%@ Language=JavaScript %>
لو كان عناد الطغاة صفة ثورية،
لأصبح كل حمير الوطن العربي ثواراً
حمزة الحسن
تعرّف الغيبوبة في كونها انقطاعا عن الوعي وعن المحيط الخارجي والاسباب كثيرة ولكن هل ينطبق هذا الوصف الطبي السريري على غيبوبة طاغيتين مطرودين من السلطة والتاريخ كالطاغية المصري والتونسي؟ الاقدار الغامضة وضعت الطاغية المصري في فيلا مطلة على البحر الأحمر وعلى الجانب الاخر من البحر في الساحل السعودي ينام الطاغية التونسي في حالة اغماء، لكن متى كان هؤلاء في حالة يقظة؟ ان عناد هؤلاء الطغاة هو شكل من اشكال الغيبوبة، وانعدام المرونة العقلية نوع من الاغماء ولانفصال عن الواقع الحقيقي، وخيار السلاح هو لنفي الواقع من اجل واقع افتراضي، والبحث عن خيارات انسانية حقيقية مرنة ولينة خارج خيار القمع هو نوع من اليقظة الحية والمنقذة.
هذا النوع من الاغماء هو نتاج صدمة الوعي وعنف المباغتة، أي ان الطاغية حين يداهمه الوعي، يصاب بالاغماء. هذه محنة. كيف يمكن بناء علاقة حقيقية بين وعي الحكام ويقظة الشعوب خارج هذه الثنائية بين اغماء ويقظة؟ لا تنبني علاقة حقيقية وانسانية وقانونية بين هذا الصنف من الحكام وبين الشعوب الا بحذف أحد طرفي المعادلة لأن وعي هؤلاء خلال الحكم هو وعي بوليسي يدفع الناس الى الخوف والسكوت ثم الانفجار حيث يتم بعد الانفجار تبادل الأدوار بين غيبوبة الطاغية ويقظة الشعب.
ملك البحرين الذي تعلم الدرس( وكان أول من طلب عقد مؤتمر قمة عربية عاجلة بعد الثورة التونسية لمعالجة التمردات الشعبية) فاجأ الناس المحتجين في ميدان اللؤلوة قبل فوات الأوان وهم في حالة نوم ـ الساعة الثالثة فجرا ـ ثم أصدر بلاغا حربيا مخجلا عن انتشار الجيش في العاصمة، وهو بلاغ حربي عن معارك مع عدو، وكان قد أخذ الضوء الأخضر من حلفاء في الجوار القريب والبعيد، لكنه سيكتشف في يوم لن يطول ان هذا( النصر) العسكري على شعبه هو علامة هزيمة تلوح في الطريق.
هذا الملك لا يفضل الاغماء العضوي السريري ولكن هل هو خارج غيبوبة الوعي كانفصال عن الواقع والمحيط؟ يمكن القول، بعد كل هذه الثورات والاسباب والآلام والدروس والعبر وغياب وعي الواقع وتحولاته واجياله وفقدان المرونة العقلية، ان ملك دلمون يعيش في حالة غيبوبة في قمة يقظته، لأن اليقظة الحقيقية هي ليست يقظة عضوية، بل يقظة الوعي والضمير، والحرن والعناد ليس حزما أو ثورية، وإلا لصار جميع حمير الوطن العربي ثواراً.
18/2/2011
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
|
لا للأحتلال |
|
---|
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|