<%@ Language=JavaScript %>  كاظم نوري الربيعي  تحذير من خطورة الوقوع في الفخ الامريكي لسرقة ثورات الشعوب العربية!!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

 تحذير من خطورة الوقوع في الفخ الامريكي

 

 لسرقة ثورات الشعوب العربية!! 

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

 لمس القاصي والداني كيف  تكيل الولايات المتحدة  بالف مكيال وليس بمكيالين وهي تتعامل مع الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية ممثلة  بالانتفاضات والثورات الشعبية التي تفجرت بالمنطقة والتي اطاحت ببعض الحكام  بينما  يواصل  حكام اخرون السباحة ضد  التيارالشعبي الجارف.

ثورة شعب مصر التي اطاحت بمبارك  ارغمت " واشنطن" التي صمتت بداية الامر بانتظار التطورات التي ستنتج عنها على تاييدها بعدما  شعرت ان الامور تسير بما لاتشتهي" السفن الامريكية" فركبت الموجة مضطرة واخذت تنادي برحيل مبارك.

استحسن البعض تلك السياسة وعدها   تجسيدا  للشعارات الامريكية التي تدعوا"  لحرية الشعوب والديمقراطية" وغيرها لكن  عندما حدثت الانتفاضة في البحرين وارسلت السعودية  وبعض من دول الخليج الاخرى قوات عسكرية لقمع الانتفاضة الشعبية فيها وحماية النظام الملكي القائم هناك اعتبرت" واشنطن" التدخل العسكري الخليجي في  البحرين امرا مشروعا ومبررا ولسبب معروف لسنا بصدد الحديث عنه .

 وفي  اليمن لم يختلف الامر عن الوضع في مصر في  تعامل الادارة الامريكية مع فارق واحد هو ان السفير الامريكي في صنعاء كان  يشارك في اجتماعات ومشاورات لتغيير السلطة في محاولة للالتفاف على مطالب الجماهير اليمنية التي تطالب برحيل عبدالله صالح ومحاكمته وهو  توجه لايتناغم  مع التوجه الذي تبنته دول  مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها السعودية والذي  رفضه شعب اليمن من اجل ضمان مجيئ نظام بديل يخدم  مصالح " واشنطن" في المنطقة مثلما فعل النظام اليمني برئاسة صالح طيلة وجوده .

في ليبيا وما ان افصحت الثورة الشعبية عن هويتها عندما اكد اكثر من مسؤول في  المجلس الوطني  الانتقالي  رفضه اي تدخل اجنبي عسكري بري  في ليبيا   والاكتفاء بالضربات الجوية لحماية المدنيين وفق قرار صادر عن مجلس الامن الدولي  حتى بدات الولايات المتحدة  تلعب على الحبلين وتتلاعب بالتصريحات وانسحبت من الجهد الجوي ورفعت يدها  لتترك الامر لحلف شمال الاطلسي " ناتو" ووقفت  متفرجة وهي العضو الفاعل  والقائد للحلف والمؤسس له ليتواصل النزف الشعبي الليبي لحد الان دون ان يحسم الامر لصالح ثوار ليبيا بل ان ميزان"  الكر والفر" الذي حصل في المعادلة الليبية  كان بسبب الموقف الامريكي المتراخي وغير الجاد بعد نقل القيادة الى حلف ناتو لابسبب طبيعة ارض ليبيا.

في سورية اختلف الامر فقد تباكت واشنطن على حقوق الانسان والحريات المفقودة وزعمت ان السلطات السورية لاتسمح حتى بمعالجة الجرحى او نقلهم الى المستشفيات واوعزت الى  منظمات تابعة لها تعمل تحت مسميات عديدة وتختفي وراء  غطاء دولي كاذب على نشر تقارير معظمها  يفتقد الى المصداقية ووصل الحال الى  التهديد بطرح مشروع قرار امام مجلس الامن لحماية" المدنيين وحتى التلويح بالتدخل كما ورد على  لسان بعض المسؤولين الامريكيين.

واشنطن تتباكى على اوضاع المتظاهرين في المدن السورية لكنها تحدثت باستحياء عن  التظاهرات والضحايا  في دول اخرى  مثل السعودية والبحرين وغيرها  في سياسة اقل   ما توصف به انها سياسة منافقة.

 في السعودية النظام الاعتى  دكتاتورية وفتكا في المنطقة والذي يقف وراء  معظم  المشاكل التي تواجه شعوبها  بما في ذلك شعب لبنان والعراق وبقية الشعوب  العربية والاسلامية وقعت تظاهرات لكن واشنطن لم تلفت  لها ولم يصدر بيان من البيت الابيض يدين السلطات السعودية مثلما عليه الحال في سورية .

 لان السعودية تبقى مثالا" للدولة  النموذج  في المنطقة من وجهة نظر امريكية "  انها " الحبيب المدلل لواشنطن " كيف لا  وهي التي تعوض اي نقص في  امدادات النفط " وهذا هو المهم فضلا عن تنفيذ المشاريع الامريكية.

 اما ماحدث من  تظاهرات وقمعتها سلطات  الرياض بقسوة فهو شان داخلي من وجهة   نظر امريكية  مرت عليها واشنطن  مر الكرام مثلما مرت قنوات فضائية تخدم سياسية واشنطن في المنطقة وتروج"  للحرية والديمقراطية" هي الاخرى مرور الكرام على احداث البحرين لكنها تتحمس على الاوضاع في الدول الاخرى بل ان تلك الفضائيات التي  تخدم مخططات واشنطن وتل ابيب في  المنطقة وتبدوا متحمسة للانتفاضات الشعبية اخذت تبرز الاحداث في سوريا وتضعها في اولويات نشراتها الاخبارية وتهول الحالة التي تواجه بها السلطات السورية  المتظاهرين خدمة للمشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.

واشنطن تخطئ ان هي اعتقدت ان الثورات الشعبية التي اندلعت في بعض الدول العربية وحققت  النجاحات الباهرة ضد حكام كانوا اشبه ب" دمى" لها بان تلك الثورات سيتم حرفها او سرقة مكاسبها  التي عمدتها الجماهير بالدم.

  وها نحن نرى رمزا من رموز المتهاونين مع المشاريع الامريكية وخدمها لاكثر من ثلاثة عقود يمثل امام  العدالة في مصر هو و وبعض المحيطين به .

  ان نجاح الثورة في تونس وحتى في ليبيا واليمن لاحقا  يتطلب وعيا شعبيا ومتابعة يومية  لحماية تلك المكاسب لان الحفاظ على المنجزات  يتطلب جهدا وتضحيات   لاتقل اهمية عن تضحيات نجاح الثورة   خاصة ان ما يجري خلف الكواليس هو   اكثر ما يهدد  حرف  الثورات عن مسارها الوطني وسرقة  منجزات الجماهير وان هناك العديد من  الشخصيات من مخلفات الانظمة التي سقطت او التي تترنح تحت ضربات  التيار الشعبي الجارف لازالوا في السلطة  بانتظار  فرصتهم  تدعمهم الولايات المتحدة و غيرها من الدول الحليفة لها التي  تتحين الفرصة لتجيير الثورات  الشعبية لصالحها  سواء بمحاولة  سرقة تلك الثورات اوحرفها عن مسارها الوطني في اساءة مفضوحة لها .

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany