نزار رهك صراع الفسيفساء في مؤتمر الحزب اليساري الألماني

نهاية غير مؤسفة لقيادة الحزب الشيوعي العراقي

 

نزار رهك

 

أعلنت نتائج الأنتخابات المزورة من قبل الأمريكان ولجنة مفوضيتهم وأمم متحدتها ومراقبيها الدوليين !!

إنتهت لعبة الأنتخابات في غابة الأحتلال , بلا رابح ولا خاسر , فقد تغيرت أوجه العملة وتم نقل الأدوار بين عملاء الأحتلال و الفاسدين واللصوص و المشتبه بأرهابيتهم وجرائمهم . كانت الأنتخابات تزوّر في وضح النهار وهي لا تختلف عن سابقتها بشيء سوى بالأسلوب الذي جرى فيه خداع الشعب بعملية الأنتخابات والتزوير , ولكن الشعب قد أدلى بصوته لا بسبب نزاهة الأنتخابات ولا لقناعة بمن سيدلي بصوته له  بل لأثبات قدرته وتجربة إمكاناته في هزم من يريد التلاعب بمقدراته ومصيره وليقول كلمته بأننا نستطيع إسقاطكم وإعلاء شأنكم متى نريد ذلك ولأن الخيارات أمامه محدودة بسبب السقوط السياسي والأخلاقي لجميع قوى وأحزاب وشخصيات العملية السياسية الأحتلالية.

 وقد أجبرت إرادة الشعب على القائمين على العملية السياسية بفرض أن تكون القوائم مفتوحة وقد حقق ذلك ولكن وعيه مازال يجهل الاعيب الأستعمار التقنية في تزوير إرادة الشعوب بما فيها شعوبه في البلدان المتطورة تقنيا فكيف سيكون في العراق .

والملاحظ لردود الفعل الشعبية في تلقي نتائج الأنتخابات لم يجد إحتجاجات شعبية أو مظاهرات تنديد أو سخط شعبي وكأن الجميع قانعون بأي شيء تصدره نتائج الأنتخابات فهم في جميع الحالات الخاسرين الأوائل سواء كان الفائز هذا الحرامي أو الخاسر الحرامي الأول .. المحتج الوحيد هو السياسي الفاسد

الخاسر منهم أو القليل الربحية والأكثر خسارة من هؤلاء هم الأكثر إفتضاحا في العمالة .. فقد إنتهى دورهم في العملية التي أرادها لهم الأحتلال .

لقد أنهوا دور المتصهين الآلوسي بعد إن كان ضحية جس نبض الشارع العراقي في العلاقة مع الكيان الصهيوني وكذلك أياد جمال الدين وإفتضاح علاقاته مع المنظمات الماسونية الصهيونية وكذلك الحال مع حميد مجيد ومفيد الجزائري بعد إداء دورهم في إنهاء الحزب الشيوعي العراقي وطنيا وطبقيا .. وقد كانت خسارتهم لتوجيه الأطلاقة الأخيرة لنهاية الحزب الشيوعي العراقي .

إن الأمريكان لا يوثقون بعملائهم وهذا هو ديدنهم في التعامل مع العملاء والساقطين , الذين غالبا ماينتهون الى الأغتيال أو التسقيط الأخلاقي أو الأبعاد عن العمل السياسي ومن ثم الأختفاء النهائي من الساحة السياسية.

لقد كانت النتائج مهينة لقيادة الحزب ولا تتناسب مع سمعة الحزب التاريخية , فقد حصل بعض المرشحين على صوت واحد فقط وآخر لم يحصل سوى ثلاثة أصوات أي هو وزوجته وإبنه أو أحد أقاربه وآخر على أربعة فقط .. فمن أين أتت قيادة الحزب بهؤلاء العناصر المفترض أن تكون الأكثر جماهيرية وأين رفاق الداخل الذين خاضوا غمار العمل السري وأين المفكرين والمنظرين ... حسنا .. إن الأنتخابات مزورة ولكنها كانت أيضا مزورة في عام 2005 فما كانت ردود فعل القيادة ولماذا بقيت في العملية السياسية للأحتلال .. ولماذا لم تتخذ أي موقف سياسي بالضد من هذا التزوير .. والآن تقف مع الصهاينة لتحتج على النتائج , مع قوائم أشخاص ليس لهم مكانه ولا سمعة ولا تضحية رفيق شيوعي واحد من رفاق الحزب ومناضليه .

إن هزيمة قيادة الحزب الشيوعي العراقي لم تكن مفاجئة , وقد كتبت في موضوع سابق قبل الشروع بالدعاية الأنتخابية بعنوان(يسار الكوكاكولا )* إن قيادة هذا الحزب قد تم الأستيلاء عليها من قبل الأستعمار والصهيونية وتحولت من قائدة للنضال ضد الأستعمار الى مطيّة له ومنفذة لكل خططه الأستراتيجية بدءا بأحتلال الوطن وإنتهاءا بأنهاء الحزب الشيوعي العراقي ودوره الطليعي في قيادة الجماهير وتبني مطالبه الحيوية وتحويله الى مجموعة من مكاتب التجار السياسيين الوضيعين الذين يتباكون على بعض من الأصوات الزائدة وبعض المناصب الحكومية  لشلة صغيرة من قياداته العميلة . إنها نتيجة لا لسبعين عاما من النضال الوطني بل هي نتيجة لسبعين عاما من مخططات  الأستعمار القديم والجديد من أجل السيطرة على الحزب وإنهاء دوره الطبقي والوطني والديمقراطي .

على رفاق الحزب الشيوعي الوطنيين أن يستجمعوا قواهم وينظموا أنفسهم من جديد من أجل الأستيلاء على مقرات الحزب وطرد القيادات العميلة وإعلان إعادة بناء الحزب من جديد والأعتماد على رفاق الداخل والمناضلين القدامى والشيوعيين الذين عارضوا قيادة الحزب والمبعدين منه والأتفاق مع قوى اليسار العراقي من أجل خلق صيغ جديدة لتحالف اليسار المقاوم للأحتلال والمتبني للمطالب الجماهيرية والنقابية وعدم التعويل على مؤامرات القيادة في تمثيلية المؤتمرات الحزبية .. المقرات والمطبعة وأسلحة حمايتها هي ملك الحزب الشيوعي العراقي وليس عصابات حميد ومفيد وسيقف اليسار العراقي والعربي والعالمي داعمين لأي بادرة شيوعية مقدامة تضع نهاية لهذه الهزائم التي صنعها أشخاص لا يربطهم شيئا بنضال الشيوعيين العراقيين وبطولاتهم .

وعلى قوى اليسار الوطني أن تتخذ مايلزم من إجراءات لغرض الوحدة اليسارية العراقية وايجاد المشتركات الوطنية والطبقية والنزول الى ساحة الكفاح الوطني وإعادة تنظيم جماهير اليسار العراقي لأنزال الهزيمة بالمستعمرين وعملائهم وإيجاد الطرق المناسبة لخوض العمل السياسي والتنظيم المناسب لهذا الغرض .

 

 

27.03.2010

 * يسار الكوكا كولا http://www.saotaliassar.org/Writer/Nizar%20Rahak/Rahak02.html 

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

     | ©2009 صوت اليسار العراقي

 

 

 

 

مقالات الكاتب

نزار رهك

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

 

 

لا

 

للأحتلال