<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك الفيسبوك ماكنة ال  CIA
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الفيسبوك ماكنة ال  CIA

 

 

 

نزار رهك

 

دخل العالم الشبكي للروابط وبرمجة الإتصالات العالمية طورا متميزا فاق التصورات في سرعة تناول المعلومات والوثائق وعالم الإعلام والتبادل الفكري والثقافي ليتحول الى وسيلة إعلامية عملاقة تؤثر على القاريء والمتصفح وتمنح وسائل الإعلام المواد مجانا .

والفيسبوك يحول العالم الى بلد صغير في أطار الشاشة المضيئة بأكثر من 130 لغة وأكثر من 500 مليون متصفح تزداد أعدادهم يوما بعد آخر وفي خلال شهر واحد يمضي بما مقداره 700 مليار دقيقة في عمليات التبادل المباشرة بين المعارف والأصدقاء وشهر بعد آخر تزداد الأعداد المليارية للصور المتبادلة والمليونية لأفلام الفيديو .. لنصل الى نتيجة بأن الفيسبوك بهذه القدرات يكون بمثابة دولة أو حكومة على هذه الطريقة في توفير مايحتاجه المواطنون من الوسائل الأستهلاكية وتوفر الأجواء السياسية المناسبة لمناقشة القضايا العامة بروح الشفافية وخاصة مع أناس أيضا ليسوا من دائرة المعارف الخاصة الموثوق بهم . (1)

لقد توصل البعض الى خفايا هذا الفيسبوك وتم التوصل الى إنه برنامج تجسسي يخضع بالكامل الى جهاز السي آي أي . (2)

http://www.theonion.com/video/cias-facebook-program-dramatically-cut-agencys-cos,19753/

وإن مبرمج الفيسبوك تم تجنيده لهذا الجهاز وإختفى عن وسائل الإعلام , بعد إن نشر على الفيسبوك بعضا من صوره الشخصية قرب المسبح البيتي أو مع أصدقاء وصديقات وعلى الطاولة بقايا من قناني الخمر أو بنصف عار وهي بادرة لا بد منها لإعلان إن الفيسبوك هو الصفحة المفتوحة للجميع وقد صرح في بداية التشكيل إن علاقات الناس يجب أن تكون مفتوحة ومعروفة للجميع وهو ما أثار الريبة لدى آلاف المتصفحين والمتابعين بأن المجتمع وعلاقات الناس رغم إنفتاحها تبقى هناك علاقات و مشاعر وروابط شخصية ويجب أن تجد طريقها عبر وسائل الإتصال الحديثة دون المساس بحرية المستخدم وكرامته وأسراره العائلية والشخصية .

 

وما كان متوقعا  من قبل المتشككين في مصداقية الشبكة قد تم تأكيده من قبل ويكيليكس حيث صرح يوليان أسانج مؤسس ويكيليكس : ( إن الفيسبوك هو ماكنة التجسس للسي آي أي . كوكل وياهو والفيسبوك بأعتبارهم قوات مساعدة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

والفيسبوك هو أفظع ماكنة تجسسية تم تطويرها حتى هذه اللحظة . " الرابطة المباشرة للخدمات السريّة , وللدخول المباشر الى المعلومات الشخصية و العلاقات الخاصة للأفراد والأحزاب والتكتلات ووسائل الأعلام " (3)

إن تهيئة المعلومات الشخصية وأسرار العلاقات السياسية والأجتماعية و المالية و الأطلاع على عمليات التبادل التجاري أو الأجتماعي كان يكلف أجهزة المخابرات السريّة مبالغ طائلة ويعرضها لمخاطر المتابعة القانونية , أصبحت بفضل الفيسبوك عملية سهلة ومجانية ولا تخضع للموانع القانونية المتعارف عليها لحماية الحقوق الشخصية .. هذه الشبكات ومنها الفيسبوك تم يرمجتها وتسخيرها فقط لخدمات السي آي أي  وليس كما يتم إشاعته عن الطالب الجامعي مارك زوكربيرك وأكتشافه لعلاقة شبكية بين الطلاب وتم إستثمار إكتشافه ليصبح من أصحاب المليارات في فترة زمنية لا تتجاوز الثلاث سنوات وهو ما لايمكن تصديقه في ضوء حسابات الربح والخسائر لأقتصاديات الشركات ونموها وحتى في أطار حسابات النمو الأقتصادية لشركات الإعلان العالمية .

وإن الأستخدام المخابراتي للعلاقات الشبكية لا يقتصر على توفير المعلومات ووضعها تحت تصرفها بل وضع كافة القدرات التجسسية في عمليات التسلل الى أجهزة الكومبيوتر للمستخدمين والقرصنة على العناوين الألكترونية المخزنة  حتى للاشخاص الذين لا صلة لهم بشبكة الفيسبوك ليتم دعوتهم وبصفاقة علنية بأن الدعوة موجهة من قبل صاحب الجهاز المتسلل اليه .

وكاتب هذه السطور تعرض شخصيا لهذا الأمر .. إضافة الى النماذج التي طرحها العديد من الكتاب وبضمنهم إحدى الحقوقيات الألمانيات التي تم التسلل الى جهازها عبر أحدى المؤسسات الرسمية عند تقديمها لطلب المشاركة في الإصدارات الورقية وتم تدوين عنوانها الإلكتروني والبريدي وقد فوجئت بدعوة للمشاركة في الفيسبوك من قبل هذه المؤسسة , التي أكدت عدم ضلوعها في تقديم هذه الدعوة وإن دائرة معلوماتها الإلكترونية خاضعة لحقوق الحماية القانونية للمعلومات الشخصية لزبائنها والمتعاملين معها .

ومشكلة الفيسبوك كبرنامج ووجهة هو شبه إنعدام الدائرة المسؤولة لرفع شكوى ما ضد موضوعة معلنة أو خبر ملفق أو صورة مولّفة تسيء الى سمعة صاحبها وهي الحالة التي يجب على مستخدمي الفيسبوك حسابها عند تدوين المعلومات والوثائق فأن إزالتها أو الأعتراض عليها غير ممكنة .

وهناك العديد من التجارب في الدول الغربية لأشخاص فقدوا عملهم أو مكانتهم وتم تشويه سمعتهم , رغم كونهم لم يشتركوا أصلا في الفيسبوك .. أحد المدرسين تعرض من قبل أحد طلابه بتوليف إحدى صوره العادية وجعلها وكأنه عار مع مجموعة من العاهرات وقد حاول حذف الصور ولكنه لم يفلح إلا بعد سنتين من المراسلات القانونية .

وهي نفس الحالة تتعرض لها إحدى الممثلات العراقيات بكونها نائمة على الفراش نصف عارية معانقة لأحد المشاهير , إن القباحة ليست فقط في الصورة التي قد تكون لقطة من فلم أجنبي وتم تحويرها وإنما في عملية الأستهانة بكرامة الممثلات والممثلين الذين لهم منزلة كبيرة ومحترمة في الأوساط الشعبية و أطر الفعاليات الثقافية ..

وقد حاولت في مجال البحث عن مصدر الناشر أو الفلم المرافق أو المفترض ولكني لم أصل اليه بل بالعكس فأنني وقعت في فخ كلمة (Like ) كشرط في الدخول الى قراءة الخبر والتي جعلته يلتصق في صفحتي دون القدرة على حذفه , أي بمعنى إن هذا الخبر وليس غيره هو ما لايمكن حذفه وهذا يسحب المستخدم أوتوماتيكيا للدعاية المستمرة للخبر أو المعلومة غير طبيعية ..

صاحب الفيسبوك فخور بهذا الرابط  التي تمت مساندته من قبل 75 مؤسسة إستخبارية وإعلامية محددة التوجهات والسلوكية وفي بداية دخول هذا الرابط تم تسجيل مليار طرقة وفي تموز 2010 وصل العدد الى ثلاثة مليارات طرقة في اليوم الواحد .. بمعنى آخر إن كل مستخدم يقرأ خبرا أو تعليقا في إحدى الصحف الرديئة يتم إنتقاله ليس الى المعارف فقط في الشبكة بل عشرات المتشبكين في الدائرة الشبكية الواحدة وأكثر المستفيدين من هذا الرابط وكالة الأنباء الأمريكية (CNN) التي لم تعد مركزا أخباريا مجردا بل وكالة دعاية للسياسة الأمريكية وتوجهاتها الاستراتيجية .

في الفيسبوك يعتقد البعض إنهم يجدون الحرية في التنقل وإختيار الطرق على الصورة أو الأعلان المناسب أو لأشباع الفضول في الدخول الى الزوايا الغامضة من الحياة الأجتماعية أو الجوانب الثانوية التي يحاول أن يقضي في الدخول اليها بعض الملل في وحدته .. وحتى في هذه اللحظات يطارده ويلاحقه الرقيب والدعائي إضافة الى الشركات المستفيدة إضافة الى الدائرة الشبكية من المعارف وخارج دائرة المعارف للاشتراك سوية بخبر واحد ودعاية واحدة ومشاهدة مشتركة للصور المرغوبة وغير المرغوبة ومنها الخبر السيء والمغرض لما تم نشره بفضيحة الممثلة العراقية ...

يقول صاحب كتاب (فخ الفيسبوك ) الألماني ساشا أدامك Sascha Adamek  : " الفيسبوك هو ليس شبكة إجتماعية , وأنما هو شركة إحتكارية , تكسب الأموال من خلال ما نقدمه نحن فيها "  (1)

المعنيون في الفيسبوك لم يكن غرضهم ولن يكون تقارب الناس مع بعضهم , بل أبعد من ذلك هو الحصول على كل معلومة حول المستخدم ممكنة , ليس المعلومات الشخصية كالعناوين أو العمر أو الأهتمامات بل أيضا زياراته لمواقع الأنترنت وإتصالاته . (4) وهذه المعلومات هي ليست فقط لتستفاد منها شركات الدعاية ومثار إهتمام الأحتكارات وإنما أيضا لوكالات المخابرات . لذلك أشترت السي آي أي البرنامج الخاص لشركة إن كيوتيل التي أسستها عام 1999(Visible Technologies) من خلاله يتم تقييم صفحات الميديا الأجتماعية وذلك لأحتواء الصلات والآراء لملايين الناس على الفيسبوك , وهو شكل من أشكال الديكتاتورية ( كما يصفها ساشا أدامك في كتابه) . (4)  

إن إخضاع وشراء كل من فيسبوك وكوكل وياهو من قبل السي آي أي يجعل من جميع مستخدمي الأنترنت تحت الوصاية المخابراتية خاصة وقد تم الأستيلاء على جميع المنابر الإعلامية العملاقة في العالم مما يجعل عملية حصر المعلومات والأخبار و الآراء لا تخرج من دائرة المؤثرات الأستراتيجية للسياسة الأمريكية والغربية ليدخل العالم كله في الأطار الكولونيالي وديكتاتورية رأس المال الأحتكاري وبالتالي نهاية الثقافة و الأفكار وحرية التعبير وتقييد الحرية الشخصية والعلاقات الأجتماعية .. وأهم من كل ذلك فقدان القيمة الحقيقية للوقت ليس للأفراد فحسب بل وعلى مستوى الدول والمجتمعات ..

وعلى ضوء ذلك يتبادر الى الأذهان كيف يمكن لحزب سياسي عراقي أن يمارس نشاطه المستقل ويتخذ الموقف المستقل وهو يعرض كامل قدراته وإتصالات أعضائه ومؤيديه لمخاطر التجسس العالمية ويضعها في أيدي السي آي أي التي يمكن أن تستخدم قدراتها التجسسية الكونية بأنهاء هذا الحزب وعناصره وثقافته والقدرة على تشويه سمعة أي عضو فيه والتاثير في الصراعات السياسية بما يتناسب والوجهة الأستراتيجية للسياسة الأمريكية ومصالح الأحتكارات . والسؤال هل تتحصن الأحزاب السياسية أو تمتلك القدرة على حصانة أسرارها وهي تستخدم وسائل الأتصال يشترك فيها الإحتلال و يخزن في ملفاته العناوين الألكترونية والبريدية وأرقام التلفونات وكم هائل وغير محدود من الاسرار الشخصية لملايين البشر .

وملاحظة أخيرة أوجهها لمن يستخدم الفيسبوك بأن يحرص على عدم إعطاء اية معلومة حقيقية كتاريخ الميلاد ومكان الولادة ولا يتبادل العناوين وأرقام التلفونات وأي أسم صريح لصديق أو قريب وكل معلومة حتى وإن كانت بسيطة وتافهة وأن لا يعرض صوره الشخصية الحديثة وصور العائلة للتداول والنشر.. لأن تقنيات الصور والكرافيك كبيرة جدا لتغيير مضامينها من أجل الاساءة الشخصية .. وعلى مستخدم الفيسبوك أن يتجنب الطرق على الرابط (Like) وقبل هذا وذاك أن يترك الفيسبوك ويجد صفحات أخرى يمكن من خلالها الأتصال بالأصدقاء والمعارف ويتجنب شرا قد يواجهه ولم يكن قد حسب له الحسابات الكافية .

وعلى الصحفي والصحافة الحرّة أن لا يكون مصدرها شبكة الفيسبوك ووسائل الإعلام المرتبطة بها .

لأن أغراضها واضحة ولا تحتاج الى تعليق ..

 

 

نزار رهك

29.09.2011

 

الهوامش

1 – فخ الفيسبوك   Die Facebook Falle  - Sascha Adamek الطبعة الألمانية – دار هاينة للنشر

2- http://www.basicthinking.de/blog/2011/03/22/wir-habens-geahnt-facebook-ist-bloss-ein-cia-programm-und-zuckerberg-ein-cia-agent/

3-   http://www.mmnews.de/index.php/etc/7765-facebook-ist-cia-spionage-maschine

4-   http://www.tagblatt.de/Home/nachrichten/tuebingen_artikel,-Die-CIA-liest-auf-Facebook-mit-_arid,127075.html

5- فيديو البرنامج الذي كشف علاقة الفيسبوك بجاز المخابرات المركزية الأمريكية  http://www.zoernig.de/blog/eintrag/the-onion-cia-facebook

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا