<%@ Language=JavaScript %>  كاظم نوري الربيعي القيادة الروسية   وعدم استيعاب  درس انهيار الاتحاد السوفيتي
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

 

القيادة الروسية وعدم استيعاب درس انهيار الاتحاد السوفيتي!!!

 

 

 كاظم نوري الربيعي 

 

صحيح ان الوضع الاقتصادي المتدهور الناجم عن سباق التسلح في الاتحاد  السوفيتي للحاق بالبرامج الامريكية والغربية العسكرية مثل  برنامج حرب  النجوم وغيره من البرامج  باهضة الثمن كان  واحدا من اسباب انهيار اكبر قوة في العالم  وتشرذمها عام 1991  الى جانب اسباب كثيرة اخرى لكن الصحيح ايضا ان موقف   قيادات الاتحاد السوفيتي غير الحاسم  في التعامل بجدية مع بعض المعضلات الدولية خاصة في الشرق الاوسط وافريقيا وامريكا اللاتينية  هو  الذي  جعل الولايات المتحدة تنفرد بالقرار الدولي وتتحول الى اخطبوط يمد اذرعه هنا وهناك وتصبح القوة الاكبر في العالم بعد غياب الاتحاد السوفيتي رغم وجود الصين وروسيا .

 كان  المفروض ان يكون هذا الانهيار" انهيا رالاتحاد السوفيتي "    درسا بليغا لروسيا التي برزت بعد الانهيار السوفيتي لكن الموقف  الروسي المائع والمتراخي والمجامل احيانا لواشنطن في اروقة مجلس الامن وفي المنظمة الدولية الذي تمليه  احيانا بعض المصالح  جعل موسكو  تفقد هيبتها  امام شعوب العالم  مثلما خسرت  مواقع  ستراتيجية دولية وبالذات في مناطق الشرق الاوسط و القارة الافريقية التي كان  للاتحاد السوفيتي علاقات مميزة مع العديد من دولها مثل تنزانيا  وموزمبيق   وانغولا  وغيرها الكثير من  الدول الافريقية وفي امريكا اللاتينية التي كانت حليفة "لموسكو السوفيتية " انذاك  ".

نعم ان موسكو نجحت في  ان تبقي بعض العلاقات الشكلية مع دول كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي خاصة في منطقة ماوراء القفقاس  التي انفرطت عن العقد السوفيتي لتصبح مستقلة بعيدة عن سياسة موسكو بصرف النظر عن حاجة بعض من تلك الدول الى الغاز الروسي  واستمرار العلاقات التجارية  اذا اسثنينا من ذلك  جمهورية جورجيا  التي تحولت الى" كلب حراسة" امريكي في المنطقة وقد تاكد ذلك اثناء احداث  اوسيتيا الجنوبية وما رافقها من صدامات عسكرية في المنطقة.

  لكن اوكرانيا وبلا روسيا" روسيا البيضاء" من الدول التي انفرطت عن  العقد السوفيتي وهي تجاور روسيا وقد سعى الغرب الى  اغراء  اوكرانيا بالانضمام الى حلف شمال الاطلسي"  ناتو " الذي  انتفت الحاجة له اصلا ولم يعد وجوده ضروريا بعد  غياب حلف  " وارشو" لكن واشنطن احتفظت بقيادة الحلف ووسعته و عمدت الى التوسع شرقا فضمت  الجمهوريات الثلاث الواقعة على بحر البلطيق استونيا ولتوانيا ولاتفيا التي كانت ضمن حلف " وارشو" قبل انهيار الاتحاد السوفيتي الى حلف " ناتو" لتمثل سكين  الخاصرة الشمالية  لروسيا ".

 ثم   التفتت واشنطن الى جمهوريتي  بولنده والجيك المجاورتين لروسيا لتضمهما الى الناتو  الا انها  لم تتمكن من ضم  جمهورية اوكرانيا الىعضوية" ناتو" رغم محاولاتها العديدة التي باءت بالفشل لاسباب معروفة من بينها وجود  اتفاقيات وعقود مع "  روسيا " طويلة الامد تحول دون ذلك.

موسكو وحتى هذه اللحظة تنتهج سياسة شبيهة بالسياسة التي كان ينتهجها الاتحاد السوفيتي  في التعاطي مع الاوضاع في العالم دون ان تحتاط او ان  تستفيد من العبر والدروس  التي كانت وراء انهيار الاتحاد السوفيتي بالرغم من ان الوضع الاقتصادي الروسي يعد متميزا الان مقارنة بما  كان  عليه الحال في ظل  السلطة السوفيتية.

 وقد استفادت  موسكو بهذا الشان من التجربة الصينية لكنها لم تقترب منها كثيرا وهاهي واشنطن  تعرب بين فترة واخرى  عن " قلقها" ازاء الميزانية العسكرية الصينية في محاولة  التدخل بشكل سافر في شان دولة عظمى عضو دائم في مجلس الامن  لخشيتها من الوضع الاقتصادي المتنامي بجانب الوضع العسكري وهو  اكثر ما يخيف الولايات المتحدة التي انهار اقتصادها بسبب " حروبها"  وتدخلها العسكري في مناطق مختلفة بالعالم وفي مقدمتها افغانستان والعراق وحتى ليبيا وهو مااضطرها الى اشراك دول حلف " ناتو" في بعض من مغامراتها العسكرية للتخفيف عن كاهلها العسكري و الاقتصادي.

غزو العراق واحتلاله ربما كان اول اختبار لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  فقد تم احتلال بلد عضو في الامم المتحدة وبصرف النظر عن النظام الحاكم  فيه تحت ذريعة كاذبة ودون موافقة دولية وكان الاولى  بروسيا العضو دائم العضوية في مجلس الامن الدولي الذي يتمتع  بحقوق كثيرة في اروقة المجلس قبل غيرها ان تدعوا  لمثول مسؤولين امريكيين  وبريطانيين امام محكمة دولية نظرا لانتهاكهم  بنود ميثاق الامم المتحدة وتسببهم بتدمير بلد بالكامل وقتل مئات الالاف من ابناء شعبه.

هل كل ذلك لايستحق  مثول بوش الابن  وبلير وقادة عسكريين امريكيين وبريطانيين امام محكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مثلما يقف اليوم  امام

محكمة لاهاي احد ابرز قادة الصرب العسكريين وتطالب واشنطن بمثول زعماء اخرين امام المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية  وكأن جنودها في العراق وافغانستان هم رسل سلام  وان مهماتهم انسانية بحتة ؟؟

 وعندما نلوم روسيا لموقفها المتراخي ازاء غزو العراق وافغانستان وغيرها من الدول التي تتعرض لتدخل امريكي مباشر وغير مباشر في شؤونها الداخلية تحت اعذار واهية  لاننا ندرك ان  المسؤولين في حكومات  المنطقة الخضراء من المحسوبين على العراق لايعنيهم الامر بقدر حرصهم على الاحتفاظ  بمناصبهم التي حصلوا عليها بفضل المحتل لكن كان الاولى بموسكو وبكين ان تبادرا الى ذلك خاصة وان البلدين خسرا عقودا اقتصادية كثيرة في مجالات التنقيب عن النفط عندما نتحدث عن  المصالح  بعيدا عن الامور الاخرى.

 موسكو ربما لم تستطع ان تفعل شيئا حين غزت القوات الامريكية وقوات دول ناتو افغانستان خاصة وانها كانت متجاوبة  مع الغزو لخشيتها من ان تمتد الحرب الى الشيشان وتطيح بحكومة نصبتها موسكو   وتدين بالولاء لها .

  كما ان هناك" الارهاب"وهي  ذريعة بيد تلك الدول التي  غزت قواتها  افغانستان وتقاتل الى جانب القوات الامريكية للسنة العاشرة .

اما العراق فالمسالة تختلف تماما لقد  تم غزو العراق واحتلاله  لاسباب كاذبة وغير موجودة اصلا .

 انظروا للاوضاع الان في المنطقة العربية وسبقها وضع القضية الفلسطينية لم نلمس موقفا روسيا جريئا ازاء تلك الاوضاع باستثناء " التحذيرات" التي اصبحت عادية  تستمع واشنطن اليها دون اكتراث وتلتف عليها باسلوبها الذي نراه وهي تهدد الحكومات والانظمة التي لاتروق لسياستها وسياسة اسرائيل في المنطقة وتطالب حكامها بالرحيل في تدخل سافر يتنافى وميثاق الامم المتحدة.

 روسيا بموقفها هذا سوف لن تفلت يوما وهي محاطة الان بدول وافقت على الانضمام الى " ناتو" بايعاز من الولايات  المتحدة الى جانب نصب صواريخ ورادارات مضادة للصواريخ على اراضي تلك الدول قرب حدود روسيا بزعم حماية اوربا من هجوم صاروخي ايراني متوقع وهي كذبة لاتقل  عن كذبة  اسلحة الدمار الشامل في العراق لتصبح روسيا  وبمرورالزمن تحت رحمة الطوق الصاروخي الامريكي" اذا لم تتدارك الامر الان من خلال الردود العملية المضادة وان لايقتصر ذلك على التصريحات والتهديدات خاصة وان علاقات جمهورية"  بلا روسيا " مع  روسيا الجارة  بات  يكتنفها بعض الفتور الذي قد يحفز  الولايات المتحدة الامريكية بالتحرك نحوها  لتمد ذراعها الى" "مينسك" مثلما  مدته في السابق الى جارتها الاخرى" كييف" .

 وفي حال نجاح واشنطن في اقامة علاقات وطيدة مع هتين  العاصمتين ترقى الى مستوى علاقاتها مع " وارشو وبراغ"  تكون قد احكمت الطوق على الدب الروسي.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany