<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان الدستور العراقي الغام مؤجلة و مرحلة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الدستور العراقي الغام مؤجلة و مرحلة

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

يترائى لي في مخيلتي دستورنا العراقي كحديقة مزهرة عطرة الورد فواحة الشذى يتلهف الكثيرون مما يتجمعون حولها لاقتطاف زهراتها الجميلة الحلوة لكنهم يتهيبون من دخول هذه الحديقة لانهم هم انفسهم قد قد زرعوا بين شتلاتها الغام هائلة مدمرة يخشى كل من يحاول دخولها ان يضغط على فتيلتها فتنفجر عليه وتبعثر اشلائه في كل مكان 00 فهو ينتظر ان يغامر غير ه ويجرب حظه فيسير خلف خطاه او تتفجر فيه فيخلص منه ويستأثر هو بالازهار ناجزة خالية من كل لغم 00

فقد اشترك الجميع بوضعها سوية في هذه الحديقة الغناء  لكن هيهات ان يتورط احد لوحده فيبقى الكل منتظرون الى ما شاء الله او يأتي احد بكاسحة الالغام فينقذ من يهوى ويصفى له الجو 00

وهكذا فقد تورط الجميع في سن هذا الدستور ففي كل نص لغم واسوأ الغامه هي المادة المائة و الاربعون ففي ظاهرها زهرة فواحة العطر  لكنها في جوهرها لغم نووي مدمر ان تقربوا لها تفجرت عليهم و احرقتهم جميعا واحرقت معهم الملايين وبعثرت طموحاتهم في الهواء 00 اضافة لبقية المواد من الفها الى يائها لاتخل من الغام 0

فقد زرعها بوش الابن كما فعل والده الاب من قبل مع صدام ثم فجر عليه الف لغم ولغم  في جميع تلك الحروب العبثية حتى اودى به الى الهلاك واودى بالعراق الى الدمار والخراب وشرد شعبه وافلس خزينته التي كان قد عمرها من سبقوه من القادة والزعماء فجعلها خاوية حيث بددها بخردة الدبابات وقنابل المدافع المحطمة وجيوب اللصوص00

وهكذا تبعثر كل شيء واليوم قد اعاد ابنه بوش الصغير المسرحية ذاتها ولكن بلون جديد فاثار الفتن واشعل نيران الطائفية والعرقية والله يعلم الى اين ستصل بنا الامور حيث انشأ لنا اليوم حديقة الديمقراطية وزرعها شتى انواع الزهور من نرجس الطائفية الى ياسمين العرقية  وقرنفل الاقليمية اللغوية وكل مايثير النزاع ويؤجج الخصام  فلو تصفحنا بعض مواد الدستور مثلا المادة -4- آ- حيث جعل اللغة الكردية اللغة الرسمية  الثانية في الد ولة وتناسى اللغة التركمانية والكلدانية واعداد من يتكلمون بها في جميع مناطق العراق والمنتشرين بين الازقة والمحلات في كل حي من احياء المدن فكان من الاولى ان يكتفى باللغة العربية دون اثارة النعرات وتأجيج الحساسيات بين شرائح الشعب العراقي 00

كذلك المادة  التي الزمت الاكثرية بتشكيل الحكومة ولم تحدد أي اكثرية  هل بعدد الاصوات الفائزة ام بعددالمقاعد داخل البرلمان  فحشرت لغما اخر في داخلها واثارت المشاكل 00 وكان المفروض ان لا تثور المشاكل بشأنه فالنتيجة واحدة اذ لو رشح لرئاسة الوزارة الفائز بعدد الاصوات فانه سيكون معرض للتصويت وقد يفشل داخل قبة البرلمان 00

 وهكذا امتد الخلاف اشهرا ولا زال وسوف يستمر مهما وضعوا عليه من اغطية 0 ثم اثيرت مشكلة الجهة التي من حقها تفسير النصوص وهي المحكمة الدستورية   وهي غير موجودة اصلا  ما دفع البعض الى اللجوء الى مجلس القضاء التي طعن البعض بعدم شرعيته في تفسير الدستور وهكذا احتدم الخلاف حول هذا الموضوع ايضا فقد كثر الغموض والتناقض في معظم مواده 00 وعليه فلا بد ان نناقش مواد هذا الدستور الخلافية والكثيرة ما جعل الجميع غير مقتنع به للخلل الكثير والكبير في نصوصه والتي جاءت في معظمها لمصلحة طرف على حساب اطراف اخرى مستغل هذا الطرف المستفيد من بعض نصوصه من الضروف الصعبة التي مر بها العراق والوقت الضيق الذي حددته الولايات المتحدة والزمت الحكومة العراقية بوجوب تشريعه والتصديق عليه بعد ان ملاته بالعديد من الالغام  ما اخرجه مشوها وغير قابل للتطبيق او للحياة وهو ما ارادته ان يكون كذلك لاستمرار الصراع بين الكتل والاطراف العراقية فهي لم تبقي مادة واحدة إلا وحشرت فيها الكثير من الالغام كي تثير الفتن والخلاف

00 فان كا ن بامكان الحكومة العراقية ان تنتزع الالغام والمفخخات من الشوارع فانه من المستحيل ان يكون بامكانها ان تنتزع الالغام المحشوة في نصوص هذا الدستور المعوق والذي يعارضه اليوم نفس من اجبر على التوقيع عليه 00 ويبدو انهم كان هؤلاء قد وضعوا نصب اعينهم عندما صدقوا عليه اما مصلحتهم الشخصية او اعتقادهم الخاطيء بامكانهم تعديل او تغيير بعض نصوصه في المستقبل غير مدركين بان الدستور سوف يثبت في الامم المتحدة ولدى امريكا المحتلة وسوف يتمسك به من استفاد من نصوصه المدمرة ولن يسمح بتغيير أي نص منه في المستقبل وسوف يحضى بالدعم الدولي على موقفه المتصلب باعتبار ان الدستور قد صوت عليه الشعب كله مع ان الحقيقة غير ذلك 00

وسنحاول في هذا المقال ان نذكر على سبيل المثال بعض النصوص الملغمة التي اخذ الشعب برمته يعاني من اخطارها وضررها عليه وعلى بلده المسكين الذي مزقته الادارة الامريكية وحطمت بنيته التحتية ونفسية شعبه وجعلته يعيش في رعب دائم 00 فقد ورد في المادة 2- بانه لايجوز سن قانون يخالف الشريعة الاسلامية مع وجود العديد من الاديان في العراق التي يجب ان تحترم فكان الاولى عدم ذكر مثل هذا النص 00

حيث ان النظام العراقي نظام ديمقراطي وليس نظاما دينيا فايراد مثل هذا النص قد يثير االحزازات اضافة لكون النظام الديمقراطي نظاما علمانيا مدنيا  لايتدخل في شؤون الديانات فالناس احرار فيما يعبدون 00

 كذلك جاء في المادة -4- بان اللغة العربية والكردية هي اللغتان الرسمية وهذا النص قد يستفز بقية القوميات التي تعيش في العراق وهي جزء لايتجزأ من الشعب العراقي فكان الاولى ان يغفل مثل هذا النص فالعراق جزء من الامة العربية باعتبار اكثر من 80% من سكانه من العرب وهو ما عمل به في الدساتير العراقية السابقة فالتعامل باللغتين امر صعب بل مستحيل في مختلف مناطق العراق الجنوبية والغربية او الوسط 00

كما جاء في المادة -5- التي تقضي بممارسة  الاقتراع السري في التصويت غير ان رؤساء الكتل يرفضون ان يصوت اعضاء كتلهم بهذه الطريقة حتى لايتجرأ احدهم بالتصويت ضد رغباتهم 00 كما جاء في المادة -7- منع الارهاب وهي افعال جرمية قد نص على مختلف صوره واشكاله في قانون العقوبات كما انه يقتضي تشريعه في حالة الحرب وكان لابد من تشريع قانون المحاكم العرفية التي تقوم بتطبيقه فلا يمكن للمحاكم العادية من تطبيق مثل هذا القانون الذي يلاحق الجريمة الجماعية المنظمة والتي تتطلب اعلان حالة الطواريء القصوى ووضع البلد في ضروف استثنائية حتى الانتهاء من القضاء عليه بينما بقيت المحاكم العادية تزاول اعمالها لتطبيق هذا القانون وقد ثبت عجزها عن القيام بهذه المهمات الصعبة والتي هي من اختصاص المحاكم العسكرية التي تشكل لهذا الغرض والتي يدير فيها البلد مجلس حرب كما تعمل به الدول في مثل هذه الضروف فالادعاء بالاستقرار والوضع الطبيعي والاعتراف بوجود ارهاب امران متناقضان لايمكن ان يتواجدا في وقت واحد 00 ثم جاء في المادة -18- السماح بتعدد الجنسيات وهو امر لايجوز ان يكون باي حال من الاحوال خاصة في العراق فالولاء للوطن سوف ينعدم والاخلاص سوف يضعف والمحاسبة سوف تغيب وهذا ما حدث بالتجربة الواقعية فعلا 00   

00 اما المادة - 58 – المتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها فهي القنبلة النووية التي حشرها الامريكان في هذا الدستور لكي يكونوا الممسكين بقادح هذه القنبلة متى ما ارادوا اشعلوا فتيلها فيفجرون العراق فقد جعلوا من العراق دولة داخل دولة  اذ هل المناطق المتنازع عليها هي بين دولتين وهل هي مناطق حدودية كان تكون بين ايران والعراق او بين تركيا والعراق او اية دولة ملاصقة اخرى للعراق ام انها مناطق قد تبعد عن الحدود اكثر من مائة كم داخل الحدود الدولية للعراق وان ذكر المواد 140 و141 و142 قد زادت الطين بله والتي ترسخ الانفصال بشكل صريح فهل اراد الامريكان ان تكون السودان الاولى والعراق الثانية وهكذا تجري الخطوات مع بقية الدول العربية 00

او ان امريكا تريد ان تشعر الشعب العراقي بان جميع الكتل السياسية التي شاركت في حكم العراق وشرعت مثل هذه المواد  قد غدرت بشعبها 0 وإلا بماذا يفسر موافقتها بسن مثل هذه المواد ووضعها لغم في الدستور هل هناك تفسير اخر 00 كل هذه المواد قد زعزعت ثقة الشعب بحكامها الجدد وهم اليوم يحاولون ان يخرجوا من هذا المأزق 0 اما الادعاء بان الدستور قد صوت عليه الشعب ونال رضاه فامر مردود فقد خدع الشعب بواسطة استفتاء شكلي وبضروف غير ملائمة وتحت ضغط نفسي وثقة في غير محلها  عليها النزعات الطائفية والعرقية ودفعتها لـي ما هو ضد مصالحها 00  فلو اجري مثل ذلك  الاستفتاء اليوم فسوف يرفضه الجميع إلا فئة حصلت منه على كل شيء وخسر فيه الشعب كل شيء 00

فقد وافق الشعب في حينه على مضض معتقدا بانه سوف يحصل على الاستقرار والامن فاكتشف بانه لم يحصل لا على الامن ولا على الخدمات ووقع في مطب هائل ومحنة  الله هو فقط من يستطيع ان ينجيه منها 00

 فقد اثار هذا الدستور الفتن واشعل الاحقاد والضغائن وعمق الانشقاقات وان كل الادعاءات التي يدعيها البعض بالتفائل الكاذب هي مجرد بالونا ت دعائية مكشوفة 00 بل على العكس فان مستقبل العراق الى مجهول اسود ويقف على كف عفريت وفوق جبل من البارود ينتظر من يضغط على الزناد وسوف لن تستطيع كل هذه الكمادات وهذه المراهم والتفائلات والترقيعات  ان تداوي جروحه وتعيد اليه عافيته وتخلق له الاستقرار وانما سوف تستمر الحكومة في محاولة التاجيلات والترحيلات ولكن الى متى سيستمر هذا00

كما ان هناك من ليس من مصلحته استممرار التاجيل وانما هو يريد اشعال الفتيل حتى يتمكن ان يخلق المبرر لتمرير نواياه الخفية وقبل ان يخرج الامريكان فيما لو كانوا سيخرجون حقيقة وسوف يدخل العراق في خروجهم لو حصل في اتون  بركان هائل ستصلي حممه كل ابناء الشعب ولو ان هناك من يريد التمسك بالامريكان ولايريد خروجهم حتى يبقى الحال على ما هو عليه فوضويا عشوائيا ويبقى الصراع قائما على مصراعيه ولن يهدأ العراق فليس هناك بوادر لاي استقرار 00

ومن الجهة التي ستستطيع تقديم مشروع التعديل في كل هذه المواد الملغومة ؟؟؟ ومن الذي سيستجيب ؟؟ فان مجرد تقديم أي مشروع للتعديل سوف يلاقي معارضة كبيرة وشاملة لان التعديل كما نص عليه في الدستور نفسه في حاجة الى مراحل معقدة وموافقات شبه اجماعية وخاصة فيما يتعلق بالنصوص التي تعالج موضوع الاقاليم 00

فان أي تعديل سيقابل بالرفض وحتى لو تطلب الامر الانسحاب من العملية السياسية وخلق ازمة كبيرة لاتقوى الحكومة على مواجهتها فهي لاتستطيع سوى المماطلة والتسويف والتأجيل والترحيل وهي معضلة يستحيل حلها وهي ستنفجر ان عاجلا او اجلا وكل الادعاءات بامكان التعديل مجرد ضحك على الذقون فان هناك المستفيد من يعتبر الامر محسوم وهو نص دستوري لا يجوز المناقشة فيه على الاطلاق 00

فالفأس وقع في الراس والمصيبة قد حلت والتقسيم قادم لا محالة  ويتحمل النتائج جميع من وقعوا على هذا الدستور وسوف يقفون امام الشعب فماذا سيجيبون مع ان الكثير منهم قد خطط لمغادرة العراق قبل وقوفه امام الشعب لتقديم الحساب فهل سيستطيعون ؟؟؟ فرئاسة المجلس اليوم هي غير ماكانت عليه في الدورة السابقة عندما كانت مجرد رئاسة تأجيلات وترحيل ازما ت فالرئاسة اليوم رئاسة  حازمة وشديدة ورافضة لكل هذه النصوص الملغومة  والحكومة مرغمة ان تغير من اسلوبها فسوف تعيد حساباتها من جديد لتتخذ مواقف غير ماسارت عليه وبوادر التغيير قادمة لا محال فالكل قد فهم وادرك اللعبة فما مضى لن يعود وليس بمقدور الحكومة ان تقدم تنازلات اكثر مما قدمته ولا بد لها ان تتخذ القرارالذي يدعم وحدة العراق ويناقض المشروع الامريكي الذي ستفرضه بعد الفراغ من السودان وتقسيمه الى اشلاء  00

 فالانفجار اذا وقع سيحرق الجميع ولا نريد ان نعيد مأساة النزوح الى الجبال او الهرب الى الاهوار فالكل هم ابناء هذا الشعب فخسارة أي فرد هي خسارة للشعب 00

والعراق واسع وموارده كثيرة تكفي الجميع دون الحاجة الى استقطاع وتقسيم 00 وعلى الذين يريدون ان يبقى  الحال مترجرجا والشعب يقتل ويباد عليهم ان يعلموا ان الاماني والوعود والامال والتفائلات فهي مجرد مورفينات لها اجل محدود وان كل ما يحدث اليوم من صراعات كتل واحزاب وطوائف واعراق سببه هذا الدستور الذي شرع على عجل فتورط فيه الجميع  وسوف يصح ويستفيق الشعب ويتخلص من كل هذه المخدرات  00والخوف كل الخوف من الحليم اذا غضب ...!!!     

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا