<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الربيــع العــربي والازمة الاقتصادية الاوربية الفصل الاول
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الربيــع العــربي

 

والازمة الاقتصادية الاوربية

 

الفصل الاول

 

  يوسف علي خان

 

ان المتتبع لمجريات الامورخلال السنوات القليلة الماضية والتي  تعرضت فيها اوربا وخاصة امريكا من نكسات وهزات اقتصادية خانقة ادت الى افلاس العديد من الشركات الكبرى في معظم

 بلدانها  مثل  شركة انرون  ((   ENRON )) وغيرها واضطرار  العديد من المصارف العقارية الى التوقف وانهيار اسعار الاسهم والعجز عن التمويل واستحصال ديونها وما ظهر من بوادر ركود اقتصادي عم جميع النشاطات الصناعية والخد مية ما دفع هذه الدول الغربية للتفكيرومحاولة ايجاد الحلول للتخلص من هذه الازمة التي كادت ان تعصف بها وتدفعها الى هاوية الافلاس بسبب انعدام السيولة النقدية وتراكم الانتاج الصناعي الذي عجز ان يجد له المنافذ لتسويقه بسبب التشبع والاكتفاء من قبل مستهلكي هذه البضائع المرتفعة الثمن التي لايقوى على شرائها سوى ذوي الدخول العالية من المتمكنين الذين لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من المجتمعات البشرية   العالمية الاوربية وغيرها من الشعوب 00 ثم ما واجهها من منافسة  انتاج شرق اسيوي خاصة من الصين واليابان الرخيص الثمن 00التي توجهت لها الشرائح ذات الدخول المتواضعة التي تشكل الاكثرية من الشعوب والتي لاتقوى على شراء الا نتاج الاوربي المرتفع السعر بسبب ارتفاع كلف انتاجه ومحدودية دخل الفرد في معظم البلدان لذا فقد بادرت الدول الاوربية في البحث عن السبل الناجحة للخروج من هذه المأزق الاقتصادية الخانقة 00 وقد توصلت الدول الراسمالية  بعد العديد من الاجتماعات داخل السوق المشتركة  والقيام بالدراسات المكثفة للكشف عن سبب هذا الركود وهذا المأزق فتوصلت الى ان المنافذ الحيوية لتصريف بضاعاتها وصناعاتها المكدسة على مختلف انواعها المدنية والعسكرية هي الاسواق الشرق اوسطية  الغنية المتمثلة بالمناطق النفطية التي بامكانها ان تستوعب كل الانتاج الاوربي بما يتوفر لها من دخول كبيرة فيما لو وزعت بشكل عادل على شعوب المنطقة وان سياستها الخاطئة التي اتبعتها مع هذه الدول الشرق اوسطية وبالذات الدول العربية حيث دعمت بسياساتها الخاطئة هذه زعامات تلك الدول التي بدورها قامت تلك الزعامات بنهب كل موارد دولها الطبيعية  وحصرتها بايديها وافقرت شعوبها ما جعلتهم غير قادرين على شراء المنتجات الاوربية لضعف دخولهم وعدم تمكنهم من شراء تلك المنتجات الغالية الثمن ما دفعها للتوجه الى الصناعة الصينية واليابانية الرخيصة والتي تتناسب ومدخولاتهم الضئيلة كما لم تستطع الطبقة الحاكمة من استيعاب كل المنتج الاوربي باعدادها القليلة التي تتمثل بالعائلة الحاكمة وبعض الزمر من اعوانها التي لاتشكل سوى نسبة قليلة من اعداد الشعب وادى بالنتيجة الى كساد كبير للبضاعة الاوربية وسبب لها هذه الازمة المرعبة 00 ما اضطرها لمراجعة خططها وتغيير اسلوبها في التعامل مع الدول العربية ووجدت انه لابد من اعادة النظر والاهتمام بالشعوب والتخلي عن الحكام وعملائهم الذين بالتزامها لهم وقعت في هذا المنزلق الخطير وايجاد الفرص الجيدة للشرائح الشعبية وتحسين احوالها المعاشية التي تؤهلها لشراء البضائع الاجنبية الاوربية وعليه فلا بد من الاطاحة بكل هذه الزعامات التي لم تستطع ان تحقق لها مصالحها وسببت لها كل هذه المشاكل 00ففوجئت بضروف عكس ما كانت تتوخاه من دعمها والتزامها للحكام فقد استبد هؤلاء الحكام وضغطوا على شعوبهم وسحقوهم الى الدرجة التي جعلتهم يستكينون ويرضخون خوفا وهلعا وعاجزين في تفس الوقت عن شراء البضائع الاوربية 00 كمااصبح السلاح الذي باعته الدول المصنعة للسلاح مكدسا في مخازن الدول العربية فهي لم تعد في صراع وحروب مع بعضها او مع اية دولة اخرى مما يستلزم انفاق كل مخزوناتها من السلاح حتى تضطر لشراء المزيد كما فعل صدام الذي ذهب الى غير رجعة 00 كما انها قد سيطرت بالكامل على شعوبها سيطرة تامة واستسلمت كل الشعوب العربية الى قدرها المحتوم فلم تعد بامكانها الانتفاظ على حكامها لكي يضطر  الحكام لمواجهتها بالسلاح وانفاقه في قتل الشعوب ما ادى بالنتيجة الى بقاء اطنان من الاسلحة مجمدة في مخازنها  وهو امر لاتستسيغه الدول الاوربية المصنعة للسلاح التي تريد ان تبيع كل ما تنتجه مصانعها المستمرة على الانتاج ما دفعها بالتالي للتفكير بطريقة تؤدي الى احراق كل مخزون الاسلحة المتوفرة في مخازن الدول العربية وحيث ان كل دسائسها لم تستطع ان تحرك الدول العربية لاثارة الحروب فيما بينها فلا بد اذا من ايجاد الوسيلة الناجحة لدفع حكام هذه الدول لاستعمال اسلحتها وحرقها  وتدمير كل  موجوداتها من البضائع المستوردة وتدمير جميع المصانع التي جعلت هذه الدول تعيش فترة في اكتفاء ذاتي لاتحتاج فيه الى المنتوج الاجنبي بوجود صناعة وطنية جيدة 00 وهو احد اسباب الركود الاقتصادي الاوربي 00 ولما وجدت الحكام العرب قد اصبحوا من الضعف والاستكانة والسكوت على ماهم فيه فقد انصرف الجميع الى الاهتمام بشؤونه الخاصة والتقوقع بانعزال تام عن شعوبهم مما اضر بالمصالح الاوربية ما دفعهملاتخاذ القرار بالخلاص من هؤلاء الحكام واثارة الشعوب عليهم كي يحتدم الصراع ويضطر الحكام لمواجهة الشعوب بما يتوفر لديهم من مخزون الاسلحة او اضطرارهم لشراء المزيد وهكذا يبدأ الانتعاش الاوربي من جديد ويتخلص من هذه الازمة الاقتصادية المرعبة  00 فالحصول على النفط من هذه الدول النفطية لايكفي لاصلاح الامور في بلدانهم فالنفط مجرد طاقة لتشغيل المصانع المنتجة للبضائع وهذه البضائع بحاجة الى التسويق وايجاد المنافذ لها فلابد ان تبحث الدول الاوربية عن الاسواق التي بامكانها ان تبتلع كل ما ينتجه الغرب وهذا لا يتحقق إلا---- اولا- بايقاف الصناعات العربية بتدمير مصانعها ومنعها من تاسيس معامل جديدة في بلدانها وثانيا تعطيل الطاقة الكهربائية وهي عصب التصنيع في الوقت الحاضر ومن ثم حرق كل ما تملكه الدول العربية من سلاح لاجبارهم على شراء سلاح جديد وهو اغلى البضائع على الاطلاق وعليه فقد بدأت مشروعها الشرق اوسطي باثارة الشعوب على الحكام الذين كانوا يدعمونهم ولعقود طويلة وبدأت الانتفاضات واخذ الرصاص يلعلع والاسلحة تحترق والبنية التحتية تدمر وهو  ما يريدون ويطمحون اليه كي تصبح الدول العربية خراب وتحتاج الى اعمار من جديد فبدأ الربيع العربي من العراق في الشرق فدمرالعراق عن بكرة ابيه ولا زال يدمر ثم انتقلت اوربا الى  الغرب العربي في افريقيا حيث تحركت من تونس وتبعتها في مصر ثم ليبيا وسوريا واليمن والحبل على الجرار 00 والضحية اولا واخيرا هي الشعوب 00

 

 وللحديث صلة    

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا