<%@ Language=JavaScript %> كاظم نوري الربيعي   رسالتان الاولى نذير شؤم ومثيرة للسخرية والثانية مثيرة  للاستغراب والاستهجان
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

  رسالتان الاولى نذير شؤم ومثيرة للسخرية

 

والثانية مثيرة  للاستغراب والاستهجان !!!

 

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

 

لايختلف اثنان ان ماتشهده المنطقة العربية من انتفاضات شعبية  تحول بعضها الى ثورات  اطاحت ببعض الرؤوس الحاكمة هي تحصيل حاصل لما عانت منه الشعوب العربية طيلة عقود من   نهج حكام  اقل ما يقال عنهم انهم استخفوا بشعوبهم واستهتروا بارادات تلك الشعوب ومارسوا ضدها شتى صنوف القهر  والاستعباد ونهبوا ثروات البلاد والعباد  وبددوها على نزواتهم  ناهيكم عن  الاساليب المتهورة التي اتسمت بها سياساتهم.

 اما ان  تستثمر  بعض الجهات تلك  الثورات وتحاول قطف ثمارها او التحايل على الجماهير الشعبية  او محاولات سرقة تلك الثورات وحرفها عن سيرها واهدافها فتتحملها الانظمة ذاتها  لكون تلك الانظمة التي " عشعشت" وشيدت"  صروحا امنية ومخابراتية  مرعبة فضلا عن تشكيل واجهات تابعة لها  والاستئثار  بالسلطة في اطار "  الحزب الواحد" وعملت  طيلة عقود من الزمن على التخلص من القيادات الوطنية واذابة الاحزاب  الاخرى في بودقة " النظام الشمولي" واتاحت الفرصة فقط لجماعات صغيرة تعمل لخدمة "  الحزب المتسلط  والقائد" في اطار " ديمقراطية مشوهة كاذبة"  هو ماجعل الثورات اللاحقة تفتقد الى القيادات المجربة التي اما جرت تصفيتها  والتخلص منها  او زجها في السجون والمعتقلات " مصر مبارك وتونس زين  العابدين ويمن عبد الله صالح"  امثلة على ذلك .

في مصر يدعون الى اجراء انتخابات  مبكرة بوجود " حزب مبارك" الذي  مضى على تشكيله اكثر من ثلاثين عاما وتغلغلت عناصره التي لم تمس بسوء بعد الثورة في الاجهزة الامنية واجهزة الشرطة والمباحث فضلا عن مرافق  الدولة الاخرى ولديها من الامكانات المالية  ان تتحكم حتى بقوت المواطن المصري  وستكون والحالة هذه مهياة لاستلام السلطة من جديد رغم غياب قياداتها عن الساحة السياسية لكنها   لازالت قادرة  على ان تعبث بالامن و توجه الاوضاع وفق اجنداتها وعن بعد  لانه لازال من يمثلها  موجود في  الشارع  المصري دون ان  يطاله القضاء وهناك من يتعاطف معها من الموجودين في راس السلطة الحالية.

الحال في تونس لايختلف عن الوضع في مصر وكذا الحال في اليمن اذا جرى  التغيير وفق مزاج الرئيس صالح  واصراره على ذلك  قد يجر الى حرب على شاكلة الحرب في ليبيا وحتى اسوأ من ذلك .

 

في ليبيا هناك حاكم  " غير سوي"  لايصدق عينيه وهو يرى شعبا يثور عليه ويطالبه بالتنحي لانه يعد وجوده في السلطة " شيئ منزل" لايمكن المساس به ومن هذا المنطلق  اطلق اوصافا على الثائرين لاتليق وكان منفعلا حد الانفلات" من عقاله" وتراه يصر على البقاء حتى في ظل الكارثة التي تعيشها ليبيا والتي كان يقف هو وراءها  بل انه يصر على استبداله باحد ابنائه حتى يضمن عدم ملاحقته قضائيا  وفق بعض  التسريبات الاعلامية التي اعقبت  زيارة وفد يمثله الى اليونان.

اما الوضع في سورية يختلف تماما عن الاوضاع في بقية الدول الاخرى.

 سورية كانت   قيادتها واعية ومدركة للمخاطر فقد ابدى الرئيس بشار الاسد   استعداده لاجراء  اصلاحات في البلاد وتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة واقر بذلك علنا  لكن" واشنطن" التي تسعى الى استثمار مايجري في المنطقة  كعادتها تريد التخلص من النظام في سوريا لاسباب عديدة في مقدمتها " دعمه المقاومة  الفلسطينية وايواء قياداتها فضلا عن الدعم الذي تقدمه دمشق للمقاومة اللبنانية.

تركيا لن تسمح بان تتعرض سورية الى هزة مشابهة لما حدث في مصر وتونس لاسباب تخص امنها الداخلي كونها بلد  مجاور لسوريا وان اي تغيير فيها لايصب في خدمة  تركيا وينعكس سلبا على امنها الداخلي بل وحتى على جغرافيتها.

 الشيئ المحير الذي يجلب الانتباه هو ان رئيس حكومة العراق ابدى" تضامنه  ووقوفه" مع سورية وهو موقف يتناقض مع مواقف سابقة للمالكي الذي طالما اتهم " سورية" بارسال "مخربين" و" ارهاببين"  لزعزعة الاوضاع الامنية في العراق.

الان يقف المالكي مع نظام الرئيس الاسد  ولاندري كيف سيقدم الدعم والمساندة لسورية وهو الذي يحتمي والمحيطين به ومنذ ثماني سنوات بقوات  الاحتلال  الامريكي وكان ولايزال اشبه  بعبد المامور ينفذ مايطلب منه لكنه يستاسد ويتحايل عندما يتعلق الامر بالعراقيين ومطاليبهم المشروعة وينشر قواته للتصدي للمواطنين المتظاهرين ويتهمهم بالارهاب.

 يبدوا ان المالكي استبق الاحداث هذه المرة  و اراد ان يقلد الرئيس الطالباني عندما بعث رسالة الى مبارك في حينها يشيد" بحنكة الريس" لمعالجة الاوضاع في مصر واذا بطالباني يفاجأ ان " مبارك اصبح في خبر كان" وان  رسالة التاييد له والاشادة بحنكته ذهبت ادراج الرياح".

 نتمنى ان لاتسير بوصلة الاوضاع في سورية مثلما سارت عليه في مصر او تونس او اليمن  وان تدرك القيادة السورية المخاطر  وتنفذ ما وعدت به لتحقيق  مطالب الشعب السوري وتبقى سورية عمقا للعراق وملاذا للعراقيين تحتضنهم  ايام المحن وهي التي عرفناها  لن  تفرق بينهم على اسس قومية او اثنية او طائفية  مثلما يحصل داخل العراق في ظل حكامه الجدد

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany