<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان الاشوريون سكان العراق القدامى
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب المحامي يوسف علي خان     

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الاشوريون سكان العراق القدامى

 

 

 يوسف علي خان

 

يعد الاشوريون احد اقدم سكان العراق الذين اسسوا امبراطورية شاسعة و عظيمة في شمال العراق وفي الجانب الايسر  من مدينة الموصل وما يسمى اليوم بنينوى فهم ليسوا طواريء على العراق واستمروا في تواجدهم قرونا عديدة حتى الهجوم الفارسي واحتلال العراق والقضاء على هذه الامبراطورية العتيدة 00بينما ذكر بعض المؤرخين بان سبب انهيا ر واندراس هذه الامبراطورية هو زلزال عنيف حدث في هذه المنطقة ادى الى تدميرها ودفن الالاف من ملوكها تحت الانقاض ومهما يكن من صحة هذه الرواية او عدمها فان ما تبقى من سكان اشور قد غادروها الى الجبال والمناطق المفتوحة منتشرون ومتخفون من الاحتلال الفارسي لاراضيهم واقاموا في مختلف المناطق وبقوا فيها جيل بعد جيل وحتى بعد الفتح الاسلامي للعراق00 وهم ما نجدهم يعيشون بيننا في مختلف محافظات العراق ولكنهم لا زالوا يتركزون في المناطق الشمالية من العراق وفي المناطق المحيطة بمدينة الموصل وضمن محافظة نينوى 00 لذا فهم عراقيون اصلاء ولا يجوز تهميشهم وقد اعتنقوا المسيحية بعد ظهور المسيح عيسى ابن مريم وهو احد الانبياء المعترف به في الدين الاسلامي 00 وقد توزعوا في طوائف ومذاهب متعددة شأنهم شأن المسلمين اليوم 00 ومما يؤسف له ان الاشوريين والمسيحيين بصورة عامة قد اضطهدوا في عدة مراحل من مراحل التاريخ خاصة في العهد العثماني ما جعل الكثير منهم يهرب الى الجبال وينشيء كنائسه في المناطق المستعصية وما دير متى في الموصل  إلا شاهد واحد على ما حدث للمسيحيين على يد العثمانييين 00 واستمر الاضطهاد حتى بعد تشكيل الحكومة العراقية سنة 1921 ما جعلهم يتكتلون بمحاولة للتمرد على الحكم الملكي في الثلاثينيات من القرن الماضي بتشجيع من الانكليز غير ان محاولتهم باءت بالفشل 00 وقد اضطروا للاحتماء بالانكليز والتعاون معهم والعمل في بعض القواعد العسكرية كقاعدة الحبانية وقاعدة الشعيبة كما عمل الكثير منهم في المؤسسات والشركات البريطانية التي عملت في العراق في النصف الاول من القرن الماضي كميناء البصرة وشركة الكهرباء التي كانت تملكها الشركات البريطانية حتى الخمسينات  من القرن الماضي  00 وهكذا بقي الاشوريون الذين يمثلون الاكثرية المسيحية في العراق مضطهدون من كل الحكومات المتعاقبة ولم تنصفهم اية واحدة منهم 00 لذا فقد اضطر  الكثير منهم في بيع الخمور والعمل في الفنادق والحانات التي كان يحضر على المسلم العمل فيها للبحث عن وسائل رزق لهم كما كان للهجرة الجماعية التي تمت في الخمسينات من القرن الماضي دور مهم فقد غادر العراق الالاف من العوائل الاشورية الى الولايات المتحدة والى كندا واستراليا وامريكا الجنوبية مع الهجرة الجماعية التي شملت الكثير من المسيحين ايام حكم القادة الاتراك بعد سقوط السلطان عبد الحميد ومجيء الانقلابيون الى الحكم واثر الملاحقات التعسفية التي مارسها اؤلائك القادة ضد المسيحيين وغيرهم من العرب  00ولكن مما يجدر ذكره فقد لعب الاشوريون دورا عظيما في نشر الثقافة والوعي في العراق فقد كان لهم قصب السبق في دخول المدارس والتعلم فيها خاصة المدارس الاهلية التي انشأتها المؤسسسات التبشيرية التي ملات العراق في النصف الاول من القرن العشرين فقد امتنعت العوائل المسلمة في باديء الامر من ارسال اولادها الى المدارس للتعلم والدراسة فيها بينما ذهب معظم المسيحيون ومنهم  الاشوريون  وتمكنوا  من الحصول على اعلى الشهادات وتخرج منهم الا طباء والمهندسون الذين ارسلوا للدراسة في الخارج فكان لهم الفضل في التحرر وترسيخ الفكر العلماني المبني على الحياة المدنية المتحضرة في العراق وساهموا في حركة التطور والتقدم في الوقت الذي بقي المسلمون متقوقعون ممتنعون عن الدراسة مكتفون بالمهن والحرف البدائية التي توارثوها ابا عن جد 00 ومع ذلك فقد بقيت مشاعر الاضطهاد تلاحقهم بسبب السياسات التهميشية التي مارستها الحكومات العراقية ضدهم  واعتبارهم اقلية وهو مصطلح خاطيء كان يجب ان لايطلق عليهم فكل القوميات العراقية هي ليست اقلية بل يجب ان يعتبر الجميع عراقيون دون تميي 00 فهذه السياسات الخاطئة كانت سبب بقائهم متقوقعين منعزلين في مناطق نائية غير مند مجين إلا قليلا مع باقي ابناء الشعب العراقي ما جعلهم في بعض الاوقات ان يتخذوا مواقف عدائية من السلطات الحاكمة في العراق وهو ما نجده اليوم يمارس معهم من قبل العديد من الشرائح والكتل والمنظمات الدينية والسياسية وهوامر خطير يجب على الحكومة الحالية الانتباه اليه وان تراجع مواقفها من هذه الشريحة الاصيلة في العراق وان تعتبرهم جزء لا يتجزأ من العراق الحديث فهم عراقيون اعرق في تواجدهم على هذه الارض من أي عراقي اخر 00 فهم الواجهة الاعلامية المشرقة والمتحضرة للشعب العراقي التي يجب ان نتباهى بها ونحتضنها وان لاندع البقية الباقية تضطر لترك هذا البلد00فهي ارضهم وهذه بلدهم وعلينا ان نعترف بذلك00كماان فيهم العلماء والخبراء والاكاديميين والتكنوقراط الذين تبحث عنهم الحكومة في الوقت الحاضر 00 فلقد كان الاشوريون هم السبب المباشر والدافع الحقيقي الذي شجع العراقيون المسلمون من ارسال اولادهم الى المدارس للتعلم والتثقف وهم الفئة المتنورة المنفتحة والمتحررة التي تعطي صورة مضيئة عن الشعب العراقي للشعوب الاوربية المتطورة والتي قد يكون ببقائها واستمرار تعايشها مع بقية الشرائح العراقية التي سيطرت عليها الخرافة وتفشت فعسى ان يكون بامكانها في عقولها الافكار الظلامية  بامكانها ان تخفي ولو البعض من تلك  المظاهر التي يعيشها العراق وتكون بحق وحقيق الواجهة الاعلامية التي تزيل ما علق في اذهان العديد من الشعوب المتطورة  من الصور السوداء عن الشعب العراقي 00 كما علينا ان نقتلع وللابد كلمة الاقلية فالعبرة ليس بالعدد الهائل من الجهلة والمتخلفين الذين تمتليء بهم الساحة العراقية بل العبرة بالنوعية المثقفة الواعية التي تمثلها هذه الشريحة من ابناء الشعب العراقي وهي الشريحة الاشورية والمسيحية بشكل عام فلو استعرضنا العديد من المؤسسات الثقافية العراقية اوحتى العربية لراينا بان معظمهم من الاشورييين او المسيحييين 0-0 وعليه فيجب ان ينتهي مصطلح الاقلية من تعابيرنا الدارجة في الوقت الحاضر فالشعب كله شعب عراقي لا فرق بين مسلم ومسيحي او اشوري او عربي او غير ذلك من التسميات التي جلبها لنا الاعداء كي يفرقونا ويجعلونا نتصارع ونتحارب على مدى قرن من الزمان وندفع بالالاف من هذه الطبقات المثقفة ان تنزح بغير رجعة فيخسر العراق نخبة من المثقفين هو احوج ما يكون اليوم لامثالهم اضافة للعلماء والاقتصاديين  و اصحاب رؤوس الاموال التي تتمثل في العديد منهم بما يمتلكوه من شركات او يترأسونه من مصالح تجارية  مفيدة لهذا البلد 00 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا