<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

هذا الرجل لا يمثل العراقيين يا إخوتنا في مصر...!!

 

 

صائب خليل

3 شباط 2011

وأنا مشغول مثل باقي كل الناس في المنطقة والعالم كله، بمتابعة الملحمة البطولية غير المسبوقة التي تجري في مصر، والهبة الرائعة للشعب المصري المطالب بحريته من الدكتاتورية القبيحة التي الهبت ظهره بالسياط 30 عاماً، وأتساءل لماذا لم تعلن الحكومة العراقية موقفاً صريحاً مع هذا الشعب البطل المحاصر في ميدان التحرير، متألماً للمؤامرات الدنيئة التي تحاك ضدهم وهم يتقون الحجارة والقنابل الحارقة التي تلقيها قوات الشغب وبلطجية النظام عليهم، وإذا بي أقرأ، وببالغ الألم والدهشة هذا الخبر:

تلقى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا اليوم من الرئيس العراقي جلال طالباني .

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الرئيس العراقي أعرب خلال الاتصال عن التطلع لتخطى مصر الأحداث الراهنة وثقته في قدرة الرئيس مبارك على ضمان واستقرار المجتمع المصري.(1)

 

مبارك يضمن استقرار المجتمع المصري؟ مبارك القميء؟ مبارك الذي حاصر غزة من الجنوب ليتم الحصار الذي فرضه عليها الإحتلال الإسرائيلي من الشمال؟ مبارك الذي باع غاز بلاده بثلث سعره لإسرائيل، وأبناء مصر يبردون في الشتاء ويقتلهم حر الصيف ولا يشبعون بطونهم يوماً؟ مبارك الذي بقي خانقاً لبلاده 30 عاماً وكان يريد توريثها لإبنه، "يضمن استقرار المجتمع المصري" يا طالباني؟

 

أحبتنا وأخوتنا المصريين، هذا الرجل لا يمثلنا نحن العراقيين، لا العرب منا ولا الأكراد، فلقد قرأت لكتاب أكراد يحيون ثورتكم بمثل ما حييناها وأجمل، ولم أقرأ مقالة واحدة تشبه ما ذهب إليه هذا الرجل من موقف مخجل. إنه رجل ذو تاريخ مخجل وحاضر مقلق. إنه لا يرتبط بالعراقيين لا عرباً ولا أكراداً، فهو الذي أقام للعرب مذبحة بشتاشان، وللكرد كان يختار أقبح جلادي الشعب العراقي في الفترة السابقة لينصبهم مستشارين أمنيين لنفسه متحدياً كل الضحايا الذين سقطوا على أيديهم من الشعب الكردي نفسه. إنه رجل ترك البعض من أكبر مجرمي البعث يهربون من سجون كردستان، وهو الذي لم يكن يفوت فرصة لمصافحة أي مجرم إسرائيلي يمر به لأية حجة وباستهانة واحتقار لمشاعرنا جميعاً. إنه الرجل الذي لم يستيقظ ضميره بالإمتناع عن توقيع الإعدام إلا أمام المجرم الكبير صدام حسين وبقية شلته ذات الجرائم الإنسانية الكبيرة بحق جميع فئات الشعب العراقي، لكنه لم نسمعه يفتح فمه بكلمة عن الإعدامات بالمئات التي أعلنتها الحكومة بعد ذلك بتهمة الإرهاب ودون محاكمة علنية.

 

هذا الرجل لا يمثلنا يا أخوتنا المصريين، لا كعرب ولا كعراقيين ولا كإنسانيين. فلم يبق أحد لم يدن النظام المصري ولم تبقه جهة لم تخجل من دعم مبارك حتى تلك الجهات المنافقة عديمة الأخلاق والمبادئ التي تريد دعمه، حتى هذه خجلت من دعمه وطالبت بتغييره في النهايةعدا جهة واحدة فقط لا غير، وهي إسرائيل، وليس هذا سوى تابع مطيع لإسرائيل فلا تحسبوه علينا، إنما هو الزمن القبيح الذي وضعه رمزاً مخجلاً على رأس العراق وكأن ليس في العراق من بين عربه وأكراده وقومياته الأخرى، رمز شريف يعبر عن مواطنيه بإخلاص ويرفع رأسهم بمواقف شريفة تعبر عن مشاعر العراقيين الحقيقية المتضامنة إنسانيا ومبدئيا، مع أخوتهم الذين يطلبون كرامتهم وحريتهم في مصر ببطولة نادرة.

 

أننا نكرر أيها الأخوة في مصر أننا نعتز بكم أشد الإعتزاز، ونوجه غضبنا واحتقارنا إلى من يريد اغتيال كرامتكم وثورتكم الرائعة كائن من كان، ومن يدافع عنه ومن يسانده. قلوبنا وأرواحنا وأقلامنا كلها معكم وبكل قوة وتصميم فأنتم تمنحونا وتمنحون كل إنسان في العالم درساً في الدفاع عن الكرامة، ولا يقف ضدكم ومع جلادكم إلا من كان من مثل مستوى أخلاقه. إن الحكومة العراقية مطالبة بالتبرؤ من هذا الموقف القبيح عديم المبدئية. أما أنتم أيها الأبطال فسيروا بقافلتكم الرائعة نحو الحرية، ولا تهمكم هذه الأصوات الناشزة الضئيلة، فقلوبنا وقلوب العالم، عيوننا وعيون العالم تراقب بطولاتكم وتتوعد جلاديكم بالويل والثبور إن مسوا شعرة منكم أيها الأبطال.

 

 

(1)  http://www.bna.bh/?ID=180936

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany