<%@ Language=JavaScript %> سلام السعدي حل "أمريكا الإخوان البرادعي" لإجهاض الثورة المصرية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

حل "أمريكا الإخوان البرادعي" لإجهاض الثورة المصرية

 

 

 

سلام السعدي

 

مازالت ثورة الطبقات الشعبية المصرية مستمرة، وهي تتجذر يوماً بعد آخر، حيث تذوقت هذه الطبقات ولأول مرة طعم سلطتها، وهي لا تريد أن تتنازل عن هذه السلطة التي حققتها بانفجار كان مفاجئاً رغم كل التوقعات.

 لذلك نشاهد وسنشاهد في الأيام القادمة تمسكاً أقوى من قبلها بسلطتها هذه، حيث لا خيار أمامها سوى مزيد من الاندفاع، وكل الحديث الذي يدور على شاشات التلفزة المصرية وبعض القنوات الفضائية العربية لإحباط الجماهير، من قبيل التهويل من الخسائر الاقتصادية واحتمالات انهيار البورصة وأسواق المال، وصولا إلى غياب الأمن واحتمالات الفوضى، كل ذلك لا يخص الطبقات الشعبية الموجودة في الشارع والتي لا تملك ما تخسره، فنسخة مصر حسني مبارك حصرت الثروة والأمن والأمان في فئة ضيقة جداً، بينما عممت الفقر والجهل والمرض وانعدام الأمان على مجمل الطبقات الشعبية حتى وصلت هذه الطبقات إلى حدود مذهلة من البؤس والفاقة الاجتماعية، أصبحت معها الحياة والموت وجهان متشابهان، لتولد وسيلة جديدة  للاحتجاج وهي الانتحار.

واليوم فإن الطبقات الشعبية في ساحات وشوارع مصر مستعدة للانتحار الجماعي إذا كانت هذه الوسيلة هي الوحيدة التي ستؤمن لهم مستقبل آمن وعيش كريم، إن الطبقات الشعبية المصرية في هذه اللحظة مستعدة للسير بالثورة حتى النهاية، فكل حديث عن التراجع أو عن حلول وسطية، تعيد إلى أذهانهم صورة مظلمة  لحياة بائسة كانوا يقبعون فيها، وها هو الأمل يراودهم بالخروج من الظلام.

لذلك فعلينا الإقرار بكل جرأة بان المشهد المصري لن يعود إلى ما كان عليه، أو حتى إلى ما يشبه ما كان عليه، فالنظام الحالي بات بحكم المنتهي، وينتظر فقط أن تقر التوازنات السياسية الداخلية، والتدخلات الدولية، شكل التابوت الذي سيخرج به هذا النظام  ليوارى الثرى.

الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الامبريالي الرئيسي، تود بشدة أن يكون لعناصر النظام الحالي بغض النظر عن شخص حسني مبارك، دور أساسي في إقرار شكل وجوهر النظام القادم، فالتحول الذي تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية  لا يتعلق بشكل النظام الجديد، وإنما يتعلق بجوهر هذا النظام،إن التحول المرعب الذي يقض مضاجع الغرب الامبريالي والدولة الصهيونية اليوم، هو تحول يؤدي إلى تغيير السلطة الطبقية المهيمنة، أي أن تتحول سلطة الشارع الآن حيث تسيطر الطبقات الشعبية، إلى سلطة الدولة، وهذا سيكون له تداعيات على مصر وعلى كل البلدان العربية، والاهم بالنسبة للولايات المتحدة والغرب على الكيان الصهيوني.

ولهذا فإن الولايات المتحدة تفضل السيناريو التونسي محذوفاً منه هروب الرئيس، فلقد تمثل السيناريو التونسي في هروب زين العابدين بن علي، ومن ثم تولي احد اقوي رجالاته للسلطة وهو محمد الغنوشي، الذي قام بالتفاوض مع القوى السياسية المدجنة تاريخياً والمعترف بها من السلطة، وهكذا تغير شكل السلطة التونسية وبقي الجوهر، تغير رئيس الدولة الذي كان يمثل طبقة كمبرادورية مهيمنة تنهب وتقمع الشعب، وبقيت هذه الطبقة لتمارس هيمنتها ونهبها وقمعها.

 الولايات المتحدة  وتحت وطأة الثورة الشعبية تريد لمصر الشق الثاني فقط من السيناريو التونسي، أي الحفاظ على سلطة الطبقة الكمبرادورية المصرية عبر رجل قوي يتضح انه عمر سليمان (وربما تكون الولايات المتحدة هي من اقترح أو اجبر حسني مبارك على تعيين سليمان نائباً)، بينما لا تريد أن يلقى  حسني مبارك ذات المصير المذل والمهين الذي لقيه زين العابدين، فمن الواضح للجميع أن الشكل الدرامي الثوري الذي انتهت به حلقات مسلسل الثورة التونسية، قد أشاع جواً من الثورية في صفوف الطبقات الشعبية في الوطن العربي، أكثر بكثير من لو انه انتهي بتسوية سلمية ما، وهذه التسوية هي بالذات ما تسعى إليه الولايات المتحدة الآن فيما يخص حسني مبارك، أمريكا تريد لهذا الطاغية أن يخرج بشكل لائق و"ديمقراطي"، بشكل "تدرجي وسلمي"، إنها تريد انتقال "سلس" للسلطة، لأن الامبريالية اليوم باتت محكومة بالرعب من انتشار عدوى التغيير عبر "الثورة"، و"الانتفاضة" بين الطبقات الشعبية المسحوقة في الوطن العربي وجميع دول العالم الثالث، لقد بذلت الامبريالية وجميع النظم العربية الحاكمة جهوداً جبارة وأموالا طائلة لاغتيال "الثورة" من الوعي الجمعي العربي، لكن شبح التغيير الجذري الثوري (غير التدرجي) _ وهو الشكل الوحيد للتغير في الوطن العربي_ نهض مجدداً من بين الأنقاض، وها هو اليوم يسكن وعي الشارع العربي من جديد.

وسحباً على السيناريو التونسي، فكما أن محمد الغنوشي الممثل الجديد للطبقة البرجوازية التابعة في تونس، قد وجد من قوى "المعارضة" من يفاوضها ويدخلها كديكور في النظام التونسي الجديد شكلا والمتعفن مضموناً، فأن عمر سليمان، سيجد بالتأكيد من يتكأ عليهم لإجهاض الثورة والمضي بنظام أمريكي صهيوني جديد.

وان تصريحات رجل نوبل للسلام محمد البرادعي، وكذلك تصريحات الإخوان المسلمين تدعو للقلق في هذا المجال، حيث صدرت تصريحات عن الجهتين بعدم وجود مشاكل مع الولايات المتحدة الأمريكية، إن مشكلتهما فقط مع حسني مبارك ونظامه، لا بل فإن عضو الجماعة عبد المنعم ابو الفتوح قال على قناة الجزيرة بأن عمر سليمان شخصية تحظى باحترام المصريين!!، في مغازلة واضحة لغرفة العمليات المصرية- الأمريكية المشتركة الخاصة بإجهاض الثورة، فيما بذل احد أعضاء الجمعية البرادعية للتغير جهودا جبارة لطمأنة الصهاينة، تعقيباً على تشبيه نيتنياهو للثورة المصرية بالثورة الإيرانية، بأن كاناً من يصل للسلطة فإنه سيحترم الاتفاقيات الدولية الموقعة مع مصر، وعلى رأسها اتفاقية السلام المصرية الصهيونية.

لكن هذا السيناريو "الأمريكي الاخونجي البرادعي" يواجه صعوبات وعقبات كبيرة، أبرزها سلطة الطبقات الشعبية التي تحكم قبضتها على الشارع اليوم، والتي أثبتت أن أقوى أجهزة الأمن، وأخبر المخابرات العالمية الداعمة له، تتكسر وتتفتت تحت قبضات أيديها، وتفر مذعورة في حضرة صرخاتها.

 

الثلاثاء, 01 شباط 2011

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا