%@ Language=JavaScript %>
شلشبيوتك:
خيمة عزاء المثقف الدعوي
حمزة الحسن
"الى رباح آل جعفر، بالتأكيد"
لم نعرف وهو لم يشرح كيف شفي الكاتب شلش من مرض حب العراق ولا نوع المضاد الحيوي او الاعشاب الطبية المستعملة ولا المشفى أو الطبيب المداوي ولا الوقت أو الطريقة ولا نعرف أيضا ما هي أعراض ما بعد الشفاء من هذا المرض النبيل، وهل هناك فرصة للنكوص والعودة، ومدة النقاهة؟ هل تم العلاج بالعقاقير الطبية؟ بالخيانة؟ بالعمل في مخابرات دولية؟ في التدخين؟ في الشم والبلع؟ بالخوزقة الذاتية؟ حمامات السونا؟ الشخير؟ في المراجعة التاريخية؟ في العثور على عشبة كلكامش؟ وهل صار بعد الشفاء عضوا في جماعة بشرية طبيعية قادرة على ان تقول احلامها علنا، وتكتب أدق هواجسها علنا، وتؤمن بالمناطق الرمادية، من دون ثقافة إما قاتلا أو قتيلا، أو ضحية وجلادا، أو مع وضد، أو مع الثورة أو ضدها، مع القائد أو ضده، مع السلطة أو ضدها، مع المنهاج الحزبي والمدرسي وقواعد السلوك العام والسلامة المرورية وشروط النظافة الصحية في الحانات وممنوع الغناء بأمر مدير الشرطة أو ضد ذلك كله؟كيف عثر على هذه الجماعة الخرافية وفي أي مجتمع تعيش وكيف يكون شكل هذا المجتمع ونوعية المواطن فيه وشكله وطوله ولون شعره وعدد اسنانه واللغة التي يتكلم بها والمعدة التي يهضم بها الطعام والشراب؟ والأهم من ذلك ما هي طبيعة السلطة السياسية الحاكمة هناك ونوع السلطة الثقافية فيه؟
هل هم، مثلا، ينشغلون باعلان شلش نهاية هذا الحب القاسي بينه وبين وطنه وينصبون خيمة عزاء لاستقبال التعازي لخروج شلش من المناطق الرمادية، من العقلية البوليسية، من معطف الثنائيات، من ذهنية القبيلة، وعقلية المثقف الثورجي المشاريعجي التهريجي حامل أسرار الماضي والحاضر والمستقبل، جرذ الكوارث الذي يعيش من الجثث والدماء، الحالم على أرض الواقع في أن يكون ماسح أحذية أو سائس خيول أو سائق سيارة أو مرافق مراهق خليجي، في حين بلغ عدد الضحايا منذ رسالة غرام شلش المحبط وحتى اليوم مئات القتلى والجرحى، في حين تتصدر خيمة عزاء المثقف اللمبجي رسالة حب شلش؟
لا يحق للكاتب أن يعلن عن فشل (علاقة حب) مع وطن مصنّع، ولا يحق لغيره، أيضا، أن يقف معه في هذا الحق: هذه هي مساحة الحرية التي يتحرك فيها المثقف المشاريعجي المسطح(والمسطح ليس الفارغ بل العميق الشر لأن السطح ليس فراغا بلغة جيل دولوز) في عالم صارت فيه ربات البيوت والعاهرات والمراهقات والرهبان والكتاب وعمال التنظيف يكتبون عن أدق مشاعرهم الخاصة في مناخ من القبول والتفهم والاحترام لأنهم من شعوب تربت على العلنية والوضوح وتجاوزت عقلية الستر والتخفي والكسب على حساب موت الناس.
جريمة الكاتب شلش الحقيقية وكل كاتب مستقل على مر التاريخ ليست في كونه قال كلاما قاسيا في لحظة غضب عن حبيبته أو وطنه المعشوق، وهي طريقة مألوفة عند الغضب لدى الاطفال والعشاق في التهديد بحرق المنزل أو حرق العالم ومع ذلك لم يحترق عود ثقاب واحد، لكن خطيئة شلش التاريخية تسبق ولادة هذا الكاتب بقرون ولا ندري كم ستستمر بعده: هذه الجريمة في كون هذا الرجل ـ ومن يدري قد يكون امرأة؟ـ خرج عن عرف وتقليد وإرث وخفة عقلية شهيرة في ذهنية التخفي وقرر البوح او الاعتراف العلني، وخرح في لحظة صدق عارية عن السرية والكيدية والازدواجية والمؤسسة ولسان الجماعة، وعن التهريج والتحريض والتهييج والتحزب، وقرر أن يقول مشاعره في مناخ عراقي يضع المشاعر تحت اظلاف الاباعر، ويفضل الشعار والكتلة والجدار والخطاب الجماعي ـ الجذر اللغوي واحد مع كلمة جماع ـ على البوح الفردي، ويفضل الكلبية والشراسة والوقار المصطنع على انها علامة قوة في الشخصية على الشفافية والعفوية والبراءة والاعتراف والعلنية والمكاشفة.
جريمة شلش التاريخية انه قال كلاما لحسابه الخاص، وفكر تحت ضغط مشاعر صادقة وحارة وعنيفة نتيجة ما تصوره من حب وصداقة وتقدير واحترام واعتراف، في أن يجلس يوما في وسط هذا الجمهور الذي عشقه وغاب عنه سنوات ليبوح له بأسرار القلب من دون حاجة لافتعال قضية كبيرة وبلا كلمات ضخمة ولا تلاوة منهاج ثورة كاذبة، وقال لهم من القلب انه لم يعد يحب هذا الوطن ـ وهو بالمناسبة ليس وطنا ويستحق الاحتقار والتغيير ـ لأن شلش العراقي عبر التاريخ، وفي قرون سابقة، كمثقف مستقل ونظيف، وضع شروطا لكي يكون الوطن وطناً، وهي الشروط نفسها التي يضعها الانسان والمثقف الهندي والمكسيكي والامريكي والفرنسي وغيرهم لكي يكون الوطن وطناً.
حين وضع الشاعر محمد الماغوط كتابا كبيرا بعنوان( سأخون وطني) قال فيه ما لم يقله شلش ولا أي شلش قادم في القرون القادمة، لكنه لم يخن وطنه فعلا، وقد دعا صراحة وبالمجاز والتورية والاستعارة الى العمل بكل الوسائل لخيانة هذه (الاوطان) أو السلطات أو الثكنات والمعتقلات ومصحات التعذيب النفسية المسماة، زورا، أوطاناً، وهي في الحقيقة مغارة وحوش: الوطن هو الصديق ـ قالها باختصار واناقة جارحة. حين لا يكون الوطن ضامن كرامة، حين لا يكون مكانا لائقا للعيش الكريم، حين لا يكون قانونا واقيا من الظلم وغطاءً من البرد ودواءً من المرض وحذاءً من الوحل وسريراً من النعاس، ومساحة من الحرية للضحك والوضوح والغناء والصلاة والشهوة والسعادة والامل، شرطياً من اللصوص، حديقةً للنزهة، حين لا يكون الوطن كذلك، فهذا ليس وطناً بل زنزانة أو مبولة.
هذا هو الوطن اللص، المحتال، المقنَّع، المشوه، الذي كرهه شلش واعلن انه لا يعرفه ولا يحبه بل لا يستحق الدفاع عنه والموت في سبيله، وظل مقيما في وطنه الحقيقي الضائع، كما كرهت الروائية ايزابيل الليندي بلدها تشيلي حين عادت اليه ووجدته مشوها، فعادت لتعيش في بلد المخيلة( بلدي المخترع) كتابها الرائع عن موت تشيلي الحقيقية، وهو موقف ميلان كونديرا حين عاد الى بلده التشيك واكتشف انه ليس البلد الذي كتب عنه وحلم به، فقرر هجره، ومنع ترجمة رواياته التي كتبها بالفرنسية الى اللغة التشيكية الأم لأنه لم يعد يعترف بهذا(الوطن) ما لم يتغير.
ترك شلش هذا الوطن للتاجر والفاجر والمقاول والانتهازي والدنبكجي والطبلجي والثورجي والمدلكجي والسختجي الذي لا يهمه مصير الوطن كشلش، ولا يعترف بأي وطن لأن من لا يعيش داخل ذات حقيقية لا يمكنه العيش في وطن حقيقي، وهو مستعد لتدمير أي نصب وطني أو ضريح مقدس والبول على أية مظاهرة اذا تعارضت مع الحساب المصرفي وليس مع حساب التاريخ أو حساب المثقف شلش أو الحساب الآخروي ـ ليس المقصود هنا من اختلف مع شلش ورفض منطقه بلغة مهذبة ولكن المقصود من استغل غضبه وبراءته لكي يتقرب من جمهور أدمن على خداعه.
ثم من قال ان شلش شفي حقا من هذا المرض العضوي الذي هو حب العراق، وليس حب هذا الوطن( السلطة) السيرك، الوطن المبغى، الوطن القبح، الوطن المسروق، الوطن المصنع من كل الاسمال والالوان والدول والعصابات والمافيات والشركات؟ من معرفة دقيقة بهذا الصنف من العشاق والاطفال والشعراء والمثقفين الذين يتكلمون مع العالم بلا حجاب ولا نقاب كما لو انهم في مجلس عائلي أو في حوار ذاتي طويل وتحت مشاعر صداقة عارمة يصدمون بعدها بسيكوباتية دفينة، انهم لا يشفون من حب أوطانهم الحقيقية ابدا ولو اخترع الكاتب مضادا حيويا خاصا به اسمه شلشبيوتك، وان هذا الكلام الذي انتُزع من شلش من سياق طويل ومنطقي ورصين وواضح في كونه شبه العراقيين بالبعوض (على طريقة لا تقربوا الصلاة وحذف الباقي) في نوبة صدق وجمال واصالة ولطف وفي سياق تركيب وتسلسل للحوادث عميق الجذور، هذا الكلام يقوله كثيرون في المنفى/ أو الوطن المنفى، لأن الأمور وصلت الى مستوى يتعذر فيه تسمية هذه المذئبة والمباءة بالوطن، الوطن العراقي الجميل والمدهش والواضح والصغير والكبير والسخي والكريم الذي عرفناه في وقت ليس بعيدا.
اذا كان المواطن والكاتب لا يستطيع التعبير عن فشله في علاقة حب بكل صراحة ونقاء وبطريقة سلمية مع وطن أو امرأة أو تمساح أو مدينة أو حزب أو حديقة أو حكاية، ونغلق فمه وعقله بالمنع والتحريم والزجر، ونغلق مؤخرته بزجاجات البيرة، ونحفر دماغه بأدوات الحفر كما لو انه بئر بترول، فالبديل هو أن يفجر نفسه في الشوارع ويقلتنا علناً ويقتل مستقبل أطفالنا ليس بقنابله بل ببلادتنا وسخف معاييرنا ودناءة حقدنا الاستثنائي: نحن من اجيال مختلفة، وعوائل وثقافات واديان وقوميات وتجارب وسلالات وراثية مختلفة ولا يمكن أن تكون ردود أفعالنا متشابهة إزاء القضايا الكبرى والصغرى إلا اذا كان يراد لنا أن نكون جوقةً أو قطيعاً.
صحيح اننا لم نعش في وطن تحكمه سلطة غير مستبدة بتفاوت، لكننا عشنا في وطن كان رغيف خبز يكفي فيه العائلة مع نباتات البرية وكأس من الحليب، وقبضة تمر من شجرة نخيل المنزل أو الجيران أو البستان المجاور الذي نتسلقه كالقرود ونأكل ثماره على الاشجار ضاحكين من الفرح واللذة والنجاح وسطوة الشطار والفقر الجميل، المستور. عشنا في وطن شلش الحقيقي الضائع يوم كانت الصحون في المساء تدور تحت جنح الظلام من اجل الحفاظ على كرامة الفقراء، على البيوت في مسرة وفي طقس اخلاقي في منتهى النبل. عشنا في وطن كنا فيه فقراء ومضطهدين من سلط سياسية متعاقبة ولكننا كنا نخجل أن نشبع ويتامى الشارع يتضورون جوعاً، وكنا نخرج في جنازة الغريب والوحيد، ويوم كنا نترك بيوتنا في السفر الوحيد للاضرحة نضع بيرقاً على باب الدار هو القانون والدستور والعرف والتقليد والضمانة والحماية والحارس ولم يسبق الا ما ندر ان سُرقت دار على بابها راية لأن القانون الحقيقي هو مناعة القلب.
لم تكن راية فحسب بل العقد الاجتماعي المكتوب بعرق وشرف وشهامة الاباء والاجداد على مر العصور. هذا هو الوطن الذي ضاع(أضعناه؟) من شلش ومنا جميعا وقدموا لنا وجها بشعا مسوّقا ومزوّرا لجحر عقارب ثم يطلبون منا الوقوع في حب هذا الوطن أو مركز الاعتقال، ومن لا يحب هذه المباغي والسجون والاسلاك والعنصرية والطائفية واللصوصية وكسر الابواب وهتك الحرمات والسطو الثقافي والمالي والمستقبلي، من لا يحب هذا النزف واليورانيوم المنضب، والسعال الديكي والكبت الجنسي والاقتصادي والروحي، والشرطة والامن والسيارات المصفحة والترويع الليلي والنهاري والدرنفيسات وقمل السجون السرية ودموع الارامل والتهجير والذبح في الشوارع أمام العدسات، ومن لا يعشق هذا المغتصِب ولا يتأوه تحته من اللذة والشكر والعرفان بالجميل ويسأله، لغرض المساعدة، بين وقت وآخر، اذا كان قد تعب من النكاح والسرقة والغطرسة والخبل وتخريب ثلاثة أزمنة، من لا يفعل ذلك فهو لا يحب هذا(الوطن) ولا يحب الطريق الثالث( الذي لم يستوعب حكاية حب فاشلة) الذي سيطلقه المثقف المشاريعجي الثورجي والطبلجي الشعبوي الذي يحتقر الجماهير من الداخل بكل انواع الاحتقار ويعيش على بؤسها وموتها وهلاكها، ولكنه يستعملها ويغشها ويركب عواطفها في رهانات السياسة ويقدس تصوراتها وافكارها من اجل الكسب السياسي. لينين المدقق والعنيد وجه نداءً شهيراً الى الجنود الروس في أتون الحرب العالمية الاولى داعيا الجنود الى رفض الدفاع عن( النظام) لأنه ليس( الوطن) وطالب بقلب الحرب الاستعمارية الى حرب ضد السلطة. ان عملية الدمج بين الوطن والنظام ليست اختراعاً جديدا بل هي لعبة قديمة قدم السلطة وحين يتم التسليم بها، تعتبر ابعد من البلادة العقلية وتقترب خيانة علنية للمثقف، وخاصة في لحظات المنعطف والاحتلال والديكتاتورية، لأن شعار كل سلطة استبدادية في العالم هو الدمج بين الوطن والنظام ومن يؤمنون بهذه الاطروحة هم وجه آخر للسلطة، بل أخطر وجوه السلطة نظراً للطبيعة التنكرية وكثرة الاقنعة.
هذا المثقف الدعوي بعد أن راهن في كل المراحل بكل الطرق والبرامج والعقائد والمشاريع، وحوّل هذا الشعب الى مختبر تجارب حيواني للنظريات السياسية انتهت جميعا بحمامات دم، وبدل الانسحاب والاعتذار للناس، هذا المثقف الداعية، بتعبير البروفيسور عبد الاله بلِّقزيز استاذ الفلسفة المغربي في كتابه المرجعي القيم (نهاية الداعية: الممكن والممتنع في أدوار المثقفين) صار يبحث عن دور بعد فشل كل الادوار، رغم كثرة المنافسين الجدد مثل علماء من كل الانواع وخبراء في كل العلوم ورواد فضاء واطباء وبرمجيات ومهندسي طرق ومنازل وجينات ولغات واساطير وفلسفات حديثة وعلم نفس والخ، لكنه لا يزال يموء ويرطن بالقاموس القديم ويرى المختلفين في الرأي من خلال ناظور قنص وسلاحه الوحيد في المحاججة هو الهتك والاجتزاء والابتسار والمخلب كسلاح أدمن عليه في خداع الناس، مع انه لم يعد حارس التاريخ والمستقبل كما صور نفسه أو صانع الكرامات ومانح ونازع الشرف من الناس والخصوم الذين يسحقهم على طريقته الشريرة بلغة النقد القشرية لكن بعد رفع الغطاء عن مفردات ذلك النقد نعثر( على لغة كلبية شرسة حاقدة صفراء ونزوع نحو الانتقام، لغة تتداخل فيها تداخل انياب الكلب ـ بتعبير ماوتسي تونغ ـ مفردات الشتم السوقية والبذيئة) بلا أي مضمون فكري أو اخلاقي، هذا الدعوي المهرج حين وجد نفسه معزولا عن الناس وعن ذاته وعن عقائده عاد الى دفاتره العتيقة وايام العز بعد أن كفر بايام المزبن والسجن والاشتراكية، كما تعود التائبة الى الأمكنة القديمة، عاد الى دوره القديم في الغزل بالجماهير التي خانها ويخونها كل يوم بكل الطرق.
من بين هؤلاء وهم اطياف واصناف وكل واحد منهم صار تاجر اوطان على طريقته، يقول بلقزيز، من لجأ الى الادب بعد فشل السياسة وخيانة الجمهور ويسميهم باللاجئين الى الادب، وكما خربوا لغة السياسة، حاولوا تخريب لغة الادب لأن العقل المسطح ـ عميق الشر ـ هو نفسه، وعدوهم الرئيس هو المثقف المعرفي الواضح والصادق مع نفسه وبالنتيجة مع الرأي العام لأنه يشكل اعتراضا واعاقة وفضيحة لهؤلاء الدعاة ويكشفهم من الداخل أمام جمهور ذاهل من تحولات مخلوقات أقرب الى المهرجين من المثقفين، وهم بدورهم وبعد فشل الأدوار في السياسة وفي الادب، انتقلوا الى عدمية سياسية واخلاقية، وصار الشغل الشاغل البحث عن ممول لمشروع سياسي صغير هنا أو هناك، ولكن الحقيقة هي للتعويض والانتقام من سنوات الالتزام التي كانت شكلية أصلاً.
هذا المثقف المشاريعجي الخارج من مدافن التاريخ والذي يحاول تلميع مسامير تابوته الصدئة صار يقدم خدماته لمشايخ البترول والصحف التي كان يصف اصحابها باعداء الشعب، ويحلم في الظهور في فضائية ثري تافه كان يعتبره عدوا للتاريخ، لكنه، في حصاره الخانق القادم من ذاته اولا، ومن نسيان الناس له، ثانيا، يحاول تقديم نفسه بصورة جديدة كسلعة تسويق عبر خطاب جديد لكنه قديم، وهو الغزل بحب الجماهير( لأنه العاشق الوحيد للجماهير أمام العشاق الضالين مثل شلش) وتقديس اخطاء الشعب لانه يسخر من وعيه ويحتقره مع ان الناس تجاوزته، بدل أن يكون دوره في الايقاظ والصدمة والمراجعة التي يعجز عنها لسطحية راسخة وعميقة في الشر ولعب الادوار، هذا المثقف المتخفي لم يبق منه غير الشوارب القديمة التي لا تصلح اليوم الا في مسابقات القطط وحكايات الاطفال عن شياطين الكتب المقدسة: من المناحة المنصوبة منذ عدة ايام على غرام شلش المحبط، على طريقة الدلاّلات في التهريج والحشد والتعبئة( هي كل أدوات الدعوي في المعرفة) وليس البحث والحوار والحفر، وعلى خلفية شعب يتساقط في الشوارع المصبوغة بالدم، يمكن القول، من وجوه المعزين، واصحاب خيمة العزاء، إن هذا الوطن المفترض المصنّع المزوَّر التنكري هو بالفعل وطن البعوض.
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
|
لا للأحتلال |
|
---|
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|