها قد اخذ منحا سياسيا ومبدئيا وفكريا في زمن صدام فان اليوم قد ُّاعلنت ضدها حربا عقائدية ودينية وعرفية تمس كيانها وتطعنها في الصميم كجنس بشري يمثل نصف المجتمع واهم عنصر فيه واخذ هذا التيار الخطر يحاول اعادتها الى القفص وخلف القضبان الحديدية من جديد ولم يكتفي بتغيير نهج فكرها التقدمي والثقافي

00 وهو ما يجب ان تعيه المراة وتتصدى له ولا تقف مكتوفة الايدي مستسلمة لما ينتظرها من مصير مظلم 00 فان ما بدء به من فرض الحجاب وادخالها داخل شرنقة الاغطية فقد كان لربما جس نبض وتمهيد لما هو ات وقد بدأت الامور تتكشف من خلال هذه الحملات الشاملة التي لم تعد تقتصر على المراة لوحدها بل اخذت تهاجم كل المظاهر التقدمية والفكر الحر الذي يرفض تقبل الخرافات الكثيرة التي بات يروج لها في العديد من الاوساط والناس السذج يتقبلونها دون دراية لما يتخبألهم من محاولة تدمير كل ما حصلوا عليه من ثقافة وتنوير فقد وجد البعض من الاعداء بان تدمير البنية التحتية للبلد لم يكن كافيا فلم يستطع تدمير البلد بكل منجزاته فحاولوا تهجير علمائه والقضاء على كل معالم التحضر والتطور وكان للمراة نصيبها في الاعاقة في هذا الميدان الرجعي المتخلف فاخذوا يطوقونها شيئا فشيئا كي يتمكنوا من اعادتها الى قفصها التي انطلقت منه الى فضاء الحرية فقدمو لها في بداية الامر بعض الاغراءات كي يكسبوا ثقتها فحددوا لها الكوتة كمنة ومنحة متفضلين عليها وليس كحق من حقوقها الاساسية ثم جاءت الضربة القاضية بعد ان دعمت الكثير من مواقفهم وتقبلت الشرانق واختفت خلف الاغطية 00 فجلست خلف مقاعد البرلمان بحصة الربع من عدد الاعضاء باغطيتهن السوداء حتى اطمأنت النفوس فبانت النوايا في التشكيلة الوزارية فبعد ان منحت خمسة مقاعد في الوزارة السابقة وكانت النسوة تتأمل المزيد واذا في هذه التشكيلة الوزارية الاخيرة  لم تحضى المراة سوى بوزارة مجاملة وترضية واحدة ومن يدري ماذا سيخبأ لها الزمن فقد اكتوت هذه النسوة التي دافعت عن التشرنق وظهرن بلفائفهن في الندوات التلفزيونية وهن يدافعن عما هن عليه حتى وجدن اليوم انفسهن مهمشات لم تحضى احداهن بما كن يأملنه من نصيب ولربما كانت هذه الوزارة اليتيمة الوحيدة هي رصاصة الرحمة التي ستعقبها التغطية الشاملة على هذا الجنس الناعم 00 وقد فات الرجال بان هذه الشريحة لها اضافر اشد ايلاما من مخالب الاسود وفعلا فقد برزت احداهن في المجلس لتقف في وجه الرجال وتطالب بحقوقهن ثم قامت من منحت المقعد الوحيد فرفضته فكانت على اية حال بادرة جيدة ولكن كانت من النسوة السافرات بل من النسوة الاكراد واليزيدية 00 

اما المشرنقات فلم يبدين حراكا ويبدو ان المعركة القادمة هي بين التحرر والانكفاء والتقعقر فالمحافظين يريدون العودة الى الخلف ويطلبن من النساء الانزواء في عقر دورهن وامام مشاعل المطابخ ليجهزن الاطعمة الشهية للرجل ويعدن الى المربع الاول والى نقطة الصفر بالغاء أي حق كسبناه في الماضي والامتناع عن اعطاء أي حق جديد 00

وبذلك يذهب كل الجهد الذي بذلته السيدات الفضليات خلال القرن العشرين وانضجته بكفاحها الدؤوب الدكتورة نزيهة الدليمي والتي كانت اول وزيرة عربية شغلت مقعدها الوزاري بكل جدارة واكملن المسيرة من جئن بعدها حتى وقع ما لم يكن بالحسبان فعدنا الى الوراء بدعم وتأييد بعض السيدات اللواتي ارتكبن خطأ مدمرا بحق بنات جنسهن من النساء حيث خضعن خضوعا تاما لارادة التخلف بل ورحن يبررنه ويدافعن عنه واذا بهن يتلقين ما جنته ايديهن فتلقين ضربة قاصمة في تهميشهن وابعادهن من قبل الرجال عن الحقائب الوزارية والذين كن يعتقدن بان ارضائهم بالتشرنق سيدفعهم لاعطائهم المزيد من الحقوق فجائت النتائج عكس ما كن يتوقعن وهو ما حذرت منه في العديد من الكتابات ولكن للاسف لم يكن هناك من يقرأ ومن يسمع وان ما يمارس اليوم تجاه المراة هو ضمن حملة تراجعية عامة وشاملة لمختلف مناحي الحياة الحضارية من اجل اغراق العراق في ظلام دامس واعادته ليس كما وعد به جيمس بيكرحكومة صدام باعادة العراق خمسين سنة الى الوراء  وفعل بل يبدو ان الحملة الجديد تريد اعادة العراق الى العصور الجاهلية وعهد وأد البنات باعتبارها عورة تجلب الخزي والعار لاهلها

00 وان ما اتخذته بعض الجهات ضد اتحاد الكتاب واعتبرته حانة شرب للمسكرات فقط لهو ظاهرة على ما يراد للعراق ان يمشي عليه في الايام القادمة فبعد ان دمرت البنية التحتية وزال الكهرباء من الوجود وغيرها من مظاهر الحضارة والتقدم فقد ابتدأعصر القضاء على الثقافات المتفتحة في النفس البشرية العراقية والتي انجبت الشعراء والادباء والعلماء وانارت باشراقتها العالم العربي فبادرت بالتعرض لاي نشاط واي مظهر حضاري  حتى يتسنى مسح العراق من الخارطة كما يريدون 00

فان على المنظمات النسائية التقدمية ان تخترق بكل ثقلها المجتمع النسوي العراقي في الداخل ولا تكتفي بالنشاط الخارجي الذي قد لايكون له اثرا فعالا في صفوف القابعات داخل بيوتهن ينتظرن من ينتشلهن من هذا المأزق وهذه الحملة الشعواء التي تشن ضد التنور والحرية الشخصية والفكر التقدمي الذي يرنو الى الحياة العصرية المتطورة وبالاخص ما يمس المراة في ابسط حقوقها الشخصية والاعتراف بها كجزء اساسي من هذا المجتمع وان يكن لهن الدور الفعال داخل المؤسسات البرلمانية والتشكيل الوزاري القادم الذي لا يمكن ان يختصر في حقيبة وزارية واحدة  بل على الاقل بما يزيد عما حصلن عليه في التشكيلة السابقة حتى يتمكن ان يقدمن الخدمات لكل الشعب رجالا ونساء من خلال الحقائب الوزارية التي تخصص لهن  فهن اقدر على اداء الواجبات لو اتيحت لهن الفرص وفتحت لهن الطرق ولكن وكما نقول دائما ان الحقوق تؤخذ بالمطابة والمثابرة والعمل ولن تقدم كما تتصور البعض بان حقوقهن بالامكان الحصول عليها بالتودد والخضوع والتشرنق كما يشتهيه الرجال فكراسي السلطة اكثر تاثيرا عليهم من وجوه الحسان وعواطفهن فالكراسي توفر المال وبالمال تشترى النساء هذا ما يعتقده الرجال 00 وقد منحهم الشرع ذلك فمثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانهم فهل يجوز العكس ؟؟؟ بالطبع.. لا .. فعلى النساء الوقوف ند للرجال وانتزاع الحقوق انتزاعا فاضافر المراة امضى سلاح ....!!!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany