<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن الساعات الحرجة: اذا كنتم لا تريدون الرئيس، خذوا النائب والخ

 

الساعات الحرجة:

 

اذا كنتم لا تريدون الرئيس، خذوا النائب والخ

 

حمزة الحسن

 

لعبة تبادل الادوار بين السلطة المصرية والجيش كانت واضحة منذ بداية هذه الثورة نظرا لتركيبة الجيش الجديدة التي أحدثها النظام حين فرّق بين الجيش العام والجيش الخاص، بين قوات النخبة وحرس جمهوري وبين القوات المسلحة العادية، وخلال الاسابيع الماضية قدم النظام النسخة المزورة الخاصة من الجيش وعرضه على الشعب على انه الجيش المصري وكان هذا هو الفخ الذي انتج صدمة اليوم بعد البيان رقم 2: نحذر من انه في حال تداعي النظام بالكامل، سيقوم الجيش بخطوته الماكرة الأخيرة وهي السيطرة على السلطة ويظهر كمنقذ للثورة، وهذا هو لغز البيانات المتسلسلة المفتوحة والمتأنية.

 

إن هذا البيان رقم 2 هو النسخة العسكرية لخطاب الرئيس المصري يوم امس ولسان حال البيان يقول صراحة وضمنا ومداورة أحيانا: اذا كنتم لا تريدون الرئيس، فلأن الرئيس نفسه ستنتهي ولايته في ايلول وتعهد هو بذلك ونحن نضمن ذلك، واذا كنتم لا تريدون الرئيس، فخذوا النائب، ونحن نضمنه، وسيقوم بالاصلاحات التي تعهد بها الرئيس في خطاب الامس، أما اذا كنتم لا تريدون النائب، فالرئيس موجود.

 

وتمضي النسخة العسكرية من خطاب الديكتاتور تغزل على المنوال التالي: يمكنكم التظاهر كما تشاؤون، لكن التعرض للمؤسسات السيادية والامنية ( قصر الرئيس) لا تجعل الجيش مكتوف الايدي. نضمن لكم كل ما قاله الرئيس من اصلاحات وتعهدات ولكن حتى ايلول القادم كما قال الرئيس والخ وهلم جرا.

 

لم يكن الجيش محايدا منذ اليوم الأول بل كان من أكبر القوى التي عرقلت ولجمت الثورة من تحقيق هدفها في اسقاط الرئيس والنظام ومنح الوقت الكافي للنظام، ونتيجة هذا الوقت الاضافي الممنوح استطاع النظام المناورة واللعب ونقل وتهريب الأموال واللجوء بمساعدة الجيش الى وسائل الترويض الناعمة وهي أخطر من اساليب القسوة.

 

ثلاث مؤسسات تلعب اليوم دورا واحدا في الحفاظ على النظام المصري في تناغم وانسجام احيانا وتبادل ادوار في بعض الاحيان: الأولى المؤسسة الرئاسية، ثانيا، المؤسسة العسكرية العليا وحرسها الجمهوري، وثالثا، مؤسسة المخابرات بقيادة نائب الرئيس، وكل هذه المؤسسات مدعومة بقوة المال والشرطة والاعلام المحلي، تتبنى خطاب الثورة نفسه، بالمفردات نفسها وهو اسلوب يضع هذه المؤسسات كحاضن لهذه المطالب وليس في وضعية مواجهة وهي طريقة معروفة في مخاطبة الاطفال الغاضبين لكي يمتص غضبهم.

 

لجأ النظام منذ امس في استحداث اسلوب الصدمات المتتالية للارباك وخلق الفوضى النفسية والقلق وقد أثمر ذلك: الصدمة الاولى خطاب الرئيس المصري وعدم التخلي عن السلطة، الصدمة الثانية موقف الجيش في بيانه الثاني اليوم، وهناك صدمات قادمة وهي تعرف بالحلول المبتكرة والابداعية غير المتوقعه وعلى الاغلب هي من بنات أفكار الخبراء والحلفاء الاجانب الذين أزعجهم لجوء النظام الى مساعدة البلطجية في حين هناك اساليب من البلطجة المركبة والمؤثرة والخفية اكثر دهاءً وفاعلية.

 

من لا يريد الرئيس، فالنائب موجود، ومن لا يريد النائب، الرئيس باق، والنظام قائم وسيظل، ومن يحاول قلب النظام جذريا وتحويل مهرجانات الساحات العامة الى ثورة حقيقية، فالجيش موجود، وسيفتح نفقا من الدم لحماية الشعب والامن القومي والمكتسبات التي حققها الرئيس وحققتها ثورة الشباب كما تعهد الرئيس نفسه بذلك ونائب الرئيس ونظام الرئيس.

 

hamzaalhassan@hotmail.no

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب والروائي العراقي حمزة الحسن

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا