<%@ Language=JavaScript %> حيدر قاسم الحجامي في العراقية ...يضيع الجمل بما حمل
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

في العراقية ...يضيع الجمل بما حمل ..!

 

 

 حيدر قاسم الحجامي

منذُ أعوام وانأ وغيري من المتابعين أو" نصف"  المتابعين على الأقل نتابع  العراقية القناة الشبه حكومية والتي تتبع لشبكة الإعلام العراقي التي كان من المؤمل إن تكون شبيه بشبكة الـ BBC  الشهيرة تلك الشبكة التي ظلت رغم سيطرة المصريين "الناصريين " عليها إلا إنها تمثل وجه بريطانيا العظمى بشفافيته كما يؤكد خبراء الإعلام العربي ولستُ إنا وتعطي للمتابع صورة جيدة عن حياديتها والتزامها المهني   .

 ولكن قناتنا العراقية التي تصرف لها الدولة العراقية المليارات الكثيرة وهيكلها الإداري والوظيفي الكبير  ومدرائها العامين الذين يعدون بالعشرات ،  نراها  قناة محكومة بإطار الحكومة تدور في فلكها ولا تستطيع الخروج على خطوط من يرسمون لها السياسة الإعلامية  وهم معروفون ،   فهي مثال نادر لتزيف الحقائق وتغيب الرأي الأخر  بل وإلغاؤه تماماً ، بل ظلت قناة تعيش خارج هموم الناس بعيدة عن تطلعاتهم تتعامل بانتقائية واضحة بين الفرقاء السياسيين  ولا تقف في مساحة واحدة منهم ، حتى إن المشهداني "رئيس البرلمان الأسبق " طالب بإغلاقها وتوعد "وأرعد وأزبد " ولم يتم أي شيء سوى استبعاد السيد "حبيب الصدر"  الى سفارة الفاتيكان واستبداله بغيره ولكن الأمور في العراقية ازدادت  سوءاً وانحداراَ ، وليس السيد  النجيفي رئيس البرلمان الحالي  ببعيد عن انتقاد العراقية ومهاجمتها علناً في جلسة للبرلمان العراقي .

 فالعراقية اليوم  لا تعدو كونها بوقاً للحكومة "صدقاً وكذباَ " فلا يمكنك وان تشاهد العراقية مثلاً إن ترى برنامجاً مخصصاً لمناقشة مشاكل الناس وهمومهم وتطلعاتهم لا بل وصل الأمر للتعتيم على العراقيين في العراقية !  .

الكل يتذكر مظاهرات الكهرباء العنيفة التي شهدها الجنوب الذي التهب بفعل تواصل نقص الخدمات وسوء الإدارات  والبطالة والتهميش وسيطرة الأحزاب الحاكمة على الوظائف العامة وتدني المستوى الصحي والتربوي  ، فاغلب فضائيات العالم الكبير الواسع تابعت ما يجري في الناصرية والبصرة والحلة وكربلاء وغيرها من المحافظات ،  إلا العراقية أحجمت بل والتزمت الصمت المريب في خطوة مكشوفة لحجب أصوات الناس التي ارتفعت منددة آنذاك   

كل هذا يهون ولكن إن يصل الأمر الى تتجاهل هذه القناة دماء العراقيين التي يزهقها الإرهاب وتعطي الإذن "الطرشة " الى كل دوي الانفجارات والمفخخات التي تفجرها عصابات القاعدة والبعث الصدامي وغيرها ، وكأنما الأمر خارج العراق ، فهذا مؤشر خطير وخطير جداً .

خصوصاً وان القناة تمارس تعتيماً  متواصلاً منذ أعوام عديدة ، فهي في كل حادث تتعمد إن تقلل حجم الخسائر وان تقلل من شأن الخروقات الأمنية الواسعة في مسعى واضح للتستر على الفشل الحكومي في السيطرة على الملف الأمني في بغداد والمحافظات بل وتبرر من خلال  استضافة قادة امنين ، وخير  دليل  هو  الانفجار شهدته الشعلة تلك المدينة المقهورة المليئة بالفقراء ،  والذي أودى بحياة أكثر من 48 عراقي بريء وأكثر من 100 جريح وحينما كانت اغلب الفضائيات العراقية وحتى العربية ،  تغطي هذا الحادث الإرهابي كانت العراقية تغط في نوم عميق وتبث برنامجاً رياضياً ! ، والى المساء من ذلك اليوم ليظهر علينا شريط إخباري  هامشي في العراقية مفاده  استشهاد 15 شخص وإصابة 20 جريح في انفجار إرهابي في الشعلة  ! وانتهى الأمر، متجاهلة ما قام به أهالي الشعلة من حركة احتجاج كبيرة على الفشل الأمني . 

 ليحل محله خبر أخر عن نشاط السيد رئيس الجمهورية المحمي في الخضراء وبعده بساعات يختفي الخبر نهائياً ولتذهب أرواح أبناء "الخايبة " هباءاً منثوراً ما دامت العراقية حريصة على إن لا تجرح مشاعر السادة السياسيين الذين يواصلون الليل بالنهار لإيجاد صيغة تضمن اقتسام كعكة الوزارات  الأمنية  وان لا تشوه صورة عمليتهم السياسية التي لم يجن منها شعبنا سوى الفقر والعجز واستشراء الفساد المالي والإداري وتضخم كروشهم من أموال الناس المنهوبة.

لستُ في موضع التحريض أو التجني على قناة العراقية بل إنا متعاطف مع كل العاملين في هذه المؤسسة كونهم أناس موظفين ممكن  إن يجدوا أنفسهم على الأرصفة إن حاولوا إن يتجاوزا الخطوط الحمراء التي تحضر انتقاد الحكومة ورموزها  ، وقد جرب بعض الإعلاميين ووجدوا الأرصفة تنتظرهم ولكني أدعو السلطة التشريعية باعتبارها  صوت الشعب المدوي إن تقف بوجه هدر المال العراقي على مؤسسة أصبحت تمثل جزءاً من منظومة التظليل والتعتيم  وان يرفضوا وبشجاعة  قرارات المحكمة الدستورية التي تربط الهيئات المستقلة بالحكومة وهذا مؤشر واضح الخطورة  على تراجع الديمقراطية وضيق هامش الحرية في العراق واستخدام الإعلام الرسمي  لحجب الحقائق و  لتظليل الناس  .

كذلك هي دعوة  إلى  تشكل  لجنة برلمانية  لمتابعة هذه القناة ويحددوا مساراتها بما يتوافق مع الحرية الإعلامية  التي يعيشها العالم وما يضمنه الدستور من حرية تداول المعلومة وسهولة الوصول إليها ،  فلا يمكن إن تستمر وسيلة إعلامية في التستر على الفشل الأمني والحكومي والى جانبها المئات من وسائل الإعلام التي تنقل  الحدث أولاً باول .

 

حيدر قاسم الحجامي

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا