<%@ Language=JavaScript %> كاظم الربيعي  رحلة مشوبة بالاحزان والشجون الى  وطن مستباح
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                      

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

 رحلة مشوبة بالاحزان والشجون الى  وطن مستباح

 

 كاظم الربيعي

 

يشعر الانسان  بالاسى والحزن ويصاب  بذهول مخيف حين يطل على الوطن بعد غيبة طويلة وهو يرى بعينه ارضا يبابا وشعبا منهكا وخرابا يضرب اطنابه في كل صغيرة وكبيرة وانسانا يلهث وراء النفع الخاص مهما كانت الوسيلة للحصول على ذلك.

 في الطائرةالقادمة من عمان عند دخولها اجواء الوطن تستطيع ان تميز دجلة والفرات لكنهما  يبدوان اشبه" بجدولين صغيرين" لانحسارهما وشحة  المياه فيهما اما الاجواء  فتبدوا " صفراء اللون" رغم ان موعد هبوب اتربة الصحراء لم يحن بعد.

اما المطار الذي يعد وجه البلاد لازال يعمل بالطريقة اليدوية البدائية  ولن يستعيد عافيته حيث تقف الطائرات القادمة بعيدا ويتم نقل الركاب بحافلات تابعة لوزارة النقل.

وعند اكمال اجراءات الدخول يطالعك في الخارج اشبه برجال المافيات وهم يرددون من اين اتيت والى اين تذهب لكن وجود حافلات النقل التي لايتعدى مدى  تحركها الى اكثر  من " نصب عباس بن فرناس" قد يخفف عن المسافر  وطاة الجدال مع سائقي التاكسي الذي تصل طلباتهم الى ارقام خرافية قد لانسمع بها حتى في الدول الاوربية.

 في  داخل بغداد وانت تقوم بجولة "  محفوفة بالمخاطر" " شحاذون"  من الجنسين  يطلون عليك اينما وليت  وجهك في الاماكن العامة فضلا عن  بائعي وبائعات   اكياس " الكلينكس" و" اللبان" الذين يمرون بين السيارات المتوقفة لعلهم يحصلون على مايسد الرمق بالطرق الشريفة .

هذا هوالسائد اليوم في العراق رغم مرور اكثر من سبع سنوات على اسقاط النظام  السابق ومجيئ عينات بديلة توسم العراقيون خيرا بقدومها كبديل  الا انهم ندموا على اختيارهم كممثلين لهم  بعد ان   عملت هذه العينات على افساد المجتمع بدلا من  ان  تخدم الوطن والمواطن فتراها تسعى الى مسخ البنية الاجتماعية لتبرز طبقة من اللصوص والمرتشين المنتفعين والسراق تتصدر الواجهة وتتحكم في المجتمع العراقي  كونها مقربة من السلطة والحكام الجدد.

نعم سبع سنوات كفيلة بتعمير الصغيرة والكبيرة وتضميد الجراح في ظل حكام وطنيين فعلا وصادقين لان المحتل الامريكي الذي كان وراء  الفاجعة العراقية منذ احتلال البلاد عام 2003 لايمنع مسؤولا من بناء مستشفى او تشييد مدرسة او تعمير شارع والاموال متوفرة  لكن يبدوا انه لايوجد احد في السلطة يعنيه العراق والعراقيين او ان يلتفت الى اشراف الخلق من الذين انزووا مرغمين حتى لاتلتصق  بتاريخهم كلمة لاتليق.

العراق بلاد الرافدين خربة  وبغداد التي كانت في ذاكرتنا عروس دجلة شوارعها الرئيسة اضحت مجرد اماكن لتواجد الباعة المتجولين فشارع الرشيد لم يعد شارعا كما عهدناه بل تحول الى بحبوحة لباعة الخردة وحتى " الفشافيش" رصيفا وشارعا ترى اينما تولي ببصرك نساء يجلسن وسط الشارع  وحتى  قرب تمثال الرصافي وهن يعرضن البضاعة الشائعة في السابق و التي كنا نراها في العربات بمنطقة علاوي الحلة.

خمسة وثلاثون يوما  امضيتها وانا  اشعر بالذهول  المشوب الحزن  المتواصل وانا  ارى الجدران الكونكريتية التي تفصل المناطق في العاصمة تطالعك اينما تولي وجهك والقصص التي يرويها المحيطون بك تدمي  القلوب.

هذا فقد اثنين او ثلاثة من ابنائه لاشان  لهم بالسياسة او بالامور الطائفية بل ان قناصا كان يهيمن  على المنطقة الممتدة بين  السيدية وحي الاعلام في الكرخ  ليصطاد الابرياء دون ان تميز رصاصته بين هذا وذاك انه مكلف بقنل من يغامر بالمرور في  الشارع الفاصل بين المنطقتين ربما مقابل مبلغ من المال.

صحيح ان الوضع في هتين المنطقتين لم يعد كالسابق وقد اختفى ذلك القناص لكن النعرات الطائفية تغلي في الصدور مطالبة بالثار للابرياء الذين قتلوا.

من كان وراء كل ذلك؟

كل واحد يرمي المسؤولية على الطرف الاخر.

 اقولها بحزن والم هذا ما يتردد على السنة جيل  بكامله التقيت عينات منه ولفترات متفاوتة.

روايات تحكى عن ذلك العراقي الذي لايجد شيئا يسد به رمقه ليرم بنفسه تحت اطارات سيارة مارة ربما في الازقة تعود  للذين اثروا على حساب فاقة وجوع العراقيين لعله يحصل على" فصل عشائري" مقابل اصابته بعد ان اصبح  للعشيرة صوت ولكن اي صوت انه على الطريقة  التي تخدم المتسلطين الذين سخروا ذلك لمصالحهم في العراق بعد اعتمادهم على الانتهازيين والنفعيين والوصوليين؟

 وللحديث صلة.

 كاتب  وصحافي عراقي

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany