<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان كلمة عزاء لابن علي
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

كلمة عزاء لابن علي

 

 يوسف علي خان

 

قد يقال بان العزاء كلمات يطلقها الناس على الاموات ولكن فيما يجري اليوم في تونس وما حل بابن علي من ضياع فجائي فيما كان عليه من بهرجة ورفعة وعلو وإذا به في لحظات ينهار هذا الانهيار الذي لم يخطر على بال ولم يتوقعه اذكى المحللين وامهر الخبراء في علم السياسة والانتفاضات الشعبية فهو حلم بحق وحقيق قد تحقق وتخلص الشعب من كابوس جثم على رؤوسهم ونفوسهم فاذلهم وحطم اجمل ا حلامهم وابسط امنياتهم التي حرمها عنهم ابن علي فاعاش شعبه في ضنك وجوع وحاربه حتى في ادنى وسائل عيشه مع ما حمله المواطن الذي اقدم على حرق نفسه وهو شاب استطاع ان يهيأ له عربة يبيع عليها الخضر فمنعته زبانيته وحطمت عربته المتواضعة وافقدته اخر شعاع امل له في الحياة فاقد م على حرق نفسه ليشعل الشرارة ويفجر البارود فشبت النيران في كل زقاق وكل شارع فتحقق القول المأثور ( الضغط يولد الانفجار) فحدث الانفجار وسرى كالنار في الهشيم بسرعة لم تخطر على بال ولم يكن لها أي حساب في اذهان الجلاوزة المهيمنون على مقدرات تونس فكانت البداية 00 فان اعتقدوا بانهم قد استطاعو ان يخمدوا النيران في العراق بما اغرقوا فيه العراق من ادوات الموت والمتفجرات فقد ثبت الان لهم بطلان اعتقادهم فقد كان العراق هو الشرارة وجذوة النار التي ستسري على الجميع فما تونس سوى امتداد حتمي لما يجري في العراق ومن يدري غد اين ستقدح الشرارة من جديد فتشعل الاخضر واليابس في كل مكان من ارض العرب ومن المحيط الاطلسي الى الخليج العربي فهيهات هيهات ان تتمكن ان تقف في وجهها البنادق والمدافع 00فهل استطاعت ان تنقذ ابن علي ما احاط نفسه به من اعوان وانتهازيين وسراق ومغتصبين لقد فر غير مأسوف عليه وتشرذم الاعوان وتخلى عنه اقرب المقربين ووقفوا امام شاشات التلفزيون يعلنون البراءة من دم ابن يعقوب وكانهم لم يكونوا بالامس يشاركونه ظلم الشعب وحرمانه من ابسط حقوق المواطنة وهي فرص العمل فاليتعض من يريد ان لايتعض واليترك الملايين التي يملأ جيوبه بها واليترك شيئا للمساكين من ابناء الشعب فما جرى في تونس لن يكون الاول ولن يكون الاخير 00 فالرثاء ايها السادة كما قلنا لايقال دائما عن الاموات بل فالاحياء هم احق بهذا الرثاء لان المصير واحد والنهاية في القبور فالرثاء قد يطلق للذين يشغلون المراكزالمهمة وقد اصبحوا من المشاهير وانتشرت صورهم في كل مكان ودوت اصواتهم من فوق المنابر وعلى منصات المؤتمرات ثم اختفت وبلا مقدمات فقد تنطبق بحق العديد من الزعماء والرؤساء الذين يملاؤن الفضاءات بالخطب الرنانة ويطلقون الاف الوعود لابناء شعبهم ولكن لاتجد شعوبهم مما يطلقونه من وعود أي شيء على ارض الواقع 00 فهم يعدون شعوبهم ويطلبون منهم الصبر حتى تتحقق كل امنياتهم في اقرب وقت من المستقبل ولا يدري هذا الشعب متى سيحل هذا المستقبل فالمستقبل طريق طويل لانهاية له 00 ولكن هكذا وعدهم الزعيم فالينتظروا فالصبر مفتاح الفرج فهم ينتظرون وزعمائهم تمتص دمائهم وتنهب اموالهم والشعب ينتظر ويقول لابأس فالننتظر حتى تمتليء جيوب الزعماء ويشبعون 00 فلا بد بعد ذلك ان يتفرغون الى شعوبهم ويحققون لهم طموحاتهم في العيش الرغيد 00 فالشعوب لاتريد سوى ما يسد الرمق ويشبع البطون ويكسي الاجساد العارية فهي طموحات بسيطة فالشعوب لاتحلم ببناء الفلل ولا بالحدائق الفسيحة الغناء الزاهية بالورود فغرفتين للنوم يسترون بها عوائلهم ونور يضي لهم طريقهم ومورد رزق صغير يديم لهم حياتهم هذا كل ما يطلبون غير ان الزعماء والاعوان جشعون فهم لايشبعون فهم مثل جهنم كلما ملأوا جيوبهم قالوا هل من مزيد 00 ولكن الشعب سوف لن يصبر والى الابد فشعب تونس هو كغيره من كل الشعوب قد يصبر ولكن للصبر حدود فالصبر يضعف يوما بعد يوم امام بطون خاوية واجسام عارية وهو امام برد قارص وزعيمه ينعم بالمكيفات والجوع يقطع اوصال معدته وزعيمه ينعم باكل الغزلان واشهى الاطعمة والاكلات وحوله المرتزقة والاعوان 00 ولكن سوف يحتدم الصراع فالصبر قد ينفذ والوعود الكاذبة سوف تنكشف وتبان وبدأت صدورهم تتفجر كالبركان وافواههم اخذت تصرخ ولا من مجيب فقادتهم قد خدعوهم وحنثوا بوعودهم فتشتعل النيران وتحترق الابدان وتنقلب الطاولة على الزعماء وتخرج الجماهير هادرة في الميدان فتهيج في الشوارع والميادين فتكسر وتحطم واذا بالزعيم يصحو وقد فات الاوان فوجد نفسه وحيدا وقد تخلى عنه كل الاعوان والخلان ولم يعد يستطيع ان يسيطر على هذا الهياج فيركب طائرته ان استطاع ليهرب ان حالفه الحظ ان يخرج بسلام او ان يقع بين ايدي الجياع الذين سامهم مر العذاب فماذا قال شاوشسكو لشعبه فهل افادته الادعاءات  بالبلشفية والمباديء الشيوعية التي خدع بها شعبه ردحا من الزمن لقد تلقى هو وزوجته رصاص الشعب وسقط غير مأسوف عليه وهذا ما حل بان علي ولكنه كان رجلا محظوظا ولكن الحظ لايحالف الزعماء دائما فكثيرا ما يقعون في الفخ ويعلقون على المشانق فمشهد ابن على سوف لن يكون الاول ولن يكون المشهد الاخير 00 !!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا