<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل المثقف المخنث أمام حقائق الإرهاب
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

المثقف المخنث أمام حقائق الإرهاب

 

 

صائب خليل

 

الأربعاء, 09 نوفمبر 2011

20:08

 

قبل أيام مرت الذكرى الأولى على جريمة كنيسة سيدة النجاة، وألقيت نظرات عابرة على المقالات التي دبجت في تلك المناسبة، فكانت خيبة أمل كبيرة. خيبة أمل كبيرة ، لأن الكتاب اكتفوا بالولولة على الضحايا وعلى لعن العدو المفضل: الإرهاب الإسلامي، وأهملوا تماماً ما كشفته تلك الجريمة من حقائق. حقائق لا تناسب تلك الولولة ولا ذلك اللعن.

 

المثقف المسيحي أهمل تلك الحقائق بجبن متميز، واكتفى بالبكاء واللعن...لعن "المذنب المفضل".

ما هي تلك الحقائق؟ معكم حق، فما دام لا أحد يشير إليها، فمن الذي سيذكرها؟

الحقائق هي: أن المجرمين لم يكونوا يريدون قتل الضحايا بقدر ترويعهم ودفعهم إلى نشر الرعب لتأمين قرار سياسي مناسب لهم،

الحقائق هي أن المجرمين تظاهروا بالقتل أكثر مما قتلوا لأنهم بقوا يطلقون الأسلحة ليلة كاملة وكان بإمكانهم قتل الجميع في خمسة دقائق....

الحقائق هي أن المجرمين كانوا كاذبين حينما تظاهروا بأنهم مسلمون يريدون إطلاق سراح السجناء الأقباط في مصر، فهم لم يتصرفوا كمن يريد ذلك..

الحقائق هي أن المجرمين "انتحروا" بعيدا عن الضحايا!! ...ولم يثر ذلك تساؤل أحد!!

الحقائق هي أن الأمن العراقي لم يتدخل وهو يسمع إطلاق النار لساعات طويلة، والمعروف أن يهجم الأمن فور سماع الطلقة الأولى أو الثانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا....لكن الأمن العراقي الذي كان يعمل بإشراف القوات الأمريكية من الطائرات، بقي يستمع إلى إيقاعات القنابل حتى الصباح....

الحقائق هي أن أحدا لم يحقق في هوية الذين خرجوا ولم يتأكد أحد من وجود الإرهابيين معهم...

الحقائق هي أن صحفياً، فراس الغضبان، ألف قصة كاذبة مناسبة لتركيز الإرهاب، ولم يسأله ‘عنها أحد حتى سؤالا بسيطاً.. والحقائق أنه مازال حرا يكتب في أخلاقية العمل الصحفي ويرشح لإنتخابات نقيب الصحفيين!

المثقف المسيحي قرر التغاضي عن كل تلك الحقائق، وقبول تلك المسرحية الفاشلة، والعودة إلى ما قسمه الله من البكاء وشتم الإسلاميين "المتطرفين" وأحقادهم على المسيحيين ووحشيتهم..

 

البارحة كتب أحد أفراد فريق شطرنج عراقي على الإنترنت، وكان مسيحياً، يذكر رفاقه المسلمين في الفريق، بأنهم من أصول من القتلة، وتحدث عن تاريخهم الدموي وكيف أحتلت قريش العراق ، وذكرهم بكنيسة سيدة النجاة...

ثار المسلمون من الفريق...بعضهم رد بذكر وحشية المسيحيين في التاريخ وبعضهم شتمه وبعضهم طالب بطرده من الفريق.

الرجل كما يبدو أصيب بالدهشة، وكان يؤكد أنه لم يذكر سوى حقائق! حقائق الحاضر والتاريخ عن التوحش الإسلامي، كما هي في الإعلام فلماذا كل هذا الغضب؟ قال أنه كان يتوقع من رفاقه أن يتصرفوا بطريقة أكثر تفهماً، وعدم نكران الحقائق....!

 

الحقائق بالنسبة له هي ان المسلمين متوحشين وهو مندهش لغضبهم من ذكره لحقيقتهم، وكان يتكلم بصدق بما يعتقده.

 

كانت هناك حقائق أخرى بالطبع، في قضية كنيسة النجاة وفي التاريخ أيضاً، لكن الخطأ لم يكن خطأه. المثقف المسلم أهمل تلك الحقائق بجبن متميز واكتفى في كل مرة بالولولة على الضحايا ومشاركة الآخرين شتم "متطرفيه" لكي لا يقال عنه أنه منهم.

الحقائق الأخرى هي أن الثورة الشعبية في مصر كشفت أن عملاء إسرائيل ، بضمنهم وزير الداخلية المصري السابق، كان متورطاً في جريمة كنيسة قبطية في مصر، أتهم بها أيضاً مسلمين متطرفين...

الحقائق الأخرى هي أنه كشف أيضاً أنهم كانوا ينسقون الأعمال الإرهابية في العراق ايضاً...

 

أنا أعرف أن الناس يغالطون أحياناً من أجل الدفاع عن انفسهم، فأي نوع من البشر من يهمل الحقائق التي تدافع عنه ويشترك مع الآخرين في قتلها والإساءة إلى نفسه ومعتقده الذي يتبختر مفاخراً به؟

تريدون روابط إلى تلك الحقائق لتعيدوا قراءتها؟ لن أقدم روابط هذه المرة، إحتجاجاً على إهمال كل الحقائق السابقة التي جاءت مع روابط. من كانت تهمه الحقيقة فليذهب للبحث عنها بنفسه، فيبدو أن ما يقدم مجاناً، تتم معاملته على أنه بلا قيمة.

 

كانت فرصة للمثقف المسيحي أن ينتقم لضحاياه بالإصرار على كشف الحقائق التي تكشف قتلتهم، وكانت فرصة للمثقف المسلم أن يدافع بتلك الحقائق عن دينه وتعاليمه، لكن المسيحي جبن عن الوقوف بجانب ضحاياه، والمسلم جبن عن الوقوف بجانب دينه، وترك الناس تعتقد بما اعتقد به صاحبنا لاعب الشطرنج، وهو ليس ملام، فأن احداً لم يحاول أن يرد على تلك الأقوال التي سمعها.

 

هكذا ذهبت الحقائق، حقائق كنيسة سيدة النجاة، الحقائق التي كلفت العراقيين دماءاً ودموعاً وقهرا ، ذهبت هدراً، فالمثقفون المسيحيون والمسلمون على السواء كانوا اجبن من مواجهتها والمطالبة بكشفها ومتابعتها. الأول يبكي ضحاياه، والثاني ينكس رأسه خجلاً كلما عيّر بهمجية متطرفيه. كان المثقفون من الجانبين مخنثون في مواجهة تلك الحقائق. وفي كل عام سيكرر النحيب والتنكيس ثم ينصرف كل إلى عمله تاركين الساحة للإعلام الإرهابي يقرر ما هي الحقائق.

 

لو أنهم ناقشوا تلك الحقائق ورفضوها لفهمنا، لكن حين تهمل حقائق كل منها أكبر من الجبال، فأي مثقفون خانعون هؤلاء؟ مثقفون يسمحون أن تحول ضحاياهم إلى سلعة لجلد الآخر ولشق المواطنة في بلادهم التي يقولون أنهم سكانها الأصلاء، ومثقفون يبتلعون الإهانة وأمامهم تسير الحقيقة التي يستطيعون الرد بها فلا يأبهون بها.

يقف واحدهم عند الحقيقة... يقرأها ...يهمهم قليلاً...ثم يضعها جانباً ليتيح لذاكرته الوقت لكي تنساها...ويعود لهوايته المفضلة، للعويل وشتم المسلمين المتطرفين، وأحقادهم العجيبة على بقية الأديان والأطياف.

أي حقد على بقية الأديان؟ سمعت سنة يتكلمون ضد شيعة وبالعكس، لكني لم أسمع حتى اليوم شخصاً واحداً قال كلمة سوء عن مسيحيين، فمن اين جاء هذا الحقد؟ ومن اين تربى هذا "التطرف" الأهوج؟ ألا يحتاج أي فكر حتى التطرف، إلى قاعدة ما تهيء له أن يتطرف؟ أساس فكرة تكون قريبة من تطرفه بعض الشيء؟ فكيف خرج هذا التطرف الأقصى المستعد للإنتحار من أجل أن يقتل الآخر، من اللاشيء؟ ألا يجب أن تكون هناك قاعدة واسعة من "حقد معتدل"، لينتج دائرة أضيق من "حقد ملحوظ" ثم لتنتج هذه دائرة ضيقة من "حقد متطرف"؟ أما أن يوجد "الحقد المتطرف" وحده دون أحقاد أدنى، فلا أجدها إلا قصة من قصص الف موساد وموساد!

 

وهذا المتطرف العجيب، ألا يحتاج تعليماً "يتطرف" في تنفيذه؟ كيف يكون متطرفاً في تنفيذ تعاليم دين يدعوه إلى عكس ما يتطرف إليه تماماً؟ وكيف يخرج من مجتمع يدعوه كله بلا استثناء إلى عكس ما ذهب إليه تماماً؟ أين في الإسلام ما يدعوا لقتل المسيحيين، دع عنك الإنتحار بهم؟ ربما دعى الدين إلى مقاتلة من يقاتل المسلمين، وربما استطيع أن أتخيل مجانين يقتلون من يبيع الخمر، لكن أن يفعلوا ذلك مع من كان يصلي في الكنيسة، فهو خارج كل تعاليم وكل عقل وكل منطق.  

 

هاكم سؤالاً آخر لأمعن في إزعاجكم: لماذا لم يكن لهذا الحقد من أثر يمكن أن يرى بالعين المجردة قبل أن يضع الأمريكان والإسرائيليون أقدامهم هنا؟

وهاكم حقيقة أخرى لأمعن في إزعاج "تحليلاتكم المتوازنة":

جنديان بريطانيان أمسك بهما متلبسين بالقيام بعملية إرهابية في البصرة عام 2006 فقتلوا شرطيين حاولا الإمساك بهما، فمن منكم كتب عن ذلك؟ من منكم أصر على أن هذه الحقيقة هي مفتاح قصة الإرهاب في العراق وربما في كل مكان آخر، ودليل فاضح يكشف كل شيء ولا يبقي مجال لشك في شيء؟ هل كان هذا خيالاً؟ هلوسات رجال شربوا الحشيشة؟ أم أنها حقائق أمينة موثقة وأن صورهم نشرت ومازالت على الإنترنت، وأنهما كانا يحملان أجهزة أرهاب وتفجير عن بعد، وأن الدبابات البريطانية حطمت السجن على عجل واخرجتهم بالقوة، خشية ان يتم استجوابهما؟ كيف يمكن لشخص يحترم نفسه أن يكتب عن الإرهاب في العراق ويتجاوز مثل هذه الحقيقة لينغمر في تحليل تاريخ وأصول التطرف الإسلامي والعنف الموروث لدى الشعب العراقي وكل النظريات "المناسبة" التي لا أساس لها، والتي يجهد للبحث عن آثار لها في التاريخ بتحيز لا يمارسه أعداء أمته انفسهم؟ كيف يسمى مثل هذا مثقفاً ومحللاً ومؤرخاً و "عميقاً"، ولا يؤخذ بجدية من يصر على ذكر الحقائق والتذكير بها أولاً؟

 

لم يعد هناك ما يستحق المداراة والمجاملة، فردوا علي.. أني اتهمكم واحداً واحداً، اخبروني ما هو موقفكم من الحقائق التي ذكرتها هنا؟ هل هي أكاذيب؟ هل هي "نظرية مؤامرة"؟ هل هي غير مهمة؟ هل هي غير موثقة؟ لم تسمعوا بها؟ كيف إذن تبررون أهمالكم المتعمد لها ولا تخجلون من الكتابة عن الموضوع وكأنها لم توجد أبداً؟ كيف تفسرون ذلك لأنفسكم؟ كيف تشرحون ذلك لأولادكم حين يسألوكم لماذا سمحتم لكذبة ان تمزق شعبكم وكنتم تعرفون تلك الحقائق؟ هنيئاً لهذا الإرهاب فقد حقق النجاح في ما يريد، وليس عليه أن يخشى الأخطاء والفضائح مادام المثقفون قد تعهدوا بإغماض عيونهم عن أية دلائل أو مؤشرات أو براهين، لا تناسب ثقافة العويل وجلد الذات.

 

ما أشد المشاهد بشاعة؟ "رجل يرتعد خوفاً"...وما أشد من ذلك بشاعة؟ .. رجل يرتعد خوفاً... هكذا تكلم رسول حمزتوف.

 

قرأت أنه سيقام نصب للطفل الشهيد آدم... وأن كلمة "كافي" ستكتب فيه بشكل بارز... المنافقون يريدون القول: "كافي حقد" ليخدعوا الأجيال أن ذلك "الحقد" موجود، وأنه كان هنا لزمن طويل، وهو لم يكن إلا في رؤوسهم المرعوبة. لكني سأقرأها كما أتخيل آدم بطفولته الصادقة البعيدة عن الزيف والخوف يقولها بوضوح بوجه الجميع: "كافي جبن"  "كافي هرب من الحقائق!" ، كونوا أبناءاً للشجاع أبونا فرج رحو وآباءاً لآدم ولا تنتسبوا لقطيع المخنثين... قولوا الحقيقة بشجاعة...قولوا قبل فوات الأوان!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا