<%@ Language=JavaScript %> محمد السهلي «المتابعة العربية»
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

«المتابعة العربية»

 

 

محمد السهلي

أنهت لجنة المتابعة العربية اجتماعها السابق في أواخر شهر أيار/مايو الماضي بتأييد المسعى الفلسطيني نحو الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأرفقت هذا التأييد بترحيب حار بخطاب أوباما الذي ذكر فيه حدود الـ 67. وهي تستعد الآن لعقد اجتماع آخر في منتصف الشهر الجاري أي بعد الاجتماع المفترض للرباعية الدولية بأربعة أيام. وتحدثت مصادر «المتابعة» أن اجتماعها القادم سيدرس ما يصدر عن «الرباعية» من قرارات بشأن عملية التسوية السياسية المعطلة.

من يتابع اجتماعات لجنة المتابعة العربية المتعاقبة خلال العامين الماضيين يلاحظ أن جميع اجتماعاتها تعقد بعد اجتماعات الرباعية وأن القرارات التي تخرج بها تأتي على هدي توجهات هذه اللجنة الدولية التي تقودها واشنطن.كما لعبت لجنة المتابعة العربية دورا ضاغطا على المفاوض الفلسطيني لحمله على تجاوز مطالبه بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية المفاوضات.

فمنذ خطاب أوباما الشهير في القاهرة منتصف العام 2009، اعتبرت لجنة المتابعة العربية أن ما ورد في الخطاب بشأن التسوية، يفتح على عقد مفاوضات بين الجانبيين الفلسطيني والإسرائيلي على اعتبار أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تخلت عن انحيازها لتل أبيب بشأن التسوية وأن الرئيس أوباما جاء ليدشن مرحلة غير مسبوقة في السياسة الأميركية تجاه المنطقة. على ذلك لم تر اللجنة مبررا لأن يتقدم الجانب الفلسطيني بمطالب محددة قبل بدء عملية التفاوض. وبالتالي نشطت اللجنة في محاولة إقناع المفاوض الفلسطيني للالتحاق السريع بالمفاوضات وعدم تفويت الفرصة التاريخية التي يمثلها برأيها مضمون خطاب أوباما.

واستند لجنة المتابعة العربية في خطابها هذا إلى ما صدر عن «الرباعية» من بيانات أبرزها البيان الصادر في 27/6/2009 الذي دعا إسرائيل إلى وقف الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين في الوقت الذي أكد فيه الجانب الفلسطيني على ضرورة إعلان موقف إسرائيلي رسمي يلتزم ما جاء في بيان «الرباعية» المذكور إلى جانب تحديد مرجعية المفاوضات بذكر حدود العام 67 أساسا لقيام الدولة الفلسطينية الذي تحدث عنها أوباما في خطاب القاهرة.
وتأكدت صحة موقف الجانب الفلسطيني في لقاء نيويورك الثلاثي الذي جمع كل من أوباما وعباس ونتنياهو (22/9/2009) عندما رفض نتنياهو بشدة التعهد بوقف الاستيطان وخاصة في القدس أو ذكر مرجعية المفاوضات. مما دفع الإدارة الأميركية لأن تعلن عن جولة اتصالات قادمة يجريها المبعوث الأميركي ميتشل بين الطرفين بإشراف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

وشهدت أواخر العام 2009 وبداية العام الذي تلاه نشاطات سياسية ودبلوماسية لأطراف من لجنة المتابعة العربية وبخاصة وزيري خارجية الأردن ومصر من أجل البحث في سبل إعادة المشهد التفاوضي إلى الحياة. وجرت في واشنطن مباحثات مطولة استخلصت أن ما أعلنه بنيامين نتنياهو من تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان يشكل أساسا مناسبا لانطلاقة المفاوضات دون أن يتم ذكر مرجعية هذه المفاوضات وهو الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني في تلك الفترة.

لكن «المتابعة العربية» واصلت بأطرافها الرئيسية حملات «إقناع» المفاوض الفلسطيني بدخول المفاوضات وفق تلك الشروط وكان الأمر واضحا بالاجتماع الذي عقدته أوائل شهر آذار/مارس من العام 2010، عندما أعلن موافقته على المفاوضات غير المباشرة، وتبع ذلك موقف الأغلبية العددية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالموافقة أيضا على الدخول في هذه المفاوضات. وقد أتى الرد الإسرائيلي بعد أقل من ثمانة وأربعين ساعة عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن عطاءات استيطانية واسعة في القدس ناسفة بذلك ما ورد على لسان نتنياهو من تجميد الاستيطان وأدى ذلك إلى رجوع كل من «المتابعة العربية» واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن قرار الموافقة على المفاوضات وتبع ذلك جولة من التجاذبات الأميركية ـ الإسرائيلية على خلفية هذه العطاءات.

كان من المفترض برأينا أن تشكل هذه العطاءات انعطافة جدية في موقف لجنة المتابعة العربية لكي تعيد صياغة مواقفها وتلتزم المطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية المفاوضات، لكنها للأسف واصلت دورها كظل لمواقف اللجنة الرباعية من خلفها الموقف الأميركي، واستمرت في ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني حتى وافق مرة أخرى على الدخول في المفاوضات غير المباشرة. وسجلت تجربة هذه المفاوضات ذروة في تراجع مواقف لجنة المتابعة العربية وهي التي أكدت على أن فترة هذه المفاوضات لا تتجاوز أربعة أشهر وأنه لا يتم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة إلا بحصول تقدم جوهري في مفاوضات التقريب. وكان واضحا للمتابعين أن موقف لجنة المتابعة العربية لم يكن سوى ظل للموقف الأميركي الذي كان قد أكد سابقا على هذا الشرط. وبالتالي تراجعت «المتابعة العربية» عن مواقفها اتوماتيكيا إثر تراجع أوباما ولحقت به إلى حد المشاركة في دعوة المفاوض الفلسطيني إلى الالتحاق بالمفاوضات المباشرة دون أن يحدث أي تقدم جوهري في المفاوضات التي سبقتها.

لكن التراجع الأكبر كان عندما فشلت المفاوضات المباشرة بعد أقل من شهر على انطلاقتها إذ منحت لجنة المتابعة العربية فترة شهر للجهود الأميركية كي تحاول اقناع بنيامين نتنياهو بتجميد مؤقت وجزئي للاستيطان لا يتجاوز مدة شهرين. ومع انتهاء هذه المهلة دون تحقيق ذلك، لم تفعل اللجنة سوى تمديد المهلة لفترة أسبوعين استثمرها بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن وتوصل مع وزيرة الخارجية الأميركية (11/11/2010) إلى تفاهم أمني وسياسي استراتيجي تعهدت فيه واشنطن بدعم إسرائيل عسكريا كما تعهدت باستخدام نفوذها في مجلس الأمن لمنع أي توجه فلسطيني إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتدل المؤشرات الحالية على أن لجنة المتابعة العربية بصدد تكرار مستوى الأداء ذاته. إذ أنها وبدلا من أن تستبق اجتماع الرباعية في 11/7 باجتماع تحدد فيه دعمها وليس فقط تأييدها للمسعى الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة بغض النظر عن مسار المفاوضات، فإنها تجلس على مقاعد الانتظار إلى حين انتهاء الرباعية الدولية من اجتماعها وإصدار قراراتها ومن ثم ستجتمع لجنة المتابعة العربية لتترجم هذه القرارات عبر ضغوط جديدة على الجانب الفلسطيني من أجل حمله على التخلي عن مسعاه نحو الأمم المتحدة.

مثل هذه المعادلة تساعد الجانب الإسرائيلي الذي يشن بالتعاون مع واشنطن حملة سياسية ودبلوماسية شرسة من أجل إفشال المسعى الفلسطيني، وتمكنه من إحداث بلبلة من مواقف العديد من الدول التي سبق وأن أيدت بشدة هذا المسعى.

كما يتناقض أداء لجنة المتابعة العربية مع المواقف الإيجابية التي صدرت عن منظمة التعاون الإسلامي وعن قمة الاتحاد الأفريقي. فالمسعى الفلسطيني نحو الأمم المتحدة مستقل عن المفاوضات ومآلاتها، وهو الأمر الذي ينبغي أن تتبناه الجامعة العربية ولجنة المتابعة التي شكلتها. فهذه نقطة مهمة تفصل ما بين التأييد الإعلامي للمطالب الفلسطينية وبين دعمها عمليا على الأرض.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا