<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

اكذوبة اوباما وكاميرون:

 

تدخلنا العسكري في ليبيا  من اجل" المصالح والقيم" !

 

 

  كاظم نوري الربيعي

 

في لقائهما الاخير بالعاصمة البريطانية اتفق الرئيس الامريكي اوباما ورئيس الحكومة البريطانية كاميرون على ان تدخلهم العسكري في ليبيا هو من اجل" المصالح والقيم" وبعد ان ارتفعت غيرتهما وشيمتهما   هددا ايضا  باستخدام القوة العسكرية ضد اي نظام " يقمع شعبه او  يستخدم القوة ضد الشعب".

      بهذين المصطلحين اختزل اوباما وكاميرون " "خلال لقائهما الاخير في لندن " سيل الدماء و المذابح التي تجري منذ اشهر في  ليبيا وهما اللذان يحسبان بالدولار وبالباوند تكلفة الصواريخ و تكلفة الالة الحربية التي تستخدم ضد ليبيا.

 وهذه المرة الاولى التي  ظهرا فيها وهما اشبه بالشحاذين وبما معناه ان من يخلف القذافي في الحكم عليه ان يتكفل بدفع جميع فواتير الغرب اما الدمار والموت المجاني المتواصل في ليبيا وغيرها من الدول بسبب التدخلات  الغربية الاجنبية فلا علاقة له بالقيم التي يتحدثون عنها طالما ان شركاتهم  ستقوم باعادة بناء  مادمرته الحرب وسيدفع شعب ليبيا ثمن كل ذلك .

 الكل يتذكر كيف راوغت واشنطن في  بداية الامر وبقيت تتفرج على الجثث والدمار في ليبيا حتى اخر لحظة ربما ضمنت فيها  بعض المكاسب ما بعد انتهاء الحرب  المشتعلة بعد ان اقتنعت ان  القذافي لامكان له في ليبيابعد الان.

لااظن ان المصالح الامريكية  والبريطانية كانت في خطر في عهد القذافي هذا  الحاكم الذي سلم كل شيئ في حينها وقبل اندلاع الثورة ضده بسنوات  الى الامريكيين والبريطانيين بما في ذلك معدات واجهزة قيل في حينها انها تدخل في التصنيع النووي.

 وسبق بذلك  جميع الحكام العرب بتقديم الطاعة للولايات المتحدة والغرب.

 سلمها القذافي بدون مقابل مثلما عوض عوائل ضحايا حادثة لوكربي ايضا بعد اتهام نظامه بتفجير طائرة " بان اميركان" وبالمليارات من الدولارات وسلم في حينها المقراحي للسلطات الغربية ككبش فداء  وقد افرج عنه بالطريقة التي شهدها العالم باعتباره كان  بوضع صحي سيئ جراء اصابته بسرطا ن البروستات" هكذا قيل وان  ايامه باتت معدوده  لكنه حي يرزق حتى كتابة هذه السطور.

الاعتراف الامريكي البريطاني  بان الحرب في ليبيا اليوم هي من اجل "المصالح والقيم" فيه شيئ من المغالطة الفاضحة خاصة واننا لم نشعر حتى الان  انهم عن اية  قيم يتحدثون بعد ان عرفنا ودون لبس ان "المصالح" فوق الجميع ونقصد هنا جميع شعوب المنطقة العربية وغيرها من المناطق التي ابتليت شعوبها بحكام امثال القذافي وغيره من الذين يفرطون باوطانهم وشعوبهم عندما يشعرون ان كرسي الحكم اخذ يهتز ويمنحون الفرصة لاوباما وغيره بالحديث عن الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية وتوفير الحماية للشعوب تلك الشعارات التي تخفي خلفها  ادارة  البيت الابيض وجهها البشع.

برميل النفط الواحد بالنسبة   للادارة الامريكية  والبريطانية هو اغلى واثمن من رؤوس الملايين  من  المواطنين العرب.

انظروا كيف يحسبون تكلفة الحرب التي تشنها  دول حلف ناتو بقيادة  الولايات المتحدة يحسبونها " بالخردة".

في تقرير لها حول هذا الوضوع تحدثت صحيفة  التايم اللندنية عن تحمل دافعي الضرائب في بريطانيا تبعة الحرب في ليبيا وقدرت ثمن صاروخ واحد نوع " توماهوك" الذي تطلقه الغواصات البريطانية   بملايين الدولارات فضلا عن المعدات الاخرى من قنابل وصواريخ  يجربونها على رؤوس العزل  والابرياء والمنشئات الليبية دون تمييز مثلما جربوها علىرؤوس العراقيين.

نقولها دون  تردد لاننا خبرنا هذه الدول وكذبها بعد تجربة العراق المريرية وضياع البلاد جراء غزوها واحتلالها وما سبق الغزو من تدمير  كان بامكانهم في حينها ان يرغموا صدام على ترك الحكم ويقفوا الى جانب الشعب العراقي ليكون التغيير " عراقيا وبامتياز"  لكنهم لم يفعلوا ذلك  واصروا على التدخل العسكري تحت كذبة اسلحة الدمار الشامل حتى يحتلوا العراق ويبسطوا هيمنتهم على المنطقة و على ثرواته النفطية وانظروا للشركات الامريكية والبريطانية التي نالت حصة الاسد من العقود النفطية غير المتكافئة مثلما جرى تعيين مدير لاحدى شركات النفط البريطانية التي تهيمن على حقل في  جنوب العراق كان يعمل في قيادة المخابرات البريطانية قبل واثناء غزو العراق تكريما لدوره في فبركة مبررات الاحتلال رغم احالته على التقاعد .

 الشيئ نفسه ربما يتكرر في ليبيا من اجل بسط سيطرتهم على مخزونها النفطي بالكامل الى جانب التحكم بالقرار  السياسي للنظام الذي سيخلف نظام القذافي.

كان اوبا ما وكاميرون واضحين وصريحين عندما تحدثا عن المصالح لكن عن اية قيم يتحدثون؟

دول الخليج وانظمتها وعلى راسها السعوديةالحليفة للولايات المتحدة .

 هل  هذه انظمة" ديمقراطية" في المنطقة حتى تستثنى من" هجمة رعاة  الديمقراطية وحماتها والمتباكين عليها"؟

ام ان شعوب هذه الانظمة تحكمها عوائل  لاتحتاج الى " الديمقراطية المتأمركة" لان  اساطيل واشنطن الحربية وقوات " المارينز"  ترابط في مياهها واراضيها   بجوار منابع النفط والغاز وهذا يكفي  ويعوض عن سيرها  على نهج ديمقراطية الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس الامريكي؟؟

فالديمقراطية التي يتحدث عنها "رعاة البقر"  هي مجرد  وسيلة ابتزاز لاقيمة لها  ترتبط بمدى   ارتباط ذلك  الحاكم ونظامه او قربه و بعده عن المخططات الامريكية .

فاذا كان النظام او الحاكم منبطحا للاخر لرغبات العم سام تنتفي الحاجة الى الديمقراطية و" القيم" التي يتحدثون عنها مهما فعل بشعبه .

اما اذا كان الحاكم مناكفا متمردا على الاجندات الامريكية والمخططات الاسرائيلية سوف تحل عليه اللعنة الامريكية ويستحق  العقاب  وعليه ان يحترم القيم التي تحدث عنها اوباما وكاميرون من بينها" الديمقراطية" مضافا لها المصالح بالطبع.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany