<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                      مقالة للكاتب ليث الحمداني                 

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حين يطمئن نائب في البرلمان العراقي زملائه بأن العراق لن يشهد انتفاضة !!

يوم الحساب آت لامحالة في بلد اصبح  بعض مواطنيه يعيش على الزبالة  !!

 

ليث الحمداني*

طمأن نائب في برلمان العراق اسمه زهير الاعرجي زملائه في (البرلمان) و(الحكومة) أن العراق لن يشهد أحتجاجات مماثلة لتلك التي تشهدها الدول العربية حاليا لانه (بلد ديمقراطي)!!

جاء هذا في خبر نقلته وكالة ( أصوات العراق) المستقلة يوم 29-1-2011 ويبدو أن السيد الاعرجي يرى في نظام العراق ( كمرة وربيع) كما يقول البدو او (شمر بخير) كما يتندرون لان السيد النائب الذي يعيش في (المحميةالخضراء) ويقبض الاف الدولارات هو وحمايته لايرى ولايسمع ولكنه يتكلم فقط ..يتكلم بما يحلو له !!ولو انه اتعب نفسه قليلا وقرأ التقرير الذي كتبه جون ليلاند من ( نيويورك تايمز) وهو بالمناسبة لابعثي ولاصدامي وانما من بلد (اولياءنعمةالسيد النائب) والذي نشر قبل اسبوع واحد من تطمينات نائبنا المحترم لزملائه وتناول حياة العراقيين الذين يعيشون على (النفايات) في منطقة عشوائية  تقع قرب بغداد وتشبه الى حد بعيد تلك العشوائيات التي تحيط بالعاصمة المصرية والعاصمة التونسية  ..لو استمع (السيد النائب) المحترم الذي يتقاضى الاف الدولارات شهريا له ولحمايته او قرأ ماقاله المواطن العراقي حمد طارش وهو شاب في الثانية والعشرين يعيش في تلك العشوائية ويؤمن قوت يومه من مكبات النفايات وكيف انه لايستطيع تذوق اللحوم وانه استغنى عن السكر للشاي لانه لايستطيع تامين ثمنه ، لو قرأ او استمع الى شهادة مواطنه الثاني علي حسون ابن السابعة والعشرين ومعاناته من الحياة في تلك العشوائية واعتماده على النفايات هو الاخر لتدبير شوؤن حياته ، لو استمع السيد النائب او قرأ ماقاله مواطنهما الاخر ثجيل 58 عاما القادم من العمارة من المحافظة التي تعوم على اكبر بحيرة نفطية في المنطقة والذي يعيش هو الاخر على مكبات النفايات ويعجز بسبب قلة مايوفره عن شراء (الغازولين) لتدفئة اسرته في برد الشتاء القارص (في بلد النفط) لو قرأ ماقاله هؤلاء لماتسرع بتطمين زملائه على اوضاعهم لانهم يعيشون تحت غطاء (الديمقراطية) لو قرأ هذا النائب المحترم ماقاله محافظ بغداد صابر العيساوي وهو يتحدث للصحفي عن معالجات المحافظة لظاهرة العيش على مكبات النفايات (أن المحافظة تنوي تحريك شاحنات القمامةفي الليل) وانه ( يتعين على هؤلاء الافراد العثور على وظائف لانهم وصمة عار على جبين مجتمعنا) كما قال المحافظ وكأن هؤلاء اختاروا الحياة على مكبات النفايات ترفا وحبا لهذه الحياة ، لو اطلع على حياة هؤلاء لتردد قليلا قبل ان يطمن زملائه النواب بان لاشيء يشبه ماحدث في تونس او مصر سيحدث في العراق!! لان العراق بلد ديمقراطي!!

تخيلوا في بلد يقول الاقتصادي والكاتب العراقي موسى فرج ان حجم موازنته بحجم موازنات مصر وسوريا والاردن ولبنان يعيش الناس على النفايات ويريد منهم السيد النائب ان لايصنعوا ماصنع اقرانهم من الكادحين في تونس ومصر لانهم يعيشون في ظل ( نظام ديمقراطي) ...صحيح ان أحزاب الاسلام السياسي التي فشلت اينما حلت ورحلت في تنمية بلدانها والنهوض بمجتمعاتها تقوم بتخدير العراقيين اليوم بالاكثار من زيارات المراقد والاضرحة ومن طبع ملايين الصور للمراجع ووضعها في كل مكان ولكن لكل شيء نهاية ولكل مخدر مرحلة ينتهي فيها مفعوله فيصحى المريض  وحينها سيجد هؤلاء المسوؤلين انهم امام حساب عسير من هؤلاء الفقراء والمسحوقين الذين استكثرت حكومة المالكي عليهم ( بطاقتهم التموينية) فقلصتها عملا بنصائح خبراء البنك الدولي الذين سبق ان نصحوا بن علي ومبارك النصائح ذاتها ..

أن بلدا كالعراق ( تغيب) عن موازنته (12) مليار دولار كما أشار مقال نشر مؤخرا نتيجة احتساب سعر برميل النفط في موازنة 2010 ب (62)دولار امريكي على سبيل الاحتياط ثم بيعه فعليا في تلك الفترة ب (73) دولار للبرميل ليتحقق فرق قدره (12) مليار دولار لاتظهر في الموازنة العامة للدولة ويعيش فقراءه على مكبات النفايات هو البلد المرشح لانفجار جماهيري اكثر من غيره ، اما الحديث عن الديمقراطية فهو مخدر آخر للجماهير لان الديمقراطية ليست كما يتصورها النائب المحترم فضائيات لاعد ولاحصر لها تنشر الطائفية وتشيع الخرافات في المجتمع وتقسمه وتميز بين مواطنيه وتثير كراهية بعضهم للبعض الاخر ، وهي ايضا ليست مئات الصحف التي لايعرف مصدر تمويلها وتلعب الدور نفسه في تقسيم المجتمع واغلبها لايرقى مهنيا الى مستوى النشرات المدرسية ...الديمقراطية في بلد كالعراق تدخله المليارات سنويا هي توفير الحياة الكريمة للمواطنين وتوفير الامان ومحاكمة المجرمين والقتلة ، الديمقراطية هي نظام يحاسب الفاشل والمسيء والمخرب لانظام يتمسك فيه رئيس وزرائه بوزير فاشل تسبب في مقتل العشرات من المصلين الابرياء في كنيسة سيدة النجاة بسبب سوء تقديراته وقلة خبرته هو وجهازه .. الديمقراطية هي نظام يعزز المواطنة في المجتمع لانظام تخترق الطائفية كل مفاصله فتحيله الى محاصصة بغيضة تحمي الفاشلين والفاسدين ويصبح الخراب في كل مكان !!

ايها السيد النائب انت ومن معك ديمقراطيتكم المثقوبة لن تحميكم من غضبة الكادحين ويوم الحساب آت لامحالة !!

*رئيس تحرير جريدة (البلاد)

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا