الجيش المصري معتقل في الثكنات
حمزة الحسن
الجيش المصري العام معتقل في الثكنات تحت أوامر الانذار القصوى وهو تقليد معروف في الديكتاتوريات الحديثة، وما نشاهده على الشاشات في ميدان التحرير وفي غيره هي قوات النخبة التي تعمل بأمرة الرئيس وليس وزير الدفاع، لأن قوات النخبة ومن بينها الحرس الملكي والحرس الرئاسي أو الجمهوري تخضع فقط لأوامر القائد العام وهو الرئيس ويعرف في التقليد العسكري باحتياطي القيادة العامة ويستلم أوامره مباشرة من القصر.
ان النسخة العسكرية في ميدان التحرير هي ليست القوات المسلحة المصرية بل هي قوات الحرس الرئاسي وتلعب دوراً قذراً منذ الثورة المصرية المستمرة وحتى اليوم ومن هذه الأدوار ، اضافة الى ما جاء في مقال سابق بعنوان( الخداع: الجيش المصري ينقذ الديكتاتور) هو خلق الانطباع الخادع بحيادية الجيش المصري وهو حياد زائف تكشف في تخلي وحدات النخبة عن حماية الجموع من هجمات البلطجية والسيارات المسعورة والرصاص والحجارة وغيرها لأن هذا يتم بالتنسيق بين القصر الرئاسي وبين قادة هذه الوحدات التي لا تتعاطف أبدا مع الشعب وهي لن تظل على هذا الوضع اذ بدأت تلوح تكتيكات تطويق ومحاصرة وربما تنتقل في يوم اخر الى الهجوم المسلح لاخلاء الساحة في اللحظة التي تقرع اجراس الخطر النهائية للنظام.
الجيش المصري المكون غالبيته من ابناء العمال والفلاحين والفقراء الذين هم في الشوارع الآن، معتقل في الثكنات وممنوع عليه الخروج بعد وقف الترخيص بالخروج ووقف الاجازات ووضع الجميع تحت المراقبة المشددة وحالة الانذار القصوى وهو اسلوب متبع لدى الانظمة الديكتاتورية.
قوات النخبة الرئاسية طورت اساليب عملها بعد تثبيت الثورة في الساحات العامة عبر الخداع والحياد الزائف ولكنها مستعدة للدخول في وقت قادم في مواجهة مباشرة مع الشعب ولو كانت مواجهة دموية لأن هذه القوات مرتبطة مصيرياً ومهنياً ووجودياً بالنظام وبالديكتاتور.
6/2/2011
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
|
لا للأحتلال |
|
|---|
