<%@ Language=JavaScript %> كاظم الربيعي ثورات مصر وتونس وليبيا بددت صورة مشوهة في العالم عن الشعوب العربية!!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

ثورات مصر وتونس وليبيا

 

بددت صورة مشوهة في العالم عن الشعوب العربية

 

 

 كاظم الربيعي

 

ازالت ثورات الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا  واليمن  والبحرين وبقية الدول  بما في ذلك تلك الشعوب التي لازالت ترزح تحت نير الظلم و تكافح وتتظاهرسلميا وهي تخضع  لاشرس واعتى الانظمة الدكتاتورية او القبلية او  العشائرية وحتىالطائفية في  المنطقة العربية ازالت تلك الصورة المظلمة بل المتسخة من اذهان شعوب العالم وحكوماتها لاسيما الاوربية التي كانت تعتبر الشعوب  العربية مجرد" عكل  ويشاميغ " محنطة مخدرة  لاتعرف غير الركوع  ومداراة " السلطان  الحاكم بامره" وتقبيل  الايادي او انها سهلة الانقياد مثلما " يخضع بعض الحكام العرب سواء كانوا " امعكلين او  افندية " حد الركوع لاوامر اسيادهم" واذا  بتلك الشعوب تفاجي العالم  بتيار ثوري حضاري جارف لم تشهده المنطقة  منذ تاريخها السحيق.

لقد شهد العالم بل اصيب بالذهول مثلما اذهلته مصر باهراماتها الشامخة  للكيفية التي كان يتعامل بها شعب مصر الذي تواجد في ميدان التحرير وسط القاهرة طيلة ايام ثورته ومحنته التي افضت الى تنحية  رئيس النظام مبارك كخطوة اولى كان يجب ان تعقبها خطوات على طريق التخلص من كل رواسب وتبعات الماضي الذي يمتد الى اكثر من ثلاثة عقود.

   ان   الشباب الذين تصدروا الثورة وقدموا التضحيات  هم اكثر  قدرة على متابعة الانجازات التي يسعى البعض الى سرقتها  لانهم  يراقبون وعن كثب الخطوات التي تتخذ في مصر بهذا الشان.

 شعب مصر دحض كل تخرصات  اعداء الامة  باسلوب ثورته  واثبت انه شعب عريق شعب حضاراته تمتد الى عهود سحيقة  وان  النكات التي  لاتفارق المواطن هي ليست الدليل على انه شعب غير مبال او غير مكترث باحواله  المعيشية والاقتصادية التي اوصلها النظام السابق الى مستويات لاتليق بالبشر.

   لقد اثبت انه شعب  صاحب تاريخ  عريق وتراث خالد حافظ عليه حتى في ايام المحنة  عندما حمى" متاحف البلاد" من سطو اللصوص الذين سخرهم نظام مبارك حتى يوحي للعالم  بان الموجودين في  ميدان  التحريركانوا " مجرد بلطجية" ليتضح فيما بعد ان من حاول السرقة والاعتداء على  منشآت الدولة ومحاولة سرقة المال العام هم " بلطجية" النظام السابق بل ان  شباب مصر هو الذي حافظ على الامن وحمى الممتلكات عندما اختفى رجل الشرطة والامن من الشارع ليؤكد انه بحق فخر مصر والامة.

وان هذا  الشعب كان سباقا الى تنظيف ميدان لتحرير   واعاد له وجهه الناصع وتحول هذا  الميدان الذي قدم الشهداء على طريق الثورة الى مزار  نستثني من ذلك زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون الى هذا الميدان لانها كانت زيارة منافقة وفق وصف بعض المطلعين على الموقف الامريكي من ثورة شعب مصر وما بعدها.

 ثورتا مصر وتونس  اثبتتا ان من  عبث ويعبث في البلاد  بهدف الاساءه  للثوار وللثورة ولكل عمل وطني هما طرفان اولهما " بلطجية" النظام السابق وهو ما اكدته الاحداث في  كلا البلدين " تونس ومصر" اما  الطرف الثاني فهو الاجنبي الغازي وهو ما حصل في  العراق الذي اسقط النظام فيه  بايادي غير عراقية وهو مايؤسف له فكان الاولى ان يكون التغيير عراقيا وطنيا لكن الذي حصل انه تم احتلاله واستبيحت متاحفه ومكتباته ونهبت جامعاته  واكاديمياته بل وجرت تصفية  خيرة كوادره العلمية وهو منظر لم يكن غائبا عن المحتل الامريكي  الذي كان  باستطاعته ان يحمي تراث العراق لكنه ترك  الحبل على الغارب ليحم" وزارة النفط" وملفاتها فقط دون ان يمسها سوء.

نعم لقد اظهرت  اجهزة الاعلام الاجنبية عمليات النهب والسلب التي رافقت دخول قوات الاحتلال بغداد لكن تلك الاجهزة تجاهلت الاف القادمين مع قوات الاحتلال من  عناصر مخابراتية وجماعات تدربت على نشر الفوضى والرعب  في البلاد  ومرتزقة دخلوا   بغداد ومدن العراق الاخرى التي احتلت   باعداد  كبيرة  وكانت مهمتهم اشاعة  الدمار والخراب في مدن العراق.

   واستمرت تلك الجماعات بهذا  الدور  التخريبي لسنوات وحتى الان ناهيك عن مرتزقة" النظام السابق" من " الحواسم" الذين ينعمون حتى هذه اللحظة بما سرقوه من الوطن  ليتم التركيز اعلاميا على بعض من البسطاء من ضعاف النفوس الذين استهوتهم عملية تدمير وسرقة  متاحف  العراق من منطلق  تفكيرهم المتخلف باعتبار ان تلك اللقى تعود  لحكومة النظام المندثر.

ومن غير المنطقي ان يتمكن عراقي  بسيط من نهب ما يمكن نهبه ويهرب الى الخارج بمالديه لتظهر تلك اللقى والتحف الاثرية النادرة في استراليا و الولايات المتحدة ودول اخرى حتى في بعض من دول الجوار وهو  الذي لايستطع الوصول الى تلك الاماكن مالم يكن السارق محترفا  من المتمرسين على السرقة ومن الذين يسعون الى  الاساءة للمواطن العراقي البسيط .

ولم يعد خافيا بعد ثورتي مصر وتونس من ان  للتدخل الاجنبي مثلما حصل في العراق عندما جرت عملية  تغيير النظام من الخارج  وبايادي اجنبية وليست عراقية اثارا كارثية لاحقة وهو ما يعيشه العراق منذ ثماني سنوات.

ثروات تنهب  وتصفيات طالت العلماء والمفكرين ووضع امني هش وحكومات توقع وتبصم على  اتفاقات تكبل البلاد لعقود من السنين فضلا عن  التحكم بكل صغيرة وكبيرة مع وجود حكومات كارتونية تتبجح" بالديمقراطية والانتخابات" المزورة في ظل شعار امريكي كاذب لمسناه في موقف واشنطن من ثورة ليبيا ومماطلتها وتسويفها التي افضت الى مزيد من الخسائر البشرية في ليبيا.

  ما كان هذا سيحصل لولا ذلك الموقف الامريكي  المتردد منذ البداية من دعم الثوار الليبيين لانهم  افصحوا عن هويتهم الوطنية علنا وكان هذا اكثر ما يخيف الادارة الامريكية لكنها اجبرت على ركب الموجه التي بدأتها فرنسا لدعم الثوار في مجلس الامن الدولي.

  والموقف الفرنسي له اسبابه ايضا بعضها يعود الى  احلام الحقبة التي كانت فيها" فرنسا الاستعمارية سيدة " المغرب العربي" وافريقيا بلا منازع وان بعض الدول لازالت تتغنى  بتقديم " مليون  شهيد" حتى تم طرد المستعمر الفرنسي " الجزائر المثال الاقرب ".

اما البعض الاخر من الاسباب الفرنسية الذي دعا باريس  بان تكون في الواجهة  فهو اعادة الهيبة الاوربية الى باريس التي خطفتها منها لندن طيلة عقود من  السنين لتتقاسم العاصمتان الدور الاوربي ازاء  الثورة الليبية ضد نظام القذافي فكانت  طائرات رافال الفرنسية الحربية اول من حلق في اجواء ليبيا تنفيذا لقرار مجلس الامن الاخير الذي تحمست له  باريس قبل غيرها لتنضم لها بقية الدول في نهاية المطاف .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany