<%@ Language=JavaScript %> كاظم نوري الربيعي لم هذا الاهمال المتعمد لشارع  الرشيد ولاحياء بغداد  التاريخية الاخرى ؟؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org            مقالة للكاتب كاظم الربيعي                             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

لم هذا الاهمال المتعمد لشارع  الرشيد ولاحياء بغداد  التاريخية الاخرى ؟؟

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

تفتخر الشعوب عادة بتراثها  ومقتنياتها التأريخية وتحتفظ بصروح رموزها وتعد ذلك جزءا من حضاراتها ولم نسمع ان تغيير الحكام او السلطات يفضي الى تغيير ملامح صرح تاريخي او تدميره او  اهماله مثلما حاصل في العراق اليوم.

 هنغاريا او  بلاد المجر كما يسمونها وجيكوسلوفاكيا وغيرها من الدول التي كانت خاضعة للسلطة السوفيتية كانت ولاتزال تحتفظ بالعديد من الملامح التاريخية التي تعد شاهدا على الحقبة التاريخية التي عاشتها تلك البلدان رغم تغيير الانظمة الحاكمة فيها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بل ان بعضها انضم الى الاتحاد الاوربي وحتى الى حلف شمال الاطلسي" ناتو".

 العديد من  شوارع العاصمة الهنغارية بودابست لازالت تحتفظ بالنصب التذكارية القديمة مثلما تحتفظ بمبان مطرزة  باثار الرصاص الذي كان يطلق اثناء الانتفاضات  التي شهدتها البلاد وكذا الحال بالنسبة  للعاصمة الجيكية براغ التي ابقت بعض  من تلك الاثار على حالها ليس بسبب "عدم وجود مواد اولية" سمنت او صبغ" تطلي به المناطق التي اصيبت بالرصاص لكن  الغرض من ذلك تحويل تلك الاماكن  الى تراث  تطلع عليه الاجيال المتعاقبة.

ولم نسمع ان تمثالا ازيح بسبب الكره او الحقد او ان شارعا اهمل لان الذي شيده  لايروق للسلطة التي تحكم مثلما نراه الان في العراق.

 وانا هنا لست بصدد  الحديث عن تماثيل  وجداريات رئيس النظام السابق حتى لا يفسر ذلك على انني اروج " لافكار البعث" او للارهاب" خاصة وان هتين التهمتين تحولتا الى شماعتين تعلق عليهما السلطة كل خيباتها واحباطاتها وفشلها..

شارع الرشيد مثلا يعد واحدا من الشوارع  التاريخية والتراثية مثلما عليه الحال حين يجري الحديث عن شارع المتنبي وشارع ابي نؤاس وحتى" شناشيل البصرة" هذا  الشارع  " شارع الرشيد "اهمل تماما خاصة من المنطقة التي تمتد من حافظ القاضي حتى تمثال الرصافي مرورا بسوق الصفافير و تحول الى سوق للباعة المتجولين يفترشون الارض فضلا عن تحوله الى خربة.

هل كل هذا  الاهمال لانه يحمل اسم " الرشيد" ام ان هناك سرا يخفى علينا  ؟

اذا كان الامر كذلك فبغداد هي الاخرى بناها الرشيد على ضفتي دجلة هل يصبح موضوع اهمالها من اولويات السلطة الحاكمة؟؟ بالرغم من انها مهملة الى حد ما ويرثى لوضعها ولم تمتد لها يد الاصلاح  لتستعيد رونقها الذي افتقدته بعد غزو العراق واحتلاله .

اذا كان الامر كذلك فلماذا لم يتم تغيير اسم شارع الرشيد الى شارع" الرادود مثلا" او حتى شارع"طويريج" طالما ان الامر  كذلك خاصة وان هناك العديد من الاسماء  الجديدة احتلت مكانها مع وجود" سلطة الديمقراطيين" التي تحميها الحراب الامريكية.

ثم هناك الجسر الذي يطلق عليه " جسر القائد وجسر صدام وتم تغيير اسميهما كما اظن لماذا الاحتفاظ بهما لانهما يذكراننا بمن كان وراء تشييدهما وعجز الديمقراطيون مقارنة بذلك حتى عن تشييد  جسر لعبور  المشاة في منطقة علاوي الحلة مع ضياع الملايين من الدولارات والسبب هو" المقاول الاول والمقاول الثاني  والثالث  والرابع " الى ما ينقطع النفس"؟

  الكل تلهف وتهرب وتترك الامر على حاله.

في منطقة الصالحية اعادوا تمثال" الملك فيصل الاول" وجاء بالطبع بامر من ابو ناجي الذي لاترفض له كلمة وارضاء له اما اذا كان الامر يتعلق بالعم سام فسيطلقون  اسم بوش على شارع الرشيد مثلما سبقهم في ذلك الجار الجنوبي الحاقد على العراق وشعبه مهما كانت طبيعة حكومته عندما اطلق اسم"  بوش " على احد شوارع  الدولة الكويتية  التي لايوازي عدد سكانها عدد "رواد مقهى في الصين" بل حتى اقل من ذلك.

لااحد يستطيع ان ينكر اسم  من بنى بغداد انه هارون الرشيد مثلما  لااحد يستطيع ان ينكر اسم من دمر بغداد ايضا ونهب مكتباتها ورماها في مياه نهر دجله في الزمن الغابر" انه هولاكو".

 لكن بغداد وبعد عقود من الزمن انتفضت و استعادت تاريخها التليد   ليأت المحتل الامريكي ومن معه   ليكرروا في القرن الحادي والعشرين مافعله   هولاكو ببغداد واهلها في القرون الغابرة .

هذه امور تاريخية لايمكن تجاهلها او نسيانها  او انها تزول  بالتقادم فهي باقية  في امهات الكتب  وراسخة في وجدان التاريخ.

فهل يستطيع ايا كان ان  يطمس مثلا  معالم اسماء مناطق شعبية مثل " الدهانة"ا و" الصدرية" او " العكد العريض" او  حتى مناطق مثل "حافظ القاضي" او العيواضية والوزيرية والزوية والكرادتين مريم والشرقية   والسبع ابكار والكريعات والاعظمية والكاظمية وغيرها من الاحياء الموجودة في بغداد وما اكثرها .

 شارع الكفاح الذي كان يطلق عليه تسمية شارع غازي نسبة الى الملك غازي لازال هو الاخر في ذاكرة  العراقيين الذين يحتفظون ايضا باسم شارع الجمهورية .

 اسماء  تاريخية موجودة وستبقى حية  في ضمير العراقيين  اما  اولئك الذين يعتقدون ان  بمقدورهم ان يمحوا بعض من  تلك الاسماء والمسميات من  الاذهان ومن الذاكرة العراقية عبر  اهمالها مثلما يحصل في شارع الرشيد اليوم  وغيره من معالم بغداد التاريخية فهم واهمون لانهم  زائلون لامحالة وسرعان  ما  سيتكشف وينفضح  سلوكهم كونهم يمارسون   نهجا يتنافى ومنطق التاريخ.

 نحن نشعر ان هناك اهمالا  من قبل السلطة الحاكمة لمعظم مناطق العراق وانها غير معنية  بالبلاد واهلها  وهو ما كشفته السنوات الثمان الماضية  لكن عندما يتعلق الامر   باهمال  شارع الرشيد وسط العاصمة  العراقية بغداد  " وجه  الوطن الناصع " وبهذه الصورة التي نراها  وهي تدمي القلوب  فلا نجد لذلك سوى تفسيرا واحد  فقط  يخفي وراءه الحقد والضغينة!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany