<%@ Language=JavaScript %> الخداع: الجيش المصري ينقذ الديكتاتور حمزة الحسن 

 

 

الخداع: الجيش المصري ينقذ الديكتاتور

 

حمزة الحسن 

 

الخدعة الكبيرة الواضحة التي اشيعت عن حيادية الجيش المصري من الثورة هي واحدة من أكبر خداع النظام التي يبدو انه كان قد جهزها مع حلفاء من الداخل والخارج والتي انطلت على الجميع نظرا للاساليب الماكرة التي يختلط فيها علم النفس والقانون العسكري والمخابرات والاعلام والسلوك المراوغ. هذه بعض الحيل التي تكشف زيف واكذوبة حيادية الجيش المصري:

 

أولا: قام طيران الجيش الحربي منذ الحشود الاولى في ميدان التحرير بالتحليق فوق الجموع في وضعية الانقضاض والقصف وهي وضعية لا تتخذها الطائرات الحربية الا في حالات الهجوم والقصف، وهذه الوضعية فوق حشود مسالمة تعد لوحدها جريمة وفق كل قوانين العالم نظرا للاثار النفسية المخربة على الناس والحوامل والمرضى والاطفال وغيرهم.

 

ثانيا: قسم الولاء من المشير طنطاوي وزير الدفاع في الحكومة الجديدة يشكل اعلانا صارخا في ولاء المؤسسة العسكرية للنظام والقسم يتضمن فقرات صريحة في الحفاظ على الدستور والتشريع والامن والخ وهي تعني في النهاية النظام لأن هذه الانظمة تدمج بين الوطن والحاكم والنظام.

 

ثالثا: الدبابات التي تطوق الجموع في ميدان التحرير بحجة الحماية هي كذبة واضحة لأن الغرض هو اثبات هيبة النظام ـ تجميد الثورة في مكان محدد ـ وهذا الوضع هو تلويح بالقوة فيما اذا خرجت الجماهير نحو القصر الرئاسي وضربها بحجة الحفاظ على الامن والمؤسسات من التخريب.

 

رابعا: حالة الانذار القصوى في الجيش ـ غير المعلنة في وسائل الاعلام ـ هي نوع من الاعتقال الاداري خشية التمردات العسكرية ووضع الضباط تحت المراقبة المركزة ومنع الجنود وغالبيتهم من الفقراء من التعاطف مع الثورة أو الانضمام للناس، واذا كان الجيش لم يقم بعملية القمع المباشرة للثورة، فإنه شكل حراسة منيعة للديكتاتور والنظام ومنحه الوقت لكي يعيد بناء المؤسسة السياسية الحاكمة ويستوعب الصدمة، كما ان الساعة لم تحن لذلك وهي الزحف نحو القصر، واذا كان قد تجنب ذلك ايضا حتى الان، فلأن هناك خشية من تمرد عسكري يندلع كالنار في الهشيم لا يمكن السيطرة عليه لذلك تم وضع الجيش المصري في ثكنات تحت حالة الانذار القصوى في نوع من الحجز والحجر والاعتقال باسم القوانين العسكرية والخطر والعرف الخ.

 

خامسا: ظهور وزير الدفاع بين الجنود والناس في وضعية المسالم والمحايد هو لتعميق هذا الوهم الكبير وتعذيته باستمرار وستتبعه خطوات سيكولوجية اخرى كما سنشير.

 

سادسا: بعد أن بلعت الجماهير طعم الخديعة وحياد الجيش الوهمي، ظهر ضابط عسكري كبير قبل يومين يشكر الناس على ( الهدوء) و( الثبات في المواقع) و( التعبير السلمي) وهي مفردات يراد منها تكريس وضعية التحنيط والجمود في الساحات العامة وتصوير الامر على انه سلوك جماهيري وطني واخلاقي مادام الامر لا يتعدي الزحف نحو القصر الرئاسي وهو هدف الجموع لكن تم تثبيته بهذه الحيل. كما ان هذا النداء من الجيش عن( اخلاقية الجماهير) وسلوكها المتحضر يتضمن انذارا مبطنا بان الجيش لن يقف مكتوف الايدي اذا خرجت الامور عن ما هو مرسوم وجيوش هذه الديكتاتوريات تمتلك قاموسا خاصا بها.

 

سابعا: بناء على هذا السلوك الماكر والمتسلسل من قادة الجيش، وبصورة مراحل وبهدوء، قام الجيش اليوم باذاعة بيان يدعو فيه الناس بالعودة الى المنازل لأنه، بناء على هذا المنطق، ليس هناك ما يبرر بعد هذه الثورة لأن الرئيس المصري حقق في أقل من خمس دقائق ما لم يحققه في عقود.

 

على المستوى السياسي، قام الديكتاتور بتوجيه خطابه المتلفز الموجه بالدرجة الاساس الى الاحزاب المعارضة وليس الى الجمهور العام الذي لا يعرف كيف يخاطبه ولكنه عليم بنوايا الاحزاب المعارضة سواء المصنعة أو التي ركبت الموجة وتعهد لها باصلاحات مع ان الثورة تنادي بهدم النظام. مع دخول السفارة الامريكية على الخط والاتصال ببعض زعماء المعارضة، يلوح في الأفق نوع من التهدئة المريبة أو خطر مصادرة الثورة. يمكن القول الان ان الديكتاتور المصري على وشك الافلات من الثورة والمصير المتوقع بدعم قادة الجيش والحلفاء في الخارج والأهم من ذلك خيانة الاحزاب التقليدية للشعب المصري وهي جريمة لا تغتفر.

hamzaalhassan@hotmail.no

www.alaazal.com

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب والروائي العراقي حمزة الحسن

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا