<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن ضحية صامتة وقاتل يبكي

 

 

 

ضحية صامتة وقاتل يبكي

 

حمزة الحسن

 

نايم يا شليف الصوف، نايم والبعورة تحوف

 

( إن زماناً انتم رؤساؤه ـ لأهل لأن يُخرا عليه ويضرطا)

 ـ ابن لنكك البصري ـ تـ 360 هجرية.

 

 

 ـ صديقي الدكتور عزيز الدفاعي.

حين تنبت وردة من حجر لا نقول ان ذلك معجزة، لكن حين يطلع حجر من وردة يصبح الامر كذلك، وحين يحط الحمام على المنائر لا يكون الامر مدهشا، لكن ماذا نسمي نوم المنائر على ريش الحمام؟ حين يسقط الجدار على الظل نقول ان ذلك كان ارتطاما، لكن ماذا نسمي سقوط الظل على الجدار؟ من فضيلة زهور البرية التواضع لأن العطر ليس مهيأً للمنافسة وكذلك الحمام حين ينوح على جدران المنازل المدمرة لانه لا يعرف معنى المفاهيم التي يبرع الانسان في اختراعها: قرأتك على هذه الصورة.

 

مرة كنا نعيش تحت سماء ممزقة بالرصاص في حرب منسية اليوم، حين عبر الخطوط الامامية طائر ابيض كبير الحجم، وقد يكون بحجم طبيعي ولكن جنود الحرب الطويلة يضخمون كل شيء وبدون هذا التضخيم تصبح الحياة رهانا قابلا للخسارة، وقد يكون النورس المنسي مثلنا قد ضل الطريق، فوقع في مصيدة تقاطع نيران بين جيشين(المصير المتوقع لكل كاتب خارج التصنيف) عدوين متصادمين منذ سنوات لم يتفقا الا على قتل طائر، وحين كان يحاول العودة الى الشرق، يلوذ من الرصاص بالغرب وبالعكس، حتى تصورت اننا سنُتهم بجريمة التخاطر والاتفاق والتفاهم مع العدو في أمر واحد، ولم يكن أمامه من خيار سوى التحليق للأعلى والى أقصى ما يستطيع حتى سقط ميتاً من دون رصاص لكن من صدمة البراءة والانهاك. بعدها ساد هدوء غريب في الجبهة في ذلك الغسق الرماني المتوهج: "هدوء القتلة". لقد هَزَمنا طائر وكشف لنا عن حقيقة بسيطة كذاك الغسق الدامي وهي: إن المجد ليس في أن تحيا بكرامة فحسب بل أن تموت بكرامة وكشف لنا ايضا عن الوقاحة المتواطئة على اغتيال البراءة: من ذلك المشهد تعلمت أكثر من كل الكتب والتجارب كما قال مواطنك الروائي والفيلسوف الروماني اميل سيروان:( رعاة جبال الكاربات أحدثوا فيّ إنطباعاً أكبر بكثير من الأساتذة الألمان أو المراوغين الباريسيين).

 

لا أدري ماذا يجعل البسيط مبهرا ومشعا وخارقا كضوء قمر على حجر منسي في برية؟ لماذا يشعر اليتيم بفرح لقية مباغتة في نهار عيد؟ هذا كان شعوري وأنا أقرأ مقالك ذلك المساء الذي كنت فيه في باخرة  مبحرة في رحلة محلية في المحيط الاطلسي( كما كنا نأخذ الحافلة من ساحة الميدان الى ساحة الاندلس) قال صديقي في السفر إن جرس الانذار يقرع ونحن على وشك الغرق لكني لم أكن مستعداً للسماع من الخارج ولو كان سماع جرس انذار باخرة على وشك الغرق. ثم ماذا يعني غرق باخرة بالنسبة لشخص مثلي؟ ماذا يعني حلول الظلام لطائر ليلي؟ ماذا يعني قدوم الجنازات الى مقبرة؟ ماذا يعني نهب القافلة لمفلس؟ سقوط حجر في بئر؟ ماذا يعني قدوم طوفان لطائر؟ كيف سيكون نوع الخسارة في قائمة طويلة لا تنتهي؟ ظهر ان انذار الغرق كاذب مثل برامج الاحزاب وصلاة القتلة في الطريق الى الانفجار، كطلق بلا ميلاد أو زهور صناعية تتفتح في المساء بزر كهربائي جعل صديقا يبكي طوال الليل من فداحة الخديعة.

 

هل رأيت نقاوة الوجدان العراقي الاصيل غير الملوث؟ ان هناك من يبكي من فداحة الخديعة حتى لو كانت خديعة صناعية أو خديعة ساحرة أو عرافة أو سقوط صورة جميلة في الحضيض تعايشت معها لسنوات أو نهاية أمل أو بكاء طفل في زنزانة لأن هناك فينا من هو غير قادر على تحمل أن يُمس جلده أو شعرة منه أو يخرب حلمه أو عش طائره الصغير القادم من غابة حكاية: كأب تعرف كيف يبني الاطفال عالمهم البريء من السراب والوهم والضحك والتخيل والمطر.

 

لا أدري كيف ورطت نفسك في الكتابة بهذه الطريقة الشائكة والملغزة؟ الكتابة اليوم، بهذه اللغة العارية، في عالمنا العراقي، ورطة كالبراءة والعفوية والحنين والقفز من فوق الهاوية والسباحة مع التماسيح، لأن شبه المواطن العراقي هو أكثر شعوب العالم استعمالاً للمثل العليا في الكلام ولا يعجبه العجب العجاب ويسخر من الهندي والانكليزي والصومالي والحائك والأعرج مع انه صار فرجة للعالم ولكنه لا يخضع هو أو محيطه القريب المشابه لهذه المثل بل هو أكثر شعوب العالم خرقاً لها وسخرية منها خلال التسالي وفي ساعة حساب البطولات الصغيرة الشاحبة والموبوءة في جلسات السمر المرتجلة على حائط أو رصيف أو حزب أو منبر أو حانة والخ.

 

هذه الحرب المستمرة، العلنية أو السرية، التي يشنها الجميع على الجميع، الذين في الطابق الاول يتهمون الذين في الطابق الثاني وهكذا، والذين في الواجهة الغربية يتهمون الذين في الواجهة الشرقية، والذين يقبضون من الخليج يستنكفون من الذين يقبضون من الغرب، ودعاة العلمانية يكرهون دعاة الاصولية مع ان المصدر واحد وهو التمسك بالحرفيات، وثوار حانات الباب الشرقي،سابقاً، يحتقرون ثوار الغرف المغلقة المكتظة بالدخان، وسجناء الدكتاتورية يترحمون على جلاديهم ويكرهون جلادي الحكومة الهلامية التي تنطبق عليها صرخة تلك الام المفجوعة وهو تحدق في جثة ولدها الممزقة في الحرب( ما كو راس ولا رجلين، حميّد يُمَّه)، ودكاكين حلاقة المدن المقدسة في حرب سرية مع حلاقي الصالونات الحديثة، وباعة العطر والكحل والفساتين في شارع الرشيد على غير وفاق مع باعة الفستق والبخور والخرفان في باب الامام، هذه الحرب الدورية التي صارت عادة كالتدخين نبرع في كل فترة من فترات التاريخ في تعليقها على مشجب ونخرج نحن ملائكة وحين لا نعثر على شياطين، نبتكرهم بطريقة آلية فورية كما لو اننا أُصبنا بداء النصب الاحتيالي القهري الذي يحول ضحيته الى جيفة متنقلة من دون أن يدري وفي كل مرة يخترع كذبة جديدة بشعور تسلطي، وتنتج الكذبة الجديدة أخرى والخ التناسل حتى ينتهي الأمر ـ اذا انتهى ـ بانشطار الكائن البشري الى هويتين أو أكثر من الهويات المشوهة، وهذا هو مصدر قدرة العراقي على التوافق مع كل الظروف والأقوام وليست قدرة التكيف كما نحب أن نتصور.

 

حاولنا، على سبيل المثال، اغتيال سعدي يوسف وبدر شاكر السياب والمغني عزيز علي ومن قبلهم سلام عادل وفهد وعبد الكريم قاسم والصدرين الباسلين وصفاء الحافظ الذي تشرفنا بأن زنزانة واحدة جمعتنا به في مديرية الامن العامة مع كفاح الجواهري وعريان السيد خلف وغيرهم أواخر السبعينيات مع اننا نعمل في السياسة والثقافة لحسابنا الخاص مثل رعاة الماعز وعمال الطابوق وباعة الملابس المستعملة، لذلك كان البديل عن هؤلاء هو العلاّس والذباح والمفخخ والمأجور والخائن والمرتزق والمقاول والعقاري والجنرال الغازي ورجل المخابرات الاجنبية وشركات الامن الاجرامية، وحين طردنا من القاموس مفردات الجدل والضرورة والحرية والاشتراكية والعدالة والحداثة والمراجعة والتغيير، كان البديل هو القاموس الجديد: قفّاص ومضروب بوري وغلّفوه ـ أي سجنوه ـ والبيوت المرفهة المترفة الضخمة تسمى دبل فاليوم والخ وهلم جرا، كما لو ان قرن السجون والمعتقلات والمنافي والمشانق والطرد والعزل والتثقيف والكتب السرية والتظاهرات والمطاردات لم تسفر الا عن هذه المخلوقات البشعة والقاموس الوحشي.

 

العلاّس ليس كالسيّاب حين يختلف أو يحب يحتج بالشعر والرسائل، لأن عقل الذباح في السكين والمخالب، وفلسفته في الأنياب، وهو لا يعرف كتابة رسائل الاحتجاج السلمية لأن هذه الرسائل سلوك جبناء ومرضى العصاب وخارج نظام الذكورة حسب فقه الفحولة . هذا هو البديل يا سيد عزيز. هناك عقد ملزم بيننا كعقد جان جاك روسو الاجتماعي في ألا يعيش بيننا البريء ولا نسمح بظهور حديقة مزهرة ولا ولادة علاقة نظيفة ولا ننام على وسادة هانئة لأن البراءة تجرح نظام القبح العام، والأصالة تصبح نموذجا، فيكون الدكتاتور هو الحل لأنه يمسك بنا منهكين مذعورين من الداخل والخارج ويداهمنا كعدو يداهم جنوداً يظلون يبحثون عن اسلحتهم المعلقة على اكتافهم أو بين ارجلهم من شراسة الذعر.

 

لو كنت أعرف انك تملك حس الدعابة، لرويت لك حكايات عن قط العائلة عمران الذي صدّعت به رأس الدكتور النجيب عبد الهادي التميمي: هو يكتب لي عن السياسة وزعماء البلد والمستقبل، وانا اكتب له عن تسكع هذا القط العراقي السلوك والعقلية(كما لو ان الحوار بيننا يدور في حقل أو برية أو في منزل عائلي) وهو القط الوحيد في النرويج وربما في اوروبا الذي يتسكع في المحطات ولا ينقصه الا أن يضع يديه خلف ظهره كصاحبه وهي طريقة المشي العراقية الشهيرة للذين يطلقون على هزائمهم مفردة الاسترخاء كما نسمي اليأس صبراً، والرعونة شجاعةً، والصفاقة جرأةً، والكارثة البشرية قدراً، والحساسية مرضاً، والجلافة رجولةً: كلما عثرت على عمران متسكعا في محطات السفر، أجدني انظر في مرآة ـ إنه صورة مرئية لتشردنا الداخلي، تشرد المطرودين من أعماقهم الى هويات ملصقة كالاعلانات العارية في الشوارع وفي مواقف الحافلات.

 

لا يشبه قطط الشاعر ت. س. اليوت في ديوانه(كتاب الجرذ العجوز عن القطط العلمية) ولا قطط الروائية الانكليزية دوريس ليسنج، ولا يشبه قط غونتر غراس في رواية القط والفأر، ولا قط ادغار الان بو الاسود في(القط الاسود) ولكنه مثل أي منفي عراقي يبحث عن شيء مفقود في محطات السفر، وهو خبر سيكون محبطا لما تبقى من جماهير حالمة منتظرة ثوار المنافي وهم يعودون يوما بجيش انقاذ وطني تتقدمه العربات الآشورية التي تقودها الأسود لكنها تكتشف ان هؤلاء يرعون البزازين.

 

منتصف ليلة، رن الهاتف المنزلي بنحيب طويل كما لو ان خاطفين يساومون على مال، أو موكب جنازة منتظر، أو ان الرفيق عمران قبضت عليه جمعية حماية القطط، متسكعا، في محطة القطار أو مركز شرطة لأن الحزام الأخضر على رقبته  يقول اسمه بكل وضوح مع رقم الهاتف( عمران حمزة الحسن) وهي التسمية الرسمية في العيادة الطبية من اجل معرفة تاريخه المرضي. لم يخب الظن وكان المتكلم هو شرطي:( هل انت السيد ...؟). قلت وانا أقوم بعملية جرد حساب سريعة لنزلاء المنزل ومن هو في الخارج ولم يكن غير الرفيق عمران وجردة لآخر قتلاي الروائيين:( نعم انا هو، تفضل، هل من شيء؟) قال بصوت متردد:( يؤسفني أن اقول لك ان عمران حمزة الحسن قد تعرض الى حادث طريق...) فكرت في ان الأمر قد يكون اغتيالاً وحادث سياسة على طريقتنا في التفسير بعد نسيان الموت الطبيعي وموت الحوادث، واستمر يشرح لكني فكرت في أنني سأدفع غرامة كعقاب بعد انذارات متواصلة بسبب قط، وعاد الرجل يقول:( لكنه أنقذ في اللحظة الأخيرة وتم استدعاء طبيب حيوانات على أن تدفع انت النفقات وتأتي هنا من أجل المقابلة ـ التعبير المهذب عن الاستجواب ـ لأنه أوشك أن يحدث انقلاب سيارة). حاولت ان أحاجج (لكن من قال ان عمران هو السبب؟) رد ضاحكا( لا اتصورك لا تعرف ان الحيوانات السائبة هنا امر مخالف للقانون) حاولت ان اقول: لكن التقاليد في بلدي الجميل تختلف لأننا حولنا الانسان نفسه الى حيوان سائب بل الى فريسة مطاردة مع ان الاسلام اول من وضع تشريعا في العالم لحماية الحيوانات وحكاية المرأة التي دخلت النار بسبب حبس هرة معروفة، لكني صمت.

 

هل سمعت يا صاحبي عزيز: انا متهم بقلب نظام الكتابة والسياسة والغرام، واغتيال شخصيات روائية في نصوص، وعبور الحدود، مشياً، في نصف مساحة آسيا، والتسكع في سجون ثلاث دول آسيوية من اجل جمع الضباب ومطاردة الوهم والنكاح الشرعي والعثور على قن وحساء ورغيف وضوء وحذاء ووطن وسرير، في حين تكون تهمة عمران هي محاولة التسبب في انقلاب سيارة: كلانا انقلابي مع فارق جوهري في انني ولدت في دولة بوليسية جعلت الانسان أدنى من مستوى القط، في حين ان (عمران) ولد في دولة ديمقراطية وليبرالية جعلت القط، من ناحية الرعاية والاحترام والحقوق، في مستوى الانسان، وهو ليس فارقا في الحقوق فحسب بل انه فارق بين تاريخين وسلطتين وعقليتين وعالمين ومستقبلين وشرطيين.

 

من هو البريء اليوم في عالم الاعلان والصورة: الضحية الصامتة أم القاتل الباكي؟ وماذا نسمي وطناً حوّل رعاياه الى مخلوقات سائبة في الشوارع والقارات والحدود والمزابل، وبين وطن يعاقب القانون المكتوب فيه كل صاحب كلب يُعثر عليه متسكعاً؟ بين وطن تحوَّل الانسان فيه الى نفاية وبين وطن يتم فيه تحويل النفاية الى ادوات في خدمة الانسان؟ في كل مرة أقول ان هذا هو المقال الأخير لكي أعود الى الرواية كسمك السلمون في رحلته الأخيرة لكن صوتا يأتي في قلب عواصف الشتاء الثلجية يهتف( اكتب لنا ونحن نسمعك) وآخرهم الاستاذ النبيل رباح آل جعفر، لكن من يعرف أحزان العازف الأعزل في نهاية الحفل حين يعود، وحيداً، الى المنزل، تحت المطر، وهو يشرح حنينه العاجز لأشجار الطريق؟

 

قالت لنا ابنتي على حافة بحيرة جنيف الصيف الماضي وهي تحاول التقاط صورة مع سليم مطر( اضحكوا) فقلت لسليم:( يبدو ان وجوهنا في العدسة افزعت الطفلة. حاول ان تضحك) فأجاب( على أي شيء؟) قلت( على لا شيء) فضحك سليم بفرح على الاقتراح. وأنا ايضا أقول لك الآن: أضحك، يا صديقي، أضحك، على شر البلية، على احتجاج ابن لنكك البصري، على مهرج لوحة بيكاسو الحزين في نهاية الحفل خلف المسرح، على خيول الرهان وهي تعود باكية في نهاية السباق، على التتن، والقاموس الجديد، على الثكنات القديمة التي تعوي فيها الكلاب آخر الليل، على طائر أبيض وقع بين تقاطع نيران في حرب قديمة، على أشجار عارية لا يغطيها الا الرماد، اللون العراقي الوحيد الذي يغطي، منذ عصور، الوجوه والثياب والاحلام والقصائد والاغاني، على هذا الزمان الغريب الذي يبكي فيه القاتل وتصمت فيه الضحية، على زمان يعاتب فيه الحرامي المسروق في داره على قلة المال والمتاع، والمسروق يعتذر عن ضيق الحال ونقص الكهرباء وشحة الماء وقلة الطعام وتخفيض بطاقة التموين وكثرة الغربان التي لم تعد تهيل التراب على أحد لأن موتانا هذه المرة يتطايرون في الريح، ولا يعرف العراقي اليوم في أي أرض يعيش.

hamzalhassan@hotmail.no

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب والروائي العراقي حمزة الحسن

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا